عندما أصبح رجلاً

 بقلم حسام الثورة 

 كلمة تستحق التوقف عندها كثيراً والتفكير بجديتها والتعليق عليها .
كلمة قالها جلالة خادم الحرمين ردا على سؤال هل يمكن أن تلتقي بشار الأسد في مجال لحل الأزمة السورية فأجاب عندما أصبح رجلاً , لقد صدقت يا جلالة الملك وأجبت السائل جوابا مسكتا لا يمكن لأحد التعليق عليه , فحكام الخليج وعلى رأسهم جلالة الملك بل حكام العرب قاطبة كي نكون منصفين ليسوا برجال ولا حتى بأنصاف الرجل وقد كتبت مقالا في هذا الموضوع  سابقاً .
  أما لمن لا يعرف خلفية هذا الجواب نقول له أن القاصر بشار الأسد وقف يوما وفي خطبة من خطبه الشهيرة خاطب حكام الخليج بأنصاف الرجال وأظنه خجل أن يناديهم بأشباه الرجال أو خاف أن تدوي هذه الكلمة في رؤوس الملوك والأمراء فيقلبون الدنيا عليه رأسا على عقب ولما لم يجد آذانا صاغية نادهم بالعربان ربما ظنا منه أن تهزهم العروبة التي يدعون الانتساب إليها ولما لم تهزهم لا هذه ولا تلك تتطاول هو كلابه فلم يتركوا رمزا من رموز العروبة والإسلام وإلى كل من ينتسب إليها إلا ونالوا منه بالقدح والشتم ولم يحرك ذلك ساكنا في حكام الخليج الرجال إلا ما يتغنون به من مطالبة للأقليات بالحماية التي ينتمي إليها هذا القاصر ومحاربة الارهاب والتخوف من التطرف الإسلامي ومنع الشباب المسلم من أهلنا في الخليج  لنصرة دينهم وأهلهم في سوريا  .
  ما الذي حدث يا جلالة الملك حتى تذكرت هذه العبارة بعد الأيام الطويلة , هل تريد أن تفهم السائل أنك رجل بما تفعل اليوم ولكن مالذي تفعله اليوم هل تسمح لنا أن نستذكر معك ما تفعله اليوم :
  هل تقول لنا أن دعمك للسيسي هي الرجولة ألا تعلم يا جلالة الملك أن السيسي اليوم هو من الداعمين لهذا القاصر ألم تسمع وترى بالفيديوهات الكثيرة التي يبثها الثوار في سوريا عن الاسلحة والذخائر المرسلة  من مصر .
  هل ستقول لنا يا جلالة الملك ان دعمك لحزب الشيطان عن طريق الجيش اللبناني والذي لا يحتاج لتزكية وقد بينا في مقال ماهية الجيش اللبناني  , هل تعتبر هذه هي الرجولة التي ترد بها على بشار الاسد .     
 هل ستقول لنا يا جلالة الملك ان العمل على تجفيف منابع تمويل الثوار في سوريا هو الرجولة .
ام تعتبر يا جلالة الملك ان تجهيز الجيش الوطني الذي تعملون على تشكيلة من الخونة والعملاء الموجودين في الاردن هو الرجولة .
ام لعل الرجولة هو دعم فرنسا في غزوها لبلاد المسلمين
كم كنا ولا زلنا يا جلالة الملك نتمنى ان تعلموا بشار وإيران كيف تكون الرجولة بمواقف صادقة مع أهلكم في سوريا ومصر والعراق لا كما يقول المثل اسمع جعجعة ولا ارى طحنا  أو كما يقول المثل المصري " اسمع قولك يعجبني ارى أفعالك استعجب "
 أم لعلك ترى كل هذا ليس من الرجولة حقا وأنت تنتظر الفرصة التي ستأتي من عالم الأحلام لرد الاعتبار , نسأل الله ألا يطول الزمن ليجود بهذه الفرصة الكريمة  على جلالتكم ,
 إن الرجولة حقاُ هي ما فعلته الامارات بالدخول إلى كتاب الشرف العالمي باحتفالات عيد الميلاد المجيد باطلاق 450 ألف قذيفة نارية بكلفة اربعمائة مليون دولار والمسلمون في بلاد المسلمين يموتون جوعا .
الرجولة والبطولة في ما تبثه أقنيتكم الفضائية  التي تنقل الكفر والدعارة من بلاد الحرمين  , الرجولة الفوز بمعرض 2020  , الرجولة باريس ستحضر إلى الدوحة , الرجولة الهرولة باتجاه إيران التي لا تترك رمز من رموز أمتنا إلا وتشتمه أو حتى من شخصياتكم يا حكام الخليج .
قمة الرجولة بعد هذا الوصف استضافة أمه وأخته وعصاباته وتهجير الشرفاء من أبناء السوريين , سامحونا  يبدو أن المشكلة في فهمنا لمعنى الرجولة

     6-1-2014