بقلم : عودة أبو تايه
ربما من اللحظة الأولى التي قرأت بها عنوان هذه الرسالة ذهبت بك أفكارك الى مضمون طائفي بحت. نعم عنوانها يدل على ذلك ولكن مضمونها بعكس عنوانها. لأن العلوي في سوريا كان الصديق والصاحب والجار وفي بعض الأوقات بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك. فهو من عاش معي وتألم مثلي وشاركني ذل هذه الحياة. فكم من العائلات تعيش في فقر متقع بل ونسبة الفقر في هذه الطائفة أكثر بكثير من الطوائف الأخرى. كم من عائلة تعيش في بيوت استآجار وليس ملك. كم من ولي أمر ينتابه القلق بمجرد اقتراب افتتاح المدارس او اقتراب العيد لأنه لايعرف من أين يأتي بمصاريف الملابس وغيرها من الاحتياجات الأساسية. كم من شاب من العلوين عاجز عن الزواج بسبب عدم وجود منزل أو عمل يعتمد عليه في تسير أمور حياته ولكن أعرف الكثير منهم يعمل في أكثر من مهنة ليساعد والده في سد حاجيات البيت وإذا تيسرت الأمور وقرر الزواج تراه يقوم في بناء غرفة أو اثنتين في مكان مخالف للبناء وربما يهدم من قبل البلدية إذا لم يدفع رشوة أو يكون له واسطة ورغم ذلك تراه يبني هذا البيت من القروض والأقساط. أما حفلة العرس ترى العريس يقوم في حساب ( النقطة ) قبل الحفلة إذا كانت تكفي مصاريف الحفل أو لا . وما ترى الشهر الأول انقضى حتى يبدأ طرق الباب طلباً للديون. أما الفتاة فتراها تعمل دوامين وتدرس وتزل في اليوم ألف مرة في نفس الوقت لتساعد في مصاريف البيت والجامعة.
أما عنصر الأمن وضباط الجيش فهم ضحية هذه الدولة أو بالأصح ( نظام الدولة ) فكم من عنصر قد ظلم ودخل السجن وتحول إلى الجيش النظامي بسبب مشكل بسيط أو قضية معينة ويكون تحويله إلى الجيش النظامي بمثابة حكم الإعدام لأنه دمار كبير وربما تحول إلى شخص مريض نفسياً بسبب ذلك. أما الضابط في الجيش النظامي فماذا أقول عنه فهو المسكين الذي أوصله النظام إلى اعلى درجات الذل كيف لا وهو يجمع الطماطم والبطاطا في حقيبته الدبلوماسية لكي يأخذها الى بيته وأطفاله أو يلجأ إلى تعذيب أحد المجندين لكي يدفع له الرشوة وغيرها من الأمور الأخرى هو نفسه يعرفها جيداً.
إانه ليس ذنبه, وكيف لا يفعل ذلك إذا كان راتبه لا يتجاوز البضعة آلاف ولو كان هذا الراتب يكفيه لما أقدم على ذل نفسه أو كرامته وظلم الناس. هل يُعامل الضابط هكذا في بلد غير سوريا؟! هذا جزء بسيط من حال الضابط فما بالك في الأصغر رتبة مثل المساعد وغيره. هناك من رأيته يجمع الخبز اليابس والبلاستك المستعمل من الكتيبة لكي يبيعها ويسد رمق أولاده و قد بلغ من العمر ما بلغ. أما الموظف ليس أحسن حال من المتطوع في الجيش فهو الذي يدفع الرشاوي الكبيرة كي يتوظف في مكان حساس يستطيع ان يرتشي من خلاله وأن يتذلل إلى هذا وذاك ويشعر بالذل ألف مرة قبل أن يأخذ هذه الرشوة نعم هذا هو حال إخواننا العلوين والسوريين عموماً ولكنهم الأكثر فقراً بين السوريين أما عصابة هذا النظام ( والعائلة الأسدية ) وعندما أقول عصابة النظام لا أقصد بها العلوين فقط بل هناك من هو من السنة والمسيحين والدروز وغيرهم من بقية الطوائف الذين ينعمون بأموال هذه الدولة. فمن لا يملك منهم قصر فاخر في رأس جبل شامخ؟ ومن منهم لا يملك عدة منازل في أكثر من محافظة؟ ومن منهم لا يملك “شاليه” في مكان مبهر على البحر وعشرات السيارات أمام منازلهم؟ بينما نحن وأقصد (كل السوريين) ربما لا نستطيع أن نذهب لمدة يوم أو يومين في أحد الشاليهات البسيطة. نعم إنهم يملكون أرصدة بالملاين في الخارج بينما نحن نأخذ القروض ولا نستطيع تسديدها.
