لمن يرغب التعرف على خطة دي ميستورا والغاية منها :
الرابط : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
14 / 12 / 2014
بقلم : أبو ياسر السوري
============
لمحة عن خطة دي ميستورا باختصار :
كلنا يعلم أن هذه الخطة بدأت بتاريخ 31 / 10 / 2014 ، وقبل الكلام على بنود القصة ومعرفة مضمونها ، نسارع إلى القول : إن خطة دي ميستورا هي : " صناعة أسدية ، بمباركة إيرانية روسية ، وتسويق أمريكي غربي ، وترحيب عربي " ..!!
ولا يهمنا معرفة رأي المعارضة السياسية ، التي تسكن الفنادق ، وتتخذ أغلب قراراتها تبعا لإملاءات الدول الممولة ، فكل واحد من أفراد هذه المعارضة ، له رب يموله ويعطيه . ولن تختلف آراء العبيد عما يريده الأرباب المتفرقون من دون الله .. لهذا يحسن أن لا نتساءل طويلا عن موقف هذه المعارضة ، فهي مجموعة من الذيول ، تسيرها رؤوس ليست سورية . ولا تمت إلى مصلحة السوريين بأية صلة . وهذه الرؤوس لا يهمها الشأن السوري بمقدار ما يهمها رضى السادة الكبار ، أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيران ..
وقبل الحكم على هذه المعارضة غيابيا ، تعالوا نتعرف على بنود هذه الخطة ، ونتأمل فيها ، ونقرأ ما بين السطور .. ثم نحدد موقفنا منها ، سلبا أو إيجابا ، تبعا لما نتوقع من مكاسبنا منها ، أو خسائرنا ..
الخطةُ يا سادة ، تدعو إلى تجميد القتال في حلب ، ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق .. والمبررُ المعلن عنه ، لهذا التجميد ، أن يتمكن المواطنون من تلقي المعونات الإنسانية إليهم .. والمقبلاتُ التشجيعية في هذه الخطة ، زعم عرابها دي ميستورا : أن إيقاف القتال في مدينة حلب ، سوف يمهد لإجراء مصالحة بين حلب الشرقية ، وحلب الغربية ، أو حلب المعارضة ، وحلب الموالية .. وإذا نجحت هذه التجربة ، أمكن تعميمها على كافة أرجاء سوريا ، ريفها ومدنها ..
واللافت للنظر في هذه خطة ما يلي :
1 - أن خطة دي ميستورا ، تطالبنا بالتنازل للنظام عن أشياء تفيد النظام ، وتضرنا ، دون مقابل . فوقف إطلاق النار يمنح النظام استراحة بات مضطرا لها . كما تعطيه وقتا لإعادة ترتيب أوراقه من جديد ، وتحسين مواقعه القتالية ، مستغلا فترة الهدنة بين الأطراف .
2 – والقبول بالتجميد الجزئي لجبهات القتال في حلب ، سوف يتيح للنظام أن يدمر الريف من حول حلب ، ويحكم حصاره على المدينة بعد ذلك . ويفعل بأهلها ما يشاء بعد انتهاء فترة التهدئة .
3 – المبادرة شفوية ، لم تتم صياغتها وفق بنود مكتوبة ، وليست محددة المعالم ، ولا واضحة الأهداف . فقد اكتفى صاحبها ببضع كلمات شفوية ، يرددها أينما حل ، ومع كل من قابل . وكل تركيزه فيها منصبّ على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في داخل مدينة حلب فقط . هذا كل ما يقوله المبعوث الأممي .. علما بأن هذه المساعدات بحسب نظام الأمم المتحدة يجب أن لا توزع إلا تحت إشراف النظام نفسه ، وقد سبقت تجربة لتوزيع المعونات ، فكان النظام يأخذ هذه المعونات ، ويوزعها على الأحياء الموالية له فقط ، ويضلل جماعة الإغاثة الأممية .. ثم إن عدم كتابة المبادرة ، ولاكتفاء فيها بوعود تدور في فلك الصياغات العامة والعبارات المطاطة ، سوف يجعلها عرضة للتفسيرات ، التي تسمح بالتملص من كل تبعات المبادرة فيما بعد ..
أما تحركات دي ميستورا ، فيلاحظ عليها ما يلي :
1 – أن دي ميستورا ، قام بمقابلة بشار الأسد ، والصور تشير إلى أن اللقاء بينهما كان وديا حارا جدا . حيث أخذ هز الأيدي بينهما أثناء المصافحة وقتا طويلا زيادة عن المعهود . ولم يكتف الرجل بمقابلة الرئيس الوريث وحده ، وإنما قابل وزير خارجيته وليد المعلك .. وقابل المعارضة الداخلية ، وهمْ من صنائع النظام .. كما قابل بعض أعضاء المعارضة الخارجية ، وهم في المطلق عبارة عن ثلة ، تعمل وفق أجندات لجهات خارجية متواطئة مع النظام أيضا . وحسبك أن تعلم أن هذه الجهات الخارجية تقوم بتلميع مناف طلاس وتدعو إلى تسليمه وزير دفاع في الحكومة القادمة ، التي تشكل دون الإطاحة ببشار ودون تحديد صلاحياته .. ليقيلها متى شاء ، ويجيء بوزراء من جلاديه القدامى .. ويا دار ما دخلك شر ..!!
