مدونة_أوغاريت || #ياسر_سعدالدين
جنيف 2 وتسويق الوهم!!
أتمنى من كل قلبي أن لا يتحقق تحليلي وقراءتي لجنيف 2، أدعو الله أن تسقط حسابات العقل والمنطق ويحقق وفد الإئتلاف نصر من الله وفتح قريب...غير أن أكثر ما أهلكنا عربا وسوريين وأوصلنا إلى ما وصلنا إليه من انحدار وتراجع هو تغييب العقل والحسابات المنطقية لحساب العاطفة والرغبات النفسية.
جنيف لن تحقق إنفراجا في الشأن السوري ما لم تكن هناك توافقات دولية وبشكل خاص تفاهمات أمريكية-روسية لحلحلة الملف وإيجاد تسوية له ولن تكون عاداو أو منصفة. هذا الأمر لا يبدو واردا في الوقت الراهن على الأقل خصوصا أن ما يحدث في سوريا من دمار وقتل لا يؤثر على مصلحة الطرفين بل بالعكس يبدو أنه يفتح الطريق لهم لإعادة صياغة المنطقة وتقسيمها لصالح مصالحهما وبأبخس الأثمان ولصالح الدولة العبرية والتي تشكل بوصلة سياسية للطرفين.
من اليسير رؤية النشطاء في صفحات التواصل الإجتماعي وهم يتأملون في جنيف وأعضاء الإئتلاف الكثر هناك خيرا، لعل الله يجعل بعد عسرا يسرا. ما أزعجني حقا هو ما يحاول بعض أعضاء المعارضة "البارزون" عمله من تسويق للوهم وتخدير الناس. كتب أحدهم على صفحته الرسمية يحدثنا عن بطولات وصولات فريق الإئتلاف التفاوضي وعن عصبية وانفعالات فريق القتلة، ليبشرنا أن الإبراهيمي وفريقه المكون من 15 عضوا يتعاطفون مع الإئتلاف ومستاؤون من وفد النظام. أما حمص وإرسال بعض المدد الإنساني لها فهو بمثابة بالون إختبار لنوايا النظام. كما يقول هذا العضو البارز!...فلتنفقوا أياما وأنتم تختبرون نوايا الأسد وشبيحته!
تسويق للوهم، خداع للرأي العام وإعادة مملة لسيناربو مفاوضات سلطة رام الله البائسة قبل عقود، العالم يتعاطف معنا ونحن نحاصرهم ونهاجمهم دبلوماسيا ونحرجهم. تحولت جنيف لمفاوضات حول قضايا إنسانية -على أهميتها وهي التي كانت من شروط مشاركة الإئتلاف قبل أن يلحسها- ليشغلنا بها النظام عن القضايا السياسية والأساسية. هل نسينا مواقف الإبراهيمي غير السوية خلال مهمته غير النبيلة؟ وهل تنفعنا كلمات وإشادات من هنا وهناك وبراميل الموت تطحن أطفالنا ونساءنا وشيوخنا؟
جنيف 2 مستنقع ربما أمتلك الإئتلاف قرار الدخول إليه – ولو ظاهريا- ولكن الخروج منه قد يكون صعبا ومذلا ومهينا. الذي أخشاه أن من خدعونا بمؤتمرات أصدقاء سوريا من المعارضة وبكلماتهم ومواقفهم الهوائية فيها والتي أعطت النظام شهورا من الوقت للقتل والتدمير هم أنفسهم من يعطوا النظام الآن مزيدا من الوقت والغطاء لتمرير أجندته الروسية والإيرانية على الأرض،ويعطون المجتمع الدولي وواشنطن غطاءا على تخاذلهم وتواطئهم واستهتارهم بالدم السوري!
من البديهي أن نعطي المفاوضين بعض الوقت حتى نرى نتائج قرارهم بالدخول إلى جنيف ولكن من العار والخيانة أن لا تتم محاسبتهم إذا وجدنا أن القرار كان كارثيا وفاشلا. أضعف الإيمان يحتم على الذين قادونا في مؤتمرات أصدقاء سوريا بطريق الوهم والخيبة والآن في جنيف إن أمعنو فشلا أن يحبسو أنفسهم عنا وعن الثورة والسياسة حتى يتوفاهم الموت أو يجعل الله لهم سبيلا
جنيف 2 وتسويق الوهم!!
