نجم أفلام المقاولات داود ! - بقلم حسن مفتي
( منقول ) - 2014-01-22
( منقول ) - 2014-01-22
كثيراً ما تستوقفني بعض المحطات المختلفة في حياتي، وذلك عندما أغوص في أعماق ذاكرتي منفرداً بتقليب صفحاتها، منها ما هو جيد – بطبيعة الحال - ومنها ما هو سيء، ومنها ما هو طريف ومنها ما هو دون ذلك ! وتتفاوت تلك المحطات ما بين رحلة سياحيةٍ أو كتاب قرأته أو فيلم شاهدته، أو موقفٍ إنساني تشبث بجهازي العصبي فأثر في شخصيتي .
غير أن الأفلام السينمائية الأجنبية منها والمصرية، لعبت دوراً لا بأس به في تشكيل أبعاد خيالي، لا سيما أفلام المقاولات المصرية ! وهي أفلام سيئة السمعة انتشرت في أواخر الثمانينات، تقوم فكرتها على تسطيح البطولة، وتبسيط الصراع بين الخير والشر لدرجة السذاجة واستغفال المشاهد .
وقبل أن أسهب في شرح هذا المصطلح ( أفلام المقاولات ) أقول : لا مانع من الوقوف عند بعض المحطات الجاهلية، اقتداء بفعل خير القرون رضي الله تعالى عنهم، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كانوا يتذاكرون شيئاً من صنيعهم في الجاهلية فيضحكون ويُضحكون !
أفلام المقاولات يا سادة يا كرام، أفلام مصرية هزيلة وسخيفة وسمجة وسريعة الإيقاع، تُرصد لها ميزانية بسيطة للغاية، ويُستقطب لها ممثل مغمور من الحواري المصرية له ( وش إجرام ) وممثلة تقبل بأداء أي شيء نظير أي شيء لفعل أي شيء، بسبب الفقر المدقع أو صعود أعتاب الشهرة دون اعتبار لقيمة أو دين أو سلوك، أما ممول الفيلم فغالباً ما يكون مقاول عمارات تحت الإنشاء يرنو إلى الربح السريع من خلال هذه الخلطة الغريبة التي يتم بيعها على دولة خليجية ما، وغالباً ما يشتري هذا السم الزعاف مجموعة فارس الإعلام العربي الشيخ وليد الإبراهيم !
لماذا ذكرتُ أفلام المقاولات في بداية هذه المقالة ؟
كنت أتصفح الشبكة قبل يومين فاستوقفني ردح داود الشريان – السخيف - في برنامجه الثامنة لأضحك حتى الثمالة على مقولته التي يختم بها بعض حلقاته : بأننا لن نسكت بعد اليوم، أبناء الوطن وشباب الوطن ! وهي مقولة تتكرر كثيراً لاستدرار التأييد والحشد الغوغائي من السذج والبسطاء، رددها في فضيحة الكليات الصحية بجدة ولم نرى طحناً !
مشكلة داود هداه الله أنه يردح كثيراً ( مصطلح من أفلام المقاولات ) وردحه يشبه ردح الراقصة تحية كاريوكا – أجلكم الله - في فيلم خلي بالك من زوزو ! إلا أن ردحه يفتقد إلى اللياقة والأدب والعقل والأخلاق، فداود ما خلا باله لا من زوزو ولا من المواطن ولا من الدولة ولا من المشايخ الذين أساؤوا لأنفسهم أصلاً في ماخور الإم بي سي خلال فترة سابقة !
سلمان العودة مثلاً في حجر زاويته، وسعد البريك في لقاءات عدة، ومحمد العريفي وغيرهم، مع أن الله جل علا قال ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ولكن عفا الله عما سلف، والعيار اللي ما يصيب يدوش ! ولعلهم اتعظوا وأنابوا وأيقنوا بأن الله جل وعلا لا يصلح عمل المفسدين حتى وإن خالط العمل حضور المصلحين !
