الحمد لله رب العالمين وبعد ...
وخير ما نبدأ به هو السلام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأقول نسأل الله العلي القدير بأن يكون هذا الحوار نافعاً عسى أن ينتفع به طالب حق .
وعطفاً على مقدمتك الطويله بخصوص الدكتور مرسي وحقيقة إنتمائي وتوجهي فأرى أن لا نضيع فيه وقتاً فالحوار موجود في أرشيف المنتدى ويمكن التحقق منه .
وحتى أكون أكثر وضوحاً أقول بأن على كل مسلم مؤمن موحد الأنصياع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول
" من مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية " رواه مسلم"
وهذا يعني أن البيعة هي واجب و فرض على كل مسلم
أقول هذا لنؤسس لحوار منطقي بعيد عن الهوى ولواعج النفوس وضغائن الثارات ...
والأفضل أن نبتعد عن حرق المراحل واختزالها ـ بكلمه تظنها في غير محلها ـ
والإغراق في شرح الواضحات لاعتمادها كأساس هو حقا قياس بلا أساس ..
فلقد أثبت لك بأن شروطك وأحكامك الخاصه في صحة الخلافة وإنعقادها ـ هي بالأساس شروط مصطنعه ومختلقه ولا هي من أصول الدين ولا من الفروع ولا هي حتى من النوافل ..
دعني أوضح لك رأيي بمثال
أقول كلنا نعرف بأن الصلاة فرض ولا يسقط الفرض بانعدام وجود المساجد
ولا بانعدام وجوب من يصلي معك جماعه
ولا تسقط عنك لجهلك إتجاه القبلة مثلاً ..
بل أن تبحث عن المسجد ومن ثم تمشي إليه ولا عذر لك كأن تقول هذا مسجد لا أعرف من أسسه ولا الإمام ولا المصلين ، بل عليك ان تذهب للصلاة فيه عموماً .
وإن لم تجد عليك أن تجعل لك مصلى وأن تجتهد في إتجاه القبله وتصلي ، أعرف أن ما ذكرته لك كمثال وأعتذر فيه عن الإسهاب هي معلومه يعلمها كل مسلم بالضروره وأقول
فإن إتفقنا على هذا المثال فأنا لا أرى فرقاً بين النفير لدولة الخلافه والعمل لها وبين ضرورة إقامة مسجد مع جماعه أو مصلى ...
وقد سبق لي الإثبات بأنه لا شروط لقيام الخلافه سوى الإعتقاد بوجوب إقامتها أولاً
ثم العمل على التحضير والتمهيد والإعداد لها باعتبارها واجباً وفرضا على كل مسلم كوجوب الصلاة والزكاه والصيام .
وخلاصة القصد بأنه إن وجد ذاك الخليفه ورايته ـ راية حق ـ
وله جماعة وله شوكه فيتوجب على من سمع به مبايعته عملا وإمتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم
(" من مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية ") وهذا واجب المؤمن شرعاً .
وعليه فإن لم يوجد ذاك الإمام صار واجب الأمة تنصيب الإمام وتمكينه وإيجاد إيجاد الشوكة له وذلك بالإلتفاف حوله ومؤازرته وتمكينه وإن لم يفعلوا كانوا هم الآثمين ...
وقد راعني إخفائك لحقيقة أن أكثر علماء هذه الأمة إستقلالاً برأيهم وهم ممن يشهد لهم بالتقى والصلاح قد نفروا للدوله أو بايعوها أو استبشروا بها وهم في محابسهم ..
ولم نجد من يناصبها العداء سوى ـ إمعات السلاطين كعلماء مصر والأردن والخليج ـ وهم ممن لا يؤبه لهم ولا يؤخذ منهم رأي ولا فتوى ...
ويرى الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الحليمي وهو الفقيه القاضى الشافعي صاحب المنهاج
حيث قال
(فإن لم يكن لمن جمع شرائط الإمامة عهد من إمام قبله، واحتيج إلى نصب إمام للمسلمين فاجتمع أربعون عدلاً من المسلمين ، وكان أحدهم عالم يصلح للقضاء بين الناس، فعقدوا لرجل ، ثبتت له الإمامة ووجبت طاعته
ولا أدري كيف قلت لي في ردك بأن ـ بيعة الحسن بن علي لمعاويه ـ رضي الله عنهما تشبه
شروطك الثلاثه للخلافه قياساً
على إختيارأبي بكر
واستخلاف أبي بكر
وشورى عمر !!!
في حين أن خلافة معاويه هي خلافة المتغلب وبيعة الحسن هي بيعة ـ حقن الدماء ـ
ثم عدت لتقول لي بأنها ملك عضوض
على كل حال حينما أشرت أنا لبيعة معاويه أردت بها القول بأن البيعه تجوز بغير ـ القالب ـ الذي فرضته أنت على ـ شكل البيعه ـ دون دليل ..
وحيث أن وجوب إقامة الخلافه والموت للمسلم على بيعه تشبه قوله تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
والمسلم إن مات دون بيعه فميتته جاهليه ، فالنتيجة بأن ليس للمسلم الحق إلا بيعة من بويع وأن يلتف حوله ليكون له شوكه ...
وليس شرطاً لصحة البيعه الإجماع بل إن بيعة علي رضي الله عنها ليست بالإجماع كما هو معروف
ولكنك كتبت إنشاء واتهمتني به حيث رجعت لتقول
سأقتبسه باللون الأحمر
وبقيت أدلتي على بطلان خلافة البغدادي قائمة ، لم تنقض .. فلا المسلمون أجمعوا على خلافة البغدادي .. ولا هو مستخلف من قبل خليفة سابق .. ولا هو ممن أجمع أهل الحل والعقد على استخلافه ..
وبناء على هذه المعطيات فخلافته باطلة وغير صحيحة .. أضف إلى ذلك أن أغلب المسلمين اليوم غير مقرين له بالخلافة ، بل إنهم يحثون المسلمين على محاربته لأنه في التوصيف الفقهي لديهم هو ( خارجي ) ونبينا أوصى بقتال الخوارج ، وقال طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ..
إلى هنا
وأقول
ورغم أنك لم تنقض أدلتي التي نقضت غزلك إلا أنك تحاورني من مبدأ عنزه ولو طارت
فثلاثية لآآتك لا تستند على دليل لا من القرآن ولا السنه ولا من أقوال علماء الأمه
ورغم أني أثبت لك مواضع التهافت فيها ...
أما إيرادك لجزء من حديث الخوارج فأنت تدري بأني أدري بأنه ليس مما يستدل به ، وإن كانوا خوارج فعلى من وهل بشار والمالكي من الخلفاء مثلاً ؟؟؟
والواقع أني أيضا أستهجن إصرارك على القول بأن من شروط إقامة الخلافه ونقتبسه باللون الأحمر
1 - أن يبسط سلطانه على الناس طوعا أو كرها .
2 - أن يستقر له الأمر .
3 - أن يستتب به الأمن وأن تحفظ به الأموال والحرمات ، وتحقن به دماء المسلمين ..
إلى هنا
وأقول كيف هذا وقد ثبت لكم جميعاً بأن البغدادي لا ينازع خليفة شرعياً على سلطانه بل ينازع الطغاة الغاصبين ..!!
وكيف تشترطون أن يستقر له الأمر وأنتم تنازعونه السلطان !!
وكيف تشترطون أن يستتب الأمن وأنتم خارجين عليه وتقاتلونه قولاً وفعلاً !!
سبق وأن قلت لكم بأنه لا خليفة على الأرض أو حتى نبياً يمكنه أن يحفظ الدماء ، فقد قتل المشركين كثيراً من الصحابه في عهد رسول الله
وكذلك في عهد كل الخلفاء الراشدين وفي كل العهود بعدهم ، فهذه سنة الحياه والله الذي خلقنا وارسل لنا الأنبياء واتم الدين وأنزل وشرع ـ إقامة الحدود ـ
أي أن الله يعلم بأن هذه الشروط التي تشترطها أنت ليست في حدود البشر بل ولا هي في مقدور أعظم الإمبراطوريات
فأمريكا مثلا لم تستطع منع أحداث سيبتمبر ولكنها كانت قادره على الإنتقام ...
غير أن دولة الإسلام لا تنتقم بل ـ تقيم الحدود ـ وهذا هو المقياس الشرعي لشرعية الخلافه من عدمها
ولقد ثبت بأن الدوله أقامت الحدود ، حتى على نفسها وهذا ما لا تستطيعه الأنظمة العصريه سواء تلك المتخلفه الهمجيه كنظام بشار وباقي الطغاة العرب
ولا تلك التي تدعي التحضّر والديموقراطيه ، حيث فشلوا في إقامة العدل على جنودهم الذين إقترفوا أبشع الجرائم ضد الإنسانيه ..
في حين أن الدوله إنسجمت مع نفسها وأقامت حدود الله على الجميع دون إستثناء .
أما قتل المرتدين فهذا مما لا تنكره الدوله ، ولست هنا لمناقشة أحداث تقول أنها وقعت لأقاربك وأنت تقول بأنهم صائمون ، وعلى كل حال فالردة ليست فقط في الصوم والصلاة بل في كل الفروع ، أما وحيث أني أعرف تماماً ـ فرية السبي وملك اليمين ـ فسأسألك من هم المخالفين حسب رأيك
هل هم الآيزيديين والنصارى مثلا ،ولماذا لم نسمع بهذه الإتهامات قبل أن تسقط الموصل ؟!
وطبعاً عروجك على حروب الرده والتهوين من شأنها وشمولها واتساع رقعتها حتى شملت كل جزيرة العرب فقط لأنك تعرف تماماً بأن العدو في الداخل هو الأخطر
وهذا تماما مثل الذين يقولون لماذا لا تحاربون اليهود بدل الأسد ... الخ
أما ترديد إسطوانات علماء بني سلول عن الخوارج
فأني أعيذ مثلك من أهل الوعي أن يعزفوا هذه الإسطوانات ، والسؤال إن كانوا هم خوارج
فعلى من خرجوا ؟
وفي الختام أقول بأن الإمور واضحه وليس لكل ذي لب سوى أن يرى مواقع سقوط صواريخ اليهود والنصارى والمجوس والروافض والأعراب المنافقين والمرتدين
ليعلم من هم أهل الحق
وختاماً أقول لو لم تكن خلافة البغدادي قائمه لكان واجب الأمه السعي لها ولو بأربعين رجلاً، وأما وقد منّ الله علينا بها وهي اليوم تزداد قوة ومنعه فواجب كل مسلم أن يبايع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...