نحن مع الدولة المدنية ولسنا مع دولة داعش وأخواتها المخترقين :
بقلم : ابو ياسر السوري
عناصر جبهة النصرة ، كانوا من أتباع البغدادي في العراق ، ثم قدم مقاتلو هذه الجبهة من العراق إلى سوريا ، لنصرة المسلمين ، وإعانتهم على التخلص من براثن حكم مجرم يستحل دماءهم وأموالهم ، ويستبيح حرماتهم . ويعمل على إبادتهم وتشريدهم وتجويعهم ... فسارت جبهة النصرة في جهادها سيرة حسنة ، جعلها محببة لقلوب السوريين .. مما حملهم على الانضمام إليها والقتال في صفوفها .
ثم أعلن البغدادي عن قيام ( دولة الإسلام في العراق والشام ) أو ما سميت اختصارا ( داعش ) .. وأرسل البغدادي هذا مجموعة أخرى من عناصره ليكونوا مع النصرة ، وأمر جبهة النصرة بالانضمام إليهم ، والرضوخ لأوامره معهم ، فلم ترضخ الجبهة لهذا الطلب ، وبقيت مستقلة عن البغدادي .. ولكن جماعة داعش برفعهم شعار الدولة ، وبما لديهم من إمكانات مادية ، استطاعوا أن يستقطبوا كثيرا من السوريين ، فانضموا إليهم بالآلاف ، وصار لداعش دولة وصولة ...
ثم انتهى الحال بدولة ( داعش ) أن أعلنت الحرب على جبهة النصرة وبعض كتائب الجيش الحر وألويته ، وقاتلت كل مقاتل في سوريا ، إلا بشار الأسد وشبيحته ، فقد تركوه وشأنه ، وكأنه لا يعنيهم بشيء ... مما جعل السوريين في حيرة من أمر هؤلاء الذين جاؤوا لنصرتهم ، فتحولوا إلى مستعمرين مستبدين ، يمارسون عليهم أقسى أنواع الحكم ، ولكن باسم الإسلام .!؟؟
وهذا ما جعل كثيرا من الإخوة يتألمون لأن خيرة شبابنا من السوريين قد انضموا إلى النصرة وداعش ، مخدوعين بشعاراتهم الجهادية والإسلامية .. ثم ظهر لهم أن داعش – على الأقل – هي فصيل مخترق يتصرف بطريقة تسيء للثورة وللإسلام ، وتخدم إيران والنظام ..
ومنذ يومين تقريبا ، بلغني أن جبهة النصرة بدأت أيضا تعلن أن درعا ولاية من ولاياتها .. فماذا يعني هذا .؟ هل تفكر الجبهة أن تحذو حذو داعش ، وتحتل جزءا من سوريا ، لتقيم لنفسها كيانا مستقلا عليه .؟؟
وجوابي لكل أخ متسائل غيور على وطنه ودينه وقيمه ، جوابي لكل داعشي أو نصروي أو أي فصيل سلفي آخر يدعو لإقامة حكم الخلافة الإسلامية في سوريا .. جوابي لكل هؤلاء وغيرهم ، بكل صراحة ووضوح ، وبدون رتوش ولا مجاملات : إن الأزمة السورية لا تحل الآن بالدعوة لإقامة دولة الخلافة ، لأن ذلك ليس ممكنا بحسب الواقع ، فالمسلمون اليوم في غاية الضعف ، وليس بإمكانهم فرض حكم إسلامي يعاديه المجتمع الدولي بأكمله ... ومن قام اليوم يدعو لإقامة خلافة إسلامية ، فهو يستعدي علينا كل أهل الأرض جميعا .. ويحولهم إلى أنصار لبشار الأسد ويطيل أمد بقائه ... وقد يتسبب في القضاء على ثورتنا وهو لا يدري .!!؟؟
إن أزمتنا أيها السادة لا يحلها سوى إسقاط حكم العصابة الأسدية .. ومعونتنا على الإطاحة بهذا الطاغوت .. ثم تركنا نختار لأنفسنا شكل الحكم والطريقة التي نتوافق عليها فيما بيننا كسوريين ، متعددي الأديان والمذاهب ، شاء لهم القدر أن يعيشوا في ظل وطن واحد .. كانوا متعايشين فيه قبل مئات السنين ، ويرغبون في العودة إلى تلك الحال التي كانوا عليها قبل أن ينكبوا بالحكم الطائفي النصيري البغيض .. كان السوريون قبل هذا العهد الأسود ينعمون في حالة من الأمن والهدوء والاستقرار ... فمن جاء لنصرتنا فلينصرنا ، ولا يحاول أن يحكمنا ، لأننا لن نمكنه من ذلك .. ولأن الثورة لم تقم من أجل ذلك ، وإنما قامت للإطاحة بالفساد والاستبداد ، وتحقيقا لهذا المطلب النبيل ، اقترح الآتي :
