تقرير إخباري: التحالف الشيعي ـ الأمريكي في المنطقة
2014-11-12 --- 19/1/1436
المختصر/ كان ينظر دائما لبعض الدول السنية على أنها الدول الأكثر تحالفا وقربا للولايات المتحدة في المنطقة ويبدو أن بعض الأنظمة العربية اعتمدت على ذلك فلم تفطن للتحركات الأمريكية في الفترة الأخيرة والتي بدأت الدفة فيها تتوجه صوب اللوبي الشيعي ـ إذا صح التعبير ـ وعلى رأسه إيران...
العراك الإعلامي بين أمريكا وإيران لسنوات طويلة أخفى الكثير من الحقائق ولكنه لم يطمس جميعها فالعلاقات السرية وثيقة بين الطرفين وهذا واضح تماما في التنسيق لغزو العراق وأفغانستان, كما أن تاريخ الغرب يؤكد دائما أن المحرك الرئيسي لسياساته في المنطقة هي المصالح لا غير فلا مبادئ ولا قيم تعنيه خصوصا إذا تعلق الأمر بالشعوب الأخرى..التحالف الأمريكي ت الشيعي بدأ يبرز في الأفق بوضوح بعد الاتفاق السري الذي جرى من أجل الإبقاء على نظام بشار الأسد في سوريا نظير تنازلات إيرانية بقدر ما بشأن الملف النووي وظهر ذلك عندما تراجع الغرب عن توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد عقب مقتل أكثر من 1200 مدني بالغازات السامة والتوصل لتفاهم هزيل يقضي بالتخلص من سلاح الأسد الكيماوي مقابل إلغاء الضربة, يعني إقرار قانون دولي جديد وهو "إذا سلم القاتل سلاح الجريمة فلا عقاب على القتل مهما بلغ عدد القتلى"!..
هذا التفاهم الذي مر مرور الكرام فتح الباب أمام صفقات كبيرة وخطيرة فتم غض الطرف عن قوات الحرس الثوري والمليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا بشكل علني دون أي عقوبات من أي نوع في حين تم فرض عقوبات على بعض كتائب المعارضة السورية بحجة "الإرهاب" وكأن ما تفعله المليشيات الشيعية في سوريا ليس إرهابا في حق أهل السنة!..
بعد قليل وفي ظل انتفاضة أهل السنة في العراق على سياسات حكومة نوري المالكي الطائفية ظهر تنظيم "داعش" بشكل مفاجئ كقوة كبيرة تجتاح الأراضي ليس فقط في العراق بل في سوريا أيضا دون مقدمات منطقية! وفجأة بدأ الحديث عن تحالف ضد داعش لا يستبعد إيران بل يغازلها ويرسل لها رسائل سرية كما أشارت بعض وسائل الإعلام الغربية ورغم كل ما يقال بشأن معارضة إيران للانضمام للتحالف ونحفظات أمريكا إلا أن الواقع الموثق بالصور يؤكد وجود الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني داخل العراق لقتال داعش وهذا لا يمكن أن يتم دون تنسيق مع أمريكا زعيمة التحالف الذي يشن ضربات جوية مستمرة على التنظيم..الولايات المتحدة التي تدخلت لضرب تنظيم داعش الذي لا يزيد عدده بأي حال عن عشر قوات الأسد ولا يملك ما تملكه من عتاد وسلاح لم يوجه ضربة واحدة ضد هذه القوات الغاشمة التي قتلت أكثر من مائة ألف شخص وهجرت الملايين خلال ما يقرب من 4 سنوات فلماذا؟!
هل تنظيم داعش أقوى وأخطر من جيش الأسد النظامي المدرب المدعوم من إيران وروسيا؟! لماذا ظهر داعش بهذه القوة في هذا الوقت بالتحديد؟! ولماذا جاء التدخل ضده بهذه السرعة؟! أسئلة كثيرة طرح بعضها قيادات سياسية كبيرة في المنطقة مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولا إجابة مقنعة حتى الآن...في نفس الوقت رأينا الحوثيين ينطلقون للسيطرة على كامل التراب اليمني بالقوة المسلحة دون أن تتدخل أمريكا بأي شكل؛ حتى طائراتها التي تنفذ غارات داخل اليمن منذ سنوات مهدت الأرض للحوثيين لمزيد من التغلغل.. لقد سقطت اليمن تماما في يد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي, بينما لم تسقط العراق وسوريا في يد داعش بعد ومع ذلك الحرب هي ضد داعش ولا حديث عن الحوثيين سوى بعقوبات محدودة على اثنين فقط من قياداتهم! ..
السؤال الآن أي عاصمة عربية مرشحة للسقوط في أيدي طهران بدعم أمريكي؟ وما المقابل؟ وهل الأنظمة العربية فطنت لملامح هذا التآمر واستعدت له ووضعت استراتيجية لمقاومته أم هي تنتظر مثلنا سقوط عاصمة جديدة؟!
