كانت اخر كلماته ...اشعر بالذنب كلما القت طائرة برميلا متفجرا فهي تسبب الخوف لامي علي...بعد يومين يسقط برميل متفجر امامه فيسقطه شهيدا جديدا يضاف لقائمة لاتنتهي من الشهداء ....
وهكذا تسدل ستارة الحياة لزهرة من زهرات شباب هذا الوطن المعذب والمنهك بفرقة ابناءه ...كان يقاتل قتالا اسطوريا صادقا ولكن كان ظهره عاريا ...يرى عدوا لاينقطع المدد عنه ولايرتوي من دماء اهله المبعثرين ...
لا استطيع من نفسي من جلد ذاتها على كل هذا الخذلان ....انا لا اعلم متى نبلغ سن الرشد السياسي ....لا اعلم كم نحتاج من الشهداء والجرحى والمعاقين كي نعي ان لابد من الاعتماد على انفسنا لرسم طريق خلاصنا ..
الى كل الحالمين بجنيف وارقامه ومسمياته..... انتم تحرثون البحر وتعتقدون انها الوسيلة الافضل لنصر على نظام لايعيئ باحلامكم ...احلام اليقظة السياسية التي تراودكم وتقتضي ان يقدم بموجبها نظام الجريمة رقبته للمقصلة لن تتحقق لانها عبث صبيان ومراهقة سياسية ...ليس هناك من حل مادام التبعثر والتشتت وغياب ارادة التوحد خلف بندقية واحدة .
لن يقدم الاخرون الا حلولا ترضي مصالحهم ....ولابد ان نؤمن بهذا كي نخطو الخطوة الاولى؟؟؟

نسأل الله في هذه الجمعة المباركة أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ...
هنيئا له الجنة وهنيئا له ترك هذه الدنيا التي اسودت من إجرام المجرمين وظلم المسلمين لبعضهم البعض وتخاذلهم المشين ...
لاتحزن ... إن نجوا القتلة من الحساب الدنيوي فأعلم أن الله يؤجل حسابهم العسير ليوم تشخص فيه الأبصار .
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾.