في مقال سابق كتبت بعنوان الخونة يتفاوضون فلامني بعض الأخوة الأعزاء وقلت في المقال والتعليق أسأل الله أن أكون مخطيء وإليكم التقرير التالي وأسأل الله أيضا أن يكون غير صحيح : 

هذا ما جرى في موسكو ومشروع وأهداف الائتلاف الحقيقية من المفاوضات / فواز تللو
2014-02-10 --- 10/4/1435



المختصر/ هو ضوء على ما جرى في موسكو مع وفد الائتلاف المفاوض وكيف يرى هذا الوفد الحل السياسي وسوريا المستقبل وينظر للثورة السورية؟
الدكتور والمفكر ورئيس المجلس الوطني السابق وعضو الائتلاف الوطني وعضو فريق التوجيه في مفاوضات جنيف…برهان غليون كما عرفته قناة أورينت، وملخص لقائه على القناة وبمصطلحاته يمثل عمليا رؤية وفد الائتلاف المفاوض (أما ما بين قوسين في السياق فيمثل تفسيرا لبعض ما قال):
برهان غليون (ومن وراءه الائتلاف) يخاطب كل السوريين (بمن فيهم أنصار النظام) لتجاوز الأحقاد والمسؤول مجموعة صغيرة والجميع يجب أن يقدم تنازلات (ما التنازلات المطلوبة منا كضحايا)، لا إدانة لشريحة واسعة من مؤيدي النظام الفاعلين بالقتل والتشبيح بل وضعهم  ضمنا بنفس الكفة مع ضحاياهم)، واليوم بعد ما جرى أصبح الكل (ضحايا وجلادين) ناضجين ليذهبوا لجنيف للوصول لحل سياسي مدعوم دوليا بديلا عن التدخل العسكري بشرط ان يقدم السوريون المؤيدون للثورة تنازلات وضمانات للخائفين المؤيدين للنظام (الضحية تقدم ضمانة للجلادين)، والائتلاف في جنيف يحاور النظام ليكشفه أمام أنصاره ليحصل انقلاب في مشاعرهم وليس انقلاب عسكري، انقلاب بالمشاعر وبروز الوطنية ضد الأحقاد يطال الجميع (ضحايا وجلادين) ارتكبوا اخطاء وحصلت مآسي‘ كما في كل الحروب الأهلية (ليست ثورة بل حرب أهلية بين طرفين كما يقول الغرب) لخروج الجميع من التخندق والتخوين والسلاح لا يمكن أن يعيد بناء سوريا (الثورة المسلحة كقمع النظام أمر عبثي)، ومن بقوا في الجيش والأمن ومؤسسات النظام أجبروا على ما يفعلون وسيتغيرون.
هدف جنيف تشكيل هيئة حكم من النظام والمعارضة والصامتين (أي يقول بوجود تيار ثالث!!!)، الهيئة ستضم الجيش الحر للجيش الحالي لإعادة الأمن (شبيحة وثوار ضد الإرهاب حسب تعريفاته المتغيرة) وإسقاط النظام يتم في هذه الحالة عبر إعادة تعريف دور المؤسسات (الأمنية والعسكرية) بما يتناسب مع المعايير الديموقراطية وهذا لا يعني المساس بالأشخاص في هذه المؤسسات، والنظام لم يكن طائفيا بل طغمة من الأشخاص تستخدم مؤيديها (المساكين)، وليس هناك شك بأن جنيف سيفشل حتما بتحقيق حل سياسي ولن تتنازل الطغمة الحاكمة وتقدم ما عجز الثوار عن تحصيله بالسلاح (وهذا يتناقض مع الكلام عن هيئة حكم وتنفيذ جنيف1 وترديد الأوهام حولها) ليصبح هدف جنيف2 (خلافا للترويج بانه لتشكيل هيئة انتقالية) هدف جنيف2 الجديد وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته(يهمل هنا الموقف الدولي الواضح بتكريس النظام شريكا للمستقبل وتركه يقتل بشراسة أكبر اثناء المفاوضات دون أي ضغط) أيضا يهدف جنيف2 لإعادة ثقة العالم بالمعارضة (وهو ما تكسبه عادة بتقديم التنازلات) وثالثا تطمين وكسب ثقة أنصار النظام الذين قدموا تضحيات هائلة!!! بعد أن خدعهم النظام، أما المعارضة فلا تدافع عن فئة (أي عن السنة)، وبعد الفشل المتوقع بحل سياسي سنكشف النظام أمام المجتمع الدولي وأمام جمهوره (!!!!!) وبالتالي سيتخذ المجتمع الدولي مبادرات جديدة وقد أتت المعارضة ضمن خطة (لم يفهمها السوريون).
