هل تعرف من هو البطل المسلم الذي أذاق الصليبين هزائم متتالية وأرعبهم وكان يقول:"إني لأستحي من الله تعالى أن يراني مبتسمًا والمسلمون مُحاصرون بالفرنج"
إنه البطل القائد الذي عَلّم صلاح الدين الأيوبي فنون النزال ..
"
انه البطل نور_الدين_محمود_زنكي
رباه أبوه على الفروسية وزرع فيه الشجاعة وعلّمه القرآن وكان رحمه الله مُحبًا للسُنّة عاملًا بها ..وكان زاهدًا عابدًا لا يُحب حياة الترف ,وكان مؤمنًا بالنصر على الصليبين وانتزاع الأقصى من أيديهم لدرجة أنه صنع المنبر الذي سيعلوه عندما يُحرر المسجد الأقصى ..
وامتدت خلافته رحمه الله من بلاد فارس في الشرق إلى حدود ليبيا في الغرب ,ومن هضبة الأناضول في الشمال إلى جبال اليمن في الجنوب ..
وعلى الرغم من اتساع مُلكه وعظمة سُلطانه إلا أنه كان يتوسل إلى #الله قبل كل معركة ففي ليلة من الليالي خرج #نور_الدين_محمود إلى فناء مهجور وقد استعد بجيشه الصغير لقتال جحافل الصليبين الذين يُحاصرون دمياط فرفع الملك نور_الدين_محمود يديه إلى السماء وسجد على الأرض ولطّخ رأسه بالتراب وأخذ يبكي ويدعو الله بانكسار ويقول:" اللهم إن نصرت المسلمين فدينك نصرت، فلا تمنعهم النصر بسبب محمود ,إن كان غير مستحق للنصر اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودًا,مَن الكلب محمود حتى يُنصر؟"
عندها رأى شيخ كبير من شيوخ المسلمين رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في المنام وقال له: أَعْلِمْ نور الدين أن الفرنج قد رحلوا عن دمياط في هذه الليلة، فقال: يا رسول الله، ربما لا يصدقني، فأذكر لي علامة يعرفها، فقال : قل له بعلامة ما سجدت على تل حارم وقلت : يا رب انصر دينك ولا تنصر محمودًا، من هو محمود الكلب حتى يُنصر؟".
قال فبهت ونزلت إلى المسجد الذي كان يقوم فيه نور الدين الليل حتى يُصلي الصبح ، قال: فأخبرته بالمنام وذكرت له العلامة، إلا أنني لم أذكر لفظة الكلب، فقال نور الدين: أذكر العلامة كلها ,فاستحى الشيخ ,فألحّ عليه في ذلك، فقالها، فبكى ـ رحمه الله ـ وصدق الرؤيا،فجاء الخبر برحيل الفرنج بعد ذلك في تلك الليلة"
قال عنه الحافظ ابن كثير: "وأما شجاعته فيقال: إنه لم ير على ظهر فرس أشجع ولا أثبت منه"..
وقال له يومًا قطب الدين النيسابوري: بالله يا مولانا السلطان لا تخاطر بنفسك؛ فإنك لو قُتلت قُتل جميع من معك وأُخذت البلاد، وفسد المسلمون؛ فقال له: اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب مع الله، ومن هو محمود؟ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلى غير الذي لا إله إلا هو؟ قال فبكى من كان حاضراً رحمه الله