إن أزمتنا أيها السادة لا يحلها سوى إسقاط حكم العصابة الأسدية .. ومعونتنا على الإطاحة بهذا الطاغوت .. ثم تركنا نختار لأنفسنا شكل الحكم والطريقة التي نتوافق عليها فيما بيننا كسوريين ، متعددي الأديان والمذاهب ، شاء لهم القدر أن يعيشوا في ظل وطن واحد .. كانوا متعايشين فيه قبل مئات السنين ، ويرغبون في العودة إلى تلك الحال التي كانوا عليها قبل أن ينكبوا بالحكم الطائفي النصيري البغيض .. كان السوريون قبل هذا العهد الأسود ينعمون في حالة من الأمن والهدوء والاستقرار ... فمن جاء لنصرتنا فلينصرنا ، ولا يحاول أن يحكمنا ، لأننا لن نمكنه من ذلك .. ولأن الثورة لم تقم من أجل ذلك ، وإنما قامت للإطاحة بالفساد والاستبداد ، وتحقيقا لهذا المطلب النبيل ، اقترح الآتي :
1 - أن يكون لنا – نحن المعارضين السوريين - قيادة عسكرية واحدة . ومن أراد أن ينفر إلينا لينصرنا على إسقاط المجرم بشار ، فعليه أن يضع نفسه تحت هذه القيادة العسكرية .. وإلا فعليه أن يرحل عنا ويريحنا ويرتاح .. فالله أوجب على هؤلاء القادمين نصرتنا في الدين ، ولم يأذن لهم بأن ينصبوا أنفسهم حكاما علينا بعد بشار ..
2 - على السوريين المنضمين إلى النصرة وداعش أن يعلموا أنهم يعصون الله في بقائهم ضمن هذه التشكيلات المشبوهة .. بل المخترقة يقينا ، وعليهم أن يعلموا أنهم ببقائهم معهم يقدمون للنظام ولإيران أعظم الخدمات وأخطرها ، فهم يطيلون فترة بقاء النظام المجرم من حيث يعرفون أو يجهلون ، ويمهدون لحكم شيعي تقوده إيران ، كما هو الحال الآن في العراق .. لا تقل لي أن داعش سيئة والنصرة جيدة. فالنصرة بالأصل فصيل منشق من داعش ، وفكرهم واحد .. وكلهم يريد إقامة دولة على التراب السوري .. يعني هم يحملون عقيدة المحتل المستعمر ، ولكن باسم الإسلام ، وطبعا هم بهذا التفكير الخشبي أبعد الناس عن الواقع ، وأبعد الناس عن حكمة الإسلام ..
3 - لا تعتبرني متطرفا بهذا الكلام .. أنا لست متطرفا ، ولا مارقا عن ديني ، وإنما أنا واقعي ويقظ ولا أحب أن يلعب الآخرون بعواطفنا ليركبوا علينا كالحمير إلى أغراضهم باسم الإسلام .. من أراد أن يقيم لنفسه دولة إسلامية في الأرض فليرحل عنا إلى مكان آخر ، وليقاتل الكفرة اليهود ويقيم دولته في فلسطين إن شاء ، أو ليذهب إلى أمريكا فيحتلها ويقيم دولته هناك إن أحب .. فالدواعش يزعمون أنهم سيفتحون العالم ، وأنهم سوف يسحقون رأس كل كافر على وجه الأرض ... لا بأس ، فليبدؤوا - إن كانوا صادقين - بغيرنا ، وليجربوا إقامة دولتهم التكفيرية بعيدا عن سوريا وأهلها ... فنحن مسلمون قبل أن تولد داعش وأخواتها ...
4 - على داعش وأخوات داعش أن يتركونا نقيم نحن دولتنا المدنية التي تحقق لنا الحرية والكرامة والعدالة والمساواة .. وهذه القيم بدون شك هي قيم إسلامية ، وهي بدون ريب مما يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يسخطه . نحن نريد دولة مدنية عادلة تحقق قيم الإسلام . ولا نريد دولة تحارب قيمه باسم الإسلام .. ألا ترون إلى ممارسات هؤلاء المتطرفين .؟ إنهم يقتلون المسلم وهم يكبرون .. وينهبون مال المسلم وهم يكبرون .. ويجلدونه ويعذبونه ويقطعون أطراف الأبرياء الذين يخالفونهم في الرأي وهم يكبرون .. أهذا دين .؟ أهذا إسلام .؟