[هؤلاء أصدقاء الأسد فمن هم أصدقاؤنا / د:عوض السليمان[/url]
2014-11-21 --- 28/1/1436
المختصر/ للعرب عشرات الأمثال التي تعرف الصديق والصداقة وتشرح العلاقة بينهما، ويستوقفني باستمرار ما قاله أبو العتاهية "صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني". وكلما أتأمل هذا البيت أتذكر فوراً كيف أن إيران ترفض تسوية الملف النووي مع الدول الغربية بمعزل عن الملف السوري، وتشترط بقاء الأسد في منصبه مقابل إيجاد حل نهائي لمشكلتها هذه. أ ليس هذا هو الصديق؟
بالنظر إلى أصدقاء الأسد وأصدقاء الشعب السوري، نرى الهوة بين الطرفين واسعة لا يمكن ردمها. ففي الوقت الذي تقوم فيه إيران، من أصدقاء الأسد، بإرسال المقاتلين إلى سورية لنصرة العلويين وإبادة السنة إبادة نهائية، تقوم الدول السنّية التي تدعي صداقتها للشعب السوري بسجن أولئك الذين يعبرون عن رغبتهم فقط بنصرة المستضعفين في سورية.
بينما يقوم أصدقاء الأسد، بتسيير المظاهرات في بلادهم لدعم نظام دمشق، وتشجيع الرأي العام على تقديم الأموال والأنفس، تقوم الإمارات على سبيل المثال بطرد النشطاء الذين يدعمون الثورة وتمنعهم من رفع أعلامها، وتطاردهم حتى في ملاعب كرة القدم. ويقوم السيسي بحرق خيم المعتصمين السوريين،ويهدد بإعادتهم إلى "حضن الوطن". وفي الوقت الذي يتلقى فيه الأسد أنواع الدعم كافة من أصدقاءه، يمنع السوريون اليوم من الحصول على تأشيرة الدخول إلى غالب البلدان العربية السنية منها والمسيحية والكافرة، فقد اتفق الجميع على اضطهاد السوريين ومنعهم من الحركة.
لفت نظري كيفية استقبال القتلى الإيرانيين أو الشيعة بالعموم عندما يعودون إلى بلادهم، إذ ترحب وسائل الإعلام بأولئك "الشهداء" الذين قضوا في "سبيل الواجب ودفاعاً عن زينب والحسين والأسد"، بينما تقوم السعودية مثلاً، بإعدام أولئك الذين دافعوا عن الشعب السوري، وتقوم الدول الأوروبية الصديقة للشعب السوري بتجريد العائدين من جنسياتهم، أو تسجنهم بين خمس سنوات وثمانية.
تقوم روسيا صديقة الأسد بإرسال قوات عسكرية للقتال إلى جانب حليفها، وترسل أطناناً من البراميل التي تستخدم بقتل أطفالنا، وكذا تفعل إيران، أما الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا من أصدقاء شعبنا، فيرقبون الماء والسماء، بل وباطن الأرض، ليمنعوا وصول أي مساعدات عسكرية للثوار. وفي الوقت الذي تقوم فيه القوات الروسية و الإيرانية والشيعية أيضاً بحماية أبناء النظام، تقوم الطائرات الأمريكية المدعومة من مجموعة أصدقاء سورية بقصف إدلب والرقة وتدمير البنى التحتية والتخلص من "الإرهابيين" وأطفالهم ونسائهم أيضاً.
يعيش الأسد في رغد ويعيش السوريين في كمد، و يتنعم الأسد وشبيحته بخيرات البلاد، ويعيش اللاجئون السوريون في دول أصدقائهم أذلاء، حتى اكتشف أحباؤنا في الأردن مثلا جديدا "يا سوري يا نوري"، ويُردون في مصر من المطارات، وتلاحقهم السلطات الإماراتية، وتتجسس عليهم المخابرات السعودية، أما فرنسا فقد حطمت خيمهم البائسة في مدينة كاليه قرب بحر المانش.
أخبار "انتصارات جيش الأسد البطل" تنقل في أكثر من خمسين محطة فضائية، وأخبار الجيش الحر وانتصارات الثوار لا تعني أحداً، حتى إن الصحافة الأوروبية تكاد تخلو من أخبار الثورة السورية.
أصدقاء سورية يمنعون عن شعبنا السلاح، والممرات الإنسانية، والمنطقة العازلة، ويشاركون بتهجير بقية السنّة من خلال القصف الجوي الذي لم يصب ولو خطأ مواقع الأسد ومؤيديه.
حتى صديقتنا الأمم المتحدة، وحبيبتنا مفوضية اللاجئين، قررت تخفيض مساعدات السوريين بنسبة أربعين بالمائة.
الكارثة أن بعض الحمقى من الائتلاف وبعض قادة الكتائب، لا يزالون على إيمانهم بأمريكا وانتظارهم مساعداتها وقد حق عليهم المثل : عيش يا كديش وعذراً لقراء زمان الوصل كلهم.
المصدر: زمان الوصل[/b][/size][/right]
2014-11-21 --- 28/1/1436
المختصر/ للعرب عشرات الأمثال التي تعرف الصديق والصداقة وتشرح العلاقة بينهما، ويستوقفني باستمرار ما قاله أبو العتاهية "صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني". وكلما أتأمل هذا البيت أتذكر فوراً كيف أن إيران ترفض تسوية الملف النووي مع الدول الغربية بمعزل عن الملف السوري، وتشترط بقاء الأسد في منصبه مقابل إيجاد حل نهائي لمشكلتها هذه. أ ليس هذا هو الصديق؟
بالنظر إلى أصدقاء الأسد وأصدقاء الشعب السوري، نرى الهوة بين الطرفين واسعة لا يمكن ردمها. ففي الوقت الذي تقوم فيه إيران، من أصدقاء الأسد، بإرسال المقاتلين إلى سورية لنصرة العلويين وإبادة السنة إبادة نهائية، تقوم الدول السنّية التي تدعي صداقتها للشعب السوري بسجن أولئك الذين يعبرون عن رغبتهم فقط بنصرة المستضعفين في سورية.
بينما يقوم أصدقاء الأسد، بتسيير المظاهرات في بلادهم لدعم نظام دمشق، وتشجيع الرأي العام على تقديم الأموال والأنفس، تقوم الإمارات على سبيل المثال بطرد النشطاء الذين يدعمون الثورة وتمنعهم من رفع أعلامها، وتطاردهم حتى في ملاعب كرة القدم. ويقوم السيسي بحرق خيم المعتصمين السوريين،ويهدد بإعادتهم إلى "حضن الوطن". وفي الوقت الذي يتلقى فيه الأسد أنواع الدعم كافة من أصدقاءه، يمنع السوريون اليوم من الحصول على تأشيرة الدخول إلى غالب البلدان العربية السنية منها والمسيحية والكافرة، فقد اتفق الجميع على اضطهاد السوريين ومنعهم من الحركة.
لفت نظري كيفية استقبال القتلى الإيرانيين أو الشيعة بالعموم عندما يعودون إلى بلادهم، إذ ترحب وسائل الإعلام بأولئك "الشهداء" الذين قضوا في "سبيل الواجب ودفاعاً عن زينب والحسين والأسد"، بينما تقوم السعودية مثلاً، بإعدام أولئك الذين دافعوا عن الشعب السوري، وتقوم الدول الأوروبية الصديقة للشعب السوري بتجريد العائدين من جنسياتهم، أو تسجنهم بين خمس سنوات وثمانية.
تقوم روسيا صديقة الأسد بإرسال قوات عسكرية للقتال إلى جانب حليفها، وترسل أطناناً من البراميل التي تستخدم بقتل أطفالنا، وكذا تفعل إيران، أما الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا من أصدقاء شعبنا، فيرقبون الماء والسماء، بل وباطن الأرض، ليمنعوا وصول أي مساعدات عسكرية للثوار. وفي الوقت الذي تقوم فيه القوات الروسية و الإيرانية والشيعية أيضاً بحماية أبناء النظام، تقوم الطائرات الأمريكية المدعومة من مجموعة أصدقاء سورية بقصف إدلب والرقة وتدمير البنى التحتية والتخلص من "الإرهابيين" وأطفالهم ونسائهم أيضاً.
يعيش الأسد في رغد ويعيش السوريين في كمد، و يتنعم الأسد وشبيحته بخيرات البلاد، ويعيش اللاجئون السوريون في دول أصدقائهم أذلاء، حتى اكتشف أحباؤنا في الأردن مثلا جديدا "يا سوري يا نوري"، ويُردون في مصر من المطارات، وتلاحقهم السلطات الإماراتية، وتتجسس عليهم المخابرات السعودية، أما فرنسا فقد حطمت خيمهم البائسة في مدينة كاليه قرب بحر المانش.
أخبار "انتصارات جيش الأسد البطل" تنقل في أكثر من خمسين محطة فضائية، وأخبار الجيش الحر وانتصارات الثوار لا تعني أحداً، حتى إن الصحافة الأوروبية تكاد تخلو من أخبار الثورة السورية.
أصدقاء سورية يمنعون عن شعبنا السلاح، والممرات الإنسانية، والمنطقة العازلة، ويشاركون بتهجير بقية السنّة من خلال القصف الجوي الذي لم يصب ولو خطأ مواقع الأسد ومؤيديه.
حتى صديقتنا الأمم المتحدة، وحبيبتنا مفوضية اللاجئين، قررت تخفيض مساعدات السوريين بنسبة أربعين بالمائة.
الكارثة أن بعض الحمقى من الائتلاف وبعض قادة الكتائب، لا يزالون على إيمانهم بأمريكا وانتظارهم مساعداتها وقد حق عليهم المثل : عيش يا كديش وعذراً لقراء زمان الوصل كلهم.
المصدر: زمان الوصل[/b][/size][/right]