هل انضم المغرب إلى معسكر المقاومة والممانعة
بقلم جسام الثورة
منذ أربعة أعوام أي قبل قيام الثورة السورية قامت المملكة المغربية بقطع علاقاتها مع المجوس وعاصمتها طهران مبررة ذلك بأن إيران تحاول نشر التشيع في المغرب العربي , ربما هذا الموقف كان غريبا ومفاجئا من دول سمحت لأول مؤتمر يهودي على أراضيها وأعلن ملكها الراحل أنه زعيم لأكبر حزب يهودي في إسرائيل وهذا طبعا وفق تصريحات الصحفي الخبيث محمد حسنين هيكل والذي لم تعترض عليه المغرب , لقد صفقنا وفرحنا لهذا الاجراء وقلنا الحمد لله هناك من تنبه للخطر الشيعي في المغرب العربي الحبيب .
اليوم وفي خطوتين غريبتين تقوم بهما المغرب تستحقان التوقف عندهما وخطوة ثالثة أكثر خطورة تشارك بها دول المغرب العربي قاطبة التي تختلف بكل شيء إلا في قرارات محاربة الإرهاب وموقفها من دخول السوريين إلى أراضيها :
الخطوة الأولي :إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران
أعلنت المملكة المغربية وبخطوة لافتة للنظر عودة علاقتها الدبلوماسية مع إيران ما الذي تغير ؟؟!! هل توقف المد الشيعي في المغرب العربي واعتذرت إيران عما سبق , حسب علمي التغلغل الشيعي في المغرب العربي لا يزال نشط ولم نسمع بخطوة واحدة اتخذت ضده بل هو يتوسع ويزداد خطره يوما بعد يوم مما دفع الشيعة في تونس للتقدم بطلب لتشكيل حزب سياسي تحت اسم حزب الله التونسي مما اضطر الحكومة لرفض الاسم ربما لوقاحة الطلب في وقت تسلط فيه الأضواء على جرائم حزب الله في سوريا وبعدها قدم الطلب تحت اسم جديد هو حزب الأمة وهنا يصبح الحزب حمامة سلام وربما يتحول من حزب شيعي خبيث إلى حزب سني متطرف وهكذا يكون الحزب لاعب سياسي وطني مهم وقد أصبح التونسيون اليوم يشكون من سيطرة الشيعة على وزارة الداخلية ومن المعلوم أن وزارة الداخلية هي من أخطر وزارت الدولة ,والقادم أعظم . يا سبحان الله .
أما في الجزائر فإن التشيع نشط جدا مع تصريح السلطات الأمنية وبشكل خجول بين فترة وأخرى إعلانها عن إلقاء القبض على مجموعات شيعية نشطة بين الشباب الذي يتعاطى المخدرات والعاطلين عن العمل , ومع هذا فإن المسئولون في دوائر الشؤون الدينية ينكرون التمدد الشيعي ويعتبرونه موضوع لا يستحق الاهتمام وقد صدر كتاب جديد للكاتب الجزائري أنور مالك يبين التمدد الشيعي في بلاد المغرب العربي ودروه في أحداث العشرية الجزائرية ولكن لا أظن أن هذا الكتاب سيحرك ماء راكدة في الجزائر .
كما أن التشيع يتمدد باتجاه موريتانيا مستغلا الوضع المادي للبلاد وغياب الأموال العربية التي توجه للسيسي والجيش اللبناني , تغيب هذه الأموال عن موريتانيا فتتدفق إليه الأموال الإيرانية , هذا البلد السني مئة بالمئة الغني بالثروات المعدنية والبحرية والذي هو مطمع لكل غازي إلا مطامع الحكام العرب فليس لهم مصالح بالصحراء .
أما المغرب فله قصة أخرى فالتشيع يستهدف المغرب داخلا وخارجا فالجالية المغربية في أوروبا والدول الاسكندنافية يتحول الكثير منهم إلى شيعة ويعودون إلى المغرب لنشر التشيع وهنا نستغرب ونقول ما الذي تغير في المد الشيعي حتى يتراجع المغرب ويعلن عن عودة العلاقات , فإذا كانت المغرب قطعت علاقاتها بناء على حقائق فلا بد أن تعيد علاقاتها بناء على حقائق أو أن وراء الأكمة ما ورائها
الخطوة الثانية : الاجتماعي الدولي في بروكسل بين دول غربية وثمانية دول عربية لمناقشة وضع المقاتلين الأجانب في سوريا .
