تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وسلم
لقد دعت الحاجة الى الولوج في صفحات التاريخ وخصوصاً تاريخ بلاد الشام
لنعرف سبب البلاء الحاصل اليوم وتداعياته
وحرصاً على معرفة ملامح الخيانة وشخوصها وأحزابها والدول التي دعمت وموّلت وخططت وشاركت على استعمار سورية الحبيبة من قبل حثالة من البشر اذا ماذهبت الى جبالهم لن تجد معلم حضاري واحد ..
سأحاول هنا رسم ملامح الخيانة التي أودت بحياة اكثر من مليون ونصف المليون من البشر منذ العشرينات وحتى يومنا هذا .
طبعاً سنخوض في مراحل تاريخية سابقة لنعرف مدى جهل العرب بكافة دياناتهم والمسلمين بطوائفهم بأبطال الخيانة .. فكما للشجاعة والاقدام أبطال للخيانة أبطال على النقيض يتّسمون بالخسة والنذالة والغدر والباطنية الحقيرة
وللحق أقول أنني بحثت في كل الأديان لم اجد الا في الديانة النصيرية والشيعية الاثني عشرية دعوى على الخيانة باسم امام جليل وعائلته وهو علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم
فالنصيرية تعتبره الهاً ولاتعترف بقرآن محمد ولابجنة ولانار وتقدس الخمر ولاتعطي سر الكهنوت الى النساء
والشيعة يعزون جنوحهم الى التقيّة الغادرة بسبب تسلط السنّة عليهم وهذا محض افتراء
ويقولون أن سيدنا علي كرم الله وجهه الشريف وآل بيته محور الدين الشيعي وسبب المغالاة والتطرّف والانطلاق لأخذ الثأر
من المسلمين السنّة وبكل حماقة وعته ينادي سيدهم نصر الله ومراجع عراقيّة وفارسيّة بأنهم يذبحون أطفال ونساء ورجال المسلمون السنّة ( ويطلقون علينا اولاد العامّة كنوع من التحقير )
لأنهم يزيديون ودرءاً لسبي زينب مرة ثانية وآل البيت منه ومن امثاله برءاء
فنحن نعزو كل خلافات الصحابة لاجتهادات منهم وحسابهم عند ربهم وننادي بطي صفحات الماضي
فوجه الله هو الباقي ..وهم يصرّون على أن ينكؤوا الجراح والخوض في الفتنة
ورغم ادعاءهم النصرة لمظلوميّة أهل البيت عليهم السلام هاهم يسومون المسلمين السنّة سوء العذاب والتفنن في ذبحهم
وابادتهم وحاشا أن يأمر سيد شهداء أهل الجنة الحسين وآل بيته الكرام بذلك
ولاننكر أنه هناك مراجع شيعية كرام لايرضون بما آلت اليه الأمور في العراق والشام وايران واليمن
لأنهم علماء فعلاً ولديهم علم بمعناه وفحواه
ويعلمون أن النصيرية كفّار وسوف يغدرون بهم فور الإنتهاء من ركوب سياسييهم ومعمميهم الحمقى
طبعاً القليل من المسلمون الشيعة يكلّفون أنفسهم بقراءة أمهات الكتب لأهل السنّة والجماعة
التي تبجّل وتنهل من علم آل البيت بما يتناسب مع القرآن والسنّة التي ثبتت أصولاً ومتناً وتواتراً
طبعاً لن نخوض في المسألة العقدية كمقارنة بل كتبيان
ولكي نسلّط الضوء عليها لندرك أن الخيانة مزمنة وملامحها ستبقى تلازم هؤلاء القوم ( النصيرية والشيعة )
رغم كل دعوات التقارب والجنوح الى العقل والسلام .