داود لم يتلقى أوامر أحدٍ كما يشاع، فهو أقل من أن يوعز له، وقدراته العقلية لا ترتقي لمستوى التجنيد، مع أنه قد يستقطب إعلامياً بمقدار لغاية الاحتراق، ليصار إلى استبداله كما استبدل غيره، داود تعتريه غفلة الإعلاميين فينسى نفسه ويشطح بمستوى لاري كنج حيناً، ويتفوق حيناً على أوبرا وينفري، فينعق وينهق ويهدد ويتوعد ويعدل عقاله ويمسح زبده الشبيه بزبد النائب المعجزة مصطفى بكري، وهي مناورات إعلامية ومقارعات استعراضية شبه جيدة، لكنها لا تفوق بحال مقارعات دونكي شوت لطواحين الهواء من أصحاب السمو !
فما إن تلج هذه النوعية الخاصة جداً إلى استديو داود حتى تحفه الرحمة، وتغشاه السكينة، وتكتسب سحنته لوناً خاشعاً ورد ذكره في كتاب الغرباء للآجري، ليموء بصوت يمزق نياط الوطن أن حيا على التسول ولثم الأنف ولعق العباءة، فهو يدرك جيداً من أين تؤكل الكتف، وأن له خطوطاً حمراء لن يجرؤ على تجاوزها مهما علا صوته النشاز بأننا لن نسكت بعد اليوم !
يدرك داود – جيداً – أن الملك فهد استقبل قادة الجهاد الأفغاني السبعة في قصره بالديوان الملكي أكثر من مرةٍ، وفتح لهم خزائن الدولة على مصراعيها، وسمح لهم بجمع التبرعات في جميع مساجد المملكة، وأوعز إلى وزارة المعارف - في تلك الحقبة - باستقطاع جزء من فسحة الطالب المدرسي – طواعية – لصالح الجهاد الأفغاني .
كما يوقن هذا الأراجوز البطين – رئيس تحرير المسلمون سابقاً - ذو الفك المتراخي الشبيه بفك الممثلة المصرية إحسان القلعاوي، أن الأمير سلطان بن عبد العزيز أصدر أمره إلى الخطوط السعودية بتخفيض تذاكر المجاهدين أو من يعمل في خدمة المجاهدين إلى 75% فمسخت قيمة تذكرة الطيران على متن الخطوط السعودية إلى 750 بدلاً من 2250 ! واستفاد من هذا العرض المغري السعودي وغير السعودي ! وكنت ممن استفاد من هذا العرض طيلة فترة مشاركتي فيما عرف حينها بالجهاد الأفغاني !
أما الاستقطاعات المالية من رواتب الموظفين والعسكريين وحسم الريال الذهبي من قيمة تذاكر المباريات لصالح الأفغان فحدث ولا حرج، ناهيك عن المعارض الفنية لآلام وجراحات الشعب الأفغاني، وتسييس جائزة الملك فيصل التي فاز بها عبد رب الرسول سياف رئيس فصيل الاتحاد الإسلامي، ومن بعده علي عزت بيجوفيتش والذي أطلق اسمه على شارع من شوارع الرياض!
ماذا عن رحلات رئيس الاستخبارات الأمير تركي الفيصل لأفغانستان، أثناء وبعد انتهاء الأزمة الأفغانية واعتراف السعودية والإمارات بحكومة طالبان الأفغانية النموذج السيء المتطرف للإسلام - كما لُقبت – هل كان للمشائخ دور محوري في ذلك أيها الخوي البليد ؟
بل إن عرّاب الاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل نص على الدعم السعودي صراحةً – نشرته صحيفة المدينة – في حوار أجري معه بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، إذ قسّم الفيصل الدعم الحكومي السعودي لأفغانستان إلى ثلاثة أقسام: الدعم السياسي الصريح، الذي شمل حمل المملكة لواء نصرة الأفغان في المحافل الدولية، حين قوبلت محاولات المملكة للتنديد بالغزو السوفييتي لأفغانستان بما سماه "الرفض المخزي من قبل دول عربية -وياللأسف - آثرت مصالحها مع السوفييت على دعم الإخوة الأفغان"، والدعم المستور الذي شمل المساعدات المباشرة للمجاهدين من عتاد عسكري وغذاء وكساء ومواد بناء وضعت في جداول متقنة لكل فصيل مجاهد بحسب أدائه، ونقلت إليه "إما على ظهور الرجال وإما على ظهور البغال" لأن طبيعة الأرض حتمت الاستغناء عن السيارات والطائرات إلخ .....