هذا العنوان كان يستحق الاحترام والمشاركون فيه يستحقون الاحترام لو كان ما يناقش فيه هو وضع جميع الأجانب في سوريا , أما عندما يكون المقاتلون الأجانب هم من يقاتلون ضد النظام كما يتحدثون فهنا توجد اشارة استفهام كبيرة حول هدف المؤتمر ودور المؤتمرين أو المتآمرين وعندما يكون بين المشاركين العراق ولبنان والأردن والجزائر الذين لا يخفون مساندتهم للنظام السوري والوقوف إلى جانبه جاء في الخبر عن هذا المؤتمر ما يلي : " يعقد خبراء من الاتحاد الأوربي وتركيا و8 دول عربية الثلاثاء المقبل بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماعا لبحث مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا , والدول العربية المشتركة في الاجتماع هي الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وتونس، والعراق.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة تحذيرات عدد من الاستخبارات الغربية من مواطنيها الذين يقاتلون داخل الأراضي السورية؛ حيث توعدت بريطانيا بمحاكمتهم فور عودتهم إلى البلاد، فيما أطلقت كندا تحذيرا من عودتهم."
وقبل مناقشة هذا الخبر نقول وماذا عن عشرات الألوف من المرتزقة الشيعة من كافة الدول التي تقاتل إلى جانب النظام أم أن هؤلاء لا ينطبق عليهم تسمية مقاتلين أجانب إضافة للروس والكوريين وغيرهم أم أنهم حراس للأوابد التاريخية التي تدمر في سوريا أم لعلهم فرق إنسانية يعملون على إيصال الحليب للأطفال ؟ وهذا السؤال نتركه برسم هؤلاء المتآمرين
أما الدول المشاركة فتعالوا لنرى موقفها أصلا من الثورة السورية ولا أود التطرق لغير الدول العربية فالدول الأوربية معروفة بصليبيتها وحرصها على قتل المسلمين وإلا ليفسروا لنا ما يجري في أفريقيا الوسطى من سحل المسلمين أمام الجنود الفرنسيين والأمثلة تطول , وما يهمنا فضح نفاق الحكام العرب ولا أستثني منهم أحدا
المشاركين في المؤتمر هم مصر والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وتونس، والعراق. وتعالوا نناقش موقف هذه الدول بشيء من الايجاز .
مصر العروبة : بل لنقل وكل صراحة مصر حسني مبارك والسيسي فعشرات الفيديوهات نشرت على اليوتيوب تبين الأسلحة والذخائر التي ألقيت على الثوار أو مما سقط بأيديهم كتب عليها الصناعات الحربية العربية , صناعة مصر , مصر العروبة وربما سيقول لنا بعض المدافعين عن حكام الاعتدال العربي بل هي خدعة من إيران لإيقاع الفتنة , نقول له بل ما تقوم به الحكومة من تضيق اليوم بكل ما تستطيع على السوريين يكفيها وهو أخطر من السلاح الذي يرسل إلى بشار الأسد فلديه من السلاح المتدفق عليه من روسيا وإيران ما يكفي , مصر العروبة خرج منها وفد الحزب الناصري ليبارك للمجرم بشار بقتل السورين , حكام مصر اليوم يسيرون على خطى بشار , الفترة الوحيدة التي احترم فيها الشعب السوري هي فترة وجيزة من حكم مرسي وبالتالي ليس غريبا أن تشارك حكومة مصر بمؤامرة ضد الشعب السوري وإلا ما سر اشتراكها بهذا المؤتمر إذا لم نكن قد سمعنا عن مقاتل واحد من أخوتنا المصريين في سوريا ونحن نقول كان الله في عونهم فعندهم ما يكفيهم .
الأردن : هي الدولة العربية الثانية المشاركة في هذه المؤامرة , هل يوجد اليوم من لا يعرف تعاون حكامها مع نظام بشار وبيع المساعدات واحتضانها لأجهزة المخابرات التي تخطط لضرب الثورة وتدريبها الجيش الوطني التي تعده أمريكا وإسرائيل للانقضاض على سوريا عند سقوط نظام بشار المجرم , ولعلنا قرءنا وسمعنا الكثير عن سلطة السفير السوري في عمان وحتى عندما يهاجم المملكة لا يقوم أحد بالرد عليه وهذا ما يخالف العرف الدبلوماسي .
لبنان : دولة النأي بالنفس أو لنقل بدولة حزب الله ولا حاجة للمزيد فمن الضروري اشتراكها بهذه المؤامرة فكل من يقاتل على الأرض السورية هم أجانب حتى لو كانوا أبناء حمص وحلب ولا بد من إخراج هؤلاء الأجانب !!!!!!!
العراق: لعل مما يثير الضحك والاشمئزاز والسخرية من هذا المؤتمر مشاركة العراق فهذه الحكومة الطائفية التي تزج بعشرات الآلف من المجرمين لقتل الشعب السوري ولا تخفي ذلك وهم كلهم من المليشيات التي تمولها حكومة المالكي الفارسية وتزودها بالسلاح والمال وتشحنها بالشعارات الطائفية ثم تنقلها بالطائرات إلى سوريا لمحاربة الأجانب السوريين تصوروا أن تتحدث عن مقاتلين أجانب أو أن تخشى من عودتهم , إن حضور هذه الدول الثلاثة ما هي إلا شهادة حسن سلوك لهذا المؤتمر وبطاقة تعريف لهدف هذا المؤتمر ووسام شرف لكل من يشارك به .
أما مشاركة الدولة المغاربية ليبيا وتونس والجزائر والمغرب فلها تفصيل آخر :
الجزائر : أو كما يقال بلد المليون أو المليون و نصف شهيد هذه البلد الذي لما كنا أطفال في فترة الثورة الجزائرية كنا نجمع لها التبرعات ونحفظ النشيد الجزائري عن ظهر قلب ونتغنى ببطولات جميلة بوحريد , هذه البلد ترد الجميل بأكبر مما سبق فهي تدعم بشار بكل ما تستطيع وتطرد السوريين عبر الحدود مع المغرب كما صرحت المغرب بذلك وليتها اكتفت بل تبعث له بالطيارين للمشاركة في قتل الشعب السوري فلها الحق أن تشارك بمثل هذا المؤتمر ونحن هنا لا نتحدث عن الشعب الجزائري الشقيق ولا عن غيره من شعوب أمتنا المقهورة بل نتحدث عن جنرالات فرنسا اللذين يحكمون الجزائر , فالجزائر بالتأكيد يخاف مما يحدث في سوريا خوفا من انفضاح أمره كما انفضح دوره مع القذافي .
أما ليبيا فهي فقط تمنع دخول السوريين بحجج واهية ومنذ أيام حدثني أخ ليبي أنه حاول الحصول على فيزا لأحد السوريين لضرورة العمل معه ولكن الجواب جاءه من المستويات العليا , إلا السوريين أطلب من شئت إلا السوريين .
أخوتنا في تونس الخضراء مع وجود الكثيرين المناصرين للثورة السورية إلا أن المناصرين لبشار لديهم من الوقاحة ما يلفت النظر والحكومات التونسية تمنع دخول أي سوري وقد انفضح فيها قصة جهاد النكاح والتضخيم من عدد الشباب التونسي المتوجه إلى سوريا , القضية التي ضخمها غسان بن جدو الشيعي ووسائل الاعلامي التونسي المشتراة من قبل بن جدو وجعلها حديث الشارع .
أما المغرب المتحمس لهذا المؤتمر فلا يوجد فيها ما يقال عن تونس فما سر الحماس لهذا المؤتمر إلا إذا كان مرتبط بمشروع جديد ,
الخطوة الثالثة : هو ما حدث في حفل الدستور التونسي والذي قد يكون مر في الاعلام مرور الكرام ولكن من جانبي أرى أن له مدلول كبير يجب التوقف عنده .
