الوثيقة التي تفسر كيف ولماذا وُجِدتْ إسرائيل :
وثيقة هنري كامبل بنرمان :
==============
إلى إخوتنا النخبة المثقفين ، الذين يستهينون بنظرية المؤامرة ، وينظرون باستخفاف إلى من يتحدث عنها ، أو يحذر منها .. ننشر هذه الوثيقة ، التي – أظن – أنه لم يسمع بها إلا القليل من عامة الشعب العربي . مع أنها وثيقة هي  من الخطورة بمكان . فحبذا لو قرأنا ما جاء فيها دون سأم ، فإن فيها تفسيرا لما يحدث للمسلمين الآن على الساحة الدولية ، في مشارق الأرض ومغاربها .. فلنقرأ ولنبتسم من طيبة من لا يزال يصدق بعض العبارات الكاذبة من مثل " محكمة العدل الدولية " وما عهدنا أثرا للعدل في أحكامها .. ومثل عبارة " مجلس الأمن " الذي أصبح مثارا للرعب بالفيتو الذي يشهره الظلمة على رؤوس الضعفاء لحرمانهم من كل حقوقهم .. ومثل " أصدقاء سوريا " لمن هم من ألد أعدائها .  
وثيقة كامبل بنرمان التي تفسر كيف ولماذا وُجِدتْ إسرائيل : L0JgxJ
قام حزب المحافظين البريطاني عام  1905 بتوجيه الدعوة الى كل من فرنسا وهولندا وبلجيكا واسبانيا وإيطاليا لعقد مؤتمر يتم من خلاله وضع سياسة لهذه الدول الاستعمارية تجاه العالم وبالذات تجاه العالم العربي   وفي عام 1907 انبثقت وثيقة  سرية عن هذا المؤتمر » وثيقة كامبل نسبة الى رئيس الوزراء البريطاني  آنذاك هنري كامبل بنرمان » .
 »إن البحر الأبيض المتوسط  هو الشريان الحيوي  للاستعمار  لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي الى القارتين الآسيوية والإفريقية وملتقى طرق العالم وأيضا هو مهد الأديان والحضارات . ويعيش على شواطئه  الجنوبية والشرقية  بوجه خاص  شعب واحد تتوفر له  وحدة التاريخ  والدين واللسان « 
 » هناك دول  لا تقع  ضمن الحضارة الغربية المسيحية  ويوجد تصادم حضاري معها  وتشكل تهديداً  لتفوقها وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص  والإسلامية بشكل عام « 
 » لقد دعا مؤتمر بنرمان الى إقامة  دولة في فلسطين بالتعاون مع المنظمة الصهيونية العالمية  تكون بمثابة  حاجز بشري قوي وغريب  ومعادي يفصل الجزء الإفريقي   من هذه المنطقة  عن القسم الآسيوي   والذي يحول دون تحقيق وحدة  هذه الشعوب العربية ألا وهي دولة إسرائيل « 
 » يشكل هذا المؤتمر النواة الأساسية والتي انبثق عنها كل من اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ومؤتمر فرساي ومؤتمر سان ريمو ومعاهدة سيفر ومعاهدة لوزان  وصدور قرار التقسيم 181بتاريخ 29/11/1947 وإعلان قيام دولة إسرائيل بتاريخ15/5/1948  وبتاريخ 11/5/1949 تبوأت اسرائيل مقعدها في الأمم المتحدة  بصفتها العضو 59 في المنظمة الدولية«  .
 وبعد قرن من الزمان على عقد هذا المؤتمر . لن يكون هناك سلام وأمن في المنطقة العربية قبل التوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية .
إن الخطر الأكبر بالنسبة الى الأردن لا يأتي من الداخل ولا من ثورات ما يسمى بالربيع العربي وإنما يكمن الخطر حين تقرر اسرائيل ضم الضفة الغربية وتكتمل فصول أكبر عملية تهجير لشعب من أرضه وتكتمل فصول اكبر جريمة إنسانية في التاريخ .
لقد تمكنت اسرائيل من تحييد القوة العسكرية لجمهورية مصر العربية بتحويل صحراء سيناء الى منطقة معزولة من السلاح وهي تحاول ألآن تحييد سوريا ولبنان والعراق والسعودية بعد أن تمكنت من تحييد الأردن من خلال المعاهدة الأردنية الإسرائيلية .
لا شك بأن اكتشاف الغاز في قبالة سواحل  غزة سوف يزيد من عمليات العنف والقمع في قطاع غزة .
هناك الكثير من الدول العربية التي ترغب في إيجاد حل للقضية الفلسطينية وتريد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل أو على الأقل إنهاء حالة العداء مع إسرائيل .
لقد وصل اليأس بالقيادة الفلسطينية حداً لم يسبق له مثيل فهي مقيدة من كل الجهات . الدول العظمى تصب في مصلحة إسرائيل . مجلس الأمن يصوت لمصلحة إسرائيل . والدول العربية لم تعد تنظر الى  القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الرئيسة ، لا سيما بعد تعاظم أثر الثورات واهتمام رؤساء الدول بترسيخ وتوطيد  أنظمة حكمهم . كما أن تعاظم النفوذ الإيراني في كل من العراق ولبنان وسوريا وفي منطقة الخليج قد دفع بعض الدول العربية الى خلط الأوراق وتغيير الأولويات باعتبار أن اسرائيل اقل خطراً من إيران على بعض دول الخليج .
كما أن الخلاف بين منظمة التحرير وحماس لا زال مسيطراً على القيادتين ويدفع ثمنه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
والتعصب الإسرائيلي الأعمى والتصريحات الهوجاء لرئيس الوزراء " نتنياهو " وإصراره في استمرار سياسة الاستيطان ورفضه حق العودة وتصميمه أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية الموحدة وأن الضفة الغربية يتوجب إبقاؤها منطقة منزوعة من السلاح باستثناء السلاح الإسرائيلي وأن تكون إسرائيل هي المسؤولة عن النقاط الحدودية بين فلسطين والدول العربية وعدم تحديد جدول زمني للتوصل الى أي اتفاق . هذه الشروط الموغلة في العنجهية والتطرف في فرض شروط مذلة ليس على القيادة الفلسطينية فحسب وإنما على كل القيادات العربية .
كل المعابر مغلقة ففلسطين هي سجن واسع والشعب الفلسطيني يعتمد على إسرائيل في نفطه وغازه ودوائه ولا تصل المساعدات الأجنبية الأمريكية والأوروبية والعربية إلا من خلال البنوك الإسرائيلية . والاحتلال الإسرائيلي هو آخر احتلال عسكري في العالم وهذا الاحتلال يشكل لطخة عار في جبين العالم بأسره ، وعلى رأسهم العالم الإسلامي ، والقيادات العربية ، والولايات المتحدة .
لقد اكتشف الغرب في بداية القرن العشرين النفط العربي وبالذات عام 1905 وأدركوا أن المنطقة العربية من أقصى الشرق الى أقصى الغرب تضم في جنباتها أكبر مخزون للنفط في العالم وبدأ الصراع بين الدولة العالمية الفتية الولايات المتحدة وبين دول أوروبا الباردة في السيطرة على منابع النفط منذ عام 1905
وقبل التطرق الى وثيقة السير هنري كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا (1905- 1908) لا بد لنا أن نتوقف عند محطتين رئيستين من محطات التاريخ  حتى تتضح لنا الصورة كاملة
1 - المؤتمر الصهيوني الأول
لقد تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية  عام 1897 بمشاركة كافة ممثلي الجاليات اليهودية في العالم من أجل إنشاء وطن قومي لليهود بزعامة ثيودور هرتزل  وتم اتخاذ القرارات التالية :
  إن هدف الصهيونية هو إقامة  وطن قومي  للشعب اليهودي  في فلسطين بالوسائل التالية . تشجيع  الهجرة اليهودية الى فلسطين . تنظيم اليهود  وربطهم بالحركة الصهيونية . واتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم للهدف الصهيوني ( إعطاءه شرعية دولية(  .
  • تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية بقيادة ثيودور هرتزل .
  • تشكيل الجهاز التنفيذي» الوكالة اليهودية» لتنفيذ قرارات المؤتمر ومهمتها جمع الأموال في صندوق قومي لشراء الأراضي وإرسال المهاجرين لإقامة  المستعمرات لليهود في فلسطين .
بعد انتهاء أعمال المؤتمر الصهيوني الأول خرج " ثيودور هرتزل " على الصحفيين والابتسامة العريضة تعلو شفتيه وقال لهم لقد قررنا إنشاء الوطن القومي لليهود وقد تضحكون إذا أخبرتكم أن هذا الوطن سيتحقق خلال خمسة أعوام وعلى الأغلب خلال خمسين عاماً على الأكثر .
وفي عام 1948 تم الإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل في أرض فلسطين المقدسة في قلب العالم العربي وفي قلب العالم الإسلامي .