تقرير اخباري خالد مصطفى
المصدر: المسلم
2014-11-12 --- 19/1/1436
المختصر/ كان ينظر دائما لبعض الدول السنية على أنها الدول الأكثر تحالفا وقربا للولايات المتحدة في المنطقة ويبدو أن بعض الأنظمة العربية اعتمدت على ذلك فلم تفطن للتحركات الأمريكية في الفترة الأخيرة والتي بدأت الدفة فيها تتوجه صوب اللوبي الشيعي ـ إذا صح التعبير ـ وعلى رأسه إيران...
العراك الإعلامي بين أمريكا وإيران لسنوات طويلة أخفى الكثير من الحقائق ولكنه لم يطمس جميعها فالعلاقات السرية وثيقة بين الطرفين وهذا واضح تماما في التنسيق لغزو العراق وأفغانستان, كما أن تاريخ الغرب يؤكد دائما أن المحرك الرئيسي لسياساته في المنطقة هي المصالح لا غير فلا مبادئ ولا قيم تعنيه خصوصا إذا تعلق الأمر بالشعوب الأخرى..التحالف الأمريكي ت الشيعي بدأ يبرز في الأفق بوضوح بعد الاتفاق السري الذي جرى من أجل الإبقاء على نظام بشار الأسد في سوريا نظير تنازلات إيرانية بقدر ما بشأن الملف النووي وظهر ذلك عندما تراجع الغرب عن توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد عقب مقتل أكثر من 1200 مدني بالغازات السامة والتوصل لتفاهم هزيل يقضي بالتخلص من سلاح الأسد الكيماوي مقابل إلغاء الضربة, يعني إقرار قانون دولي جديد وهو "إذا سلم القاتل سلاح الجريمة فلا عقاب على القتل مهما بلغ عدد القتلى"!..
هذا التفاهم الذي مر مرور الكرام فتح الباب أمام صفقات كبيرة وخطيرة فتم غض الطرف عن قوات الحرس الثوري والمليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا بشكل علني دون أي عقوبات من أي نوع في حين تم فرض عقوبات على بعض كتائب المعارضة السورية بحجة "الإرهاب" وكأن ما تفعله المليشيات الشيعية في سوريا ليس إرهابا في حق أهل السنة!..
بعد قليل وفي ظل انتفاضة أهل السنة في العراق على سياسات حكومة نوري المالكي الطائفية ظهر تنظيم "داعش" بشكل مفاجئ كقوة كبيرة تجتاح الأراضي ليس فقط في العراق بل في سوريا أيضا دون مقدمات منطقية! وفجأة بدأ الحديث عن تحالف ضد داعش لا يستبعد إيران بل يغازلها ويرسل لها رسائل سرية كما أشارت بعض وسائل الإعلام الغربية ورغم كل ما يقال بشأن معارضة إيران للانضمام للتحالف ونحفظات أمريكا إلا أن الواقع الموثق بالصور يؤكد وجود الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني داخل العراق لقتال داعش وهذا لا يمكن أن يتم دون تنسيق مع أمريكا زعيمة التحالف الذي يشن ضربات جوية مستمرة على التنظيم..الولايات المتحدة التي تدخلت لضرب تنظيم داعش الذي لا يزيد عدده بأي حال عن عشر قوات الأسد ولا يملك ما تملكه من عتاد وسلاح لم يوجه ضربة واحدة ضد هذه القوات الغاشمة التي قتلت أكثر من مائة ألف شخص وهجرت الملايين خلال ما يقرب من 4 سنوات فلماذا؟!
هل تنظيم داعش أقوى وأخطر من جيش الأسد النظامي المدرب المدعوم من إيران وروسيا؟! لماذا ظهر داعش بهذه القوة في هذا الوقت بالتحديد؟! ولماذا جاء التدخل ضده بهذه السرعة؟! أسئلة كثيرة طرح بعضها قيادات سياسية كبيرة في المنطقة مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولا إجابة مقنعة حتى الآن...في نفس الوقت رأينا الحوثيين ينطلقون للسيطرة على كامل التراب اليمني بالقوة المسلحة دون أن تتدخل أمريكا بأي شكل؛ حتى طائراتها التي تنفذ غارات داخل اليمن منذ سنوات مهدت الأرض للحوثيين لمزيد من التغلغل.. لقد سقطت اليمن تماما في يد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي, بينما لم تسقط العراق وسوريا في يد داعش بعد ومع ذلك الحرب هي ضد داعش ولا حديث عن الحوثيين سوى بعقوبات محدودة على اثنين فقط من قياداتهم! ..
السؤال الآن أي عاصمة عربية مرشحة للسقوط في أيدي طهران بدعم أمريكي؟ وما المقابل؟ وهل الأنظمة العربية فطنت لملامح هذا التآمر واستعدت له ووضعت استراتيجية لمقاومته أم هي تنتظر مثلنا سقوط عاصمة جديدة؟!
تقرير اخباري خالد مصطفى
المصدر: المسلم