ما حدث هو هجوم الوفد الإيراني المشارك بالمباركة , الهجوم العنيف على الوفد الأمريكي وانسحاب الوفد الأمريكي من الحفل هنا لا بد من التطرق لبعض النقاط :
- كيف لوفد ضيف أن يهاجم وفد ضيف آخر في دار المضيف دون أن يكون لهذا الحدث أي ردة فعل من قبل الحكومة التونسية ’ إن مثل هذا الحدث لو حدث في بيت أحد البسطاء لقامت على أساسة مشاجرة ولو حدث في دولة تحترم نفسها لأدى هذا لقطع العلاقات والطلب لهذا الوفد المغادرة فورا فإيران لم تسيء فقط للوفد الأمريكي بل أساءت لتونس البلد المضيف.
- أنا لا أتصور أن ينسحب الوفد الأمريكي ويقبل الإهانة إلا إذا كان الوضع مخطط له .
- كيف لم تتحرك الوفود الأوربية وتوجه النقد لتونس ولإيران ولم تنسحب هي الأخرى من الحفل
- هل كل هذه الأمور يمكن أن يقبلها المنطق البسيط أم أن هناك إشارة استفهام كبيرة لا بد من الإجابة عليها
ثم هناك خبر آخر مهم من المفيد الإشارة له وهو إعلان إيران عن تحرك اسطولها الحربي قريب من المياه الإقليمية الأمريكية وهذا الخبر خبر مضحك إذا نظرنا إليه بشكل مستقل فالمتتبع للعلاقة بين إيران وأمريكا يعلم كم من المرات قامت البحرية الأمريكية بإنقاذ بحارة إيرانيين من القراصنة أو مساعدات قدمت للبحرية الإيرانية في بحر العرب ثم تقوم هذه البحرية بسفينة أو سفينتين حربتين بالإبحار إلى منطقة المياه الإقليمية الأمريكية مع أن في طريقها ثلاثة أساطيل أمريكية ولعل كل أسطول منها يفوق ما لدى إيران من قوة فتصوروا كيف تستعرض إيران عضلاتها وليس هذا إلا تسويق جديد لدور إيران في المنطقة بموافقة وتخطيط أمريكي ولو أرادت أمريكا غير ذلك لاتخذت مما حدث مما ذكرنا سابقا سببا كافيا لشن حربا على إيران
إذا ربطنا مقدمة هذا المقال بنهايته فما أرى إلا أنه إعطاء دور جديد لإيران في المغرب العربي إضافة لدورها في بلاد الشام وتسليمها منطقة المغرب كما تم في العراق وإلا ما هو تفسير تغير المغرب لموقفها السريع باتجاه إيران والركض وراء مؤتمر ربما هم أقل المتضررين منه إلا إذا أرادوا أن يتخلوا عن واجبهم تجاه أهلهم في سوريا والانخراط في مشاريع جديدة تخطط للمنطقة والانضمام في محور المقاومة والممانعة الذي انكشف دوره في المنطقة .
إن انسحاب الوفد الأمريكي هو تلميع لإيران لدى المواطن المغربي وإبرازها ثانية أنها دولة قوية وقادرة على الوقوف بوجه أمريكا لتعويضها عما خسرته بانكشاف دورها الحقيقي في سوريا وفضيحتها الأخيرة لتباكيها على الهلكوس اليهودي وكشف قناعها أمام إسرائيل الذي طالما كذبت به على المواطن العربي وضمن نفس السياق يأتي ألإعلان عن حركة قطعها الحربية البحرية .
إنني أكتب هذه السطور لأدق ناقوس الخطر أمام أهلنا في المغرب العربي الشقيق للحذر والتنبه من المشاريع الجديدة التي ترسم لهم وأقول لهم تنبهوا واستفيقوا أيها الأخوة , تنبهوا من الخطر القادم واعلموا أن كل هذه المؤامرات وقوانين مكافحة الإرهاب التي يتسابق الحكام العرب لاستصدارها ما هي إلا قوانين الهدف منها وقف حركة تحرر الأمة والاستمرار بنهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها وقرارها السياسي , إنكم أيها الأخوة في المغرب مستهدفون كما غيركم مستهدف فإذا غفلتم ضعتم وضيعتم من بعدكم ولكم مما يجري في سوريا عظة وعبرة والعاقل من اتعظ بغيره
2-9 -2014
بقلم جسام الثورة
منذ أربعة أعوام أي قبل قيام الثورة السورية قامت المملكة المغربية بقطع علاقاتها مع المجوس وعاصمتها طهران مبررة ذلك بأن إيران تحاول نشر التشيع في المغرب العربي , ربما هذا الموقف كان غريبا ومفاجئا من دول سمحت لأول مؤتمر يهودي على أراضيها وأعلن ملكها الراحل أنه زعيم لأكبر حزب يهودي في إسرائيل وهذا طبعا وفق تصريحات الصحفي الخبيث محمد حسنين هيكل والذي لم تعترض عليه المغرب , لقد صفقنا وفرحنا لهذا الاجراء وقلنا الحمد لله هناك من تنبه للخطر الشيعي في المغرب العربي الحبيب .
