الإعلام العربي من يسيطر عليه ومن يوجهه ؟
جزء-1
بقلم حسام الثورة
أحد الأخوة الفضلاء وهو عوض العبدان.. كتب مستغرباً يقول *قناة العربية قناة سكاي نيوز والله تصورتكما قناة العالم وتصورت ان مقركم في طهران مابالكم تقفون ضد ثورة الانبار هل جننتم
أثارني هذا الكلام وقلت سامح الله الأخ العبدان وهل لا زال مواطن عربي يجهل ماهية الإعلام العربي ولاسيما تلك القنوات التي تغطي العالم العربي وأجزاء كبيرة من العالم ويتابعها المواطن العربي و المواطن غير العربي ولأهمية هذا الموضوع أحببت أن أتعرض له بشيء من الايجاز وقد تناوله الكثير قبلي ووضعوا فيه تفاصيل مملة .
إن ما أكتبه يعتمد على مبدأ الأخبار فالخبر قابل للتصديق والتكذيب ولاسيما إذا كانت هذه المؤسسات الإعلامية تدعي الحيادية وترفض الكشف الحقيقي عن مصادر تمويلها واستراتيجياتها وإن كان هذا لا يخفى على المشاهد البسيط فبالوقت الذي نرى فيه العربية تربط كل حركة في مصر بالإخوان وحتى لو كان المتظاهر يرفع الصليب فهي تقول عنه من الأخوان وتنقل ما يجري في مصر على أنه ثورة الشعب على الأخوان نرى الجزيرة تنقل العكس تماما وسنعرف لاحقا السبب وسنعتمد في قبولنا للمعلومة على تعدد مصادر النقل وتصديق الواقع لهذا النقل .
قيل الصحافة هي السلطة الرابعة ربما هذا الكلام كان صحيحا في يوم من الأيام حيث كانت الصحافة هي الأكثر تواجدا من وسائل الاعلام المرئية ونحن نعرف فالصحيفة لا تدخل إلى كل بيت أما التلفزيون فهو في كل بيت وهو يخاطب الصغير والشاب والعجوز ولو أنصفنا اليوم لقلنا الإعلام هو السلطة الأولى لإن باقي السلطات تعتمد على القوانين والبوليس وتجبر المواطن على التطبيق بينما وسائل الإعلام تعتمد على التشكيل الداخلي للفرد وتجعله ينفذ ما تريده هذه الوسائل بل يقاتل من أجل ذلك .
وسائل الإعلام تنقسم إلى قسمين :
- وسائل إعلام تجارية غايتها الربح فتراها تعتمد على الاعلانات وترويج بعض السلع وربما تخلوا هذه المحطات من أي برامج هادفة
- وسائل إعلام هادفة وتنقسم إلى عدة أنواع منها :
o قنوات إخبارية
o قنوات ثقافية
o قنوات دينية
o وربما هناك قنوات أخرى
هذه الوسائل هي وسائل تمولها حكومات أو هيئات أو منظمات لها أهدافها وما وجود اعلانات فيها إلا لتعويض جزء من النفقات أو للتغطية على حقيقة هذه القنوات أو الصحف , فقناة الجزيرة استمرت في سنواتها الأولى بدون أية إعلانات بالوقت الذي يقولون أن ميزانيتها السنوية ثلاثين مليون دولار وهذا ما اضطر القناة فيما بعد لبث بعض الاعلانات ليغطوا فيها على فكرة تمويل القناة .
وهنا لا نريد التعرض للقنوات التجارية مع أن هذه القنوات تلعب دورا سيئا في المجتمع إذ لا يهمها قيم وأخلاق المجتمع بل يهمها الربح حتى لوكان هذا الربح على حساب هدم الثوابت الاجتماعية .
أما الاعلام الهادف وهو موضوع حديثنا فهناك كما رأينا أربعة أنواع من الإعلام الهادف ودعونا نقسمها على الشكل التالي وبخلاف قليل عما سبق:
- إعلام يهدف لنشر العلم والمعرفة وهناك الكثير من الأقنية التي تتحدث في الطب والطبيعة وغيرها وهذه مشكورة ولن نتحدث عنها .