الكرم الحاتمي لتلك الفصائل والدول لم يعد سراً، بل باهى به الأمير تركي الفيصل بوش الابن في مقالة نشرتها الشرق الأوسط – عقب 11 سبتمبر - بقوله : إننا دعمنا ثوار الكونترا بنيكاراجوا ضد الساندينستيين !
عندما تبث وسائل الإعلام المختلفة صوراً لفضائح سجن أبي غريب بالعراق، ومذابح بابا عمرو ومجازر الصمنين بسوريا فإن السعودي أو الهولندي أو حتى الكوستاريكي ليس بحاجة إلى فتوى من أحدٍ، بل سيستفتي قلبه وإن أفتاه المفتون بخلاف فتواه، وسيحمل متاعه ويقذف نفسه في أتون المعارك ولسان حاله :
فإما حياة تسر الصديق – وإما ممات يغيظ العدا
أخيراً : بما أننا في زمن الإيجاز لا الإطناب أقول : إن ثامنة داود هي عينها
إلهام شاهين تقوم بإنشاء قناة دينية إسلامية !
وهي أن تغني الراقصة شمس – أجلكم الله - دين أبوكم إيه !
وأن تنتقد الراقصة نجوى فؤاد – أجلكم الله - الإخوان المسلمين بأنهم ما بيعرفوش ربنا !
وأن يصوت الشعب المصري بنسبة 9,99 على دستور السيسي !
وأن يشرح ضاحي خلفان نظرية آينشتاين النسبية !
ويتحدث القاصي الحرامي عيسى حياتو عن الإسلام الوسطي
وأن يردح داود الشريان أننا لن نسكت، ويتلقف الإعلام السوري هذه الحلقة ليطعن بها دولته وشعبه، فيردي داود نفسه بنفسه، كما فعل الدب بصاحبه !
يقول الإيرلندي برنارد شو : إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل !
قد نغفر لرائد الماخور العربي وليد الإبراهيم إنشاءه لمجموعة الإم بي سي، لكننا لن نغفر له ردح العوالم الذي يقدمه لنا نجم أفلام المقاولات داود حسين الشريان !
حسن مفتي
غير أن الأفلام السينمائية الأجنبية منها والمصرية، لعبت دوراً لا بأس به في تشكيل أبعاد خيالي، لا سيما أفلام المقاولات المصرية ! وهي أفلام سيئة السمعة انتشرت في أواخر الثمانينات، تقوم فكرتها على تسطيح البطولة، وتبسيط الصراع بين الخير والشر لدرجة السذاجة واستغفال المشاهد .
وقبل أن أسهب في شرح هذا المصطلح ( أفلام المقاولات ) أقول : لا مانع من الوقوف عند بعض المحطات الجاهلية، اقتداء بفعل خير القرون رضي الله تعالى عنهم، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كانوا يتذاكرون شيئاً من صنيعهم في الجاهلية فيضحكون ويُضحكون !
أفلام المقاولات يا سادة يا كرام، أفلام مصرية هزيلة وسخيفة وسمجة وسريعة الإيقاع، تُرصد لها ميزانية بسيطة للغاية، ويُستقطب لها ممثل مغمور من الحواري المصرية له ( وش إجرام ) وممثلة تقبل بأداء أي شيء نظير أي شيء لفعل أي شيء، بسبب الفقر المدقع أو صعود أعتاب الشهرة دون اعتبار لقيمة أو دين أو سلوك، أما ممول الفيلم فغالباً ما يكون مقاول عمارات تحت الإنشاء يرنو إلى الربح السريع من خلال هذه الخلطة الغريبة التي يتم بيعها على دولة خليجية ما، وغالباً ما يشتري هذا السم الزعاف مجموعة فارس الإعلام العربي الشيخ وليد الإبراهيم !
