بسم الله الرحمن الرحيم
تأتي عملية تحرير المعتقلين من سجن الاحتلال في حلب كرد واقعي وعملي عن جميع الاسئلة التي يطرحها عبث التفاوض ومؤتمرات البلاهة في جنيف وغيرها ...نحن لم نسمع عن احتلال سلم الارض لاهلها بباقات الورود وبجلسات التفاوض في الغرف المكيفة ...لم نسمع عن حرية يمنحها الاخرون لشعب ما فالحرية تنتزع بالقوة ولاسبيل اخر لنيلها ....لم نسمع عن قاتل امتهن الجريمة واوغل فيها يقوم بتقديم رقبته طوعا للمقصلة . اذا ادركنا هذه المسلمات فاننا سنصل الى النتيجة التي طالما كنا بها مقتنعين ومفادها ان دحر الاحتلال المجوسي لبلادنا لن يكون بغير القوة لانها هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الظالم .
وقضية اخرى يطرحها تحرير الاسرى وهي انه بتضافر جهود الثوار بمختلف توجهاتهم تم لهم هذا النصر اي انه لابد ان نتحد لنحقق نصرنا الذي اتعبنا انتظاره .
في كل حركات التحرير التي سمعنا او قرأنا عنها كانت هناك حركات مسلحة هي الاساس في عملية التحرير ولها جناح سياسي يقدم مطالبها ويسعى للحصول عليها ويختصر الدماء والتضحيات لكن يظل الجناح المسلح هو العمود الفقري لعملية التحرير وهذا مالا نجده في ثورتنا ...هناك شبه انفصال بين العمل السياسي والعمل المسلح وغياب التنسيق هو السمة الواضحة والسياسيون ليسوا جزءا من العمل المسلح ويرفضون ان يكونوا كذلك .فعنما يذهب بعض من اعضاء الائتلاف الى موسكو متناسين بحجة الاعراف السياسية الايغال الروسي في الدم السوري الا يعني هذا ان هناك شرخ كبير بمنظومة الثورة لان هذا العمل في جوهره يشبه قيام احد قادة المقاومة المسلحة بزيارة الاسد في قصره فكيف يمكن لنا ان نفسر مثل هذه الزيارة ....هناك شيئ من اللامنطق واللاوعي يحدث فيه امتهان قذر لكل تضحيات وعذابات هذا الشعب .
ترى هل يأتي يوم يكون فيه من يمثل ثورتنا سياسيا خارجا من رحم الخنادق ويعلم جيدا حقيقة مانعاني ومعجزة ما نعيش؟؟؟