هل يخلق بعض الناس عبيد ؟؟!!!!
بقلم حسام الثورة
سامحوني على هذا العنوان الذي اضطرني الواقع لكتابته مع عدم إيماني به كيف وقد قال فاروق الأمة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أحراراً " ولم تروي لنا حتى قصص الخيال العلمي أن أحدا يولد مقيد اليدين ولا يولد وعلى عينيه نظرات سود لا تسمح له بالرؤيا أو ولد وعلى صدره مجموعة من التسابيح والأغاني التي تمجد الظلم والظلمة كل هذا لم نسمع به ولكن للأسف نراه أمام عيوننا فهل نكذب عيوننا أم أن هناك واقع علينا فهمه .
جاءت الديانات لتحرير الإنسان وكان أبطال المسلمين يقولون للناس الإسلام جاء ليحررنا من عبادة العباد لعبادة رب العباد ولو رجعنا إلى قواعد الشريعة الغراء لرأينا كيف اهتمت بتحرير الإنسان فكانت كفارة الذنوب تحرير رقبة , أي تحرير الإنسان وركزت أحاديث الرسول صلى الله على تحرير الإنسان حتى أنه غضب من أحد الصحابة إذ قال لأخ له في الاسلام يا ابن السوداء وجاء الخلفاء رضوان الله عليهم ليقولوا للناس قومونا لو رأيتم فينا اعوجاجا فربوا الأمة على الحرية وانتهى عصر العبودية ولكن لازلنا نرى على شاشات التلفاز الكثير من العبيد فهل عاد عصر العبودية أم أن بعض الناس يولدون عبيداً.
العبودية أنواع شتى ولن أتطرق هنا للعبودية لله سبحانه وتعالى والتي خلقنا الله لنكون عبيدا له نفتخر بهذه العبودية فهو الخالق والرازق والمنعم والمتفضل بيده ملكوت السموات والأرض , كل شيء في هذا الوجود له عبد والبشر فيه على نوعين منهم عبد طائع ومنهم عبد آبق ولكن هذه العبودية التي نفتخر بها كرمتنا على جميع ما خلق الله وسخرت كل ما في الوجود لخدمتنا فكنا عبيدا لله أسيادا على الكون ¸هذا الخالق الكريم لم يطالبنا بدرهم أو دينار بل قدم لنا كل ما نحتاج من ماء وغذاء وهواء وطالبنا فقط بالشكر ليتمم علينا نعمه في الآخرة بل وجعلتنا أحرار في تقديم الشكر أو عدمه ما أعظم هذا الكرم وما أبسط هذا الطلب ونحن نشكر العباد على أبسط الأشياء أفلا نشكر الله على كل ما قدم لنا .
وهناك أنواع ذميمة من العبودية فمنهم من هو عبد لشهواته ورغباته ومنهم من هو عبد للدرهم والدينار وربما هذه العبودية من أبسط أنواع العبودية مع أنها في كثير من الأحيان تقود صاحبها الى المهالك وربما تدخله جهنم وأقول من أبسط أنواع العبودية لإن الإنسان هنا عبد لذاته وقد يكون في عدا ذلك رجل كريم شهم ذو أخلاق وقيم وربما يستطيع التغلب على عبوديته عندما تصطدم مع بعض القيم التي يؤمن بها وقد جاءت الرسل والديانات لتعلم الإنسان كيف يستطيع التغلب على هذه العبودية .
ومنهم من هو عبد لغيره من جماد وعجماوات وبشر وهذه أسوأ أنواع العبودية إذ يتخلى الإنسان عما أعطاه الله من كرامة وحمله من رسالة وهؤلاء خرجوا من معرفة الخالق الحق فسقطوا في مستنقع العبودية وقد جاء الرسل وأنزلت الكتب السماوية الحقة لإخراج هؤلاء المساكين من المستنقع الذي هم فيه وعندما يتحرر هؤلاء من عبوديتهم يتحولوا إلى أبطال ممكن أن يغيروا مجرى التاريخ فالبدوي الذي كان يصنع صنمه من التمر ويعبده وإذا جاع أكله وكان يحكمه الفرس والروم ولما تحرر من هذه العبودية فإذا به ينقل الحضارة والنور إلى العالم .
أما العبودية الأسوأ مما سبق هي العبودية التي نراها الآن بين ظهرانينا , عبودية جمعت كل أصناف العبودية إلا العبودية لله فإنها لا يمكن أن تجتمع مع غيرها من أنواع العبودية وفي كثير من الأحيان مغلفة بمعرفة الله ومن المحال أن يكون من يعرف الله عبدا لغير الله .