2 – ولم يكتف المبعوث الأممي بمقابلة النظام وزبانيته في الداخل ، وإنما قابل كذلك حلفاء النظام ، فلم يغادر منهم أحدا ، بدءا من " حسن نصر الشيطان " ومرورا بالخامنئي ، الذي مهد دي ميستورا لمقابلته بزيارته للعتبات المقدسة ، وتمسحه بِشِبَاكِها الذهبية ، ودعائه للغائب المنتظر بأن يعجل الله خروجه من السراب .. وطبعا لم ينس دي ميستورا أن يعرج على روسيا ، ويقابل بوتن والساسة الروس . ولعله نسق مع الصين أيضا ..
وإن زيارة المبعوث الأممي لهؤلاء الإرهابيين القتلة ، ليعني في نظره أنهم يجب أن يكونوا أطرافا في الحل . ولئلا يقول قائل : وما دخل حزب اللات وإيران والميليشيات الشيعية العراقية في حل النزاع السوري وهم معتدون إرهابيون يقومون بقتل شعب آمن ؟ جوابا لمن يقول هذا ، جاء تصريح دي ميستورا الأخير ، الذي أحدث هزة أرضية لدى السوريين الأحرار . فقد صرح منذ يومين بأن تدخل الميليشيات التي تقاتل في سوريا من غير السوريين ، هو تدخل شرعي ، لأنها جاءت تقاتل بطلب من نظام شرعي . ما زال يعترف به المجتمع الدولي حتى الآن . ونظرا لهذا التصريح المنحاز ، اقترح بعضهم أن يعين دي ميستورا وزير خارجية لبشار ، وليس مبعوثا للأمم المتحدة.
دي ميستورا : ميليشيات حزب الشيطان وباسيج إيران وأبو الفضل عباس .. تدخلهم في سوريا مشروع ، أو يراهم حجاج إيرانيين في سوريا
دي ميستورا : ميليشيات حزب الشيطان وباسيج إيران وأبو الفضل عباس .. تدخلهم في سوريا مشروع ، أو يراهم حجاج إيرانيين في سوريا
3 – أما المبادرة الروسية ، فقد أطلقت متزامنة مع تحركات دي ميستورا ، وهي أسوأ مبادرة يمكن أن تقدم لحل الصراع في سوريا .. لأن الروس قد صرحوا فيها بأنهم لا ينوون التخلي عن بشار ، لا الآن ولا بعد الآن .. وكأنهم يريدون إرجاعنا إلى المربع الأول الذي تكلم عنه عضو مجلس التصفيق خالد عبود في الأسابيع الأولى من قيام الثورة السورية .. ولعل ذلك قد تم باتفاق بين دي ميستورا والروس ، لزرع اليأس في قلوب الثوار ، وليرضخوا لمطالب دي ميستورا ، عملا بقاعدة " اختيار أخف الشرين وأهون الضررين " ..!!؟
4 – روسيا زودت النظام بأجهزة تركب في الطائرات القاذفة ، لتصيب أهدافها بكل دقة .. كما زودوه بأجهزة يمكنها الكشف عن مواقع الجيش الحر والكتائب المقاتلة ، ليتسنى للنظام مباغتتها وضربها ضربات موجعة في الأيام المقبلة .. وهذا ما يجعلنا نغضب لبلاهة معارضتنا السياسية ، الذين ما زالوا يراهنون على أن روسيا غير متمسكة ببشار الأسد .. ولو صح قولهم بأن الروس يمكن أن يتخلوا عن بشار ، لما كانت روسيا قدمت إليه ، كل هذا الدعم ، وكل هذه المساعدات الاستراتيجية ..
أهداف الخطة باختصار شديد :
خطة دي ميستورا ، ترمي إلى إجهاض ثورتنا خطوة خطوة .. وليس إلى حل سياسي يتبع خطوات تدريجية ..
ولو شاءت أمريكا ، والمجتمع الدولي أن ينهوا معاناتنا ، لما كلفهم ذلك سوى بضع كلمات حازمة ، توجه إلى هذا المعتوه .. ولكنهم لا يريدون الحل بعد .. ولا يسوؤهم أن يستمر قتل السوريين لعشرات السنين .. فاستعينوا بالله أيها الثوار . والذي هزم الروس في أفغانستان قادر أن يهزمهم ويهزم إيران والذي هزم الأمريكان في فيتنام قادر أن يهزمهم الآن . وهو سبحانه وتعالى قادر أن يهزم كل متواطئ ضدنا .. وينصرنا عليهم جميعا ..
ليس لنا في هذا الصراع إلا الصبر . والعزم على مواصلة القتال ، مهما كلفنا ذلك من دماء وأشلاء .. فقتلانا في الجنة ، وجرحانا في الجنة ، والنصر موعودنا من الله تعالى في نهاية المطاف . ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) .