فرنسا تخسر17 قتيلا فتبكيهم أهل الأرض والسوريون لا بواكي لهم :
12 / 1 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
=============
 أولا : يوم الخميس الماضي 9 / 1 / 2015 وقع في العاصمة الفرنسية باريس حادثان إرهابيان ، هز كيان من فيها . وقد أمر السكان بلزوم بيوتهم حفاظا على حياتهم . والجدير بالذكر أن الحادثين قد تزامنا معا في لحظة واحدة ، وأن تنسيقا تاما كان بين المنفذين فيهما .
ولم تتمكن الشرطة الباريسية من السيطرة على الوضع إلا بعد غروب الشمس من يوم الجمعة الموافق 10 /1 / 2015 .. وإليكم صورة ما جرى في هذين الحادثين :
الحادث الإرهابي الأول :
( الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الباريسية الساخرة )
قام الأخوان الشقيقان - سعيد كواشي (34 عاماً) وشريف كواشي (32 عاماً) بمهاجمة المجلة المذكورة " على خلفية قيام هذه المجلة بنشر رسوم تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد استطاع الأخوان كواشي أن ينفذا هذه العملية بنجاح تام ، فتمكنا من قتل 12 شخصا كانوا متواجدين في مبنى  المجلة أثناء الهجوم ، كان من بينهم رئيس تحرير المجلة ، و4 رسامي كاريكاتور .. كما قاموا بإحراق أرشيف المجلة ، وخرجا بكل ثقة ، فاحتجزا سيارة ، فركبا فيها وانطلقا . فتوقفا أمام حاجز شرطة يعالج حادثا مروريا ، فترجل الأخوان ، وفتحا النار على رجال الشرطة ، فمات أحد الشرطة وجرح الآخر ، وتابع الأخوان الهرب .. ثم تخلصا من السيارة وهربا . ولم تتمكن السلطات الفرنسية من القبض عليهما ، وما يزال البحث عنهم جاريا حتى الآن .
الحادث الإرهابي الثاني :
هجوم على [ سوبرماركت " بورت دي فينسينيس" وهو متجر يهودي في باريس ]
قام به " أميدي كوليبالي " وصاحبته " حياة بومدين " . صرح بعض الناجين لاحقا ، بأن كوليبالي باشر بفتح النار بمجرد دخوله إلى المتجر ، فقتل أربعة أشخاص من الموجودين فيه ، واحتجز الباقين كرهائن ..  
وقد صرح كوليبالي  بأن سبب هجومه على هذا المتجر اليهودي ، إنما كان بسبب قيام فرنسا بمهاجمة المسلمين في مالي والشرق الأوسط ، والغارات التي تشنها على تنظيم داعش ، وقيامها أخيرا بحظر النقاب على المسلمات ...
ولكن الشرطة قاموا بمهاجمة كوليبالي ، وتمكنوا من قتله .. أما رفيقته حياة بومدين ، فقد تمكنت من الفرار ، مستغلة حالة الارتباك أثناء عملية هروب الرهائن ، الذين كانوا يتراكضون خارجا .. ولم يعثر على حياة بومدين حتى الآن .
ثانيا :
قال أليكس ديلاخوسيه، الصحفي بتلفزيون BFMTV الفرنسي الشقيق لـCNN إنه أجرى اتصالات هاتفيا مع كوليبالي خلال وجوده في المتجر مع الرهائن، وأكد له المسلح أنه من عناصر داعش، وقد رتب للعملية بالاتفاق مع الأخوين سعيد كواشي ، وشقيقه شريف .
ورد كوليبالي على سؤال ديلاخوسيه له حول ما إذا كان يعرف شريف وسعيد كواشي فرد بالقول : " أجل وقد نسقت هذه العملية معهما " مضيفا" كان التنسيق يتطلب أن أقوم بمهاجمة الشرطة بمجرد أن يقوما بمهاجمة صحيفة شارلي إيبدو "
وتجري حالياً عمليات بحث واسعة عن الأخوين كواشي في مناطق الغابات بشمال فرنسا، حيث كشفت مصادر مقربة من التحقيقات أن مروحية تابعة للشرطة ربما رصدت المشتبه بهما، وتشارك مروحيات مزودة بأجهزة رؤية ليلية في تمشيط الغابات بمقاطعة "بيكاردي"، بالقرب من الحدود مع بلجيكا.
