جودت حسونإقرأ أيضاً ... بين كيماوي الأسد وسموم "رويترز" وممحاة "داعش" ! دعدش لي لدعدش لك!.. جودت حسون من أنتم.. ماذا تريدون؟! داهية دمشق وطاغية بغداد ونبوءة عرسال..! العدو الأقرب والصديق الأبعد
تتابع أم الوكالات "رويترز" انحيازها الواضح ودروها الفاضح في إعادة تأهيل صورة النظام السوري الذي ارتكب مجازر اكتفى العالم بتصنيفها ضمن الجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، دون أي تلويح بمحاسبة مرتكبيها.
وأعظمها مجرزة الغوطة الكيماوية في آب/ أغسطس الماضي التي وصل عدد ضحاياها إلى نحو 5 آلاف بين شهيد ومصاب، حيث اختفت عائلات بأكملها، ليكتفي المتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان بانتزاع وسيلة القتل، وإعطاء القاتل الضوء الأخضر ليستمر في مسيرة الحفاظ على الكرسي بوسائل أخرى!
ورغم أن الظهور الإعلامي الكاسح لتنظيم "الدولة الإسلامية" صار بمثابة ممحاة لكل جرائم وفظاعات النظام، إلا أن الوكالة رقم (1) عالمياً كان لها قصب السبق والريادة في الترويج لمقولات لازال نظام الأسد يجهد لإقناع أصحاب القرار في المجتمع الدولي بها.
ومنها طبعا مقولة "البديل الأسوأ" و"حامي الأقليات"، أو كما عبر الإعلام الإسرائيلي ذات مقال في إشارة إلى نظام الأسد "الشيطان الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه"!
ومع جرائم "داعش" والترويج المنظم لها يكاد النظام ينجح في تسويق نفسه كما خطط منذ بداية الثورة السورية، فهو الشريك الأمثل لمحاربة الإرهاب والإرهابيين الصفة التي أطلقها على المتظاهرين ضده قبل أن تنبت لحى المتطرفين وتطول مشاعر وشعور التدعيش! لتنتقل استراتيجية "التقية" بكل أنواعها من طهران إلى عواصم الغرب التي يتحدث مسؤولوها أمام الكاميرات عكس ما ينفذون خلفها!
وكل ذلك برعاية "رويترز" وأخواتها وفي هذا الخبر المنشور اليوم بعض دليل على ما قيل أعلاه:
"الأمم المتحدة: الدولة الإسلامية والحكومة السورية يرتكبان جرائم حرب
رويترز
قال محققون يتبعون الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية يرتكبان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بينهما.
وقال المحققون إن قوات الدولة الإسلامية في شمال سوريا تنفذ حملة لبث الخوف تشمل بتر الأطراف والإعدام العلني والجلد.
كما ذكر المحققون في تقرير من 45 صفحة صدر في جنيف أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال شهر أبريل نيسان وارتكبت جرائم حرب أخرى تستوجب ملاحقتها قضائيا".
فمحققو الأمم المتحدة قدموا "الحكومة السورية" التي ارتكبت جرائم قبل أن يخلق تنظيم "الدولة الإسلامية"، بسنوات ثلاث، في حين وضع المحققون الأخير في المرتبة الثانية، إلا أن لرويترز رأياً آخر جعلها تقدم "الدولة" على "الحكومة السورية" وأين ؟؟ في العنوان أهم جزء في الخبر!
والأهم من هذا أن معلومة جد مهمة حول استخدام قوات الأسد للكيماوي مجددا "غاز الكلور"، ركّزت عليها معظم وسائل الإعلام، حتى المحايد منها، غير أن "رويترز" وضعته في آخر فقرات خبرها، لتجعل الصدارة لحملة "داعش" في بث الخوف وبتر الأطراف والجلد والإعدام، في حين أنها استكثرت الاهتمام بخبر اجتثاث مجموعة بشرية ببرميل كلور أو سارين أو (تي إن تي) !!