يا دي ميستورا .. سلم لنا على بان كيمون .؟
الرابط :http://aafak-thawrya.blogspot.com/
بقلم : أبو ياسر السوري
18 / 12 / 2014
==========
دي ميستورا ومِنْ قبلِهِ ، الإبراهيمي ، وروبرت مود النرويجي ، وكوفي أنان ، والدابي .. هؤلاء كلهم كانوا موفدين من منظمة الأمم المتحدة لحل النزاع السوري .. والمفترض أنهم وسطاء يتمتعون بفائض من الإنسانية . ومزيد من الدفاع عن حقوق الشعوب ...
فلماذا انحاز الدابي إلى النظام القاتل ، ولفق تقريرا لا ينتمي لا إلى حق ولا إلى إنسانية .!! وإنما يُصنف في خانة الكذب وتزوير الحقائق والانحياز إلى النظام القاتل .؟
ثم لماذا خلفه كوفي عنان ، فقام بدورٍ ، هو أقرب إلى التآمر منه إلى الشفافية .؟ ثم جاء من بعده النرويجي فلم يهش ولم ينش ..؟ ثم انتدب الأخضر الإبراهيمي ، فوصف على كل لسان بالمخضرم ، والعبقري ، والمحنك ، وصانع المعجزات ، الذي يخرج الزير من البير .!! وإذا به " سيقولون ثلاثة رابعهم .." .. فلم يرض ربه ، ولا ضميره .. ولا قدم ولا أخر .. سوى أنه منح النظام المجرم كسابقيه مهلة واسعة للقتل والإبادة ، وكان شاهد زور لتبرير العهر السياسي والفجور .
وأخيرا .. وبعد صمت دولي طويل .. تمخضت منظمة الأمم المتحدة فولدت لنا شيئا اسمه " دي ميستورا " فخرج علينا بسياسة تجميد البحر المالح . زاعما أن البحر إذا تجمد أصبح سطحا مستويا لا عوج فيه ولا أمتاً . ومؤكدا لنا أنه في حال تمكنه من تجميد البحر المالح ، سيأتي بما لم تستطعه الأوائل .. فيجعل من البحر طريقا لاحباً يتسع لجميع أنواع لسيارات ، ومطارا أسطوريا تدرج عليه كل الطائرات .. ونسأل دي ميستورا :
- كيف سيتحقق هذا الإنجاز المفيد ؟ فيقول : لست أدري كيف .. ولكنه ممكن .!!
- ونقول : لو قمت بتجميد البحر ، فسوف تقتل السمك الذي فيه . فيقول : نفكر له بطريقة للوقاية من الموت ..
- فنقول : وكيف .؟ فيقول : لست أدري .. ولكن ذلك ممكن .!! ثم يخرج علينا بكلام كبير ، لا يفهمه إلا فلاسفة اللامعقول ، فيقول : إن غير الممكن يجب أن يكون ممكنا ، والممكن يجب أن يكون غير ممكن . وقد جرت العادة أن يأخذ الناس من الماضي للحاضر والمستقبل ، ولكن العبقري يمشي بالزمن نحو القهقرى ، فيأخذ من المستقبل للحاضر .. ولن يكون العبقري مختلفا إلا إذا خالف طرائق التفكير المتوارثة بين البشرية ، وشكك في المسلمات البدهية . ويحق للوسيط الدولي العبقري أن يغمض عينيه ، ويسدَّ أذنيه ، ويزعم أنه يرى سهيلا في وضح النهار . ويسمع طنين بعوضة مترامٍ إليه من وراء البحار ...
:::
وخطةُ تجميد القتال في حلب عند دي مستورا .. كخُطوةٍ أولى لتجميد القتال في بقية المدن والمحافظات السورية وأريافها .. هي أشبه بخطة تجميد مياه البحر الأبيض المتوسط .. كخطوةٍ أولى لتجميد بقية مياه البحار والمحيطات على خطوات لاحقة .. ومهمة دي ميستورا ، لم تختلف في الواقع عن مهمة سابقيه من مبعوثي منظمة الأمم المتحدة .. كلهم جاء لتنفيذ مهمة دولية واحدة ، إنها اغتيال الثورة السورية ، وحز رأسها بسكين أمضى من سكاكين داعش .!! ولكنهم فشلوا جميعا .. لأن الثورة قد لفت حول عنقها طوقا واقيا من الفولاذ ، لم تستطع أن تعمل فيه سكاكينهم الغادرة ..
لهذا ، واختصارا للزمن ، ننصح دي ميستورا .. أن يتداوى من الزهيمر .. الذي ورثه عن سلفه الإبراهيمي .. ونسي أن السوريين الأحرار ، قد قالوا لأسلافه من مبعوثي الأمم المتحدة كلمة لن يرجعوا عنها ، مهما كلفهم الثبات عليها من تضحيات .. قالو لأسلافه يوما ما : إن ثورتنا كانت من أجل استرداد حريتنا وكرامتنا، ولن نقبل خلفا منهما ، ولا بديلا عنهما بأنصاف الحلول . فارجع يا ميستورا من حيث أتيت راشدا .. وسلم لنا على رئيسك " بان كيمون " وبلغه شكرنا لامتعاضه المتكرر ، وقلقه الشديد ..