- إعلام يهدف لنشر فكر معين أو دين معين ونضرب مثلا على ذلك عشرات القنوات التي تروج لدين الشيعة أو التي تدعو للتنصر ومع خطورة هذه القنوات على الناشئة من أبناء الأمة وأخطرها التي تبث برامجها للأطفال مع غياب الرقيب وعدم معرفة الأهل بهذه العقيدة الخبيثة وتبقى هذه القنوات مع خطورتها أقل خطرا من الأقنية التي تبث السم بالدسم لإمكانية كشف هذه القنوات ومع هذا فإن هذه القنوات الخبيثة كسرت حاجز تقديرنا واحترامنا لأئمتنا الكرام إذا أصبحنا نسمع لعنهم والنيل من نزاهتهم كلما مررنا على أحد هذه القنوات وإن كان لها دور إيجابي عندما نسمعها بشكل عقلاني ونضع كلمات هذه الأقنية على بساط البحث والعودة إلى المصادر الخبيثة التي تنقل عنها وربما هي أحد الوسائل التي تفضح الدين الشيعي أو من يعتبره أحد المذاهب الاسلامية .
- إعلام يتغنى بالقادة والزعماء على المستوى القطري فهو يسبح بحمد القائد الملهم والأب القائد وإنجازات القائد وفضل القائد وهنا لا تختلف قناة عن أخرى إلا بتغير اسم القائد فيمكن أن يكون القائد هو الفريق أو العقيد أو المهيب أو الملك أو الأمير أو أميرا لمؤمنين الأب القائد هنا المثل الأعلى لكل شيء في البلد فإذا كان القائد فاسد خليع سكير عربيد ماجن كان مثال للتحرر والفكر النير وتغنى إعلامه بهذه الخصال الفريدة التي لا ينافسه فيها أحد وإذا كان القائد يضع خيمة في قصر الإليزية كان مثال للأصالة العربية وإذا كان القائد يذهب في المناسبات الدينية لزيارة المساجد لتنقل صوره لبسطاء المسلمين وهو يقف في الصف بين حراسه وخدمة أصبح أمير المؤمنين وخادم الحرمين وعز الاسلام والمسلمين ¸وإذا تنفس القائد تغنى الاعلاميون بتنفس القائد وإذا ذهب القائد إلى المرحاض جعل الإعلام من هذا الموضوع برنامج حياة للأمة وتناولها بعشرات البحث والتحليل كيف ذهب القائد ومتى ذهب القائد وماذا فعل القائد وكيف فعل القائد ووووووو كل هذا لينير للأمة كيف تذهب إلى المرحاض إنها من إنجازات القائد الملهم الحكيم , حتى إذا تغير القائد أو مات القائد أنتقل الإعلام لمدح القائد الملهم الجديد وشتم الملهم القديمة وفضحه ونشر أوراقة والمآسي التي جرها على البلاد والعباد .
إن هذا الاعلام خطير على البلد وعلى الأجيال وتترتب عليه السلبيات التالية :
· تشكيل انفصام في شخصية الجيل الذي يعرف كذب هذا الاعلام فلا هو قادر على تصديقه ولا هو قادر على تكذيبه لإن نتيجة التكذيب هي الزنانين والمعتقلات
· تخريب عقول الأجيال التي يمحورها هذا الاعلام حول شخصية القائد حتى إذا تغير القائد أكتشف الجيل أنه كان يعيش في وهم وأن كل ما يحمله في رأسه من ثقافة وتاريخ وأمجاد وبطولات لم يكن إلا كذبة سمجة فلا هو استفاد من الماضي ولا هو قادر على الاستفادة من المستقبل وهذا ما تعاني منه شعوبنا العربية قاطبة وهو مما يدمر حياة الشباب ويجعلهم يتوجهون إلى كرة القدم أو الملاهي ويجعلهم يبتعدون عن هموم الوطن وهي أكبر جريمة بحق الوطن أن تجعل جيل الشباب بعيدون عن الوطن غرباء عنه وهم يسكنون فيه .
· برمجة أفكار وثقافة المجتمع بما يتناسب مع فكر القائد الملهم فإذا كان القائد ملحد عمل الاعلام على نشر الإلحاد وإذا كان القائد ماسوني نشر الإعلام الماسونية وهذا ما يعمل على تدمير ثوابت الأمة وتهديم حضارتها
وهنا نرى أن هذا النوع من الإعلام خطير جدا ولكن على كل بيئة على حدة وهنا يعتمد القائد في الغالب على أعداء الأمة في إدارة هذا الاعلام وهنا لا أريد ضرب أمثلة لأني سأتعرض لهذه الأمثلة لاحقا
- الإعلام الحر الذي يدعي الحيادية والنزاهة ويتدخل في كل شاردة وواردة ولكن هنا على نطاق أكبر مما سبق ومذا ما سنتعرض له في الجزء الثاني
تابع .
9-1-2014
جزء-1
بقلم حسام الثورة
أحد الأخوة الفضلاء وهو عوض العبدان.. كتب مستغرباً يقول *قناة العربية قناة سكاي نيوز والله تصورتكما قناة العالم وتصورت ان مقركم في طهران مابالكم تقفون ضد ثورة الانبار هل جننتم
أثارني هذا الكلام وقلت سامح الله الأخ العبدان وهل لا زال مواطن عربي يجهل ماهية الإعلام العربي ولاسيما تلك القنوات التي تغطي العالم العربي وأجزاء كبيرة من العالم ويتابعها المواطن العربي و المواطن غير العربي ولأهمية هذا الموضوع أحببت أن أتعرض له بشيء من الايجاز وقد تناوله الكثير قبلي ووضعوا فيه تفاصيل مملة .
إن ما أكتبه يعتمد على مبدأ الأخبار فالخبر قابل للتصديق والتكذيب ولاسيما إذا كانت هذه المؤسسات الإعلامية تدعي الحيادية وترفض الكشف الحقيقي عن مصادر تمويلها واستراتيجياتها وإن كان هذا لا يخفى على المشاهد البسيط فبالوقت الذي نرى فيه العربية تربط كل حركة في مصر بالإخوان وحتى لو كان المتظاهر يرفع الصليب فهي تقول عنه من الأخوان وتنقل ما يجري في مصر على أنه ثورة الشعب على الأخوان نرى الجزيرة تنقل العكس تماما وسنعرف لاحقا السبب وسنعتمد في قبولنا للمعلومة على تعدد مصادر النقل وتصديق الواقع لهذا النقل .
قيل الصحافة هي السلطة الرابعة ربما هذا الكلام كان صحيحا في يوم من الأيام حيث كانت الصحافة هي الأكثر تواجدا من وسائل الاعلام المرئية ونحن نعرف فالصحيفة لا تدخل إلى كل بيت أما التلفزيون فهو في كل بيت وهو يخاطب الصغير والشاب والعجوز ولو أنصفنا اليوم لقلنا الإعلام هو السلطة الأولى لإن باقي السلطات تعتمد على القوانين والبوليس وتجبر المواطن على التطبيق بينما وسائل الإعلام تعتمد على التشكيل الداخلي للفرد وتجعله ينفذ ما تريده هذه الوسائل بل يقاتل من أجل ذلك .
وسائل الإعلام تنقسم إلى قسمين :
- وسائل إعلام تجارية غايتها الربح فتراها تعتمد على الاعلانات وترويج بعض السلع وربما تخلوا هذه المحطات من أي برامج هادفة
- وسائل إعلام هادفة وتنقسم إلى عدة أنواع منها :
o قنوات إخبارية
o قنوات ثقافية
o قنوات دينية
o وربما هناك قنوات أخرى
هذه الوسائل هي وسائل تمولها حكومات أو هيئات أو منظمات لها أهدافها وما وجود اعلانات فيها إلا لتعويض جزء من النفقات أو للتغطية على حقيقة هذه القنوات أو الصحف , فقناة الجزيرة استمرت في سنواتها الأولى بدون أية إعلانات بالوقت الذي يقولون أن ميزانيتها السنوية ثلاثين مليون دولار وهذا ما اضطر القناة فيما بعد لبث بعض الاعلانات ليغطوا فيها على فكرة تمويل القناة .
وهنا لا نريد التعرض للقنوات التجارية مع أن هذه القنوات تلعب دورا سيئا في المجتمع إذ لا يهمها قيم وأخلاق المجتمع بل يهمها الربح حتى لوكان هذا الربح على حساب هدم الثوابت الاجتماعية .
أما الاعلام الهادف وهو موضوع حديثنا فهناك كما رأينا أربعة أنواع من الإعلام الهادف ودعونا نقسمها على الشكل التالي وبخلاف قليل عما سبق:
- إعلام يهدف لنشر العلم والمعرفة وهناك الكثير من الأقنية التي تتحدث في الطب والطبيعة وغيرها وهذه مشكورة ولن نتحدث عنها .
