لافروف ، وشركاؤه الغربيون . يزعمون أن بقاء الأسد ضمان للاستقرار:
بقلم : أبو ياسر السوري
عدد من الصحف ، والقنوات ، ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا الخبر التالي : { لافروف: شركاؤنا الغربيون أدركوا أن إسقاط الأسد قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة - 24/12/2013 }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكلنا يعلم أن (لا فروف ) هو وزير خارجية لدولة كبرى ، تعتبر أكبر داعم للفساد والاستبداد في العالم ، ولافروف الذي يمثل هذه الدولة الاستبدادية ، يستخدم تعبير : ( شركاؤنا الغربيون ) وهذا التعبير له مدلولاته العميقة والدقيقة .. ولا أدعي أنني سياسي بارع يملك القدرة على قراءة ما بين السطور .. وإنما أتحدث بوصفي إنساناً يراقب الأحداث ، ويسمع ويرى ما يجري حوله عن كثب ، منذ 33 شهرا .. وحتى الآن .
لقد تبين لي ولكل ناشط ومتابع ، أن من يقف وراء تدمير سوريا هي الدول العظمى صاحبة القرار في مجلس الأمن ، وعلى رأسها روسيا ، التي تتولى كبر الدعم الإجرامي لجزار سوريا بشار الأسد ... والتي بدت وكأنها عينت وزير خارجيتها لافروف كمتحدث رسمي باسم النظام السوري في الأوساط الدولية .. حتى باتت وكالات الأنباء تتابع تصريحات هذا الوزير بخصوص الشأن السوري ، ولا تلتفت لما يصرح به الإعلام الرسمي للأسد ، الذي لم يعد صاحب أي قرار ، إلا قرارا واحدا هو تدمير البلد .
لافروف هذا ، كما علمنا قبل قليل ، هو وزير لدولة كبرى ، عدوة للحرية والديمقراطية ، وعدوة لكل الشعوب العربية المطالبة بالحياة الحرة الكريمة .. لذلك كان هذا الوزير بالتالي أكبر عدو للأحرار السوريين .. وقد خرج أول أمس يصرح لوكالات الأنباء ويقول ( شركاؤنا الغربيون أدركوا ... ) فيفتتح تصريحه بكلمة ( شركاؤنا ) وبحسب تصريح لافروف هذا ، ليست روسيا وحدها هي من يساعد على الخراب والتدمير في سوريا . وإنما يشاركها في ذلك الغربيون .. أليس هذا ما صرح به لافروف .؟ أم أن هذا الوزير يكذب ويفتري على الغربيين بما ليس فيهم .؟؟
ولكن لماذا نشكك في نزاهة الرجل ، وهو لم يقل شيئا مخالفا لما يجري على أرض الواقع . أليست أمريكا هي التي تحظر على ثوارنا السلاح المضاد للطيران ؟ أليست بريطانيا وفرنسا تتناوبان التصريحات المخدرة لنا ، ولا تقدمان لثوارنا أية مساعدة تذكر حتى الآن .؟ ألم تتقاسم هذه الدول الغربية الأدوار مع روسيا ، فبعضهم يشد الحبل ، وبعضهم يرخيه .؟ ماذا قدموا للشعب السوري سوى معسول الكلام ، والجعجعة التي لا تأتي بالطحين .؟ إنهم ما زالوا معترفين بالدبلوماسيين الممثلين للأسد في دولهم ، وما زالت أبواق النظام تمارس عهرها السياسي في كل المنظمات الدولية ... وكلما كذب نظام الأسد كذبة ، تبنتها روسيا ، ووافقت عليها ضمنا الأمم المتحدة والجامعة العربية ، وبقية الدول صاحبة القرار والعار ...