2 - السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد
قام ثيودور هرتزل بإرسال رسالة الى السلطان  عبد الحميد الثاني وهذا نصها : » ترغب جماعتنا  في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه استرليني  يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود في فلسطين الى جلالته . تبلغ  الضريبة التي تضمنها جماعتنا  مائة ألف جنيه  استرليني في السنة الأولى  وتزداد الى مليون  جنيه استرليني سنويا ويتعلق هذا النمو التدريجي  في الضريبة بهجرة  اليهود التدريجية الى فلسطين . أما سير العمل  فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية . مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية
الهجرة اليهودية الى فلسطين التي لا نريدها غير محدودة فقط بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة  وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي . المضمون في القانون الدولي وفي الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي  تقرر لهم ( دولة شبه مستقلة في فلسطين ( ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية  الشكل المفصل  الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.
قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي  يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة الى أرض آبائهم  . سيكون لهذه الدعوة  قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً.
ولقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل  حيث جاء في رده :
» .. إذ ان الإمبراطورية التركية ليست ملكا  لي ، وإنما هي ملك الشعب التركي ، فليس والحال كذلك أن أهب أي جزء فيها ….. فليحتفظ اليهود ببلايينهم في جيوبهم  … فإذا قسمت الإمبراطورية  يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل . ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا « 
وفي وثيقة تاريخية مكتوبة بيد السلطان  عبد الحميد الثاني  بعد خلعه هي عبارة عن رسالة الى شيخه الشاذلي  محمود أبي الشامات جاء فيها « إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية  لسبب ما سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء  جمعية الاتحاد  المعروفة باسم ( جون تورك) وتهديدهم اضطررت وأجبرت  على ترك  الخلافة.
إن هؤلاء  الاتحاديين  قد أصروا وأصروا  عليَّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ورغم إصرارهم  فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف. وأخيراً وعدوا  بتقديم 150 مائة مليون ليرة انجليزية  ذهبا فرفضت هذا التكليف  بصورة قطعية أيضاً .
وأجبتهم  بهذا الجواب القطعي الآتي ( إنكم لو دفعتم  ملء الأرض ذهباً  فضلا عن 150 مائة وخمسين مليون ليرة  انجليزية ذهبا فلن أقبل  تكليفكم بوجه قطعي أيضا ) وبعد جوابي القطعي  اتفقوا على خلعي . وأبلغوني أنهم سيبعدونني الى (سلانيك) فقبلت بهذا التكليف الأخير .  هذا وحمدت المولى وأحمده  أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي  بهذا العار الأبدي الناشئ  عن تكليفهم بإقامة  دولة يهودية  في الأراضي المقدسة  فلسطين  «
3 - وثيقة كامبل السرية
دعا حزب المحافظين البريطاني كلا من  فرنسا  وهولندا  وبلجيكا واسبانيا وايطاليا عام 1905 الى عقد مؤتمر سري  استمرت مناقشاته لمدة عامين  وتم التوصل في نهاية المؤتمر الى وثيقة سرية عرفت بوثيقة كامبل نسبة الى رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت  هنري كامبل بنرمان
ولقد توصل المجتمعون الى نتيجة مفادها   » إن البحر الأبيض المتوسط  هو الشريان الحيوي للاستعمار  لأنه الجسر  الذي يصل الشرق بالغرب  والممر الطبيعي الى القارتين الآسيوية  والإفريقية  وملتقى طرق العالم  وأيضا هو مهد الأديان  والحضارات والإشكالية  في هذا الشريان  أنه يعيش على  شواطئه الجنوبية  والشرقية  بوجه خاص شعب واحد  تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان » وإن أبرز ما جاء  في توصيات هذا المؤتمر   :
1 - الإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة
وعلى هذا الأساس  قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة اليهم الى ثلاث فئات
الفئة الأولى : دول الحضارة الغربية  المسيحية ( دول أوروبا  وأمريكا الشمالية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول  هو دعم هذه الدول ماديا وتقنيا . لتصل الى أعلى مستوى من التقدم والازدهار .
الفئة الثانية دول لا تقع ضمن  الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديداً  عليها ( كدول أمريكا  الجنوبية  واليابان وكوريا  وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول  هو احتواؤها وإمكانية دعمها  بالقدر الذي لا يشكل تهديداً  عليها وعلى تفوقها .

الفئة الثالثة
: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية  ويوجد تصادم حضاري  معها وتشكل تهديداً  لتفوقها ( وهي بالتحديد  الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام ) والواجب  تجاه هذه الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال  ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم  التقنية
.
