كيماوي بشار الأسد
«السارين السام» خلف ٧٥ حالة إجهاض ووفيات أجنة وتشوهات في معضمية الشام
القدس العربي
أجرى المشفى الميداني التابع للمعارضة السورية في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية لريف دمشق دراسة على النساء الحوامل ممن تعرضن لغاز السارين السام، أو من الذين تعرض أزواجهن للغازات التي ضربت المدينة بتاريخ 21 – 08 -2014، وشملت الدراسة التي استمرت ثلاثة أشهر 200 امرأة حامل في المدينة، حيث وثق المشفى الميداني للمعارضة 75 حالة إجهاض للزوجات لمرة واحد، وعدة حالات من الإجهاضات المتكررة.
وقال أحد الأطباء المشرفين على حالات الإجهاض في المدينة عمر الحكيم لـ«القدس العربي»: «وثقنا في مدينة معضمية الشام في الريف الغربي للعاصمة دمشق سبع حالات إجهاض عند النساء اللواتي حملن قبل الهجوم على المدينة بالسلاح الكيميائية في الشهر الثامن من العام الفائت».
وبين ان النساء اللواتي حملن قبل الضربة الكيميائية كنّ مقيمات داخل المدينة، والقاسم المشترك عند «المصابين» هو تعرض الزوج أو الزوجة للغاز الكيماوي، حيث توفي طفلان بعد عشرة أيام فقط من ولادتهم، وكانوا يعانون من تشوهات جينية كبيرة، وما يزال هنالك «طفل» على قيد الحياة في أيامه الأولى مشوه أيضاً، وهو تحت الرقابة المستمرة من الكادر الطبي بالمشفى الميداني الوحيد بالمدينة، بما يحتوي من أدوات ومعدات طبية بسيطة.
وأشار الطبيب إلى حالات الإجهاض التي وصلت إلى 75 حالة من النساء ممن جرت عليهم الدراسة والإشراف الطبي، والبالغ عددهن 200 زوجة، كما لدينا حالتا «وفاة للأجنة» داخل الرحم، ومن ثم حدوث الإجهاض بعد عشرة أيام، وحالات إجهاض متكررة للزوجات في الثلث الأول من الحمل، وتستمر عملية الإجهاض إلى الثلث الثاني من الحمل.
وقال: «حياة عشرات الأطفال مهددة للموت بأي وقت ممن دخلوا في الثلث الثاني من الحمل، والسبب يعود هنا لفقدان الدواء المثبت للحمل، والبالغ سعره ما يزيد عن 1400 دولار أمريكي للحالة الواحدة، والواجب اعطاؤه للحامل كل ثلاثة أشهر من الحمل، لتبقى نتيجة الولادة مجهولة إلى حين اتمام الحامل شهور الحمل».
بدورها، قالت الشابة «أم فاروق» 26 عاما من مدينة معضمية الشام، وهي ممن تعرضن لحالتي إجهاض خلال مدة لم تتجاوز عشرة أشهر: «كنت خارج المدينة حين تم قصفها بالغاز الكيماوي، وكان خطيبي موجودا في المدينة، وعند عقد المدينة هدنة مع نظام الأسد، دخلتها بغية الزواج والاستقرار بداخلها، وما حصل انني أجهضت مرتين الأولى كانت خلال حملي بالأشهر الثلاثة الأولى، كما أجهضت في «الحمل الثاني»، وبعد التحاليل التي أجريتها في المشفى الميداني بالمدينة، أكدت تعرض زوجي إلى غاز السارين السام، وبالتالي كان هذا السبب وراء حالتي الإجهاض».
وتابعت «تم منعي من الحمل مجدداً قبل تلقي زوجي للعلاج التام خوفاً من حدوث العقم، وما زالت المشكلة الصحية متفاقمة في ظل عدم توفر أي مورد طبي قادر على تلك الأعراض، ليبقى الأمل ضعيفاً في تحقيق حلمي، وهو تكوين أسرة بسيطة تجمعني انا وزوجي».
وأوضح الطبيب عمر الحكيم ان «أخطر الاحتمالات الوارد حصولها في مثل هذه الحالات يتمحور بحصول عدة حالات من العقم الدائم، بسبب تكرار حالات الإجهاض لدى أكثر من عشرة نساء من أصل الـ73 اللواتي سبق وأجهضن خلال الحمل، والعامل الثاني المشترك بين الجميع الا وهو التعرض للغاز السام الذي عمل على تغيير في تركيبة الجينات الوراثية للحوامل.
وأشار إلى ان العامل الثالث وهو أشدهم خطورة ويكمن بموت الأجنة داخل الرحم مرات عدة، ومنها من توفي بعد الثلاثة أشهر الأولى، مما يعرض حياة الزوجات للخطر أيضاً، فضلا عن العوامل النفسية السيئة التي تبدو على العوائل المتضررة جراء اصابتها بالسلاح الكيماوي وما حملته من غازات سامة، مما يسببه في نشوب مشاكل عائلية لدى بعض الأسر غير المتفهمة لمثل هذه الحالات الصعبة. وكانت مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية للعاصمة السورية المدينة الوحيدة في الريف الغربي التي ضربت بالسلاح الكيميائي من خلال ستة صواريخ محملة بغاز السارين السام، والتي خلفت أكثر من 70 شهيداً، وأكثر من 400 مصاباً، في 21-08-2013، فيما لا يزال الحصار المحكم مفروضا على المدينة من قبل جيش النظام، المتمثل بالفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، ولجان الدفاع الوطني، رغم توقيعها لهدنة منذُ قرابة العام الكامل.