أين العدل في ذلك؟ أليس لنا الحق في هذا البلد؟ أليس جميعنا سوريين؟ ألا نستطيع أن نعيش جميعاً ( مسلم ومسيحي وشيعي وعلوي وسني ويهودي وكل الطوائف الثانية ) على أرض هذا الوطن ونحن مرفهين وبدون تميز بين شخص وآخر وأن نعيش في وطن يحترم ويحفظ كرامة الإنسان بكل ماتحمله من معنى؟ وبعد كل هذا الظلم إلى إخواننا العلويين ولنا جميعاً في سوريا, يلجأ النظام إلى الزج ّبالطائفة العلويه في معركة مواجهه بينهم وبين الشعب السوري وعندما أقول الشعب السوري أقصد أن النظام لا يبالي في زج هذه الطائفة في مواجهة تذهب معهم عبر التاريخ وربما يتضرر منها أحفادهم و أحفاد أحفادهم وهم الخاسر الأكبر في النهاية بغض النظر عن النتائج لأنهم إذا سقط النظام سوف يسقطون معه لأنهم يمثلونه, وإذا لم يسقط عاش الحقد في قلب الشعب السوري ضدهم حتى مئات السنين. هذا ما دعاني إلى أن أكتب هذه الرسالة وأنا أضع رأسي على وسادة النوم و أفكر في أصدقائي من الطائفة العلوية.
- كيف تكون النتائج بعد سقوط النظام أو عدم سقوطه؟
- كيف ينظر الشعب السوري إلى إخواننا العلوين ؟
- كيف يتم معاملتهم وهم الأقليه الذين صورهم النظام به؟
- كيف يتعايشون مع أهالي الشهداء والأطفال والنساء الذين كانوا ضحية النظام ؟
- ماذا سيقول لأولاده وأحفاده عندما يسألونه عن موقفه من الثورة السورية؟
- هل يقول لهم قتلنا الشعب الأعزل أو يكذب على ولده وعلى نفسه والتاريخ لن يخبئ شيئ؟
مهم جداً:
أتوجه برسالتي هذه إلى المثقفين والمشايخ والأحرار والضباط وعناصر الأمن من إخواننا في الطائفة العلويه. يجب أن ينظروا إلى أين و في أي طريق يأخذهم هذا النظام. وماهي عواقب ونتائج ومصير طائفة كاملة طالمة عاشت معنا وتقاسمت لقمة الفقر والذل والحرمان مع أبناء هذا الوطن. فهم دون غيرهم سوف يدفعون الثمن غالياً وأنا أقولها بكل صراحة وليس لأنني طائفي ولكن لأنني حريص أن أعيش أنا وصديقي العلوي علي أرض هذا الوطن ونحن لنا كامل الحق في التمتع بخيرات هذا الوطن . نعم يجب عليكم كأحرار من الشعب السوري إخلاء مسؤوليتكم كطائفة علوية من هذا النظام الفاسد, إذا كنتم لاتريدون أن تكونوا ضده فلا تكونوا معه و جدوا مخرجاً بطريقة معينة لإخلاء مسؤوليتكم أمام الشعب السوري.