الروس أصدقاء قدامى ويجب الحفاظ على مصالحهم، هم قوة عظمى دولية ويعتقد أنهم بناء على ذلك سيظهروا قوتهم بعدم التمسك ببشار أسد ولتطمينهم سنضمن أن يضم النظام الجديد هؤلاء النخب الذين يقيمون معهم علاقات قوية (أي النظام الحالي العسكري والأمني والاقتصادي بتركيبته الطائفية)، الإيرانيين جيران ومصالحنا مشتركة وحريصون عليها وعلى عدم تخريب العلاقات المستقبلية لكنها مع الأسف لا تؤمن بجنيف1 ويجب أن يدركوا أن تأمين مصالحهم في سوريا لا يتم عبر التحالف مع بشار أسد ومخابرات، (عدم إدراك للمشروع الإيراني وتجاهل لأدواته في لبنان والعراق كما أنه لا ينظر للنظام الإيراني الحالي كأعداء استراتيجيين ولا يخاطبهم بصيغة عدو اليوم).
المعارضون في هيئة التنسيق وخارجها (مثل لؤي حسين) مهمون ومن الضروري وجودهم لتمثيل الثورة في جنيف(!!!)، من يتحمل مسؤولية القتل فقط عدد محدود من الأشخاص القياديين في النظام (لا كلام عن النظام الطائفي ولا حزب البعث ولا مؤسسته الأمنية والعسكرية)، نحن ذاهبون لجنيف لنثبت للعالم عدم جدية النظام ووحشيته (طبعا كل ما سبق من ضحايا ودمار لم يقنع العالم ونحن بانتظار عباقرة التفاوض)،  قلنا للروس لا نريد النموذج الليبي (ضربات جوية عسكرية تضعف النظام تمهيدا لإسقاطه)، ولا نريد النموذج العراقي (تدخل عسكري خارجي بهدف إسقاط النظام)، الروس غير متمسكين ببشار أسد (لكنهم متمسكون بالنظام كما أكد آخرون في الائتلاف بتصريحاتهم تمسكهم بالنظام)، نريد تشكيل حكومة تضم الجميع (أي النظام) لكن بدون مشاركة بشار أسد.
التوافق غير مطلوب في الائتلاف (مع أن تركيبته ائتلافية)، اتهم كثيرين في الائتلاف والمعارضة بحب الظهور  مع أنهم “ما بيعرفوا كلمتين في السياسة” كما قال، ويصرون على القيادة أو يتركون المركب (لم يرضى غليون بدخول المجلس الوطني إلا بضمان رئاسته بدعم قطري عبر عزمي بشارة).
ثانيا، تلخيص ما جرى في موسكو مع وفد الائتلاف من خلال معلومات متقاطعة:
حاضر فيهم لافروف لثلاث ساعات وبالكاد تكلم الوفد لأقل من ساعة،  أخبرهم لافروف بوضوح:  أن صندوق الانتخابات هو من يحدد من يحكم سوريا ومصير بشار أسد “السياسي” وعندما أشار أحدهم أن كل ما يطرحه لافروف هو نفس ما يطرحه النظام أبدى انزعاجا شديدا وأسكت المتحدث، الروس يعتبرون الربيع العربي مؤامرة خارجية، يدعمون النظام السوري بشكل كامل (لم يستثني حتى رئيس النظام) وغير مستعدين لمناقشة أي إجراء لتغيير النظام، لا مساس بالمؤسسات الأمنية والعسكرية ضمن أي حل سياسي، أي حل سياسي يجب أن يمر بأقنية النظام الدستورية والقانونية كتشكيل حكومة أو الترشح وإجراء انتخابات، لا يوجد في سوريا ثورة أصلا وإنما أدوات يحركهم الخارج منذ اليوم الأول، كل من يقاتل النظام إرهابيون وتكفيرين وعملاء لدول غربية وإقليمية، هناك معارضة مهمة يجب أن تمثل في جنيف هي ما يسمى بمعارضة الداخل (هيئة التنسيق وجماعة لؤي حسين وأخرين).
بالمقابل أخبر وفد الائتلاف الروس بأنهم يتعهدون بالحفاظ على مصالح الروس في سوريا، العسكرية والسياسية والاقتصادية بما فيها استثماراتهم في غاز الساحل السوري، فشلوا في إقناعه بدعم تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية بعيدا عن بشار أسد وفي إقناعه بالضغط على النظام لتبني جنيف1
هل يدرك السوريون الآن على أي أساس يعقد جنيف وكيف يفكر وفد المعارضة وإلى ماذا تهدف أطراف جنيف الراعية وعلى رأسهم الروس؟
المصدر: كلنا شركاء