تقرير إخباري: العلاقة بين أمريكا والحوثيين .. ما خفي أعظم
2014-11-11 --- 18/1/1436
المختصر/ لم يكن ما كشفه المفكر العربي والسياسي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي عن صفقة خطيرة عقدتها واشنطن مع جماعة الحوثي المسلحة باليمن والذي يقضي بتمكين الحوثيين من اليمن ومحاربة القاعدة أمر جديدا أو غريبا على كل ذي عقل وبصيرة , فالتقارب الأمريكي الشيعي في الآونة الأخيرة بات مفضوحا وعلى المكشوف , والأحداث في المنطقة تؤكد وجود أكثر من تقارب وتفاهم بين طرفين لطالما تبادلا شعارات العداء الكاذب والتصريحات الإعلامية النارية .
لقد أشار النفيسي إلى أهم وأبرز البنود التي تم التوافق الأمريكي الحوثي عليها , والتي تمت تحت إشراف المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر وهي :
1- تمكين الحوثي من اليمن مقابل قيامهم بضرب القاعدة بجزيرة العرب .
2- يقوم الطيران الأمريكي " الدرونز " بإسناد جوي للحوثيين .
3- تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بدفع تكاليف الحرب ودفع رواتب المقاتلين الحوثيين ورعاية اسر القتلى الحوثيين وعلاج جرحاهم وعلى الحوثيين حسم ضرب القاعدة في مدة لا تتجاوز السنتين .
4- اشترط الحوثيون سرية الاتفاق .
ولعل ما يؤكد وجود مثل هذا الاتفاق أو غيره ما شهده العالم من اجتياح مجموعة من المسلحين الحوثيين للمدن والبلدات اليمنية واحدة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى العاصمة صنعاء دون مقاومة تذكر أو مواجهة مع الجيش اليمني , مما يشير بكل وضوح إلى وجود تنسيق وضوء أخضر أمريكي لتسهيل مهمة الحوثيين في الاستيلاء على اليمن , مقابل تأمين مصالح أمريكا فيها .
كما أن استئساد هذه الجماعة وتنمرها على جميع بنود المصالحة أو التوافق الوطني الذي يجمع عليه جميع اليمنيين , ورفضها لجميع قرارات رئيس الدولة بل وتهديده مؤخرا , بالإضافة لرفضها لجميع التشكيلات الحكومية التي تتشكل وكان آخرها رفض تشكيلة حكومة خالد بحاج الأخيرة مطالبين بتعديلها , ناهيك عن خرقها وعدم التزامها بأي اتفاق توقعه مع غيرها من الأطراف اليمنية , يؤكد دون أدنى شك استنادها لتوافق دولي وأمريكي لما تفعله وتقوم به .
ويأت ما كشفه الدكتور النفيسي عن وجود توافق أمريكي حوثي في سياق التخادم الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط , الذي لم يعد خافيا على أحد , ولا يبدو أنه سيقف عند حدود ما يجري في اليمن , فالصفقة تبدو بين طهران والولايات المتحدة الأمريكية شاملة وكاملة .
فقد سلمت أمريكا العراق لملالي طهران بعد أن أضحت لبنان في قبضتهم عبر حزبهم المزروع هناك , وها هي سورية قد تركت لقمة سائغة في فم المشروع الصفوي التوسعي بمباركة أمريكية واضحة , فقد نقل معارضون سوريون في واشنطن عن مسؤول رفيع المستوى في "مجلس الأمن القومي" الأميركي قوله :
"إن واشنطن لن تقوم بما من شأنه أن يثير حفيظة الإيرانيين في المنطقة، ما يعني أن الولايات المتحدة "لن تقوم بأي مجهود عسكري، مباشر أو غير مباشر، ضد قوات الأسد".
ويضيف المسؤول الأميركي متحدثا لضيوفه السوريين : "أي حل تريدون أن تقدموه لنا يتعلق بسورية، يجب أن يتضمن كلمتي إيران وروسيا".
ومما سبق يمكن القول : بأن المشروع الإيراني التوسعي يلقى صدى وقبول من الولايات المتحدة الأمريكية , وإذا كان الزحف الرافضي قد وصل بعد بغداد ودمشق وبيروت إلى صنعاء , فلا شيء يمنع أن يمتد إلى غيرها من المدن والعواصم العربية الخليجية وغير الخليجية في المنطقة , فما خفي من الصفقات الأمريكية الإيرانية أعظم .
وبغض النظر عن تغافل طهران عن الأخطار المحدقة وراء انسياقها وراء مطامعها التي تغذيها واشنطن , وبغض النظر عن الأغراض والأهداف الأمريكية من وراء هذا التوافق والتنسيق مع الرافضة , لإيقاد نار الحرب وإشعالها بين السنة والشيعة بما يخدم مصالحها بتفتيت المنطقة العربية المفتتة أصلا , فإن دول أهل السنة لا بد أن يكون لها موقف من هذا التوافق والتنسيق .
وأقل ما يمكن فعله إزاء هذه الصفقات التي تتكشف يوما بعد يوم هو : إعادة قراءة العلاقة العربية الأمريكية على ضوء هذه المستجدات , ناهيك عن وجوب إعادة ترتيب البيت العربي والإسلامي بما يمكنه من مواجهة المشروع الصفوي أو إيقافه عند حد ما على أقل تقدير , فأمريكا والعالم الغربي المادي عموما لا يعترف إلا بالقوي , فما دامت الدول العربية السنية متفرقة وضعيفة فلن يكون لها في السياسة الغربية والعالمية أي حساب .