2 - محاربة أي توجه وحدوي  فيها :
ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر الى إقامة  دولة في فلسطين  تكون بمثابة  حاجز بشري  قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الإفريقي  من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي  والذي يحول دون تحقيق  وحدة هذه الشعوب ألا وهي دولة إسرائيل  واعتبار قناة السويس  قوة صديقة للتدخل الأجنبي  وأداة معادية لسكان المنطقة.
فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف. واستمر تجزئة الوطن العربي وإفشال جميع التوجهات الوحدوية إما بإسقاطها أو تفريغها من محتواها، ولا يعني هذا الأمر بالضرورة تدخلاً إسرائيلياً وإنما هو مصلحة لوجود إسرائيل من جهة وللتعاون بينها وبين القوى الخارجية الطامعة بالعرب من جهة ثانية. أقدمت الاتفاقية إلى الحد من نهوض العرب ومنعهم من التقدم وامتلاك العلم والمعرفة وذلك من خلال سياسات الدول المتقدمة التي تمنع عن العرب وسائل ولوج العلم وامتلاك إمكانية تطويره والمساهمة في إنتاج المعرفة. إن من أسباب حالات العداء والمنازعات الرئيسة بين الدول العربية الصراع مع إسرائيل والموقف من هذا الصراع ودور القوى الخارجية في دفع هذه الدولة أو تلك لاتباع سياسات تتعارض مع مواقف دول أخرى، مما يشكل سبباً جوهرياً للتوترات العربية. وحتى مشاكل الحدود بين بعض الأقطار العربية يمكن أن تعزى إلى العامل الخارجي في معظمها.
في عام 1905 دعا حزب المحافظين البريطاني سرّاً إلى عقد مؤتمر يهدف إلى إعداد استراتيجية أوربية، لضمان سيادة الحضارة الغربية على العالم، وإيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الغرب الاستعماري إلى أطول أمد ممكن.
ولما كان حزب المحافظين خارج الحكم، فقد قدم فكرة الدعوة إلى عقد المؤتمر إلى رئيس حزب الأحرار: هنري كامبل بنرهان » رئيس الوزارة البريطانية آنذاك.
لم يكن « كامبل » بعيداً عن هذه الفكرة، فقد كان مولعاً بفلسفة التاريخ، وكان معنياً بأن تبقي بريطانيا على امبراطوريتها التي تمتد من أقصى الأرض إلى أقصاها . دعيت إلى المؤتمر الدول الاستعمارية كافة وهي:
بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، البرتغال . شارك في المؤتمر فلاسفة ومشاهير المؤرخين وعلماء الاستشراق والاجتماع والجغرافية والاقتصاد، إضافة إلى خبراء في شؤون النفط والزراعة والاستعمار.
ويمكن إيراد أسماء بعض المشاركين :
البروفيسور جيمس: مؤلف كتاب « زوال الامبراطورية الرومانية »
البروفسور لوي مادلين : مؤلف كتاب : « نشوء وزوال امبراطورية نابليون »
الأساتذة : لستر وسميث وترتخ وزهروف .
افتتح « كامبل » المؤتمر بكلمة مطولة جاء فيها:
« إن الامبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى ثم تستقر إلى حدٍّ ما ثم تنحل رويداً رويداً ثم تزول والتاريخ مليء بمثل هذه التطورات وهو لا يتغير بالنسبة لكل نهضة ولكل أمة، فهناك امبراطوريات : روما، أثينا، الهند والصين وقبلها بابل وآشور والفراعنة وغيرهم.
فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون سقوط الاستعمار الأوروبي وانهياره أو تؤخر مصيره ؟
وقد بلغ الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفدت مواردها وشاخت مصالحها، بينما لا يزال العالم الآخر في صرح شبابه يتطلع إلى المزيد من العلم والتنظيم والرفاهية، هذه هي مهمتكم أيها السادة وعلى نجاحها يتوقف رخاؤنا وسيطرتنا .. »
وبالنظر إلى ضخامة الدراسات وأوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر، تشكلت لجنة للمتابعة سميت بلجنة الاستعمار.
نظمت اللجنة « استفتاءات شملت الجامعات البريطانية والفرنسية التي ردّت على التساؤلات المطروحة، بأجوبة مفصلة شملت اتصالات اللجنة المفكرين والباحثين وأصحاب السلطة في حكومات الدول الغربية إضافة إلى كبار الرأسماليين والسياسيين.
أنهت اللجنة أعمالها في العام 1907 وقدمت توصياتها إلى المؤتمر. خرج المؤتمر بوثيقة سرّية سميت « وثيقة كامبل » أو « تقرير كامبل » أو توصية مؤتمر لندن لعام 1907 ( د . سلطان الجاسم فلسفة التاريخ ص62) .
