جزيرة كوموتيني اليونانية تتحول إلى مرقد لأحلام المهاجرين السوريين إلى أوروبا
ومهاجرون سوريون يحتجزون مهربين و يجبرونهم على إيصالهم إلى إيطاليا و يسلمونهم للسلطات !
وُضع جثمانا أم وابنها في مسجد السلام في العاصمة اليونانية أثينا وصلي عليهما بعد العشاء ثم نقلا في سيارة
دفن الموتى إلى شمال البلاد.
استمرار الأزمة في سوريا زاد الضغوط على المسجد، وأصبح المتطوعون فيه يستقبلون الموتى بشكل يومي، وذلك بعدما
نجحت اليونان في منع المهاجرين من الدخول إليها عبر حدودها الشمالية بعد بناء سور مجهز لمنع اختراقه.
وقد أدى هذا الوضع لتحول مسار الهجرة غير الشرعية إلى الجزر اليونانية. ونتيجة لهذا التحول أصبح معظم الأموات الذين يغرقون
في المنطقة البحرية بين اليونان وتركيا ينقلون إلى أثينا لإتمام عملية الغسل وإرسالهم إلى مقابر في الشمال لدفنهم هناك.
و قال المسؤولون في دار الإفتاء في منطقة إيفروس الشمالية المحاذية لتركيا إن أعداد الغرقى في النهر الفاصل بين اليونان وتركيا
تراجعت خلال الفترة الأخيرة بعد تشييد السلطات اليونانية الحاجز، وفق الجزيرة نت.
وأوضح رئيس رابطة الأنصار الخيرية عبد الرحيم محمد أن أغلب الغرقى خلال الفترة الأخيرة هم من السوريين أو الفلسطينيين
القاطنين في سوريا، ثم يأتي بعدهم الصوماليون.
وقال الشيخ المتطوع لخدمة المتوفين إن معظم الغرقى هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، في وقت يندر
وجود من تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما. وقال إن من بين كل تسعة غرقى توجد امرأة تقريباً.
وأضاف أنه استقبل حالة موت لأسرة كاملة تضم رجلا (39 عاماً) وولدا (14 عاماً) وزوجة حاملاً، قائلا إن العائلة نجت مرتين
من الموت قبل محاولتها الأخيرة.
وقال إن نسبة الأسر من مجموع الغرقى تبلغ 30%، في حين أن الباقي من الشباب، كما أن هناك نسبة مهمة من الأطفال.
وأضاف أنه استقبل في يوم واحد 12 متوفى في حوادث غرق، فاضطر لغلسهم خلال يومين، موضحاً أن معظم الموتى يتم إرسالهم
إلى مدينة كوموتيني شمال اليونان حيث توجد مقابر إسلامية، وفي حالات نادرة جداً يتم إرجاعهم إلى سوريا.
وقال إن معظم الموتى لديهم أقرباء في اليونان أو دول أوروبية أخرى، ويتصلون بالمتطوعين لإتمام عملية الغسل وإرشادهم إلى مكتب الدفن.
كما أشار إلى أن بقاء الغرقى في المياه فترة طويلة يؤدي إلى تحلل أجسامهم مما يعني صعوبة تجهيزهم للدفن،
وتصل نسبة هؤلاء ما بين 15 و20% من حالات الموت غرقاً.
وأضاف أن عملية الغسل والتكفين تتم مجاناً من المتطوعين، في حين يكلف نقل الميت إلى كوموتيني مبلغا ضخما يبلغ حوالي 1600
يورو، لكن المكتب كثيراً ما يخفض سعره عندما يعلم بوجود حالة عسر في الدفع.
وعن النفقات، قال إن بعض السفارات العربية والإسلامية تتكفل بنقل مواطنيها الموتى، لكن الغرقى من المهاجرين الأفارقة الذين
ليس لديهم أي قريب أو صديق في البلد قد يبقون حوالي شهر أو أكثر في المشرحة حتى يتم جمع المبلغ الكافي للجنازة.
وأشار إلى أن البطالة شملت معظم المهاجرين، في حين أن حالات الغرق والوفيات لا تتوقف.
وقال إن أكبر مشكلة في عملية دفن الموتى هي عدم وجود مقبرة إسلامية في أثينا، مما يستدعي نقلهم لمنطقة بالشمال تبعد 900
كيلومتر، مما يرفع التكاليف بشكل كبير.
وقال المكتب الإعلامي لوزارة البحرية اليونانية إنه لا توجد لديهم إحصاءات رسمية لأعداد الغرقى.
*****من جهة أخرى فقد تداولت وسائل الإعلام أن سوريين هاجروا عبر البحر من تركيا إلى أوروبا، قاموا بتسليم ربان السفينة
التي أوصلتهم إلى السلطات الإيطالية مع طاقهه بعد أن خدعوهم وأبحروا بهم إلى ليبيا.
وفي التفاصيل التي أوردها أحد المهاجرين في السفينة لعكس السير بعد وصوله، فإن أكثر من 300 سوري صعدوا
على متن سفينة بضائع انطلقت بهم من منطقة "إردملي" في مدينة مرسين، مقابل 6500 دولار حصل عليها المهرب
عن الشخص الواحد.
وأكد مصدر عكس السير أن ربان السفينة التركي وطاقمه (السوري) توجهوا بهم إلى ليبيا بدلاً من إيطاليا،
مشيراً إلى أن القبطان قال لهم في ميناء بنغازي " هذه إيطاليا ".
ولفت المصدر الذي أصبح لاجئاً في إحدى الدول الأوروبية الآن، إلى أن الخدعة انطلت على بعض الركاب وسارعوا
بالنزول فرحاً بوصولهم إلى إيطاليا، لكن البقية رفضوا النزول، قبل أن يقوموا باحتجاز القبطان مع طاقمه.
وبعد احتجاز القبطان مع طاقمه، فك المهاجرون وثاق أحد أعطاء الطاقم وأجبروه على الإبحار بهم إلى إيطاليا التي وصولوا
إليها بعد حوالي 20 ساعة.
وقام ركاب السفينة بتسليم طاقم المهربين إلى السلطات الإيطالية، حيث من المنتظر أن تتم محاكمتهم بتهم تصل
مدة عقوبتها إلى السجن 15 سنة.