خبر .. وتعليق : الطيار الأردني الأسير عند داعش ، في بدلة الموت :
بقلم : أبو ياسر السوري
23 / 1 / 2015
===============
خبر .. وتعليق : الطيار الأردني الأسير عند داعش ، في بدلة الموت :  Cg1kC5الأربعاء في 24/12/2015 أطلق تنظيم داعش صاروخا حراريا باتجاه طائرة أردنية كانت تشارك في غارة على عناصر التنظيم المتواجدين في مدينة الرقة ، فأسقطها ، وقذف الطيار منها ، ليهبط قرب مياه نهر الفرات . فاختبأ في إحدى حومات الماء المتواجدة على طرف النهر .. ولكن سرعان ما عثر عليه عناصر داعش واقتادوه أسيرا .
خبر .. وتعليق : الطيار الأردني الأسير عند داعش ، في بدلة الموت :  PeFERE
وبعد إجراء تحقيق مبدئي معه عثروا على هويته ، التي تم تصويرها ونشرها مع بقية الصور التي التقطت له ، لقطع الشك باليقين ، بأن الطيار الأردني معاذ صافي يوسف الكساسبة (26عاما) هو أسير في قبضة داعش .
خبر .. وتعليق : الطيار الأردني الأسير عند داعش ، في بدلة الموت :  12OJFrالشعب الأردني كان في حالة من الذهول ، استيقظ عليها صباح يوم الأربعاء لسماعه بأسر الطيار ، الذي كان يقوم بقصف مدينة الرقة السورية الآهلة بالسكان المدنيين ، الذين يتواجد بينهم كثير من تنظيم داعش .
لقد عرف الأردنيون أن دولتهم تشارك التحالف في قصف المدن السورية ، بذريعة ضرب داعش ومحاربة الإرهاب . فانقسم الناس فريقين :
 فريق متعاطف مع الطيار ، ومؤيد لمشاركة الأردن في الضربات الجوية التي ينفذها التحالف ضد ما يسميه " الإرهاب " يقوم بمسيرات يرفع فيها لافتات تقول " كلنا معاذ الكساسبة " ..
وفريق آخر متعاطف مع الطيار ، ولكنه غير مؤيد لمشاركة الأردن لدول التحالف في قصف المدن السورية ، وهؤلاء رفعوا لافتات تقول " هذه ليست حربنا " .
أما الشارع السوري ، فالدواعش فخورون بهذا الإنجاز ، وبقية الشعب السوري ، معترض على مشاركة الطيران الأردني في ضرب مدنهم ، وإزهاق أرواح المدنيين بصورة عشوائية ، بدون تفريق بين مدني أعزل مسالم ، أو داعشي مسلح محارب ..
أما أقرباء الطيار ، فلا يهمهم سوى أن يرجع لهم الطيار البطل ، الذي كان يؤدي واجبه الوطني ، في إبادة الأعداء ، على جبهات الرقة وحلب والغوطة وكوباني وما حولها .. حتى الملك مهتم بشأن الطيار . حتى وزير الإعلام كذلك أدلى بدلوه في الحديث عن الطيار البطل .. وحتى كانت هنالك بعض الأخبار الصحفية التي تقول : إن هنالك عملية كومندس سوف تتم في الأيام القادمة لاستنقاذ الطيار عنوة من قبضة الأسر .. وحتى السفيرة الأمريكية في عمان وعدت أنها لن تدخر وسعا في إطلاق سراح الطيار المقاتل معاذ الكساسبة .. ونسيت المسكينة أن الصحفي الأمريكي قامت داعش بذبحه ذبح الشاة والعالم ينظر ، ولم تستطع أمريكا أن تحول دون قتله ..
وهنالك من كان موقفه بين بين ، فمثلا قال فهد الخيطان المستشار السياسي لجريدة الغد الأردنية : إن تنظيم الدولة "سيستثمر الرهينة" لكنه أردف أن لا أحد يستطيع توقع سلوك "التنظيم الإرهابي"، مع أنه شخصيا يرجح خيار القتل ، لكن قبل الجزم بذلك "علينا أن نعرف جيدا ما إذا كانت هناك مفاوضات جدية حقيقية لغلق الملف بأقل الخسائر" .
وتدور أحاديث في الأردن عن سيناريوهات محتملة للتفاوض مع آسري الطيار، من ضمنها أن يتم ذلك عبر وسطاء من العشائر في الرقة ، أو عن طريق بعض الإسلاميين في الأردن، كما تم الحديث عن سيناريوهات محتملة لإطلاق معتقلين في سجون الأردن ، مقابل إطلاق تنظيم الدولة سراح الطيار الكساسبة .
التعليق :
=====
العالم بأسره يهتم لطيار قاتل .. ويبدي كل مظاهر الرحمة والتعاطف معه ، ومع أهله وذويه .. ولا يسألون عن السوريين الذين كان هذا الطيار يرمي فوق رؤوسهم حمم الموت ، التي تودي بحياة العشرات في كل طلعة وقصف .!! اليس غريبا هذا .؟ أليست مفارقة ظالمة .؟ الظلم ظلمات يوم القيامة . ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ..
لا شك أن لهذا الطيار أب وأم وإخوة ، ولا شك أنه يحزنهم أن يصيبه مكروه .. ولكن أليس لأبناء الآخرين من يتألم لموتهم على يد هذا الطيار وأمثاله ..
كنا ندفع من أموالنا وقوت أبنائنا لتسليح جيشنا ، ليخوض معركة فاصلة مع العدو الإسرائيلي ، فلم يطلق رصاصة على العدو خلال أربعين عاما ، وها هو يقتلنا ويبيدنا بهذا السلاح .. وكنا ننتظر أن تقوم الأردن باسترجاع الأراضي الفلسطينية المغتصبة ، وإذا بها تمارس سياسية الاحتفاظ بحق الرد على مدار ستة عقود ، ثم أول ما شطحت نطحت ، فجربت طيرانها في قصف المدن السورية .. وحتى مصر أيضا ما قصرت ، فهي ترسل الصواريخ لبشار الأسد ليقتل السوريين ، الذين يفكرون بتحرير فلسطين من اليهود .. فليمت كل العرب .. ولتسلم إسرائيل لقادة العرب .