التقرير استراتيجي بكل معنى الكلمة ولمّا يزل معتماً عليه فلم ينشره مصدروه ولم يفرج عنه بشكل نهائي وقد مضى قرابة قرن على إصداره.
تحدث بعض الباحثين عن الإفراج عن التقرير، فالأستاذ محمد حسين هيكل – المعروف بدقة مصادره – أورد في كتابه »  المفاوضات السرّية وإسرائيل » التوصية النهائية للتقرير تحت عنوان:  »  وصية بنرمان ».
» الباحث المحامي انطون سليم كنعان أشار إلى التقرير في محاضرة له بعنوان « فلسطين والقانون » ألقاها سنة 1949 في كل من جامعتي فلورينو وباريس ، وقد استند في معلوماته إلى مصادر إيطالية .
وقد نشر اتحاد المحامين العرب المحاضرة ضمن منشوراته التي غطت أنشطة مؤتمره الثالث الذي انعقد في دمشق 21-25 أيلول 1957 ص 457-489
وقد أشار إلى التقرير الدكتور مسعود الضاهر (أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة اللبنانية) وردود الفعل العربي عليه وذلك ضمن بحثه المنشور في مجلة « البحث التاريخي » السورية العدد7 لعام 2003 .
وقد أشار الدكتور جاسم سلطان في كتابه « إدارة فلسفة التاريخ » إلى الإفراج عن التقرير لمدة أسبوعين فقط ثم أعيد خوفاً من آثاره الممتدة.
إلاّ أن أهم المراكز البحثية التي نشرت التقرير هي وزارة الإرشاد القومي في مصر إذ تضمن ملف وثائق فلسطين من عام 637م- إلى عام 1949 التقرير تحت عنوان: توصية مؤتمر لندن المسمى مؤتمر كامبل سنة 1907:
وفيما يلي نص التوصية:
« إن إقامة حاجز بشري قوي غريب على الجسر البري الذي يربط أوروبا بالعالم القديم ويربطهما معاً بالبحر الأبيض المتوسط بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة عدوة لشعب المنطقة وصديقة للدول الأوروبية ومصالحها. هو التنفيذ العملي العاجل للوسائل والسبل المقترحة » .
وبالرغم من وفرة المصادر التي تؤكد صدور هذا التقرير أو هذه الوثيقة، إلا أن عدم الإفراج عنه بشكل نهائي كما أشرنا، جعل بعض المؤرخين والباحثين يشكك وجوده فعلاً أم أنه من إبداع الخيال، وكان من المفترض أن تقوم مراكز الأبحاث الفلسطينية والموسوعة الفلسطينية، بدراسته والحديث عنه، وهذا الذي لم يتحقق.
والبحث الذي نحن بصدده، يعرض إلى الوثيقة كما وردت في المصادر المتعددة، ومناقشتها استناداً إلى المنظومات القيمية للغرب، بخلفياتها التاريخية وأصولها الفلسفية، كما يتعرض إلى الممارسات الاستعمارية للغرب قبل وخلال السياق الزمني الذي أعدّت فيه هذه الوثيقة. « 
لقد تم عرض مئات من البحوث ومن الدراسات والأوراق كثير منها لم يتم الكشف عنه . ولعل اكتشاف النفط في العالم العربي والى ظهور منافس قوي في هذا المجال ألا وهو الولايات المتحدة  قد سَرع في تنفيذ مقررات هذا المؤتمر من أجل السيطرة على هذه الثروة واحتلال العالم العربي وتقسيمه . فنجم عنه اتفاقية سايكس بيكو  عام  1916 ووعد بلفور عام 1917 ومؤتمر فرساي  عام 1919 ومؤتمر سان ريمو عام 1920 ومؤتمر سيفر عام 1920 ومؤتمر  سان ريمو عام 1923  وتم تتويجه بقرار الأمم المتحدة الظالم رقم 181 بتاريخ 29/11/1947 القاضي بتقسيم فلسطين الى دولتين  عربية ويهودية  وإلغاء السيادة العربية على القدس وتبعه بتاريخ 15/5/1948 وثيقة إعلان دولة إسرائيل وبتاريخ 11/5/1949 تبوأت إسرائيل مقعدها في الأمم المتحدة بصفتها العضو 59 في المنظمة الدولية
والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن الى من تتوجه الحكومة الفلسطينية لإيجاد حل لقضيتها هل تتوجه الى الدول العربية هل تتوجه الى الأمم المتحدة هل تتوجه الى الدول الأوروبية أم هل تتوجه الى الولايات المتحدة.