زعم النظام أنه يقاوم جماعات إرهابية فصدقوه .. وزعم أن هنالك مؤامرة دولية ضده فأيدوه .. وزعم أن الجماعات المندسة تستقوي بعناصر جهادية تتوافد إلى سوريا بمئات الآلاف لتقويض الاستقرار في سوريا ، فبدؤوا يطالبون بإخراج هذه الجماعات ، بل ويطالبون الثوار بمحاربة أولئك الجهاديين الوافدين للدفاع عنهم ضد نظام يقتلهم بكل سلاح ، والذين لم يكونوا وقتها يعدون بالمئات وإنما بالعشرات ... في الوقت الذي كان حزب الشيطان والميليشيات الطائفية يزجون عشرات الآلاف من عناصرهم وميليشياتهم ، التي تقاتل مع الأسد جنبا إلى جنب ، والدول الغربية تتعامى عنهم ولا تراهم ...
ألم يغمض الغربيون أعينهم عن كل جرائم الأسد وعصابته ، ألم يسكتوا عن استخدامه لسلاح الكيمياوي ضد المدنيين .؟ ألم يتغاضوا عن براميل الموت التي تقتل السوريين قتلا عشوائيا على مدار الساعة .؟ روسيا تقدم الخبرة .. وإيران تقدم البراميل .. وإسرائيل تقوم بالاستطلاع الجوي خدمة لجيش العصابة الأسدية ... وأوباما يطمئن القتلة بأن أمريكا لن تتدخل لحل الأزمة .. وفرنسا وبريطانيا تستخدمان أسلوب المراوغة، واللف والدوران .. وتمنينا ولا تعطينا ..
وآخر نكتة : أن شركاء لافروف الغربيين " أدركوا أن إسقاط الأسد قد يؤدي إلى استلاء المتطرفين على السلطة " .. يا للتفاهة .. ويا للوقاحة .. ويا لضحالة التفكير .. بل ويا لقذارة الموقف الدولي .!! متى كانت سوريا بحاجة لمجرمين من أمثال آل الأسد ليكونوا عامل استقرار فيها .؟ فسوريا رمز حضارة منذ آلاف السنين .. وآل الأسد عنوان قذارة لدى العالم المنصف أجمع .. فما الذي أحوج النور للظلمات .؟ ولماذا يتغابى الغرب عن هذه الحقيقة .؟؟ لماذا يدندنون حول الجماعات المتطرفة .؟ ويضعون جماعة النصرة على قائمة الإرهاب .؟ ويريدوننا أن نحارب النصرة التي تدافع عنا ، ونسالم حزب الشيطان وميليشيات المالكي وإيران ، الذين يقتلوننا مع النظام .!! أليس هذا هو العهر السياسي بعينه .؟؟
لن نقاتل جماعة النصرة ، ولن نقاتل الكتائب الإسلامية التي تدافع عن ديننا وأعراضنا وأرواحنا .. سواء رضيت هذه الدول الكبرى أم سخطت .. لن نركع للأسد ولا للافروف ولا لخامنئي ولا لأوباما ولا لأي منافق كذاب ، يوالينا في العلن ، ويكيد لنا في الخفاء ..
أيها الغرب .. أيها الشرق .. لا يحلم أحد منكم ببقاء الأسد أو أحد من عصابته المجرمين في الحكم بسوريا بعد اليوم .. ولن تحكمنا أية أقلية مرة ثانية.. ولن نسمح لأنفسنا أن نلدغ من هذا الجحر مرتين .. ولن نسمح لأحد أن يفرض علينا قراره كائنا من كان .. إن فترة حكم بيت الوحش هي أسود فترة في تاريخ سوريا على مر الزمن .. وإن الإطاحة بهم باتت ضرورة ، لا بد منها لتستقر الأوضاع في سوريا ... هذه إرادة شعب بأكمله ، ومهما كذب لافروف وادعى غير ذلك ، فلن يحكمنا إلا من نريد ... ألا وإن إرادة الشعوب من إرادة الله .. وإرادة الله تعالى لا تقهر .
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ...