حذرنا من جنيف و من المجتمع الدولي و لا نزال
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام. فرنسا
------------------------------
بشار الأسد ليس رئيساً شرعياً، وأيامه باتت معدودة وعليه التنحي فوراً، وهو مغناطيس الإرهاب ويقتل شعبه بالبراميل والأسلحة الكيماوية. هذا مختصر تصريحات قوى المجتمع الدولي. والناظر إلى مثل هذه الأقوال يعتقد أن الولايات المتحدة أو الغرب سيلقيان القبض على أعضاء هذا النظام بمجرد خروجهم من الأراضي السورية، إلا أن الواقع غير ذلك تماماً، فقد وصل الشبيحة إلى جنيف معززين مكرمين، وعقدوا المؤتمرات الصحفية ودافعوا عن وجهة نظر سيدهم في دمشق، ولم يمسهم أحد.
المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة والتي هددت الأسد بالويل والثبور في حال لم يسلم سلاحه الكيماوي، لم تضغط عليه ولو لحظة واحدة، على الأقل ليوافق على مناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية. يعرف الغرب وتعرف الولايات المتحدة الأمريكية أن بشار الأسد أشد جبناً من المخالفة أو الاعتراض وليس له إلا أن يوافق تحت أي تهديد عسكري مهما ضعف، حتى ولو كان تحريك بارجة في المتوسط. فالمجتمع الدولي الذي استطاع أن يسحب سلاح الأسد قادر على إسقاطه في عدة سويعات، فضلاً عن إجباره على نقاش مسألة الحكومة الانتقالية.
غاب عن كثير من المتابعين وهذه نقطة في غاية الحساسية أن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة دبرت مسألة الإرهاب بليل لتمديد عمر نظام الأسد، فقد منعت حدوث جنيف 2 حتى تداخلت الأمور في سورية بينما قامت قوى عديدة تدور في الفلك نفسه باختراق بعض الفصائل المقاتلة، حتى تظهر مشكلة الإرهاب على السطح، فلما ظهرت وتم التأكد منها تم عقد جنيف 2 وتم الإيعاز للأسد بأن يتمسك بموقفه حول نقاش هذه النقطة قبل الحديث عن أي حكومة انتقالية. وما إدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب إلا مخطط آخر لجنيف 3 وكل الأرقام التي ستليه، إذ لو وافق الائتلاف على الحديث عن الإرهاب فإن المسألة ستتعدى الحديث عن تنظيم الدولة وتتجاوزه إلى جبهة النصرة لأنها "منظمة إرهابية" حسب قرارات مجلس الأمن وأمريكا وأوربا، لهذا فسنبقى سنوات ننتظر الانتهاء من مناقشة الإرهاب والعنف.
إن قليلاً من التأني ستدفعنا فوراً إلى التفكير بالسؤال التالي: لماذا وضع أصدقاء الشعب السوري وأعداؤه في وثيقة جنيف 1 نبذ العنف كنقطة أولى والحكومة الانتقالية كنقطة ثانية، مع أنه من الواضح، أن وجود حكومة غير هذه في دمشق سيمنع الإرهاب ويقضي على العنف. فماذا بقي إذاً كي نفهم كيف تم التمهيد لمؤامرة جنيف 2.
هل سنفهم اليوم معنى تصريحات الجعفري والمقداد ومن قبله وليد المعلم، عندما كرروا أن المجتمع الدولي هو من وضع مقررات جنيف 1 بهذا الترتيب وأن على الطرفين أن يلتزما بما يريده المجتمع الدولي. ألا يوضح هذا الخطة التي اعتمدها الغرب في إطالة عمر النظام إلى أبعد أمد ممكن من أجل الحصول على السلاح الكيماوي وتدمير سورية بيد الأسد وشبيحته.
عندما عقد جنيف 1 كان الأسد يقتل الناس بالدبابات والطائرات وكان المسؤول الوحيد عن العنف، وهو لا يزال على أية حال، وإذا كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد صرحت بذلك عشرات المرات فما الذي يمنعها من الضغط على الأسد لإيقاف العنف، غير المصلحة التي تجمع الفريقين كليهما.
