ماذا فعل جيش الشبيحة بسراقب الصامدة
سراج برس – خالد الخلف
شن نظام الأسد حملة شرسة على مدينة سراقب بريف إدلب، استمرت لعشرة أيام، من السادس والعشرين من الشهر الماضي (أيلول) وحتى الخامس من هذا الشهر (تشرين الأول)، استخدم فيها نظام الأسد الطائرات الحربية، والبراميل والحاويات المتفجرة من الطيران المروحي، والقصف المدفعي المكثف.
ووثقت صفحة (سراقب اليوم) على (الفيس بوك) حملة النظام على المدينة، لحظة بلحظة بالصور والفيديوهات والأرقام، ونشروا ملخصاً للحملة التي شنها النظام على المدينة، حيث بلغ عدد الغارات الجوية (38) غارة بالبراميل والحاويات المتفجرة من الطيران المروحي، و (38) غارة بالطائرات الحربية، وتعرضت المدينة لقصف مدفعي مكثف من قوات الأسد في معمل القرميد، أدت الحملة إلى استشهاد (54) مدنياً منهم (23) طفلاً و (11) امرأة و (20) رجلاً، ووصل عدد الجرحى إلى حوالي (150) مدنياً، منهم (42) طفلاً و (19) امرأة.
كما أدت الحملة إلى دمار هائل في البينية التحتية للمدينة، شمل العديد من المرافق العامة وممتلكات المدنيين، ووثق ناشطو المدينة تدمير (45) منزلاً بشكل كامل، و (89) منزلاً بشكل جزئي، وحوالي (150) من المحلات التجارية في السوق الرئيسي للمدينة، كما توقف أحد المشافي عن العمل بالكامل جراء تدمير البناء بشكل جزئي، وتعطلت الاتصالات الأرضية وشبكة الكهرباء في العديد من أحياء المدينة.
وشهدت سراقب حالات نزوح جماعية يومية خارج المدينة بنسبة 90%، ما أدى إلى تعطل الحياة اليومية، في المدينة التي تعد العصب الاقتصادي، والتجاري الحيوي لريف إدلب الخارج عن سيطرة نظام الأسد.
لماذا سراقب التي أخذت النصيب الاكبر من طائرات النظام ومدفعيته؟.
تكمن الإجابة في الدور الحيوي الذي تلعبه المدينة في ريف إدلب المحرر، وخاصة في ظل سيطرة قوات الأسد على مدينة إدلب، وبعض مراكز المدن الرئيسية مثل جسر الشغور وأريحا، وحصاره لمدن أخرى كمعرة النعمان، إذ تعتبر سراقب حالياً حاضرة الريف المحرر، ومركزاً اقتصادياً تجارياً حيوياً، وتعد سراقب المنبع الرئيسي للعديد من الخدمات التي يستفيد منها أبناء المدينة وأبناء عشرات القرى في ريف إدلب (كهرباء – هاتف – خبز)، ويقصدها جميع أبناء المناطق المحررة في ريف إدلب، كما تعتبر من النماذج الناجحة نسبيا في إدارة المناطق المحررة وتسيير الحياة اليومية فيها، وتحتوي على أعداد كبيرة من النازحين من المناطق المجاورة.
يضاف لذلك أن المدينة تشكل خزاناً بشرياً لثوار إدلب، ويوجد عدة فصائل عسكرية داخل المدينة ممن يقاتلون قوات الأسد من حماة شمالاً حتى حلب جنوباً، فتعتبر المدينة ذات ثقل عسكري لا يستهان به في المنطقة.
جدير بالذكر أن المدينة تعرضت إلى حملة مشابهة في العام الماضي، استمرت لأكثر من شهر، تكبدت فيها المدينة خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً.