"6 إبربل" ستتظاهر لتحدي القانون الجديد..
أحمد ماهر: أرفض إسقاط النظام عبر التظاهر
وصف النظام الحالي بأنه أكثر "فاشية" من نظام مبارك، وأكثر "حماقة" من نظام مرسي
الثلاثاء, 26 نوفمبر 2013 10:24آخر تعديل: الثلاثاء, 26 نوفمبر 2013 11:42في السابعة مساء بتوقيت القاهرة
كان لقاء قناة الجزيرة مباشر مصر مع المهندس أحمد ماهر أحد أبرز مؤسسي حركة شباب السادس من إبريل. كان اللقاء في حد ذاته بمثابة علامة فارقة في موقع الحركة التي لم تتخذ قرارا بظهور رموزها في لقاءات شخصية على شاشة القناة التي حملت الخطاب السياسي للمصريين العاملين بها. وفيما بدا كان اللقاء وسيلة لاستعراض وجهة الحركة خلال الفترة القادمة، وطبيعة التحديات التي تراها الحركة في طريق في طريق تغيير النظام الراهن الذي يحكم البلاد مستندا للآليات العسكرية الثقيلة.تعريف مكونات المشهد الحاليحمل خطاب أحمد ماهر في لقائه مع الجزيرة مباشر عددا من التعريفات ذات الدلالة فيما يتعلق بخطابها الذي كان صارما بقدر إقدام أحمد ماهر نفسه على المراوغة في بعض الأحيان؛ لكن مراوعته كانت لفظية فقط؛ إذ حملت دلالات حديثة كل ما لم يتلفظ به. ويبدو من تلميحات أحمد ماهر خلال اللقاء أن مراوغته مقصودة ولا ترمي للهروب من التوصيف بقدر ما كانت ترمي إلى معاندة محاورة البرنامج التي بدت كأنها تدفعه دفعا لإعلان مواقف سبق له في اللقاء أن عبر عنها بوضوح كاف.ومن ناحية ثانية، رفض أحمد ماهر النطق بكلمة انقلاب لتوصيف التصرف الذي حدث في الثالث من يوليو. ومع ذلك، فقد حمل حديثه مفردات متعددة أكدت أنه يريد أن يقول هذا بصورة مباشرة لكنها مراوغة، حيث تحدث صراحة عن رفضه حكم العسكر، واتهم القوى المدنية بالقصور في تعريف مفهوم المدنية، التي رآها بحكم تعريفها ترفض حكم العسكر، وأكد على هذا المعنى مرارا. لكن كان اللافت أن يقوم أحمد ماهر الذي رفض التلفظ بكلمة انقلاب بوصف النظام الحالي بأنه أكثر "فاشية" من نظام مبارك، وأنه أكثر "حماقة" من نظام مرسي.وفي سياق آخر، رفض أحمد ماهر ضمنا تسمية "القوى الليبرالية" التي تساند الانقلاب بأنها قوى مدنية، وأشار إلى أنها قوى علمانية فقط، ولم يتوقف عند لفظة ليبرالية التي استخدمتها محاورة البرنامج في توصيف القوى التي وفرت غطاء للانقلاب العسكري. وفي نفس السياق، أضاف أحمد ماهر أن لفظة مدنية في تعريفها الاصطلاحي وكما تراها حركة شباب السادس من إبريل تعني أن اللفظ يطلق للدلالة على الحركات الاجتماعية والسياسية التي لا هي دينية ولا هي عسكرية.ومن ناحية ثالثة، تحدث أحمد ماهر في البرنامج عما يمكننا تسميته بإطار الحكومة المدعومة عسكريا، بصورة عكست نظرة الشارع لأقطاب القوة السياسية الرسمية في الوضع المصري الراهن. ففي إجابته سؤال محاورة اللقاء عن موقف حركة شباب السادس من إبريل من المطالبة برحيل رئيس الجمهورية وكذا رحيل رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، تضمنت الإجابة تصريحا بأن كلا من الرئيس المصري والدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أشخاص عارضين ضمن منظومة يجب تغييرها من دون أن يقوم بتسمية الإطار الذي تعمل به المنظومة.وفي عنوان رابع، اعتبر أحمد ماهر أن قانون التظاهر قمع مباشر للحريات، ونكوص أقرب للفاشية لـ"النظام الراهن"، كما اعتبر ماهر أن دستور 2013 أسوأ من دستور 2012 فيما منحه من امتيازات للعسكر والشرطة وبعض مؤسسات القضاء. ونفى ماهر في هذا السياق أن تكون حركة شباب السادس من إبريل قد تحالفت مع العسكر في إطار وجود سوابق جمعت بين الإخوان المسلمين والعسكر، قام في إطارها المتحدثون عن جماعة الإخوان باتهام شباب الحركة بأنهم مخربون ومدمنو "ترامادول".الإطار الخامس والأبرز في حديثه: حرص أحمد ماهر في إجابة كل سؤال توجهت إليه به محاورة البرنامج على توضيح سعة المسافة التي تفصله عن جماعة الإخوان المسلمين، بتأكيده على أنها تحالفت مع العسكر ضد حركة السادس من إبريل وغيرها من الحركات الثورية، وأوضح أن الحركة تجاوزت أحداث محمد محمود، وفوجئت بتكرار ما أسماه بـ"خيانة الجماعة لحركته" مرة أخرى. وعدد أحمد ماهر مشكلات الجماعة مع الحركة، بصورة ظهر فيها ترابط ما هو سياسي موضوعي بما هو شخصي؛ وهو ما يمكن تفسيره بمدى وثاقة ترابط العلاقة بين أعضاء الحركة؛ مما يجعل العدوان على بعضهم ومقتلهم بمثابة جرح يصيب الحركة جميعها.منهج تغيير النظام الحاليتبدى في حديث أحمد ماهر وجود درجة صعوبة نوعية في معاودة الضغط لإزاحة النظام الحالي، وإن لم ينف أنه يريد تغيير هذا النظام من جذوره؛ إلى حد اعتباره رئيس الجمهورية والدكتور الببلاوي رئيس الحكومة مظاهر عارضة في النظام ولا تمثل جوهر النظام.برغم ما لوحظ من دفع المذيعة له للحديث عن الخطوات التصعيدية التي ستلجأ لها الحركة لتغيير النظام، تحدث أحمد ماهر عن حاجة الحركة لمنهج طويل الأمد نسبيا لتغيير النظام؛ حيث تحدث ماهر عن حاجة الحركة للنزول للجماهير وإقناعها بسوءات النظام الراهن الأكثر فاشية من نظام مبارك، متحدثا ضمنيا عن كون الجماهير واقعة تحت تأثير أداة إعلامية هائلة، وإن قام بالتصريح بأن هذه الآلة الإعلامية تعمل الآن على تشويه حركة شباب السادس من إبريل ورموزها وأعضائها، وتمتنع عن استضافتهم لتوضيح مواقفهم ورؤاهم.ومن خلال تحليل لغة الجسد خلال حديث أحمد ماهر، وإشارته الدائمة إلى "دماغه" أثناء حديثه، يمكن القول بأن حركة شباب السادس من إبريل ترى أن الشطر الأعظم من التحدي السياسي الراهن هو تحد إعلامي يقوم بالتلاعب بعقول الناس، وهو ما قاده إلى نتيجة مفادها ضرورة النزول للناس، والتحاور معهم، و"إقناعهم" بمساوئ النظام الراهن.وفي هذا الإطار أوضح ماهر قدرا من تاريخ الحركة التي نشأت فعاليات أعضائها منذ 2003 قبل أن تتبلور في 2006، وأن منهجها في الشارع هو ما أسفر عبر تراكماته عن وعي الناس وانخراطهم في ثورة يناير. ورد ماهر محاورة البرنامج التي حاولت وصف الخطاب الاحتجاجي للحركة بأنه باهت، بهذه التوضيح التاريخي، مع إجرائه مقارنة تاريخية بموقف جماعة الإخوان المسلمين التي آثرت الاستمرار في نهجها الإصلاحي إبان حكم الرئيس الأسبق مبارك، ورفضت المشاركة في فعاليات حركة "كفاية" التي كانت تحمل خطابا راديكاليا ثوريا، وهو ما يعني أنه يشير من طرف خفي إلى أن مطلب النزول لساحة التظاهر هو طلب تطالبهم به جماعة الإخوان التي يراها قد غيرت رأيها عندما تبدلت الأدوار.وبرغم هذا، فإن أحمد ماهر لم ينكر أن التظاهر لا يزال أحد الوسائل المطروحة للتعبير عن الموقف، واختبار ردود فعل الأطراف المختلفة، وذلك حين تحدث عن تنظيم الحركة لتظاهرة مسائية – تجري فعالياتها أثناء حديثه – أمام وزارة الداخلية؛ بدون الحصول على ترخيص بالتظاهر، كما نوه إلى تظاهرة تجريها الحركة صبيحة ليلة إجراء هذا الحوار معه أمام مجلس الشورى للتنديد بصياغة الدستور التي أفسحت المجال أمام حيز أكبر من المحاكمات العسكرية.