أتمنى من كل قلبي أن لا يتحقق تحليلي وقراءتي لجنيف 2، أدعو الله أن تسقط حسابات العقل والمنطق ويحقق وفد الإئتلاف نصر من الله وفتح قريب...غير أن أكثر ما أهلكنا عربا وسوريين وأوصلنا إلى ما وصلنا إليه من انحدار وتراجع هو تغييب العقل والحسابات المنطقية لحساب العاطفة والرغبات النفسية.
جنيف لن تحقق إنفراجا في الشأن السوري ما لم تكن هناك توافقات دولية وبشكل خاص تفاهمات أمريكية-روسية لحلحلة الملف وإيجاد تسوية له ولن تكون عاداو أو منصفة. هذا الأمر لا يبدو واردا في الوقت الراهن على الأقل خصوصا أن ما يحدث في سوريا من دمار وقتل لا يؤثر على مصلحة الطرفين بل بالعكس يبدو أنه يفتح الطريق لهم لإعادة صياغة المنطقة وتقسيمها لصالح مصالحهما وبأبخس الأثمان ولصالح الدولة العبرية والتي تشكل بوصلة سياسية للطرفين.
من اليسير رؤية النشطاء في صفحات التواصل الإجتماعي وهم يتأملون في جنيف وأعضاء الإئتلاف الكثر هناك خيرا، لعل الله يجعل بعد عسرا يسرا. ما أزعجني حقا هو ما يحاول بعض أعضاء المعارضة "البارزون" عمله من تسويق للوهم وتخدير الناس. كتب أحدهم على صفحته الرسمية يحدثنا عن بطولات وصولات فريق الإئتلاف التفاوضي وعن عصبية وانفعالات فريق القتلة، ليبشرنا أن الإبراهيمي وفريقه المكون من 15 عضوا يتعاطفون مع الإئتلاف ومستاؤون من وفد النظام. أما حمص وإرسال بعض المدد الإنساني لها فهو بمثابة بالون إختبار لنوايا النظام. كما يقول هذا العضو البارز!...فلتنفقوا أياما وأنتم تختبرون نوايا الأسد وشبيحته!
تسويق للوهم، خداع للرأي العام وإعادة مملة لسيناربو مفاوضات سلطة رام الله البائسة قبل عقود، العالم يتعاطف معنا ونحن نحاصرهم ونهاجمهم دبلوماسيا ونحرجهم. تحولت جنيف لمفاوضات حول قضايا إنسانية -على أهميتها وهي التي كانت من شروط مشاركة الإئتلاف قبل أن يلحسها- ليشغلنا بها النظام عن القضايا السياسية والأساسية. هل نسينا مواقف الإبراهيمي غير السوية خلال مهمته غير النبيلة؟ وهل تنفعنا كلمات وإشادات من هنا وهناك وبراميل الموت تطحن أطفالنا ونساءنا وشيوخنا؟
جنيف 2 مستنقع ربما أمتلك الإئتلاف قرار الدخول إليه – ولو ظاهريا- ولكن الخروج منه قد يكون صعبا ومذلا ومهينا. الذي أخشاه أن من خدعونا بمؤتمرات أصدقاء سوريا من المعارضة وبكلماتهم ومواقفهم الهوائية فيها والتي أعطت النظام شهورا من الوقت للقتل والتدمير هم أنفسهم من يعطوا النظام الآن مزيدا من الوقت والغطاء لتمرير أجندته الروسية والإيرانية على الأرض،ويعطون المجتمع الدولي وواشنطن غطاءا على تخاذلهم وتواطئهم واستهتارهم بالدم السوري!
من البديهي أن نعطي المفاوضين بعض الوقت حتى نرى نتائج قرارهم بالدخول إلى جنيف ولكن من العار والخيانة أن لا تتم محاسبتهم إذا وجدنا أن القرار كان كارثيا وفاشلا. أضعف الإيمان يحتم على الذين قادونا في مؤتمرات أصدقاء سوريا بطريق الوهم والخيبة والآن في جنيف إن أمعنو فشلا أن يحبسو أنفسهم عنا وعن الثورة والسياسة حتى يتوفاهم الموت أو يجعل الله لهم سبيلا