((عاشت سوريا لشعب سوريا بكامل طوائفه ))
عدل سابقا من قبل عودة ابو تايه في الأربعاء يوليو 13, 2011 10:19 pm عدل 1 مرات
ربما من اللحظة الأولى التي قرأت بها عنوان هذه الرسالة ذهبت بك أفكارك الى مضمون طائفي بحت. نعم عنوانها يدل على ذلك ولكن مضمونها بعكس عنوانها. لأن العلوي في سوريا كان الصديق والصاحب والجار وفي بعض الأوقات بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك. فهو من عاش معي وتألم مثلي وشاركني ذل هذه الحياة. فكم من العائلات تعيش في فقر متقع بل ونسبة الفقر في هذه الطائفة أكثر بكثير من الطوائف الأخرى. كم من عائلة تعيش في بيوت استآجار وليس ملك. كم من ولي أمر ينتابه القلق بمجرد اقتراب افتتاح المدارس او اقتراب العيد لأنه لايعرف من أين يأتي بمصاريف الملابس وغيرها من الاحتياجات الأساسية. كم من شاب من العلوين عاجز عن الزواج بسبب عدم وجود منزل أو عمل يعتمد عليه في تسير أمور حياته ولكن أعرف الكثير منهم يعمل في أكثر من مهنة ليساعد والده في سد حاجيات البيت وإذا تيسرت الأمور وقرر الزواج تراه يقوم في بناء غرفة أو اثنتين في مكان مخالف للبناء وربما يهدم من قبل البلدية إذا لم يدفع رشوة أو يكون له واسطة ورغم ذلك تراه يبني هذا البيت من القروض والأقساط. أما حفلة العرس ترى العريس يقوم في حساب ( النقطة ) قبل الحفلة إذا كانت تكفي مصاريف الحفل أو لا . وما ترى الشهر الأول انقضى حتى يبدأ طرق الباب طلباً للديون. أما الفتاة فتراها تعمل دوامين وتدرس وتزل في اليوم ألف مرة في نفس الوقت لتساعد في مصاريف البيت والجامعة.
أما عنصر الأمن وضباط الجيش فهم ضحية هذه الدولة أو بالأصح ( نظام الدولة ) فكم من عنصر قد ظلم ودخل السجن وتحول إلى الجيش النظامي بسبب مشكل بسيط أو قضية معينة ويكون تحويله إلى الجيش النظامي بمثابة حكم الإعدام لأنه دمار كبير وربما تحول إلى شخص مريض نفسياً بسبب ذلك. أما الضابط في الجيش النظامي فماذا أقول عنه فهو المسكين الذي أوصله النظام إلى اعلى درجات الذل كيف لا وهو يجمع الطماطم والبطاطا في حقيبته الدبلوماسية لكي يأخذها الى بيته وأطفاله أو يلجأ إلى تعذيب أحد المجندين لكي يدفع له الرشوة وغيرها من الأمور الأخرى هو نفسه يعرفها جيداً.
إانه ليس ذنبه, وكيف لا يفعل ذلك إذا كان راتبه لا يتجاوز البضعة آلاف ولو كان هذا الراتب يكفيه لما أقدم على ذل نفسه أو كرامته وظلم الناس. هل يُعامل الضابط هكذا في بلد غير سوريا؟! هذا جزء بسيط من حال الضابط فما بالك في الأصغر رتبة مثل المساعد وغيره. هناك من رأيته يجمع الخبز اليابس والبلاستك المستعمل من الكتيبة لكي يبيعها ويسد رمق أولاده و قد بلغ من العمر ما بلغ. أما الموظف ليس أحسن حال من المتطوع في الجيش فهو الذي يدفع الرشاوي الكبيرة كي يتوظف في مكان حساس يستطيع ان يرتشي من خلاله وأن يتذلل إلى هذا وذاك ويشعر بالذل ألف مرة قبل أن يأخذ هذه الرشوة نعم هذا هو حال إخواننا العلوين والسوريين عموماً ولكنهم الأكثر فقراً بين السوريين أما عصابة هذا النظام ( والعائلة الأسدية ) وعندما أقول عصابة النظام لا أقصد بها العلوين فقط بل هناك من هو من السنة والمسيحين والدروز وغيرهم من بقية الطوائف الذين ينعمون بأموال هذه الدولة. فمن لا يملك منهم قصر فاخر في رأس جبل شامخ؟ ومن منهم لا يملك عدة منازل في أكثر من محافظة؟ ومن منهم لا يملك “شاليه” في مكان مبهر على البحر وعشرات السيارات أمام منازلهم؟ بينما نحن وأقصد (كل السوريين) ربما لا نستطيع أن نذهب لمدة يوم أو يومين في أحد الشاليهات البسيطة. نعم إنهم يملكون أرصدة بالملاين في الخارج بينما نحن نأخذ القروض ولا نستطيع تسديدها.