اليوم وفي خطوتين غريبتين تقوم بهما المغرب تستحقان التوقف عندهما وخطوة ثالثة أكثر خطورة تشارك بها دول المغرب العربي قاطبة التي تختلف بكل شيء إلا في قرارات محاربة الإرهاب وموقفها من دخول السوريين إلى أراضيها :
الخطوة الأولي :إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران
أعلنت المملكة المغربية وبخطوة لافتة للنظر عودة علاقتها الدبلوماسية مع إيران ما الذي تغير ؟؟!! هل توقف المد الشيعي في المغرب العربي واعتذرت إيران عما سبق , حسب علمي التغلغل الشيعي في المغرب العربي لا يزال نشط ولم نسمع بخطوة واحدة اتخذت ضده بل هو يتوسع ويزداد خطره يوما بعد يوم مما دفع الشيعة في تونس للتقدم بطلب لتشكيل حزب سياسي تحت اسم حزب الله التونسي مما اضطر الحكومة لرفض الاسم ربما لوقاحة الطلب في وقت تسلط فيه الأضواء على جرائم حزب الله في سوريا وبعدها قدم الطلب تحت اسم جديد هو حزب الأمة وهنا يصبح الحزب حمامة سلام وربما يتحول من حزب شيعي خبيث إلى حزب سني متطرف وهكذا يكون الحزب لاعب سياسي وطني مهم وقد أصبح التونسيون اليوم يشكون من سيطرة الشيعة على وزارة الداخلية ومن المعلوم أن وزارة الداخلية هي من أخطر وزارت الدولة ,والقادم أعظم . يا سبحان الله .
أما في الجزائر فإن التشيع نشط جدا مع تصريح السلطات الأمنية وبشكل خجول بين فترة وأخرى إعلانها عن إلقاء القبض على مجموعات شيعية نشطة بين الشباب الذي يتعاطى المخدرات والعاطلين عن العمل , ومع هذا فإن المسئولون في دوائر الشؤون الدينية ينكرون التمدد الشيعي ويعتبرونه موضوع لا يستحق الاهتمام وقد صدر كتاب جديد للكاتب الجزائري أنور مالك يبين التمدد الشيعي في بلاد المغرب العربي ودروه في أحداث العشرية الجزائرية ولكن لا أظن أن هذا الكتاب سيحرك ماء راكدة في الجزائر .
كما أن التشيع يتمدد باتجاه موريتانيا مستغلا الوضع المادي للبلاد وغياب الأموال العربية التي توجه للسيسي والجيش اللبناني , تغيب هذه الأموال عن موريتانيا فتتدفق إليه الأموال الإيرانية , هذا البلد السني مئة بالمئة الغني بالثروات المعدنية والبحرية والذي هو مطمع لكل غازي إلا مطامع الحكام العرب فليس لهم مصالح بالصحراء .
أما المغرب فله قصة أخرى فالتشيع يستهدف المغرب داخلا وخارجا فالجالية المغربية في أوروبا والدول الاسكندنافية يتحول الكثير منهم إلى شيعة ويعودون إلى المغرب لنشر التشيع وهنا نستغرب ونقول ما الذي تغير في المد الشيعي حتى يتراجع المغرب ويعلن عن عودة العلاقات , فإذا كانت المغرب قطعت علاقاتها بناء على حقائق فلا بد أن تعيد علاقاتها بناء على حقائق أو أن وراء الأكمة ما ورائها
الخطوة الثانية : الاجتماعي الدولي في بروكسل بين دول غربية وثمانية دول عربية لمناقشة وضع المقاتلين الأجانب في سوريا .
