لكيلا تنحرف بوصلة الثورة بسبب داعش :
بقلم : أبو ياسر السوري
من خلال البيان ، الذي أصدرته "كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية " بخصوص دولة داعش .. ومن خلال التعليقات التي أمطرت بها صفحة فيسبوك الثورة السورية ضد بشار الأسد بخصوص داعش منذ أمس وحتى اليوم .. يتبين للمتابع أنه يوجد مؤيدون لدولة داعش ومخالفون لها ، ومحايدون ليسوا معها ولا ضدها ... مما أوجد تباينا كبيرا في الآراء حولها ، فانقسم الناس حيال داعش إلى داع لقتالها ، أو مانع منه ، أو متردد فيه بين الفريقين ...
وللإنصاف نقول : إن أتباع ما يسمى بدولة داعش ، هم على ثلاثة أصناف :
صنف (1) مخترق عميل لإيران، وهم أغلب القادة الفاعلين في داعش .
وصنف (2) مغرر به . وأغلبهم من المجاهدين المهاجرين الصادقين .
وصنف (3) منضمون لداعش بقصد الحصول على مرتب شهري يتقوى به على تكاليف العيش للمقاتل ولأسرته المشردة غالبا .
ونظرا لكون قيادة داعش مخترقة ( ولا ينبغي الدخول في جدل حول هذا الاختراق فهو ثابت بالدليل ) .. ونظرا للجرائم الكثيرة التي ارتكبتها داعش منذ انضمامها للثورة وحتى الآن .. فقد ترجَّحَ لدى الثوار المقاتلين على الأرض أن بقاء داعش بات يشكل خطرا حقيقيا على الثورة .. وأنه قد يتسبب في سقوطها - لا سمح الله - .. ثم ترجَّح لدى الثوار أن صبرنا على داعش اليوم ، قد يشابه صبرنا على النظام فيما مضى ، حيث لم نعمل على الإطاحة به إلا بعد أن استفحل أمره ، وصارت إزالته تتطلب منا أكبر التكاليف .. وكذلك الشأن بالنسبة لداعش ، فإما أن نعجل بالإطاحة بها اليوم ، أو أنه سيجيء ذلك اليوم التي تكون فيه إزالة داعش كإزالة النظام من حيث الكلفة والخسائر الكبيرة في الأموال والأرواح، وقد تتسبب داعش في تقسيم سوريا أخيرا إذا لم يتنبه لذلك العقلاء ، ويحولوا دون وقوع هذه الكارثة .
ولكن أمر داعش قد التبس - مع الأسف - على الكثيرين ، فعناصر داعش رجال يطلقون لحى كبيرة ، ويصلون الصلوات الخمس ، وينادون بإقامة دولة إسلامية ... مما ولَّدَ حرجاً شديدا لدى بعض الثوار في شهر السلاح عليهم ، تخوفا من التورط في سفك الدم المعصوم .. وهو تخوف له مبرراته الشرعية ، فقد تضافرت عشرات النصوص في كتاب الله وسنة رسول الله على تحريم قتل المسلم ، والمنع من سفك دمه إلا بحد أو قصاص ...
ولكن أمر داعش قد التبس - مع الأسف - على الكثيرين ، فعناصر داعش رجال يطلقون لحى كبيرة ، ويصلون الصلوات الخمس ، وينادون بإقامة دولة إسلامية ... مما ولَّدَ حرجاً شديدا لدى بعض الثوار في شهر السلاح عليهم ، تخوفا من التورط في سفك الدم المعصوم .. وهو تخوف له مبرراته الشرعية ، فقد تضافرت عشرات النصوص في كتاب الله وسنة رسول الله على تحريم قتل المسلم ، والمنع من سفك دمه إلا بحد أو قصاص ...