المصدر: المسلم
2014-11-11 --- 18/1/1436
المختصر/ لم يكن ما كشفه المفكر العربي والسياسي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي عن صفقة خطيرة عقدتها واشنطن مع جماعة الحوثي المسلحة باليمن والذي يقضي بتمكين الحوثيين من اليمن ومحاربة القاعدة أمر جديدا أو غريبا على كل ذي عقل وبصيرة , فالتقارب الأمريكي الشيعي في الآونة الأخيرة بات مفضوحا وعلى المكشوف , والأحداث في المنطقة تؤكد وجود أكثر من تقارب وتفاهم بين طرفين لطالما تبادلا شعارات العداء الكاذب والتصريحات الإعلامية النارية .
لقد أشار النفيسي إلى أهم وأبرز البنود التي تم التوافق الأمريكي الحوثي عليها , والتي تمت تحت إشراف المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر وهي :
1- تمكين الحوثي من اليمن مقابل قيامهم بضرب القاعدة بجزيرة العرب .
2- يقوم الطيران الأمريكي " الدرونز " بإسناد جوي للحوثيين .
3- تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بدفع تكاليف الحرب ودفع رواتب المقاتلين الحوثيين ورعاية اسر القتلى الحوثيين وعلاج جرحاهم وعلى الحوثيين حسم ضرب القاعدة في مدة لا تتجاوز السنتين .
4- اشترط الحوثيون سرية الاتفاق .
ولعل ما يؤكد وجود مثل هذا الاتفاق أو غيره ما شهده العالم من اجتياح مجموعة من المسلحين الحوثيين للمدن والبلدات اليمنية واحدة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى العاصمة صنعاء دون مقاومة تذكر أو مواجهة مع الجيش اليمني , مما يشير بكل وضوح إلى وجود تنسيق وضوء أخضر أمريكي لتسهيل مهمة الحوثيين في الاستيلاء على اليمن , مقابل تأمين مصالح أمريكا فيها .
كما أن استئساد هذه الجماعة وتنمرها على جميع بنود المصالحة أو التوافق الوطني الذي يجمع عليه جميع اليمنيين , ورفضها لجميع قرارات رئيس الدولة بل وتهديده مؤخرا , بالإضافة لرفضها لجميع التشكيلات الحكومية التي تتشكل وكان آخرها رفض تشكيلة حكومة خالد بحاج الأخيرة مطالبين بتعديلها , ناهيك عن خرقها وعدم التزامها بأي اتفاق توقعه مع غيرها من الأطراف اليمنية , يؤكد دون أدنى شك استنادها لتوافق دولي وأمريكي لما تفعله وتقوم به .
ويأت ما كشفه الدكتور النفيسي عن وجود توافق أمريكي حوثي في سياق التخادم الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط , الذي لم يعد خافيا على أحد , ولا يبدو أنه سيقف عند حدود ما يجري في اليمن , فالصفقة تبدو بين طهران والولايات المتحدة الأمريكية شاملة وكاملة .
فقد سلمت أمريكا العراق لملالي طهران بعد أن أضحت لبنان في قبضتهم عبر حزبهم المزروع هناك , وها هي سورية قد تركت لقمة سائغة في فم المشروع الصفوي التوسعي بمباركة أمريكية واضحة , فقد نقل معارضون سوريون في واشنطن عن مسؤول رفيع المستوى في "مجلس الأمن القومي" الأميركي قوله :
"إن واشنطن لن تقوم بما من شأنه أن يثير حفيظة الإيرانيين في المنطقة، ما يعني أن الولايات المتحدة "لن تقوم بأي مجهود عسكري، مباشر أو غير مباشر، ضد قوات الأسد".
ويضيف المسؤول الأميركي متحدثا لضيوفه السوريين : "أي حل تريدون أن تقدموه لنا يتعلق بسورية، يجب أن يتضمن كلمتي إيران وروسيا".
ومما سبق يمكن القول : بأن المشروع الإيراني التوسعي يلقى صدى وقبول من الولايات المتحدة الأمريكية , وإذا كان الزحف الرافضي قد وصل بعد بغداد ودمشق وبيروت إلى صنعاء , فلا شيء يمنع أن يمتد إلى غيرها من المدن والعواصم العربية الخليجية وغير الخليجية في المنطقة , فما خفي من الصفقات الأمريكية الإيرانية أعظم .
وبغض النظر عن تغافل طهران عن الأخطار المحدقة وراء انسياقها وراء مطامعها التي تغذيها واشنطن , وبغض النظر عن الأغراض والأهداف الأمريكية من وراء هذا التوافق والتنسيق مع الرافضة , لإيقاد نار الحرب وإشعالها بين السنة والشيعة بما يخدم مصالحها بتفتيت المنطقة العربية المفتتة أصلا , فإن دول أهل السنة لا بد أن يكون لها موقف من هذا التوافق والتنسيق .
وأقل ما يمكن فعله إزاء هذه الصفقات التي تتكشف يوما بعد يوم هو : إعادة قراءة العلاقة العربية الأمريكية على ضوء هذه المستجدات , ناهيك عن وجوب إعادة ترتيب البيت العربي والإسلامي بما يمكنه من مواجهة المشروع الصفوي أو إيقافه عند حد ما على أقل تقدير , فأمريكا والعالم الغربي المادي عموما لا يعترف إلا بالقوي , فما دامت الدول العربية السنية متفرقة وضعيفة فلن يكون لها في السياسة الغربية والعالمية أي حساب .
المصدر: المسلم