هذا العنوان كان يستحق الاحترام والمشاركون فيه يستحقون الاحترام لو كان ما يناقش فيه هو وضع جميع الأجانب في سوريا , أما عندما يكون المقاتلون الأجانب هم من يقاتلون ضد النظام كما يتحدثون فهنا توجد اشارة استفهام كبيرة حول هدف المؤتمر ودور المؤتمرين أو المتآمرين وعندما يكون بين المشاركين العراق ولبنان والأردن والجزائر الذين لا يخفون مساندتهم للنظام السوري والوقوف إلى جانبه جاء في الخبر عن هذا المؤتمر ما يلي : " يعقد خبراء من الاتحاد الأوربي وتركيا و8 دول عربية الثلاثاء المقبل بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماعا لبحث مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا , والدول العربية المشتركة في الاجتماع هي الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وتونس، والعراق.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة تحذيرات عدد من الاستخبارات الغربية من مواطنيها الذين يقاتلون داخل الأراضي السورية؛ حيث توعدت بريطانيا بمحاكمتهم فور عودتهم إلى البلاد، فيما أطلقت كندا تحذيرا من عودتهم."
وقبل مناقشة هذا الخبر نقول وماذا عن عشرات الألوف من المرتزقة الشيعة من كافة الدول التي تقاتل إلى جانب النظام أم أن هؤلاء لا ينطبق عليهم تسمية مقاتلين أجانب إضافة للروس والكوريين وغيرهم أم أنهم حراس للأوابد التاريخية التي تدمر في سوريا أم لعلهم فرق إنسانية يعملون على إيصال الحليب للأطفال ؟ وهذا السؤال نتركه برسم هؤلاء المتآمرين
أما الدول المشاركة فتعالوا لنرى موقفها أصلا من الثورة السورية ولا أود التطرق لغير الدول العربية فالدول الأوربية معروفة بصليبيتها وحرصها على قتل المسلمين وإلا ليفسروا لنا ما يجري في أفريقيا الوسطى من سحل المسلمين أمام الجنود الفرنسيين والأمثلة تطول , وما يهمنا فضح نفاق الحكام العرب ولا أستثني منهم أحدا
المشاركين في المؤتمر هم مصر والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وتونس، والعراق. وتعالوا نناقش موقف هذه الدول بشيء من الايجاز .
مصر العروبة : بل لنقل وكل صراحة مصر حسني مبارك والسيسي فعشرات الفيديوهات نشرت على اليوتيوب تبين الأسلحة والذخائر التي ألقيت على الثوار أو مما سقط بأيديهم كتب عليها الصناعات الحربية العربية , صناعة مصر , مصر العروبة وربما سيقول لنا بعض المدافعين عن حكام الاعتدال العربي بل هي خدعة من إيران لإيقاع الفتنة , نقول له بل ما تقوم به الحكومة من تضيق اليوم بكل ما تستطيع على السوريين يكفيها وهو أخطر من السلاح الذي يرسل إلى بشار الأسد فلديه من السلاح المتدفق عليه من روسيا وإيران ما يكفي , مصر العروبة خرج منها وفد الحزب الناصري ليبارك للمجرم بشار بقتل السورين , حكام مصر اليوم يسيرون على خطى بشار , الفترة الوحيدة التي احترم فيها الشعب السوري هي فترة وجيزة من حكم مرسي وبالتالي ليس غريبا أن تشارك حكومة مصر بمؤامرة ضد الشعب السوري وإلا ما سر اشتراكها بهذا المؤتمر إذا لم نكن قد سمعنا عن مقاتل واحد من أخوتنا المصريين في سوريا ونحن نقول كان الله في عونهم فعندهم ما يكفيهم .
