الدكتور إياد قنيبى الصفحة الرسمية
فخ الخطوات الأربعة
الذي تكرر في الشام وفي مصر
أحيانا تتشابه الفكرة جدا وإن اختلفت التفاصيل اختلافا كبيرا. أرى في الحملة الدولية الجديدة على الإسلام تكرارا لما حصل في مصر:
في مصر:
1- سُمح للإخوان بالوصول إلى كرسي الحكم.
2- وضعوا تحت ظروف ضاغطة دفعتهم –مع ضعف الحصانة المنهجية- إلى الوقوع في أخطاء.
3- ركز إعلام الدولة العميقة على هذه الأخطاء، وضخمها وأضاف عليها.
4- ثم اتُّخذت حربهم ستارا لمحاربة الإسلام في الحقيقة، إلى أن وصل الأمر إلى محاربة عبارة (هل صليت على النبي اليوم؟) وتشويه المناهج، ووصف الفتوحات النبوية بالغزو العربي والتمكين للأقباط وطمس الهوية الإسلامية لمصر. ومن يعترض فسيصنف كــ"إخواني"! حتى ولو كان بعيدا عن الإخوان فكرا ومنهجا.
وقد تكلمت عن هذه الخطة في حينه: (http://al-furqan.org/more-888-2-ماذا%20نفعل%20في%20أزمة%20مصر%20الحالية؟)
في الشام:
1- لم يسع النظام الدولي إلى إفشال مشروع جماعة الدولة مبكرا، وتُركت المناطق تحت سيطرته تتمتع باستقرار نسبي دون تعريضها لقصف مكثف.
2- استغلت القوى الدولية الثغرات المنهجية لدى الجماعة وسهلت حصول أعمال قتل على يد مندسين، منها ما صرح به أحد المنضمين الجدد لها وهو أبو قتادة المصري الذي انتقل من النصرة إلى الدولة –ولا زال فيها- وغرد على حسابه على تويتر: (سألت أحد الأخوة عن المشاكل التي كانت بالسجون من تعذيب وإهانة ..إلخ فقال لي أن الأخوة إكتشفوا أن مسؤل الأمنيين كان عميل للمخابرات البريطانية): (https://twitter.com/qatadah_athary/s...75387361878016)
فلم يكن الهدف في هذه المرحلة القضاء على الجماعة، بل دفعها إلى ممارسات خاطئة ليتم استغلالها.
3- ركز الإعلام العالمي على هذه الأخطاء –التي ساهم في صناعتها- وأضاف عليها.
4- والآن تُتخذ محاربة جماعة الدولة ستارا لمحاربة الإسلام في الحقيقة، بحرب نتوقع أن تطال الفصائل المقاتلة غير "الدولة". ومن يعترض فسيصنف كــ "داعشي"! حتى ولو كان بعيدا عن جماعة الدولة فكرا ومنهجا بل من خصومها.
وفي الحالين، يعمل أعداؤنا بعبارة نائب رئيس جهاز المخابرات الأمريكية جراهام فولر في كتابه (مستقبل الإسلام السياسي)، حيث قال:
"لا شيء يمكن أن يُظهر الإسلاميين بأسوأ صورة أكثر من تجربة فاشلة في الحكم" !
أمام هذا المكر، لن ينجي المسلمين شيء من مكر عدوهم إلا أن يعتصموا بحبل الله تعالى ويتركوا ظلم بعضهم بعضا: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط).