رسالة الإسلام - أحمد عبد الظاهر
المصدر رسالة الإسلام
المشهد السوري بات شديد الارتباك، بعد ثلاثة أعوام تقريبًا من عمر الثورة، يكاد لا يمر يوم إلى ويتساقط العشرات من المدنيين برصاص نظام الأسد، أو برصاص المليشيات المسلحة الأخرى المرتبطة به كمليشيات حزب الله ومسلحي تنظيم "داعش".
فخلال الساعات القليلة الماضية، لقي 169 شخصا مصرعهم، بينهم 11 طفلا و9 سيدات، برصاص قوات النظام السوري، الذي استخدم الأسلحة الثقيلة في ضرب المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمختلف المدن السورية.
وأسفرت عمليات النظام السوري عن مقتل 105 أشخاص في حلب، و35 في ريف دمشق وضواحيها، و11 في حماة، و8 في درعا، و4 في القنيطرة، وشخصين في كل من دير الزور وحمص، وقتلى آخرون في إدلب واللاذقية، بحسب بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان والتي تتخذ من لندن مقرا لها.
وعن ضحايا التعذيب في قوات النظام أضاف بيان الشبكة السورية أن قرابة 24 شخصا لقوا حتفهم نتيجة التعذيب من قبل قوات النظام في المعتقلات، وعن ارتفاع حصيلة القتلى خلال الساعات الماضية أكدت الشبكة أن سبب ذلك يعود إلى القصف العنيف الذي يتبعه نظام الأسد باستخدام الطائرات الحربية لحرق وتدمير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
براميل متفجرة
وفي حلب أكد مسئول إعلامي في اللجنة التنسيقية المحلية السورية، أن الطائرات المروحية التابعة لنظام بشار الأسد، ألقت 40 برميلاً متفجرًا على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب، على فترات متفرقة.
وأضاف المسئول الإعلامي أن مقاتلي الجبهة الإسلامية رغم القصف العنيف لقوات النظام السوري، إلا أنهم استطاعوا أن يوقفوا تقدم القوات الحكومية جنوبي حلب، فضلاً عن الاشتباكات المتكررة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، شمالي حلب.
والمفارقة العجيبة في الأمر أن عناصر تنظيم "داعش" الذين وقعوا في أسر لواء التوحيد، التابع للجبهة الإسلامية، اعترفوا أن زعماء وقيادات "داعش" يقولون لمقاتليهم: "أنتم تقاتلون تنظيم بي كا كا الكافر"، ثم يأمرونهم بالقتال، ويكتشفون أنهم يشتبكون ويقاتلون قوات المعارضة السورية.
يؤكد ذلك أن تنظيم "داعش" يلجأ إلى خداع مقاتليه والعبث بعقولهم، وإيهامهم بأنهم يقاتلون المعارضة السورية على أنها خارجون عن الدين، وذلك لا عجب من جرائم تنظيم "داعش" في سوريا.. إن كانوا يستغلون الكذب والخداع للعبث بعقول المقاتلين التابعين لهم.
جرائم "داعش"
وعن جرائم "داعش" في سوريا فحدث ولا حرج، حيث استهدف التنظيم أحد مقار الجيش الحر في حلب بثلاث سيارات مفخخة أودت بحياة العشرات من مقاتلي المعارضة وجرحت العشرات، ومن بين القتلى والجرحى قائد عسكري كبير في لواء التوحيد وهو عدنان بكور.
وعلى الفور أدان الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة السورية الاعتداء الغاشم الذي نفذه تنظيم "داعش" ضد الجيش الحر.
ويأتي استهداف مواقع الثوار وسط معارك طاحنة تجري في ريف حلب، خاصة في جبل الحمام، حيث يحاول الثوار طرد "داعش" منها، بعد أن تم طرد ودحر التنظيم بشكل كامل من ريف إدلب.
المشهد السوري الآن بات واضحا لكل ذي عقل، النظام السوري يلجأ لسياسة الأرض المحروقة، بمعنى أنه يتبع سياسة القصف العنيف بالطائرات الحربية، والبراميل المتفجرة للمناطق الخاضعة لقوات المعارضة، فيقتل المئات من المدنيين بزعمه أن عناصر المعارضة يعيشون بينهم.
وفي حالة لم تقم الطائرات الحربية بمهمة تحرير المناطق العصية عليه، تأتي مهمة الميلشيات المسلحة التابعة للنظام كتنظيم "داعش"، وميلشيات حزب الله والميلشيات العراقية، لتقوم بمهمة الهجوم على المناطق العصية عليه، وارتكاب المجازر التي نراها يوميا، أو نسمع عنها من خلال وسائل الإعلام.
المأساة التي يعيشها أهلنا في سوريا الآن، تتطلب دعما بصورة عاجلة من الدول العربية، للجيش الحر لمواجهة هذه المؤامرة ضد الشعب السوري، وحتى يستطيع الجيش الحر الوقوف صد هجمات نظام بشار الأسد الدموي والمليشيات المرتبطة به.