ثالثا :
قادت التحريات عن العناصر الذين قاموا بهذين الحادثين إلى أنهم ينتمون إلى القاعدة ، وأن سعيد كواشي سبق أن ذهب إلى اليمن ليتدرب على استخدام السلاح ، أيام كان أنور العولقي في التنظيم ، ويترأس العمليات الخارجية ، قبل أن يلقى مصرعه في سبتمبر عام 2011 .
 قبيل مقتله بساعات، أعلن أحمدي كوليبالي لقناة تلفزيونية فرنسية انتماءه لتنظيم الدولة الإسلامية ، مؤكدا أنه نسق هجماته مع الأخوين كواشي"
رابعا :
لنسلم جدلا أن كل ما قاله الإعلام الغربي والعربي ، حول منفذي هاتين العمليتين الإرهابيتين ، ولنسلم أنهما من القاعدة .. فما ذنب المسلمين المقيمين في فرنسا وهم لم يشاركوا ، ولم يخططوا ، ولم يأمروا ، ولم يعلنوا رضاهم عما جرى .؟ ثم إن القاعدة التي يصفونها بالإرهاب هي حليفة لإيران ، وحليفة لبشار الأسد كذلك ، فما يدرينا لعلها نفذت هاتين العمليتين ، وفي هذا التوقيت بالذات ، لتؤكد للمجتمع الدولي أن بشار الأسد هو الضمانة الوحيدة لمحاربة الإرهاب نيابة عن المجتمع الدولي بأسره .؟ فيحصل على مزيد من التأييد لبقائه في كرسيه . ومما لا شك فيه أن إيران وبشار لا يتورعان عن القيام بأية جريمة لا إنسانية في سبيل مصالحهما الخاصة  في المنطقة . فلماذا يذهب الفرنسيون بعيدا في التفتيش عن المجرم .؟ ليس كل المسلمين داعش .. وليس كل المسلمين مع القاعدة .. فالغرب هو الذي صنع القاعدة .. وإيران هي التي فتحت لها ابوابها ، وما زالت على وفاق سري تام معها ، لهذا تقوم القاعدة بالتفجير ، والإرهاب في كل مكان في العالم إلا في إيران .
خامسا :
بقيت ملاحظات بسيطة ، يحسن أن لا تفوتنا في هذه المناسبة .. ألخصها بالأسئلة التالية :

- لماذا يرتكب الجريمة شخص .. وتعاقب بسببه أمة بكاملها .؟؟
- لماذا يكيل المجتمع الدولي بمكيالين .؟
دليل ذلك أن مقتل 17 فرنسي في غضون أيام ، كان بمثابة زلزال ، اهتز له ضمير العالم من كل أركانه .. وشهدت فرنسا بسبب ذلك أكبر حشد رافض للإرهاب يوم أمس الأحد 12 / 1 / 2015 حتى يقال إن هذه المسيرات المؤيدة لفرنسا بلغت 3.7 مليون .. كان على رأسها قادة دول وملوك ورؤساء ووزراء .؟؟ منهم غربيون ومنهم عرب .. نذكر منهم على سبيل المثال : ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله بن الحسين . والرئيس الفلسطيني محمود عباس .. وكان على يمينهم نتن ياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ...
كل هذه الضجة من أجل مقتل 17 فرنسيا .. فلماذا لم يتحرك ضمير هذا العالم لمقتل مليون و(600) ألف سوري .؟ لماذا لم يتحرك العالم لمقتل 24 ألف طفل .. و15 ألف امرأة .؟ أليس السوريون بشرا كالفرنسيين .؟ أم ماذا .؟
أيها الباكون والمتباكون لمصاب فرنسا. اعلموا أننا لا نشمت بفرنسا. ولا يسعدنا أن يقتل أي إنسان ظلما ، مهما تكن ملته ، ومهما كان بلده وانتماؤه .. ولكن الشيء بالشيء يذكر ..!! وقد حرم الله التطفيف في الميزان والمكيال ، فقال عز من قائل : ( ويل للمطففين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون* ) ..
***