قناص درعا ..
يرتقي شهيدا بإذن الله تعالى إثر نوبة قلبية بعد نجاته من الإصابة.
هو ذلك البطل “ ناصر عزت الدوايمة “ من اصل فلسطيني أبصرت عيناه النور أواخر الشهر السادس من العام ١٩٨٤ بمخيم النازحين بمدينة
درعا و انتقل بصباه للعيش في “درعا البلد” ، أبى و منذ بداية الثورة إلا أن يكون جنباً إلى جنب مع اخوته الثائرين ضد نظام مستبد لم يفرق
بين فلسطيني و سوري على أرض الشام ، اكتسب “ناصر” بكفاحه المسلح مهارة القنص و غدى بعد فترة وجيزة من أفضل القناصين في درعا
حيث شهدت له المعارك مع الثوار بمهارته و إقدامه من خلال مشاركته الثوار في العديد من المعارك ، و قد برز نجمه و ذاع صيته أكثر ما يكون
في معركة “الرماح العوالي” التي إنطلقت في درعا البلد بالشهر الأول من عام ٢٠١٣ ، حيث أصيب بتلك المعركة بعيار ناري في قدمه
إصابة بليغه و تم إسعافه للعلاج بمشافي الأردن في حينه.
واجه “ناصر” كأغلب المقاتلين الوافدين للإردن بقصد العلاج من إصاباتهم الحربيه الإهمال و الروتين و عدم إهتمام الجهات المعنية بأمور
الجرحى من هيئات رسمية و إغاثية ، كان قد رفض في البداية الخروج من أرض حوران الا أن حالته الخطرة استدعت نقله الى الأردن للعلاج،
فعظام قدمه متفتته، وعند وصوله الى الأردن لم يلاقي العناية المرجوة ، كان بحاجة الى عملية فورية لقدمه و لكن ما من مغيث ولا سامع ،
ذهب إلى أحد المشافي المتكفلة بأمور الجرحى السوريين فكان رد إدارته : أننا سنتكفل بنصف مبلغ العلاج وانت تكفل بالباقي
وهو مبلغ 600 دينار اردني ( 845 دولار امريكي فقط)، مبلغ زهيد و لكن كيف الحصول عليه ؟!! و من أين الوصول إليه ؟!! ،
تواصل مع عدد من الهيئات والجمعيات والمنظمات علها تساعده في ما هو فيه، ولا مجيب!!!..
و قد أفادنا الناشط براء عمر وهو أحد أصدقائه بأن “ناصر” لم يطق صبرا ببعده عن أرض حوران و تاقت نفسه لغبار المعارك و أزيز
الرصاص فما لبث أن عاد إلى درعا ليشارك الثوار معارك الإنتصار والتحرير بالرغم من عدم إستكمال علاجه ، عاد “ناصر”
بعد أن عانى من الألم النفسي قبل الجسدي مالم يجدى معه نفعا إلا أن يعود لتهدئ نفسه و يتناسى جرحه بإستمرار النضال ،
عاد “قناص درعا” لأتون المعارك بالرغم من صعوبة المشي على قدمه و معاناته لآلام مبرحة اثناء الحركة و التنقل ، إلى أن اصيب مرة أخرى
في معركة تحرير كتيبة الهجانة الواقعة بجانب جمرك درعا على الحدود السورية الأردنية .
و هنا عاد “القناص ناصر” رغماً عنه ، عاد و ذاكرته تعتصر ألماً مما ذاقه برحلته الأولى .. و لكنه عاد مرغماً .. مجبراً .. فلا مشافي
و لا دواء ولا مسكنات ألم في أرض حوران .. هي مشافي ميدانية لا تكاد تلبي احتياجات الإسعاف الأولي لأي مصاب و جريح .. عاد شهيدنا
الى الأردن ليجد من الأهمال ما خبره قبلاً و من الألم و العذاب ما مرِسه سابقاً ، فالإهمال مستمر و عدم الاهتمام من أي جهة تعنى بأمور الجرحى
لا زال قائماً ، و عانى “ناصر” و هو الكريم ابن الكرام، عانى و هو من شهد له أهل درعا بطيب الأصل و حميد الخصال ، ما توانى يوما
عن تقديم يد المساعدة قدر استطاعته ، و لا رؤيَ يوما مكفهر الوجه أمام من يطلب عونه ، عاد البطل ليموت على فراشه من الضيم ،
عاد ليستشهد بنوبة قلبية تختزل قهره و المه و معاناته ، عاد ليستشهد على فراشه و لسانه لا يفتر يطلب ممن حوله أن
“اعيدوني الى حوران علّي أستشهد هناك” ،
تقبلك الله أيها البطل