قال تعالى في صفة عباد الرحمن ( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * ) وقال تعالى في جزاء من يقتل مؤمناً متعمدا ظلما : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا * ) وقال صلى الله عليه وسلم : " أول ما يقضى بين الناس في الدماء " وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قوله " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " . وقال صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " . وقال صلى الله عليه وسلم " ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ... إلى غير ذلك من النصوص التي تحرم دماء المسلمين ، وتنهى عن سفكها إلا بحق الإسلام .. مما ترجح لدى ابن عباس أنه لا توبة للقاتل العمد بغير حق ، وأفتى بأن مصيره إلى النار . ( عَنْ سَالِمٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلاً قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا أَيْنَ مَنْزِلُهُ ؟ قَالَ : جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا , وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ , وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا . قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ هُوَ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ؟ قَالَ : وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ , يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُعَلَّقًا رَأْسُهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ , إِمَّا بِيَمِينِهِ أَوْ بِشِمَالِهِ , آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ حِيَالَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ : يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ هَذَا عَلاَمَ قَتَلَنِي ؟ فَمَا جَاءَ نَبِيُّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ , وَلاَ نَزَلَ كِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِكُمْ ) ...
ونحن منذ الآن نسأل جماعة داعش ماذا ستقولون لله تعالى غدا ، إذا سألكم يوم الحساب : فيم قُتِلَ : القائدُ المجاهدُ أبو بصير الحمامي؟ والمجاهدُ المسلمُ الشيخ جلال بايرلي .؟ والمجاهد أبو عبيدة البنشي ، والمجاهد محمد فارس ، وشهداء مدينة " مسكنة " ،والأمير ابو سعد الحضرمي (أمير جبهة النصرة) ، والدكتور رشيد أبو قتيبة رئيس دائرة القضاء بالهيئة الشرعية ، وابو عبد لرحمن العساف أحد قضاة الهيئة الشرعية ، والإعلامي عبد الإله الحسين ، والملازم عبد الوهاب (ميماتي) ... وغيرهم .. وغيرهم .. وكان آخرهم الطبيب المجاهد أبو ريان حسين سليمان ، الذي قتل على أيديكم تحت التعذيب ، وثقب جسده بالدريل الكهربائي في أكثر من موضع في جسده - رحمه الله - ...؟؟؟؟؟؟
إن استبداد داعش وجرأتها على سفك الدماء البريئة هو الذي شوه سمعتها .. وهو الذي جعلها تخسر شعبيتها ... وإن عنادها اليوم هو الذي يضطر الكتائب الإسلامية على قتالها وطردها من سوريا ... ذلك لأن السوريين الذين ثاروا على ظلم الأسد واستبداده ، لا يمكنهم أن يصبروا على الظلم والاستبداد من أيٍّ كان .. لا من عناصر داعش ، ولا من غيرها .
ونقول للمتباكين بسبب الاقتتال الداخلي بين الكتائب ، نقول لهم : الحل الآن ، وإطفاء نار الفتنة القائمة هو بيد داعش ، فإذا كانت غايتها النصرة فلتعلن انضواءها تحت لواء بعض التشكيلات الجهادية ، التي تقاتل لتحرير سوريا من حكم الطاغوت الأسدي ، ولتسكت عن الإعلان عن دولتها المزعومة ، التي ما أريد بالإعلان عنها وجه الله ، وإنما أريد به استعداء العالم كله على الثورة السورية ، وقد حقق صنَّاع هذه الدولة ما أرادوا منها حتى الآن ، وحسبهم إساءاتهم فيما مضى .. وما عليهم الآن إلا أن يكفوا عن ذلك ، وليعملوا كما يعمل قادة جبهة النصرة ، الذين يصرحون على الملأ ، بأنهم ما جاؤوا إلا للنصرة ، والعون على إسقاط النظام الباغي ، وأنه لا دخل لهم بشكل الحكم بعد سقوط النظام ... لهذا لم يكن لجبهة النصرة من السوريين على هذا الموقف النبيل ، سوى الامتنان والتقدير والاحترام .ولكن عناصر داعش لم يجيئوا لنصرة السوريين فيما يبدوا ، وإنما جاؤوا لخراب سوريا ، ولذلك سارعوا فأعلنوا عن إقامة دولة إسلامية ، تقام على التراب السوري والعراقي ، وهذا الإعلان الخطير ، فيه تحد كبير ، لنظامي الحكم في كل من سوريا والعراق ، المعترف بهما عالميا ، وفيه استعداء لهذين النظامين معا على الثورة السورية، أو على الأقل يعطي كلا منهما الحق في العمل على قمع الثورة بكل سبيل .
ومن المُسلَّم به بداهة : أنه لا يمكن أن تنال دولة داعش اعترافا دوليا إلا بعد إسقاط هذين النظامين جميعا .. ولا يمكن إقامة نظامهم الإسلامي البديل إلا بقوة السلاح .. ونظرا لكون داعش تريد إقامة دولة جديدة إسلامية الصبغة ، فإنها بالطبع لن تنال التأييد الدولي المعادي للإسلام ، وإنما سيقف العالم كله ضدها .. ولذلك لن يكون بوسع الداعشيين أن ينتصروا على العالم كله بمفردهم ، وهم الأقل عددا ، والأضعف جندا ، والأقل سلاحا وعتادا ... ولن يكون بوسعهم أيضاً ، إقامةُ دولتهم رغماً عن أنف الدول الكبرى . و الشيءُ الوحيدُ الذي يمكنهم فعلُه في تقديري ، هو صوملة سوريا ، وتحويلها إلى دولة فاشلة على غرار الصومال .
وهنا نسأل داعش : من أين لكم الحق في أن تنصبوا أنفسكم حكاما على السوريين .؟ الذين هم ثائرون منذ ثلاث سنوات ، وقد بذلوا كثيرا من الدماء والأشلاء ، لإسقاط حُكْم طاغٍ ، فُرِضَ عليهم بالقوة .. وليس من المعقول أن يكونوا دفعوا كل هذا الثمن الباهظ لإسقاط حكم بشار الأسد ، ليرضخوا بعده لحكمٍ ، يفرضه البغدادي عليهم بالقوة .!؟
لن يسمح السوريون لداعش أن تحكمهم بالقوة ، ولن يسمحوا لها أن تجرهم إلى ما سمي بصراع الصحوات ، واقتتال الكتائب الجهادية فيما بينها ، لأن ذلك الصراع الآثم هو الذي دمَّر العراق الشقيق من قبل .. وإذا كان أتباع دولة داعش مسلمين حقا ، ويهمهم أمر المسلمين - كما يدَّعون - وإذا كان يعز عليهم خراب سوريا حقا ، فعليهم أن يحذو حذو جبهة النصرة ، فلا يقاتلوا سوى النظام ، وليغلقوا كل الثغرات التي تتولد منها المنازعات والخصومات ، وعليهم وقبل كل شيء أن يتخلوا عن المعابر التي وضعوا أيديهم عليها بعدما حررها الثوار ، وأن يخرجوا من الأراضي المحررة ، وأن لا يتدخلوا في إدارتها ، وأن لا ينصبوا أنفسهم حكاما عليها ، فليس من شأنهم هم إقامة الحدود على الناس ، ولا من اختصاصهم هم حل المنازعات ، وليس لهم الحق في تعذير المذنبين . وليس لهم فرض آرائهم على السوريين ، ولا إلزامهم بشكل معين من أشكال الحكم بعد سقوط النظام .. فتلك أمور تعود للسوريين أنفسهم ، فمن السوريين وحدهم تتشكل المحاكم الشرعية المستقلة ، ومن السوريين وحدهم يتم تشكيل حكومات لتسيير الأعمال ، وحكومات مؤقتة ، وحكومات دائمة . وعلى هذا المنوال الآمن تسير الأمور، دون أن ينتج عنها مفاسد ولا تتفاقم شرور .
قرأت لبعضهم كلاما يدعو به داعش إلى كلمة سواء ، ويدعوها إلى الاحتكام للمحاكم الشرعية .. وقرأت لآخر كلاما يقول فيه إنه بكى حزنا لما آلت إليه الأمور بين الفصائل الجهادية الإسلامية .. وقرأت لثالث كلاما يدعو فيه داعش إلى الصلح ، والاستجابة للنصح .. وقرأت لمجاهد مخلص كان يتمنى لو أن داعش بقيت في جبهات الرباط ، وقال لهم أنتم أتيتم للجهاد وليس لتحكمونا ...