وأنا أكتب هذه السطور وجدت أنني أسيء إلى كلمة عبد عندما أتحدث عن العبودية الجديدة فالعبد في داخله قد يكون صادق مخلص أمين مستقيم ثقة أما العبيد الحاليين فلا يتحلون بأية صفة من هذه الصفات .
كلما استمعت لمتحدث مصري من طاقم الانقلاب شعرت بالقرف , وسألت نفسي يا سبحان الله هل يصدق هذا الإنسان نفسه بكلمة مما يقول , يا ترى ما الذي يدفعه للدفاع عن قفص العبودية الجديد , هل كرهه للإسلام يدفعه ؟, فالإسلام لا يكره أحدا أن يكون مسلماً , هل حب الدنيا والشهوات ؟ أظن هذا الحب متاح أكثر في رحاب الحرية مما هو متاح في قفص العبودية , هل طمعا في المنصب والثروة ؟ , أظن أن الحرية تكفل هذا لمن يستحق أكثر من أية عبودية ¸هل هو حب الانتقام من الآخرين ؟ لا بأس فالحرية تكفل له الحصول على جميع حقوقه إذا كان له حقوق عند الأخريين .
والطامة الكبرى عندما يكون المتحدث ممن يتحدث عن الحريات وقد تنازل هو عن حريته أو من يتحدث عن حقوق الأنسان وقد تنازل هو عن حقوقه , والطامة الأكبر عندما تستمع لبعض هؤلاء وتراهم يرتدون الجبة والعمامة ويلوون أعناق الأحاديث والآيات ونسوا أن الأديان كلها جاءت لتحرير الإنسان ,
هؤلاء نفسهم هم الذين دافعوا عمن سبق من الطغاة وكلما شعروا بنسمة من نسمات الحرية ضاقت أنفاسهم وشعروا بالاختناق حتى إذا سكنت هذه النسمات عادوا إلى نشاطهم وحيويتهم
إن ما أقوله هنا ينطبق على السوريين واللبنانيين والجزائريين والعراقيين وجميع ابناء الأمة بدون استثناء حتى لا يظن أحد أنني أخصص فالظاهرة عامة والعبيد وإن تغيرت لهجاتهم وألوانهم وألبستهم فهم نفسهم فلو وضعت حسون سوريا مكان شيخ الأزهر لبدأ يغرد بحمد السيسي ولو وضعت شيخ الأزهر مكان الحسون لبدأ يغرد بحمد بشار فالعبودية تجري في دمائهم وهنا لا أخصص فما ينطبق على هذيين المجرمين ينطبق على غيرهم من علماء سلاطين الأمة وسياسيها ومفكريها ......
فتشت فلم أجد سببا واحدا مقنع ليدافع الإنسان عن قفص العبودية , جميع الأسباب التي نراها تقول إن هؤلاء عطلوا عقولهم وكذبوا أنفسهم وخالفوا طبائعهم التي خلقهم الله عليها وتنازلوا عن أي قيمة يتحدثون عنها ولكنها حقيقة نراها أمام عيوننا .
حتى الحيوانات التي تعيش في القفص هي أفضل منهم فهي لا تخدم أحدا بل الجميع يخدمها فالجميع عبيد لها وهي ليست عبيد لأحد بينما هؤلاء العبيد هم الخدم وهم في قفص ربما أكبر من قفص هذه الحيوانات بقليل , هل منهم من يستطيع أن يذهب إلى الحمام إذا لم بسمح له سيده , حتى حيوانات القفص يمكنك أن تعيد إليها حريتها وتعلمها لتبدأ حياتها من جديد وهي لا تهاجمك إذا سمحت لها بالحرية بل ربما تنطلق بعيدا عنك خوفا من إن تعيدها ثانية إلى القفص ولكن هؤلاء لو حاولت تحريرهم هاجموك وقتلوك وعادوا إلى القفص فهل من يفسر لنا هذا ؟؟
لم يبق إلا احتمال واحد وهو أن يكون بعض الناس قد خلقوا عبيدا أذلاء لا يمكن لهم أن يتنفسوا هواء الحرية وحاشى لله فقد خلق الله الإنسان حراً كريماً , فهل هؤلاء من جنس آخر , من مخلوقات أخرى من ............. لا أجد تفسيرا شافياً ولا جوابا أرتاح إليه
ولكن أقول إذا كان بعض الناس خلقوا عبيدا ويهاجمون بما أوتوا من قوة للحفاظ على عبوديتهم فلا يجب أن يثنينا هذا أن نجابه بما أوتينا من قوة للحصول على حريتنا .