الأردن : هي الدولة العربية الثانية المشاركة في هذه المؤامرة , هل يوجد اليوم من لا يعرف تعاون حكامها مع نظام بشار وبيع المساعدات واحتضانها لأجهزة المخابرات التي تخطط لضرب الثورة وتدريبها الجيش الوطني التي تعده أمريكا وإسرائيل للانقضاض على سوريا عند سقوط نظام بشار المجرم , ولعلنا قرءنا وسمعنا الكثير عن سلطة السفير السوري في عمان وحتى عندما يهاجم المملكة لا يقوم أحد بالرد عليه وهذا ما يخالف العرف الدبلوماسي .
لبنان : دولة النأي بالنفس أو لنقل بدولة حزب الله ولا حاجة للمزيد فمن الضروري اشتراكها بهذه المؤامرة فكل من يقاتل على الأرض السورية هم أجانب حتى لو كانوا أبناء حمص وحلب ولا بد من إخراج هؤلاء الأجانب !!!!!!!
العراق: لعل مما يثير الضحك والاشمئزاز والسخرية من هذا المؤتمر مشاركة العراق فهذه الحكومة الطائفية التي تزج بعشرات الآلف من المجرمين لقتل الشعب السوري ولا تخفي ذلك وهم كلهم من المليشيات التي تمولها حكومة المالكي الفارسية وتزودها بالسلاح والمال وتشحنها بالشعارات الطائفية ثم تنقلها بالطائرات إلى سوريا لمحاربة الأجانب السوريين تصوروا أن تتحدث عن مقاتلين أجانب أو أن تخشى من عودتهم , إن حضور هذه الدول الثلاثة ما هي إلا شهادة حسن سلوك لهذا المؤتمر وبطاقة تعريف لهدف هذا المؤتمر ووسام شرف لكل من يشارك به .
أما مشاركة الدولة المغاربية ليبيا وتونس والجزائر والمغرب فلها تفصيل آخر :
الجزائر : أو كما يقال بلد المليون أو المليون و نصف شهيد هذه البلد الذي لما كنا أطفال في فترة الثورة الجزائرية كنا نجمع لها التبرعات ونحفظ النشيد الجزائري عن ظهر قلب ونتغنى ببطولات جميلة بوحريد , هذه البلد ترد الجميل بأكبر مما سبق فهي تدعم بشار بكل ما تستطيع وتطرد السوريين عبر الحدود مع المغرب كما صرحت المغرب بذلك وليتها اكتفت بل تبعث له بالطيارين للمشاركة في قتل الشعب السوري فلها الحق أن تشارك بمثل هذا المؤتمر ونحن هنا لا نتحدث عن الشعب الجزائري الشقيق ولا عن غيره من شعوب أمتنا المقهورة بل نتحدث عن جنرالات فرنسا اللذين يحكمون الجزائر , فالجزائر بالتأكيد يخاف مما يحدث في سوريا خوفا من انفضاح أمره كما انفضح دوره مع القذافي .
أما ليبيا فهي فقط تمنع دخول السوريين بحجج واهية ومنذ أيام حدثني أخ ليبي أنه حاول الحصول على فيزا لأحد السوريين لضرورة العمل معه ولكن الجواب جاءه من المستويات العليا , إلا السوريين أطلب من شئت إلا السوريين .
أخوتنا في تونس الخضراء مع وجود الكثيرين المناصرين للثورة السورية إلا أن المناصرين لبشار لديهم من الوقاحة ما يلفت النظر والحكومات التونسية تمنع دخول أي سوري وقد انفضح فيها قصة جهاد النكاح والتضخيم من عدد الشباب التونسي المتوجه إلى سوريا , القضية التي ضخمها غسان بن جدو الشيعي ووسائل الاعلامي التونسي المشتراة من قبل بن جدو وجعلها حديث الشارع .
أما المغرب المتحمس لهذا المؤتمر فلا يوجد فيها ما يقال عن تونس فما سر الحماس لهذا المؤتمر إلا إذا كان مرتبط بمشروع جديد ,
الخطوة الثالثة : هو ما حدث في حفل الدستور التونسي والذي قد يكون مر في الاعلام مرور الكرام ولكن من جانبي أرى أن له مدلول كبير يجب التوقف عنده .
