الوسطية والاعتدال منهج حياة
د. #ناصح_أمين
الإسلام ليس عقيدة فقط، بل هو أيضاً شريعة ومنهج حياة. العقيدة هي الإيمان القلبي وتحقيق أركان الإيمان والقيام بأركان الإسلام المعروفة. والشريعة تتمثل في الأنظمة والقوانين. ومنهج الحياة يتمثل في تصرفات الإنسان في كل مناحي الحياة السلوكية والأخلاقية والتربوية والثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية. وهذه كلها تدخل في عِداد العبادة لرب العباد، فالمسلم يتعبد الله في كل عمل من أعماله.
والمسلمون اليوم يتوزعون على مدارس مختلفة، فمنهم من ينحو نحو التشدد بل والغلو أحياناً، ومنهم من ينحو نحو التساهل والتفريط، ومنهم من ينحو نحو الوسطية والاعتدال، ومنهم ومنهم... وكل ذلك على تفاوت، حتى في التيار الواحد، في تطبيق منهجه الذي ارتضاه لنفسه.
#الإسلام جاء مخلصاً للناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. ولذلك فهو دين الرحمة. والواجب أن يكون الخطاب الإسلامي حاملاً لمشروع الرحمة والخير لكل الناس (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). ومن هنا ندرك أن التشدد والغلو بعيدان عن منهج الإسلام في دعوة الناس إلى الحق. فحقائق الإسلام ليست في حاجة إلى إكراه الناس على الإيمان بها، فالقاعدة العامة هي (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). وقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يطوف حول الكعبة والأصنام فيها. لكنه عندما عاد إليها فاتحاً ودخل الناس في دين الله أفواجاً قام الناس بأنفسهم بتكسير الأصنام وتطهير الكعبة من رجسها.
والمنهجية الإسلامية الوسطية المعتدلة التي يتبناها أهل العلم والحكمة من رجال الإسلام هي منهجية عملية ملبية لتطلعات الناس في كل العصور، ومحققة لمصالح الشعوب، وقادرة على تقديم الحلول العملية للمشكلات الإنسانية من ظلم وفساد وطغيان واستبداد واضطهاد واستئصال... الخ.
بالوسطية والاعتدال يمكن تضييق دوائر الغلو وتصحيح أطروحاته. وبالوسطية والاعتدال يمكن نهج سبيل الرفق والحكمة والموعظة الحسنة لدعوة الناس إلى تطبيق الإسلام في حياتهم كلها. ولن يتم ذلك إلا بالإقناع والتدرج للوصول إلى مقاصد الشريعة الإسلامية. فعندما نزلت آية تحريم الخمر لم يكن هناك حاجة لإرسال عناصر الشرطة لمصادرة الخمور وإتلافها، بل قام الناس بأنفسهم بسكب الخمور حتى سارت في الطرقات أنهاراً. وعندما نزلت آية الحجاب خرجت النساء إلى الطرقات محجبات دون أن يجبرهن على ذلك أحد.
أما من يظنون أنهم قادرون على فرض آرائهم على الناس بالقوة فهم واهمون. فالشعوب التي نبذت الحاكم الظالم وثارت في وجهه ستثور ضدهم كائناً من كانوا، فلا أحد يستطيع فرض رأيه إلا بالقوة، وهذا الأسلوب مرفوض من الشعوب، لأنه بضاعة فاسدة وتجارة كاسدة، بل تعطي نتائج عكسية، حيث ينتشر النفاق في المجتمع، لأن الناس سينفذون ما لا يؤمنون به. وهذا يرفضه الإسلام الذي يريد من الناس الاتباع عن قناعة (قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
د. #ناصح_أمين
الإسلام ليس عقيدة فقط، بل هو أيضاً شريعة ومنهج حياة. العقيدة هي الإيمان القلبي وتحقيق أركان الإيمان والقيام بأركان الإسلام المعروفة. والشريعة تتمثل في الأنظمة والقوانين. ومنهج الحياة يتمثل في تصرفات الإنسان في كل مناحي الحياة السلوكية والأخلاقية والتربوية والثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية. وهذه كلها تدخل في عِداد العبادة لرب العباد، فالمسلم يتعبد الله في كل عمل من أعماله.
والمسلمون اليوم يتوزعون على مدارس مختلفة، فمنهم من ينحو نحو التشدد بل والغلو أحياناً، ومنهم من ينحو نحو التساهل والتفريط، ومنهم من ينحو نحو الوسطية والاعتدال، ومنهم ومنهم... وكل ذلك على تفاوت، حتى في التيار الواحد، في تطبيق منهجه الذي ارتضاه لنفسه.
#الإسلام جاء مخلصاً للناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. ولذلك فهو دين الرحمة. والواجب أن يكون الخطاب الإسلامي حاملاً لمشروع الرحمة والخير لكل الناس (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). ومن هنا ندرك أن التشدد والغلو بعيدان عن منهج الإسلام في دعوة الناس إلى الحق. فحقائق الإسلام ليست في حاجة إلى إكراه الناس على الإيمان بها، فالقاعدة العامة هي (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). وقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يطوف حول الكعبة والأصنام فيها. لكنه عندما عاد إليها فاتحاً ودخل الناس في دين الله أفواجاً قام الناس بأنفسهم بتكسير الأصنام وتطهير الكعبة من رجسها.
والمنهجية الإسلامية الوسطية المعتدلة التي يتبناها أهل العلم والحكمة من رجال الإسلام هي منهجية عملية ملبية لتطلعات الناس في كل العصور، ومحققة لمصالح الشعوب، وقادرة على تقديم الحلول العملية للمشكلات الإنسانية من ظلم وفساد وطغيان واستبداد واضطهاد واستئصال... الخ.
بالوسطية والاعتدال يمكن تضييق دوائر الغلو وتصحيح أطروحاته. وبالوسطية والاعتدال يمكن نهج سبيل الرفق والحكمة والموعظة الحسنة لدعوة الناس إلى تطبيق الإسلام في حياتهم كلها. ولن يتم ذلك إلا بالإقناع والتدرج للوصول إلى مقاصد الشريعة الإسلامية. فعندما نزلت آية تحريم الخمر لم يكن هناك حاجة لإرسال عناصر الشرطة لمصادرة الخمور وإتلافها، بل قام الناس بأنفسهم بسكب الخمور حتى سارت في الطرقات أنهاراً. وعندما نزلت آية الحجاب خرجت النساء إلى الطرقات محجبات دون أن يجبرهن على ذلك أحد.
أما من يظنون أنهم قادرون على فرض آرائهم على الناس بالقوة فهم واهمون. فالشعوب التي نبذت الحاكم الظالم وثارت في وجهه ستثور ضدهم كائناً من كانوا، فلا أحد يستطيع فرض رأيه إلا بالقوة، وهذا الأسلوب مرفوض من الشعوب، لأنه بضاعة فاسدة وتجارة كاسدة، بل تعطي نتائج عكسية، حيث ينتشر النفاق في المجتمع، لأن الناس سينفذون ما لا يؤمنون به. وهذا يرفضه الإسلام الذي يريد من الناس الاتباع عن قناعة (قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).