31-12-2013
بقلم حسام الثورة
سامحوني على هذا العنوان الذي اضطرني الواقع لكتابته مع عدم إيماني به كيف وقد قال فاروق الأمة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أحراراً " ولم تروي لنا حتى قصص الخيال العلمي أن أحدا يولد مقيد اليدين ولا يولد وعلى عينيه نظرات سود لا تسمح له بالرؤيا أو ولد وعلى صدره مجموعة من التسابيح والأغاني التي تمجد الظلم والظلمة كل هذا لم نسمع به ولكن للأسف نراه أمام عيوننا فهل نكذب عيوننا أم أن هناك واقع علينا فهمه .
جاءت الديانات لتحرير الإنسان وكان أبطال المسلمين يقولون للناس الإسلام جاء ليحررنا من عبادة العباد لعبادة رب العباد ولو رجعنا إلى قواعد الشريعة الغراء لرأينا كيف اهتمت بتحرير الإنسان فكانت كفارة الذنوب تحرير رقبة , أي تحرير الإنسان وركزت أحاديث الرسول صلى الله على تحرير الإنسان حتى أنه غضب من أحد الصحابة إذ قال لأخ له في الاسلام يا ابن السوداء وجاء الخلفاء رضوان الله عليهم ليقولوا للناس قومونا لو رأيتم فينا اعوجاجا فربوا الأمة على الحرية وانتهى عصر العبودية ولكن لازلنا نرى على شاشات التلفاز الكثير من العبيد فهل عاد عصر العبودية أم أن بعض الناس يولدون عبيداً.
العبودية أنواع شتى ولن أتطرق هنا للعبودية لله سبحانه وتعالى والتي خلقنا الله لنكون عبيدا له نفتخر بهذه العبودية فهو الخالق والرازق والمنعم والمتفضل بيده ملكوت السموات والأرض , كل شيء في هذا الوجود له عبد والبشر فيه على نوعين منهم عبد طائع ومنهم عبد آبق ولكن هذه العبودية التي نفتخر بها كرمتنا على جميع ما خلق الله وسخرت كل ما في الوجود لخدمتنا فكنا عبيدا لله أسيادا على الكون ¸هذا الخالق الكريم لم يطالبنا بدرهم أو دينار بل قدم لنا كل ما نحتاج من ماء وغذاء وهواء وطالبنا فقط بالشكر ليتمم علينا نعمه في الآخرة بل وجعلتنا أحرار في تقديم الشكر أو عدمه ما أعظم هذا الكرم وما أبسط هذا الطلب ونحن نشكر العباد على أبسط الأشياء أفلا نشكر الله على كل ما قدم لنا .
وهناك أنواع ذميمة من العبودية فمنهم من هو عبد لشهواته ورغباته ومنهم من هو عبد للدرهم والدينار وربما هذه العبودية من أبسط أنواع العبودية مع أنها في كثير من الأحيان تقود صاحبها الى المهالك وربما تدخله جهنم وأقول من أبسط أنواع العبودية لإن الإنسان هنا عبد لذاته وقد يكون في عدا ذلك رجل كريم شهم ذو أخلاق وقيم وربما يستطيع التغلب على عبوديته عندما تصطدم مع بعض القيم التي يؤمن بها وقد جاءت الرسل والديانات لتعلم الإنسان كيف يستطيع التغلب على هذه العبودية .
ومنهم من هو عبد لغيره من جماد وعجماوات وبشر وهذه أسوأ أنواع العبودية إذ يتخلى الإنسان عما أعطاه الله من كرامة وحمله من رسالة وهؤلاء خرجوا من معرفة الخالق الحق فسقطوا في مستنقع العبودية وقد جاء الرسل وأنزلت الكتب السماوية الحقة لإخراج هؤلاء المساكين من المستنقع الذي هم فيه وعندما يتحرر هؤلاء من عبوديتهم يتحولوا إلى أبطال ممكن أن يغيروا مجرى التاريخ فالبدوي الذي كان يصنع صنمه من التمر ويعبده وإذا جاع أكله وكان يحكمه الفرس والروم ولما تحرر من هذه العبودية فإذا به ينقل الحضارة والنور إلى العالم .
أما العبودية الأسوأ مما سبق هي العبودية التي نراها الآن بين ظهرانينا , عبودية جمعت كل أصناف العبودية إلا العبودية لله فإنها لا يمكن أن تجتمع مع غيرها من أنواع العبودية وفي كثير من الأحيان مغلفة بمعرفة الله ومن المحال أن يكون من يعرف الله عبدا لغير الله .
