" كاد المريب أن يقول خذوني "
25 / 1 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
هذه العبارة قالتها العرب وأرسلوها مثلا يُضربُ لمن استسرَّ فاحشة أو احتضن ريبة . ومما قالوا أيضا : " الشيءُ بالشيءِ يُذكَر " ... وهناك شيء يجول في نفسي ، أخفيه ولا أبديه ، مخافة أن أظلم غيري بتهمة هو منها براء . ولكنك حين تجد القول هو القول ، والسلوك هو السلوك ، لا يسعك إلا أن تقيس الأشباه على النظائر ، وتقول هذا من ذاك ..
فحين ترفع داعش شعار " الدولة الإسلامية باقية وتتمدد " ألا تذكر بما كان يردده زبانية الحكم الطائفي " دولة البعث إلى الأبد " وما قاله بن غوريون ذات يوم " إسرائيل باقية وتتمدد " .
وحين تسمع الدواعش يقولون : " البغدادي أو لا أحد " أليس هذا هو نفس شعار العصابة الحاكمة القائل : "إلى الأبد يا حافظ أسد " ..
وحين تهدر داعش دماء مخالفيها ، ألا تشبه في هذا النظام الأسدي الذي هدر دماء معارضيه ، وحكم بإعدامهم .؟
ثم تعالوا بنا نقارن طريقة وصول البغدادي إلى منصب " الخلافة " وطريقة وصول حافظ الكر إلى الرئاسة .. إنها نفس الطريقة ، لا تختلف عنها ولا مليم ..
فالأسد بدأ خداما لصلاح جديد ومحمد عمران .. ثم انقلب عليهما بالحركة التصحيحية ، وأزاحهما من الطريق ، واستلم الحكم .. متسلقا إليه وزارة الدفاع وبيع الجولان لإسرائيل .. ثم الأمين العام لحزب البعث . ثم رئيس الجمهورية . يقمع شعبه ، ويؤمن حدود إسرائيل .
والبغدادي ، بدأ موزع بريد عند معلمه الزرقاوي ، ومعاونيه أبو عمر البغدادي ، وأبي حمزة المهاجر ، ثم وبظروف غامضة اغتيل الزرقاوي .. وبنفس الطريقة اغتيل خلفه العراقي .. وفجأة لمع نجم البغدادي . فصار أميرا لدولة الإسلام في العراق والشام ثم خليفة للمسلمين .. يقتل المسلمين ويترك النصيريين والمجوس واليهود ..
تلك الطريقة الملتوية التي قفز بها البغدادي إلى إمارة داعش ، تشبه الطريقة التي توصل بها حافظ الجحش إلى الحكم تماما ، فقد قام البغدادي بتصفية الزرقاوي ، وتصفية خلفه أبي عمر العراقي .. أما المهاجر فقد وشى به فقبض عليه وأودع في أحد سجون مصر ...
نفس السيناريو الذي فعله حافظ الكر في الحركة التصحيحية ، التي غدر فيها برفاقه واستلم السلطة واستأثر بها من دونهم .
وحين تتهم داعش كل مخالف لها في الرأي ، بأنه : " كافر . مرتد . مارق . منافق .. " فهي في ذلك أشبه باتهامات العصابة الحاكمة لمن يعارضها بأنه " رجعي . إمبريالي . خائن . عميل لإسرائيل .. "
ألا يوحي لك هذا التوافق بينهما ، بأن داعش تدار بعقلية المخابرات التي كانت تحكمنا في يوم ما .؟؟ ولنا أن نسأل بشكل أشد صراحة : ألا يمكن أن تكون داعش مخترقة من المخابرات السورية والإسرائيلية .؟ فهي تدار بنفس الطريقة ، ونفس العقلية .؟؟