ولكن أتباع داعش في واد ، والناصحون في واد آخر .. فداعش بوصفها صنيعة إيران ، لا يمكن أن تتحرك باتجاه الخير أو الإصلاح قِيْدَ أُنْمُلَة .. ونظرا لكونهم حلفاء النظام السوري ، فمنطقهم مثيل لمنطق عناصر النظام الأسدي حذو النعل بالنعل ، فلسان حالهم يقول : إما تُحكّمُونا عليكم ، وإما أن نَحكُمَكُمْ بالقوة ، وكذلك قالت عصابة الأسد من قبل .. وعناصر داعش يرفضون النقاش في الحرية والديمقراطية ، ويرفضون أي رأي يطرح عليهم للنقاش ، وليس لديهم سوى جواب واحد ، هو قولهم خسئتم ، وسنحكم العالم كله ..!!! وعناصر الأسد مثلهم يرفضون الكلام في تنحي الأسد أيضا ، ويزعمون أن الثورة ( خلصت ) وأنهم سيسحقون 23 مليون سوري ويقيمون حكمهم على أنقاض المدن المدمرة ، والأشلاء والضحايا .. ومن الجدير بالذكر أن جماعة داعش وعصابة الأسد متفقون على أن من خالفهم الرأي يقتل ، ويعذب حتى الموت ، ويمثل بجسده ويحرق حتى لا يبقى له أثر يعرف .!! فهل قامت الثورة فعلا من أجل حكمٍ ، كأنه طبعة بالكربون عن حكم بيت الأسد .؟
معاذ الله أن تكون الثورة قامت لهذا .. ولا والله ، لن نقبل أن يفرض علينا حكم بعد اليوم كائناً من كان هذا الذي يفرضه ويلزمنا إياه .. سنرفض كل حكم يفرض علينا فرضا .. ولكننا نقبل الحكم بالشورى .. ونقبل الحكم عن طريق الانتخاب .. ونقبل الحكم بالمحاصصة .. ونقبل الحكم بكل صورةٍ ، تمنح كل السوريين حقوقهم في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة ...
وإننا لنطمحُ إلى بقاء التراب السوري كما هو دون تجزئة ولا تقسيم ، ونرجو أن لا يتطاول الأكراد إلى تقسيم البلد على أساس عنصري ، فنحن وإياهم أبناءُ وطن واحد وأتباع دين واحد .. ونرجو أن لا تصغي الأقليات إلى الأصوات المغرضة ، التي لا هم لها سوى تخويف السوريين بعضهم من بعضهم ، ولا عمل لها سوى زرع أسافين الفرقة فيما بينهم ...
معاذ الله أن تكون الثورة قامت لهذا .. ولا والله ، لن نقبل أن يفرض علينا حكم بعد اليوم كائناً من كان هذا الذي يفرضه ويلزمنا إياه .. سنرفض كل حكم يفرض علينا فرضا .. ولكننا نقبل الحكم بالشورى .. ونقبل الحكم عن طريق الانتخاب .. ونقبل الحكم بالمحاصصة .. ونقبل الحكم بكل صورةٍ ، تمنح كل السوريين حقوقهم في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة ...
وإننا لنطمحُ إلى بقاء التراب السوري كما هو دون تجزئة ولا تقسيم ، ونرجو أن لا يتطاول الأكراد إلى تقسيم البلد على أساس عنصري ، فنحن وإياهم أبناءُ وطن واحد وأتباع دين واحد .. ونرجو أن لا تصغي الأقليات إلى الأصوات المغرضة ، التي لا هم لها سوى تخويف السوريين بعضهم من بعضهم ، ولا عمل لها سوى زرع أسافين الفرقة فيما بينهم ...
سوريا يجب أن تعود لسابق عهدها .. بلد العزة والكرامة والود المتبادل بين الجميع ، البلد الذي عاش فيه العربي والكردي والتركماني والمسلم والمسيحي والسني والنصيري والدرزي والأشوري ... ولم يهضم فيه حق لمواطن إلا بعد أن حكم النصيريون في الحقبة الأسدية السوداء المظلمة .. فكان في جحيمها الإقصاء والتهميش ، وكان القهر والإذلال ، وكان الاستغلال والفساد .. وكان المواطن في تلك الحقبة القاسية مخيرا ما بين أمرين ، إما أن يجاري الفاسدين ، ويركع للمستبدين ، وإما أن يسجن ويسحق وينفى .. نفس المنطق الذي كان يتبناه قوم لوط ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أنس يتطهرون ) ..