وأنا أكتب هذه السطور وجدت أنني أسيء إلى كلمة عبد عندما أتحدث عن العبودية الجديدة فالعبد في داخله قد يكون صادق مخلص أمين مستقيم ثقة أما العبيد الحاليين فلا يتحلون بأية صفة من هذه الصفات .
كلما استمعت لمتحدث مصري من طاقم الانقلاب شعرت بالقرف , وسألت نفسي يا سبحان الله هل يصدق هذا الإنسان نفسه بكلمة مما يقول , يا ترى ما الذي يدفعه للدفاع عن قفص العبودية الجديد , هل كرهه للإسلام يدفعه ؟, فالإسلام لا يكره أحدا أن يكون مسلماً , هل حب الدنيا والشهوات ؟ أظن هذا الحب متاح أكثر في رحاب الحرية مما هو متاح في قفص العبودية , هل طمعا في المنصب والثروة ؟ , أظن أن الحرية تكفل هذا لمن يستحق أكثر من أية عبودية ¸هل هو حب الانتقام من الآخرين ؟ لا بأس فالحرية تكفل له الحصول على جميع حقوقه إذا كان له حقوق عند الأخريين .
والطامة الكبرى عندما يكون المتحدث ممن يتحدث عن الحريات وقد تنازل هو عن حريته أو من يتحدث عن حقوق الأنسان وقد تنازل هو عن حقوقه , والطامة الأكبر عندما تستمع لبعض هؤلاء وتراهم يرتدون الجبة والعمامة ويلوون أعناق الأحاديث والآيات ونسوا أن الأديان كلها جاءت لتحرير الإنسان ,
هؤلاء نفسهم هم الذين دافعوا عمن سبق من الطغاة وكلما شعروا بنسمة من نسمات الحرية ضاقت أنفاسهم وشعروا بالاختناق حتى إذا سكنت هذه النسمات عادوا إلى نشاطهم وحيويتهم
إن ما أقوله هنا ينطبق على السوريين واللبنانيين والجزائريين والعراقيين وجميع ابناء الأمة بدون استثناء حتى لا يظن أحد أنني أخصص فالظاهرة عامة والعبيد وإن تغيرت لهجاتهم وألوانهم وألبستهم فهم نفسهم فلو وضعت حسون سوريا مكان شيخ الأزهر لبدأ يغرد بحمد السيسي ولو وضعت شيخ الأزهر مكان الحسون لبدأ يغرد بحمد بشار فالعبودية تجري في دمائهم وهنا لا أخصص فما ينطبق على هذيين المجرمين ينطبق على غيرهم من علماء سلاطين الأمة وسياسيها ومفكريها ......
فتشت فلم أجد سببا واحدا مقنع ليدافع الإنسان عن قفص العبودية , جميع الأسباب التي نراها تقول إن هؤلاء عطلوا عقولهم وكذبوا أنفسهم وخالفوا طبائعهم التي خلقهم الله عليها وتنازلوا عن أي قيمة يتحدثون عنها ولكنها حقيقة نراها أمام عيوننا .
حتى الحيوانات التي تعيش في القفص هي أفضل منهم فهي لا تخدم أحدا بل الجميع يخدمها فالجميع عبيد لها وهي ليست عبيد لأحد بينما هؤلاء العبيد هم الخدم وهم في قفص ربما أكبر من قفص هذه الحيوانات بقليل , هل منهم من يستطيع أن يذهب إلى الحمام إذا لم بسمح له سيده , حتى حيوانات القفص يمكنك أن تعيد إليها حريتها وتعلمها لتبدأ حياتها من جديد وهي لا تهاجمك إذا سمحت لها بالحرية بل ربما تنطلق بعيدا عنك خوفا من إن تعيدها ثانية إلى القفص ولكن هؤلاء لو حاولت تحريرهم هاجموك وقتلوك وعادوا إلى القفص فهل من يفسر لنا هذا ؟؟
لم يبق إلا احتمال واحد وهو أن يكون بعض الناس قد خلقوا عبيدا أذلاء لا يمكن لهم أن يتنفسوا هواء الحرية وحاشى لله فقد خلق الله الإنسان حراً كريماً , فهل هؤلاء من جنس آخر , من مخلوقات أخرى من ............. لا أجد تفسيرا شافياً ولا جوابا أرتاح إليه
ولكن أقول إذا كان بعض الناس خلقوا عبيدا ويهاجمون بما أوتوا من قوة للحفاظ على عبوديتهم فلا يجب أن يثنينا هذا أن نجابه بما أوتينا من قوة للحصول على حريتنا .
31-12-2013