لماذا ذكرتُ أفلام المقاولات في بداية هذه المقالة ؟
كنت أتصفح الشبكة قبل يومين فاستوقفني ردح داود الشريان – السخيف - في برنامجه الثامنة لأضحك حتى الثمالة على مقولته التي يختم بها بعض حلقاته : بأننا لن نسكت بعد اليوم، أبناء الوطن وشباب الوطن ! وهي مقولة تتكرر كثيراً لاستدرار التأييد والحشد الغوغائي من السذج والبسطاء، رددها في فضيحة الكليات الصحية بجدة ولم نرى طحناً !
مشكلة داود هداه الله أنه يردح كثيراً ( مصطلح من أفلام المقاولات ) وردحه يشبه ردح الراقصة تحية كاريوكا – أجلكم الله - في فيلم خلي بالك من زوزو ! إلا أن ردحه يفتقد إلى اللياقة والأدب والعقل والأخلاق، فداود ما خلا باله لا من زوزو ولا من المواطن ولا من الدولة ولا من المشايخ الذين أساؤوا لأنفسهم أصلاً في ماخور الإم بي سي خلال فترة سابقة !
سلمان العودة مثلاً في حجر زاويته، وسعد البريك في لقاءات عدة، ومحمد العريفي وغيرهم، مع أن الله جل علا قال ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ولكن عفا الله عما سلف، والعيار اللي ما يصيب يدوش ! ولعلهم اتعظوا وأنابوا وأيقنوا بأن الله جل وعلا لا يصلح عمل المفسدين حتى وإن خالط العمل حضور المصلحين !
داود لم يتلقى أوامر أحدٍ كما يشاع، فهو أقل من أن يوعز له، وقدراته العقلية لا ترتقي لمستوى التجنيد، مع أنه قد يستقطب إعلامياً بمقدار لغاية الاحتراق، ليصار إلى استبداله كما استبدل غيره، داود تعتريه غفلة الإعلاميين فينسى نفسه ويشطح بمستوى لاري كنج حيناً، ويتفوق حيناً على أوبرا وينفري، فينعق وينهق ويهدد ويتوعد ويعدل عقاله ويمسح زبده الشبيه بزبد النائب المعجزة مصطفى بكري، وهي مناورات إعلامية ومقارعات استعراضية شبه جيدة، لكنها لا تفوق بحال مقارعات دونكي شوت لطواحين الهواء من أصحاب السمو !
فما إن تلج هذه النوعية الخاصة جداً إلى استديو داود حتى تحفه الرحمة، وتغشاه السكينة، وتكتسب سحنته لوناً خاشعاً ورد ذكره في كتاب الغرباء للآجري، ليموء بصوت يمزق نياط الوطن أن حيا على التسول ولثم الأنف ولعق العباءة، فهو يدرك جيداً من أين تؤكل الكتف، وأن له خطوطاً حمراء لن يجرؤ على تجاوزها مهما علا صوته النشاز بأننا لن نسكت بعد اليوم !
يدرك داود – جيداً – أن الملك فهد استقبل قادة الجهاد الأفغاني السبعة في قصره بالديوان الملكي أكثر من مرةٍ، وفتح لهم خزائن الدولة على مصراعيها، وسمح لهم بجمع التبرعات في جميع مساجد المملكة، وأوعز إلى وزارة المعارف - في تلك الحقبة - باستقطاع جزء من فسحة الطالب المدرسي – طواعية – لصالح الجهاد الأفغاني .
كما يوقن هذا الأراجوز البطين – رئيس تحرير المسلمون سابقاً - ذو الفك المتراخي الشبيه بفك الممثلة المصرية إحسان القلعاوي، أن الأمير سلطان بن عبد العزيز أصدر أمره إلى الخطوط السعودية بتخفيض تذاكر المجاهدين أو من يعمل في خدمة المجاهدين إلى 75% فمسخت قيمة تذكرة الطيران على متن الخطوط السعودية إلى 750 بدلاً من 2250 ! واستفاد من هذا العرض المغري السعودي وغير السعودي ! وكنت ممن استفاد من هذا العرض طيلة فترة مشاركتي فيما عرف حينها بالجهاد الأفغاني !
أما الاستقطاعات المالية من رواتب الموظفين والعسكريين وحسم الريال الذهبي من قيمة تذاكر المباريات لصالح الأفغان فحدث ولا حرج، ناهيك عن المعارض الفنية لآلام وجراحات الشعب الأفغاني، وتسييس جائزة الملك فيصل التي فاز بها عبد رب الرسول سياف رئيس فصيل الاتحاد الإسلامي، ومن بعده علي عزت بيجوفيتش والذي أطلق اسمه على شارع من شوارع الرياض!
ماذا عن رحلات رئيس الاستخبارات الأمير تركي الفيصل لأفغانستان، أثناء وبعد انتهاء الأزمة الأفغانية واعتراف السعودية والإمارات بحكومة طالبان الأفغانية النموذج السيء المتطرف للإسلام - كما لُقبت – هل كان للمشائخ دور محوري في ذلك أيها الخوي البليد ؟
بل إن عرّاب الاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل نص على الدعم السعودي صراحةً – نشرته صحيفة المدينة – في حوار أجري معه بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، إذ قسّم الفيصل الدعم الحكومي السعودي لأفغانستان إلى ثلاثة أقسام: الدعم السياسي الصريح، الذي شمل حمل المملكة لواء نصرة الأفغان في المحافل الدولية، حين قوبلت محاولات المملكة للتنديد بالغزو السوفييتي لأفغانستان بما سماه "الرفض المخزي من قبل دول عربية -وياللأسف - آثرت مصالحها مع السوفييت على دعم الإخوة الأفغان"، والدعم المستور الذي شمل المساعدات المباشرة للمجاهدين من عتاد عسكري وغذاء وكساء ومواد بناء وضعت في جداول متقنة لكل فصيل مجاهد بحسب أدائه، ونقلت إليه "إما على ظهور الرجال وإما على ظهور البغال" لأن طبيعة الأرض حتمت الاستغناء عن السيارات والطائرات إلخ .....
الكرم الحاتمي لتلك الفصائل والدول لم يعد سراً، بل باهى به الأمير تركي الفيصل بوش الابن في مقالة نشرتها الشرق الأوسط – عقب 11 سبتمبر - بقوله : إننا دعمنا ثوار الكونترا بنيكاراجوا ضد الساندينستيين !
عندما تبث وسائل الإعلام المختلفة صوراً لفضائح سجن أبي غريب بالعراق، ومذابح بابا عمرو ومجازر الصمنين بسوريا فإن السعودي أو الهولندي أو حتى الكوستاريكي ليس بحاجة إلى فتوى من أحدٍ، بل سيستفتي قلبه وإن أفتاه المفتون بخلاف فتواه، وسيحمل متاعه ويقذف نفسه في أتون المعارك ولسان حاله :
فإما حياة تسر الصديق – وإما ممات يغيظ العدا
أخيراً : بما أننا في زمن الإيجاز لا الإطناب أقول : إن ثامنة داود هي عينها
إلهام شاهين تقوم بإنشاء قناة دينية إسلامية !
وهي أن تغني الراقصة شمس – أجلكم الله - دين أبوكم إيه !
وأن تنتقد الراقصة نجوى فؤاد – أجلكم الله - الإخوان المسلمين بأنهم ما بيعرفوش ربنا !
وأن يصوت الشعب المصري بنسبة 9,99 على دستور السيسي !
وأن يشرح ضاحي خلفان نظرية آينشتاين النسبية !
ويتحدث القاصي الحرامي عيسى حياتو عن الإسلام الوسطي
وأن يردح داود الشريان أننا لن نسكت، ويتلقف الإعلام السوري هذه الحلقة ليطعن بها دولته وشعبه، فيردي داود نفسه بنفسه، كما فعل الدب بصاحبه !
يقول الإيرلندي برنارد شو : إنني أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكنني لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل !
قد نغفر لرائد الماخور العربي وليد الإبراهيم إنشاءه لمجموعة الإم بي سي، لكننا لن نغفر له ردح العوالم الذي يقدمه لنا نجم أفلام المقاولات داود حسين الشريان !
حسن مفتي