- إعلام يهدف لنشر فكر معين أو دين معين ونضرب مثلا على ذلك عشرات القنوات التي تروج لدين الشيعة أو التي تدعو للتنصر ومع خطورة هذه القنوات على الناشئة من أبناء الأمة وأخطرها التي تبث برامجها للأطفال مع غياب الرقيب وعدم معرفة الأهل بهذه العقيدة الخبيثة وتبقى هذه القنوات مع خطورتها أقل خطرا من الأقنية التي تبث السم بالدسم لإمكانية كشف هذه القنوات ومع هذا فإن هذه القنوات الخبيثة كسرت حاجز تقديرنا واحترامنا لأئمتنا الكرام إذا أصبحنا نسمع لعنهم والنيل من نزاهتهم كلما مررنا على أحد هذه القنوات وإن كان لها دور إيجابي عندما نسمعها بشكل عقلاني ونضع كلمات هذه الأقنية على بساط البحث والعودة إلى المصادر الخبيثة التي تنقل عنها وربما هي أحد الوسائل التي تفضح الدين الشيعي أو من يعتبره أحد المذاهب الاسلامية .
- إعلام يتغنى بالقادة والزعماء على المستوى القطري فهو يسبح بحمد القائد الملهم والأب القائد وإنجازات القائد وفضل القائد وهنا لا تختلف قناة عن أخرى إلا بتغير اسم القائد فيمكن أن يكون القائد هو الفريق أو العقيد أو المهيب أو الملك أو الأمير أو أميرا لمؤمنين الأب القائد هنا المثل الأعلى لكل شيء في البلد فإذا كان القائد فاسد خليع سكير عربيد ماجن كان مثال للتحرر والفكر النير وتغنى إعلامه بهذه الخصال الفريدة التي لا ينافسه فيها أحد وإذا كان القائد يضع خيمة في قصر الإليزية كان مثال للأصالة العربية وإذا كان القائد يذهب في المناسبات الدينية لزيارة المساجد لتنقل صوره لبسطاء المسلمين وهو يقف في الصف بين حراسه وخدمة أصبح أمير المؤمنين وخادم الحرمين وعز الاسلام والمسلمين ¸وإذا تنفس القائد تغنى الاعلاميون بتنفس القائد وإذا ذهب القائد إلى المرحاض جعل الإعلام من هذا الموضوع برنامج حياة للأمة وتناولها بعشرات البحث والتحليل كيف ذهب القائد ومتى ذهب القائد وماذا فعل القائد وكيف فعل القائد ووووووو كل هذا لينير للأمة كيف تذهب إلى المرحاض إنها من إنجازات القائد الملهم الحكيم , حتى إذا تغير القائد أو مات القائد أنتقل الإعلام لمدح القائد الملهم الجديد وشتم الملهم القديمة وفضحه ونشر أوراقة والمآسي التي جرها على البلاد والعباد .
إن هذا الاعلام خطير على البلد وعلى الأجيال وتترتب عليه السلبيات التالية :
· تشكيل انفصام في شخصية الجيل الذي يعرف كذب هذا الاعلام فلا هو قادر على تصديقه ولا هو قادر على تكذيبه لإن نتيجة التكذيب هي الزنانين والمعتقلات
· تخريب عقول الأجيال التي يمحورها هذا الاعلام حول شخصية القائد حتى إذا تغير القائد أكتشف الجيل أنه كان يعيش في وهم وأن كل ما يحمله في رأسه من ثقافة وتاريخ وأمجاد وبطولات لم يكن إلا كذبة سمجة فلا هو استفاد من الماضي ولا هو قادر على الاستفادة من المستقبل وهذا ما تعاني منه شعوبنا العربية قاطبة وهو مما يدمر حياة الشباب ويجعلهم يتوجهون إلى كرة القدم أو الملاهي ويجعلهم يبتعدون عن هموم الوطن وهي أكبر جريمة بحق الوطن أن تجعل جيل الشباب بعيدون عن الوطن غرباء عنه وهم يسكنون فيه .
· برمجة أفكار وثقافة المجتمع بما يتناسب مع فكر القائد الملهم فإذا كان القائد ملحد عمل الاعلام على نشر الإلحاد وإذا كان القائد ماسوني نشر الإعلام الماسونية وهذا ما يعمل على تدمير ثوابت الأمة وتهديم حضارتها
وهنا نرى أن هذا النوع من الإعلام خطير جدا ولكن على كل بيئة على حدة وهنا يعتمد القائد في الغالب على أعداء الأمة في إدارة هذا الاعلام وهنا لا أريد ضرب أمثلة لأني سأتعرض لهذه الأمثلة لاحقا
- الإعلام الحر الذي يدعي الحيادية والنزاهة ويتدخل في كل شاردة وواردة ولكن هنا على نطاق أكبر مما سبق ومذا ما سنتعرض له في الجزء الثاني
تابع .
9-1-2014