أين العدل في ذلك؟ أليس لنا الحق في هذا البلد؟ أليس جميعنا سوريين؟ ألا نستطيع أن نعيش جميعاً ( مسلم ومسيحي وشيعي وعلوي وسني ويهودي وكل الطوائف الثانية ) على أرض هذا الوطن ونحن مرفهين وبدون تميز بين شخص وآخر وأن نعيش في وطن يحترم ويحفظ كرامة الإنسان بكل ماتحمله من معنى؟ وبعد كل هذا الظلم إلى إخواننا العلويين ولنا جميعاً في سوريا, يلجأ النظام إلى الزج ّبالطائفة العلويه في معركة مواجهه بينهم وبين الشعب السوري وعندما أقول الشعب السوري أقصد أن النظام لا يبالي في زج هذه الطائفة في مواجهة تذهب معهم عبر التاريخ وربما يتضرر منها أحفادهم و أحفاد أحفادهم وهم الخاسر الأكبر في النهاية بغض النظر عن النتائج لأنهم إذا سقط النظام سوف يسقطون معه لأنهم يمثلونه, وإذا لم يسقط عاش الحقد في قلب الشعب السوري ضدهم حتى مئات السنين. هذا ما دعاني إلى أن أكتب هذه الرسالة وأنا أضع رأسي على وسادة النوم و أفكر في أصدقائي من الطائفة العلوية.
- كيف تكون النتائج بعد سقوط النظام أو عدم سقوطه؟
- كيف ينظر الشعب السوري إلى إخواننا العلوين ؟
- كيف يتم معاملتهم وهم الأقليه الذين صورهم النظام به؟
- كيف يتعايشون مع أهالي الشهداء والأطفال والنساء الذين كانوا ضحية النظام ؟
- ماذا سيقول لأولاده وأحفاده عندما يسألونه عن موقفه من الثورة السورية؟
- هل يقول لهم قتلنا الشعب الأعزل أو يكذب على ولده وعلى نفسه والتاريخ لن يخبئ شيئ؟
مهم جداً:
أتوجه برسالتي هذه إلى المثقفين والمشايخ والأحرار والضباط وعناصر الأمن من إخواننا في الطائفة العلويه. يجب أن ينظروا إلى أين و في أي طريق يأخذهم هذا النظام. وماهي عواقب ونتائج ومصير طائفة كاملة طالمة عاشت معنا وتقاسمت لقمة الفقر والذل والحرمان مع أبناء هذا الوطن. فهم دون غيرهم سوف يدفعون الثمن غالياً وأنا أقولها بكل صراحة وليس لأنني طائفي ولكن لأنني حريص أن أعيش أنا وصديقي العلوي علي أرض هذا الوطن ونحن لنا كامل الحق في التمتع بخيرات هذا الوطن . نعم يجب عليكم كأحرار من الشعب السوري إخلاء مسؤوليتكم كطائفة علوية من هذا النظام الفاسد, إذا كنتم لاتريدون أن تكونوا ضده فلا تكونوا معه و جدوا مخرجاً بطريقة معينة لإخلاء مسؤوليتكم أمام الشعب السوري.
((عاشت سوريا لشعب سوريا بكامل طوائفه ))
عدل سابقا من قبل عودة ابو تايه في الأربعاء يوليو 13, 2011 10:19 pm عدل 1 مرات