نحن نختلف في حكم دم داعش .. وداعش تقتلنا بلا اختلاف :
بقلم : ابو ياسر السوري
لما ظهر الشيخ العرعور على قناة شدا الحرية بتاريخ 6 / 1 / 2014 وصرح على الهواء بأن 99.9 من عناصر داعش هم مخلصون وصادقون .. فتخوفنا يومها من خطورة هذا التصريح .. وها قد ثبت أخيراً أن تخوفنا كان على حق . فقد حدثت البارحة منتصف الليل مجزرة بسبب هذه التزكية لداعش .. وذلك أنه تقدمت مجموعات من داعش باتجاه مدينة الطبقة ، وكان المقاتلون المتواجدون فيها على خلاف بينهم حول جواز قتال داعش وتحريمه .. فوصلت داعش ولم تختلف ولم تتردد في قتل أي واحد من هؤلاء المقاتلين المترددين .. فقتلت من استطاعت قتله منهم ، وفر الباقون وعددهم 120 مقاتل ، فتلقتهم داعش على الحواجز فقتلت قسما آخر منهم .. وكان من جملة هؤلاء الضحايا سبعة شهداء من بلدة منغ ، من ريف حلب الشمالي . حيث كانوا في مهمة قتالية هناك ..
ومن الطريف بالذكر ، أنه بينما كانت دماء شهدائنا تسفك على أيدي هؤلاء المجرمين الرافضة والنصيريين تحت مسمى ( داعش ) كان هنالك من يختلف حول توصيف داعش .؟؟
فمن قائل أنهم ( بغاة ) ويجب أن نعمل فيهم بقوله تعالى [ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*] الحجرات .
ومن قائل : بل إنهم مفسدون في الأرض ، ويجب أن يطبق فيهم حد الحرابة ، عملا بقوله تعالى [إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ] المائدة .
ومن معترض بأن حد الحرابة يكون في المحاربين من غير المسلمين .. ومن قائل : إن داعش مطاوعة بلحى طويلة ولكن فكرهم فكر خارجي ، فهم خوارج هذا العصر .. ومن قائل : لا يجوز قتالهم لأنهم متأولون مجتهدون مخطئون في تأويلهم ، فهم يريدون إقامة الدولة الإسلامية بالقوة ، ويستحلون قتل المخالف لئلا يكون عقبة في طريق إقامة هذه الدولة . ومن مستدل بما قاله ابن حزم في البغاة والمحاربين والمفسدين في الأرض والمرتدين ...
والحقيقة ، ليس لأي من هذه التوصيفات نصيب من الصواب .. لأن داعش فصيل عميل تقوده الاستخبارات الإيرانية ، مهمته قتل المسلمين ، وتصفية كل المخلصين في الحراك السوري ، الذي قام من أجل إسقاط دولة العصابة الأسدية الباطلة والقاتلة ، التي تساندها كل قوى الشر في العالم ، والدعوة إلى دولة الحق ، التي تؤمن للمواطنين السوريين الأمان والحرية والكرامة والعدل والمساواة .
وبناء على هذا التوصيف الحقيقي ، فداعش محاربون ، يجب قتلهم سواء أكانوا مسلمين مغررا بهم ، أم كانوا شيعة أو نصيرية حاقدين على الإسلام وأهله . وهم مفسدون في الأرض ، يقومون بحرق الناس وتعذيبهم حتى الموت . ويتظاهرون كذبا بالإسلام ، وهم لا يصلون ويستحلون قتل كل الشعب السوري ، رجالا ونساء .. وقد ارتكبوا باسم الدين جرائم أفظع من جرائم النظام الأسدي وعصابته المجرمين ... ومن لا يستدل بهذه التصرفات على أنهم فصيل من فصائل النظام الأسدي والإيراني .. فهو ما لا أعرف له وصفا سوى أن من لا يرى الشمس فهو أعمى ، وأن ادعى الإبصار ألف مرة ..
يا ايها السوريون ، كفانا سخافة .. كفانا غباء .. كفانا سفسطة ، فكتائب الشر تحدق بنا من كل صوب .. ونحن ما زلنا مختلفون في : هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة .. فيا للعار .!!!!؟؟؟؟