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام. فرنسا
------------------------------
بشار الأسد ليس رئيساً شرعياً، وأيامه باتت معدودة وعليه التنحي فوراً، وهو مغناطيس الإرهاب ويقتل شعبه بالبراميل والأسلحة الكيماوية. هذا مختصر تصريحات قوى المجتمع الدولي. والناظر إلى مثل هذه الأقوال يعتقد أن الولايات المتحدة أو الغرب سيلقيان القبض على أعضاء هذا النظام بمجرد خروجهم من الأراضي السورية، إلا أن الواقع غير ذلك تماماً، فقد وصل الشبيحة إلى جنيف معززين مكرمين، وعقدوا المؤتمرات الصحفية ودافعوا عن وجهة نظر سيدهم في دمشق، ولم يمسهم أحد.
المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة والتي هددت الأسد بالويل والثبور في حال لم يسلم سلاحه الكيماوي، لم تضغط عليه ولو لحظة واحدة، على الأقل ليوافق على مناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية. يعرف الغرب وتعرف الولايات المتحدة الأمريكية أن بشار الأسد أشد جبناً من المخالفة أو الاعتراض وليس له إلا أن يوافق تحت أي تهديد عسكري مهما ضعف، حتى ولو كان تحريك بارجة في المتوسط. فالمجتمع الدولي الذي استطاع أن يسحب سلاح الأسد قادر على إسقاطه في عدة سويعات، فضلاً عن إجباره على نقاش مسألة الحكومة الانتقالية.
غاب عن كثير من المتابعين وهذه نقطة في غاية الحساسية أن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة دبرت مسألة الإرهاب بليل لتمديد عمر نظام الأسد، فقد منعت حدوث جنيف 2 حتى تداخلت الأمور في سورية بينما قامت قوى عديدة تدور في الفلك نفسه باختراق بعض الفصائل المقاتلة، حتى تظهر مشكلة الإرهاب على السطح، فلما ظهرت وتم التأكد منها تم عقد جنيف 2 وتم الإيعاز للأسد بأن يتمسك بموقفه حول نقاش هذه النقطة قبل الحديث عن أي حكومة انتقالية. وما إدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب إلا مخطط آخر لجنيف 3 وكل الأرقام التي ستليه، إذ لو وافق الائتلاف على الحديث عن الإرهاب فإن المسألة ستتعدى الحديث عن تنظيم الدولة وتتجاوزه إلى جبهة النصرة لأنها "منظمة إرهابية" حسب قرارات مجلس الأمن وأمريكا وأوربا، لهذا فسنبقى سنوات ننتظر الانتهاء من مناقشة الإرهاب والعنف.
إن قليلاً من التأني ستدفعنا فوراً إلى التفكير بالسؤال التالي: لماذا وضع أصدقاء الشعب السوري وأعداؤه في وثيقة جنيف 1 نبذ العنف كنقطة أولى والحكومة الانتقالية كنقطة ثانية، مع أنه من الواضح، أن وجود حكومة غير هذه في دمشق سيمنع الإرهاب ويقضي على العنف. فماذا بقي إذاً كي نفهم كيف تم التمهيد لمؤامرة جنيف 2.
هل سنفهم اليوم معنى تصريحات الجعفري والمقداد ومن قبله وليد المعلم، عندما كرروا أن المجتمع الدولي هو من وضع مقررات جنيف 1 بهذا الترتيب وأن على الطرفين أن يلتزما بما يريده المجتمع الدولي. ألا يوضح هذا الخطة التي اعتمدها الغرب في إطالة عمر النظام إلى أبعد أمد ممكن من أجل الحصول على السلاح الكيماوي وتدمير سورية بيد الأسد وشبيحته.
عندما عقد جنيف 1 كان الأسد يقتل الناس بالدبابات والطائرات وكان المسؤول الوحيد عن العنف، وهو لا يزال على أية حال، وإذا كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد صرحت بذلك عشرات المرات فما الذي يمنعها من الضغط على الأسد لإيقاف العنف، غير المصلحة التي تجمع الفريقين كليهما.