ما حدث هو هجوم الوفد الإيراني المشارك بالمباركة , الهجوم العنيف على الوفد الأمريكي وانسحاب الوفد الأمريكي من الحفل هنا لا بد من التطرق لبعض النقاط :
- كيف لوفد ضيف أن يهاجم وفد ضيف آخر في دار المضيف دون أن يكون لهذا الحدث أي ردة فعل من قبل الحكومة التونسية ’ إن مثل هذا الحدث لو حدث في بيت أحد البسطاء لقامت على أساسة مشاجرة ولو حدث في دولة تحترم نفسها لأدى هذا لقطع العلاقات والطلب لهذا الوفد المغادرة فورا فإيران لم تسيء فقط للوفد الأمريكي بل أساءت لتونس البلد المضيف.
- أنا لا أتصور أن ينسحب الوفد الأمريكي ويقبل الإهانة إلا إذا كان الوضع مخطط له .
- كيف لم تتحرك الوفود الأوربية وتوجه النقد لتونس ولإيران ولم تنسحب هي الأخرى من الحفل
- هل كل هذه الأمور يمكن أن يقبلها المنطق البسيط أم أن هناك إشارة استفهام كبيرة لا بد من الإجابة عليها
ثم هناك خبر آخر مهم من المفيد الإشارة له وهو إعلان إيران عن تحرك اسطولها الحربي قريب من المياه الإقليمية الأمريكية وهذا الخبر خبر مضحك إذا نظرنا إليه بشكل مستقل فالمتتبع للعلاقة بين إيران وأمريكا يعلم كم من المرات قامت البحرية الأمريكية بإنقاذ بحارة إيرانيين من القراصنة أو مساعدات قدمت للبحرية الإيرانية في بحر العرب ثم تقوم هذه البحرية بسفينة أو سفينتين حربتين بالإبحار إلى منطقة المياه الإقليمية الأمريكية مع أن في طريقها ثلاثة أساطيل أمريكية ولعل كل أسطول منها يفوق ما لدى إيران من قوة فتصوروا كيف تستعرض إيران عضلاتها وليس هذا إلا تسويق جديد لدور إيران في المنطقة بموافقة وتخطيط أمريكي ولو أرادت أمريكا غير ذلك لاتخذت مما حدث مما ذكرنا سابقا سببا كافيا لشن حربا على إيران
إذا ربطنا مقدمة هذا المقال بنهايته فما أرى إلا أنه إعطاء دور جديد لإيران في المغرب العربي إضافة لدورها في بلاد الشام وتسليمها منطقة المغرب كما تم في العراق وإلا ما هو تفسير تغير المغرب لموقفها السريع باتجاه إيران والركض وراء مؤتمر ربما هم أقل المتضررين منه إلا إذا أرادوا أن يتخلوا عن واجبهم تجاه أهلهم في سوريا والانخراط في مشاريع جديدة تخطط للمنطقة والانضمام في محور المقاومة والممانعة الذي انكشف دوره في المنطقة .
إن انسحاب الوفد الأمريكي هو تلميع لإيران لدى المواطن المغربي وإبرازها ثانية أنها دولة قوية وقادرة على الوقوف بوجه أمريكا لتعويضها عما خسرته بانكشاف دورها الحقيقي في سوريا وفضيحتها الأخيرة لتباكيها على الهلكوس اليهودي وكشف قناعها أمام إسرائيل الذي طالما كذبت به على المواطن العربي وضمن نفس السياق يأتي ألإعلان عن حركة قطعها الحربية البحرية .
إنني أكتب هذه السطور لأدق ناقوس الخطر أمام أهلنا في المغرب العربي الشقيق للحذر والتنبه من المشاريع الجديدة التي ترسم لهم وأقول لهم تنبهوا واستفيقوا أيها الأخوة , تنبهوا من الخطر القادم واعلموا أن كل هذه المؤامرات وقوانين مكافحة الإرهاب التي يتسابق الحكام العرب لاستصدارها ما هي إلا قوانين الهدف منها وقف حركة تحرر الأمة والاستمرار بنهب ثرواتها والسيطرة على مقدراتها وقرارها السياسي , إنكم أيها الأخوة في المغرب مستهدفون كما غيركم مستهدف فإذا غفلتم ضعتم وضيعتم من بعدكم ولكم مما يجري في سوريا عظة وعبرة والعاقل من اتعظ بغيره
2-9 -2014