ظاهرة الوعظ ، هي إحدى المنجزات السلبية للثورة السورية :
بقلم : ابو ياسر السوري – 9 / 1 / 2015
=====================
الوعظ الديني صار قضية يحسن الوقوف عليها ، نظرا لما بات له من تأثير سلبي على الحركة الجهادية ضد النظام المجرم ، فبعد قيام الثورة السورية ، كثر لدينا الوعاظ على صفحات الفيسبوك ، ومواقع الإنترنيت ، حتى باتوا لا يحصون عددا .. بينما تضاءلت أعداد المجاهدين بنسبة عكسية ، ولم يبق لدينا من حملة السلاح ، سوى قلة قليلة ، يتناقص عددها يوما بعد يوم ..
والوعظ من حيث هو حق لا ريب فيه ، وقد ألفت فيه كتب ، تتحدث عن الترغيب والترهيب . وتحث على فضائل الأعمال ، ومكارم الأخلاق .. ولكنه مع ذلك ربما صار الوعظ أقرب إلى المعصية منه إلى الطاعة .. وذلك يتشاغل به كثير من السوريين عن واقعهم الأليم ، بحكايات وعظية ، ورقائق زهدية ، وينسون أنهم اليوم مستهدفون في وجودهم ودينهم .. فوعظهم في هذه الحال ، مذموم غير محمود ، لأنه إن كان صحيحا من حيث الرواية ، فهو لا يعدو أن يكون حقاً وضع في غير زمانه ولا مكانه .. أو موعظة ما أريد بها وجه الله ، وإنما أريد بها إرواء شهوة الكلام عند العرب ..
ولو تجاوزنا هذه النقطة ، ونظرنا إلى ما يترتب على تفشي الوعظ وانتشاره في هذه المرحلة من حياتنا نحن السوريين ، فيمكن القول بأن الوعظ في الظرف الحالي ، فيه صرف لوجوه الناس عن واجب الجهاد ومتطلباته ، إلى حكايات وأقوال ليس هذا وقتها ، بل هو مخالف للدعوة إلى الله لمجانبة الحكمة والموعظة الحسنة ..لأن الحكمة هي وضع الشيء في محله ..ونحن نضع الوعظ في غير محله ..
أضف إلى ذلك أنه إذا كان الواعظ جاهلا ، فجاء بالأحاديث الموضوعة ، فنشرها ، ودعا الناس إلى نشرها ، فهنا يزداد الأمر سوءاً ، ويكون صاحبنا ممن يساهم في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم " وليس على الكذب على النبي كالكذب على أحدنا ، فمن كذب عليه فليتبوأ مقعده من النار .
حكايات الرقائق يا سادة محببة إلى النفس ، وقد نرتاح لسماعها ، ونستمتع بمعانيها .. ولكنها حين تصرفنا عن الجهاد في سبيل الله ، والتحريض عليه بالمال والنفس ، فيمكن أن تكون المواعظ في هذه الحال ، من بعض مصائد الشيطان ، التي يشغلنا بها بالنافلة عن فريضة الجهاد في سبيل الله وهو ذروة سنام الإسلام ..