يكفي أن نعلم أنه قبل أن يستتبّ الأمر للنصيريين في حكم سورية ولبنان بتكليف من اسرائيل والدول الغربية كان في دمشق وحدها عشرات من المجلات والصحف المستقلّة التي كانت تعنى بأمور السياسة والأدب ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
جريدة البناء
وجريدة الاستقلال
وجريدة العلم
وجريدة النظام
وجريدة البلد
مجلة كل جديد
مجلة مجمع العلمي العربي
وجريدة القباء
وفي ظل القمع والبطش لم يبقى ولا واحدة
ولكن علينا أن نستحضر قوة الاقتصاد السوري أيضاً قبل اقامة دولة العلويين الثانية ( النصيريين )
وسنذكر فقط أن الليرة السورية انخفضت
عام 1973مثلاً من 4 ليرات ل...لدولار لتصبح 15 ليرة بعد عشر سنوات ثم إلى 37 ل س عام 2000 ثم انهارت إلى 50 ليرة مقابل الدولار بسبب السرقة والسلب والنهب النصيري المستمرمن كافة أفراد الطائفة بلا استثناء ولاننسى قصة وهب الميزانية السورية للمجرم رفعت أسد من قبل أخيه واقتراض ملايين الدولارات من قذافي ليبيا ( شاهد مقابلة وزير خارجية عبد الرحمن شلقم ليبيا لقناة العربية ) في الثمانينات .
الا أننا اخوتي سنعلن أن الطبقة النصيرية الحاكمة تعمدت ابقاء أتباعها من النصيريين متخلّفين وذوي عقلية بهائمية لاستخدامهم فيما بعد للحرب على الاسلام واقفال اي طريق لاندماجهم مع شركاء الوطن مما يؤدّي الى اضمحلال الحقد وذوبان الخزعبلات والقصص الخرافيّة التي سرعان ماتكشّفت للمثقفين النصيريين أنها مجرّد أساطير وقصص اختلقها علماؤهم الذين استغلوا البسطاء منهم حتى أن أحدهم ادعى البابيّة والألوهيّة وكوّن له ديانة تتفرّع من النصيرية وهي المرشدية
كنّا ولازلنا طلاب الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة
والحقيقة ماثلة أمامنا اليوم في اغتصاب نساء المسلمين وتدمير مساجدهم وانتهاك آدميتهم وامتهان كرامتهم ..
في ظل ماسأكتبه لايوجد تجمّل او استحياء ولامواربة ولامداهنة بل مصارحة وتعرية
والله الموفق
أخوكم الشمقمق الدمشقي
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وسلم
لقد دعت الحاجة الى الولوج في صفحات التاريخ وخصوصاً تاريخ بلاد الشام
لنعرف سبب البلاء الحاصل اليوم وتداعياته
وحرصاً على معرفة ملامح الخيانة وشخوصها وأحزابها والدول التي دعمت وموّلت وخططت وشاركت على استعمار سورية الحبيبة من قبل حثالة من البشر اذا ماذهبت الى جبالهم لن تجد معلم حضاري واحد ..
سأحاول هنا رسم ملامح الخيانة التي أودت بحياة اكثر من مليون ونصف المليون من البشر منذ العشرينات وحتى يومنا هذا .
طبعاً سنخوض في مراحل تاريخية سابقة لنعرف مدى جهل العرب بكافة دياناتهم والمسلمين بطوائفهم بأبطال الخيانة .. فكما للشجاعة والاقدام أبطال للخيانة أبطال على النقيض يتّسمون بالخسة والنذالة والغدر والباطنية الحقيرة
وللحق أقول أنني بحثت في كل الأديان لم اجد الا في الديانة النصيرية والشيعية الاثني عشرية دعوى على الخيانة باسم امام جليل وعائلته وهو علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم
فالنصيرية تعتبره الهاً ولاتعترف بقرآن محمد ولابجنة ولانار وتقدس الخمر ولاتعطي سر الكهنوت الى النساء
والشيعة يعزون جنوحهم الى التقيّة الغادرة بسبب تسلط السنّة عليهم وهذا محض افتراء
ويقولون أن سيدنا علي كرم الله وجهه الشريف وآل بيته محور الدين الشيعي وسبب المغالاة والتطرّف والانطلاق لأخذ الثأر
من المسلمين السنّة وبكل حماقة وعته ينادي سيدهم نصر الله ومراجع عراقيّة وفارسيّة بأنهم يذبحون أطفال ونساء ورجال المسلمون السنّة ( ويطلقون علينا اولاد العامّة كنوع من التحقير )
لأنهم يزيديون ودرءاً لسبي زينب مرة ثانية وآل البيت منه ومن امثاله برءاء
فنحن نعزو كل خلافات الصحابة لاجتهادات منهم وحسابهم عند ربهم وننادي بطي صفحات الماضي
فوجه الله هو الباقي ..وهم يصرّون على أن ينكؤوا الجراح والخوض في الفتنة
ورغم ادعاءهم النصرة لمظلوميّة أهل البيت عليهم السلام هاهم يسومون المسلمين السنّة سوء العذاب والتفنن في ذبحهم
وابادتهم وحاشا أن يأمر سيد شهداء أهل الجنة الحسين وآل بيته الكرام بذلك
ولاننكر أنه هناك مراجع شيعية كرام لايرضون بما آلت اليه الأمور في العراق والشام وايران واليمن
لأنهم علماء فعلاً ولديهم علم بمعناه وفحواه
ويعلمون أن النصيرية كفّار وسوف يغدرون بهم فور الإنتهاء من ركوب سياسييهم ومعمميهم الحمقى
طبعاً القليل من المسلمون الشيعة يكلّفون أنفسهم بقراءة أمهات الكتب لأهل السنّة والجماعة
التي تبجّل وتنهل من علم آل البيت بما يتناسب مع القرآن والسنّة التي ثبتت أصولاً ومتناً وتواتراً
طبعاً لن نخوض في المسألة العقدية كمقارنة بل كتبيان
ولكي نسلّط الضوء عليها لندرك أن الخيانة مزمنة وملامحها ستبقى تلازم هؤلاء القوم ( النصيرية والشيعة )
رغم كل دعوات التقارب والجنوح الى العقل والسلام .
يكفي أن نعلم أنه قبل أن يستتبّ الأمر للنصيريين في حكم سورية ولبنان بتكليف من اسرائيل والدول الغربية كان في دمشق وحدها عشرات من المجلات والصحف المستقلّة التي كانت تعنى بأمور السياسة والأدب ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
جريدة البناء
وجريدة الاستقلال
وجريدة العلم
وجريدة النظام
وجريدة البلد
مجلة كل جديد
مجلة مجمع العلمي العربي
وجريدة القباء
وفي ظل القمع والبطش لم يبقى ولا واحدة
ولكن علينا أن نستحضر قوة الاقتصاد السوري أيضاً قبل اقامة دولة العلويين الثانية ( النصيريين )
وسنذكر فقط أن الليرة السورية انخفضت
عام 1973مثلاً من 4 ليرات ل...لدولار لتصبح 15 ليرة بعد عشر سنوات ثم إلى 37 ل س عام 2000 ثم انهارت إلى 50 ليرة مقابل الدولار بسبب السرقة والسلب والنهب النصيري المستمرمن كافة أفراد الطائفة بلا استثناء ولاننسى قصة وهب الميزانية السورية للمجرم رفعت أسد من قبل أخيه واقتراض ملايين الدولارات من قذافي ليبيا ( شاهد مقابلة وزير خارجية عبد الرحمن شلقم ليبيا لقناة العربية ) في الثمانينات .
الا أننا اخوتي سنعلن أن الطبقة النصيرية الحاكمة تعمدت ابقاء أتباعها من النصيريين متخلّفين وذوي عقلية بهائمية لاستخدامهم فيما بعد للحرب على الاسلام واقفال اي طريق لاندماجهم مع شركاء الوطن مما يؤدّي الى اضمحلال الحقد وذوبان الخزعبلات والقصص الخرافيّة التي سرعان ماتكشّفت للمثقفين النصيريين أنها مجرّد أساطير وقصص اختلقها علماؤهم الذين استغلوا البسطاء منهم حتى أن أحدهم ادعى البابيّة والألوهيّة وكوّن له ديانة تتفرّع من النصيرية وهي المرشدية
كنّا ولازلنا طلاب الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة
والحقيقة ماثلة أمامنا اليوم في اغتصاب نساء المسلمين وتدمير مساجدهم وانتهاك آدميتهم وامتهان كرامتهم ..
في ظل ماسأكتبه لايوجد تجمّل او استحياء ولامواربة ولامداهنة بل مصارحة وتعرية
والله الموفق
أخوكم الشمقمق الدمشقي
دولة العلويين منذ بدء قيامها حتى عام 1936
في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1918، غادر آخر موظف تركي مدينة اللاذقية، وأقيمت بعدها حكومة من وجهاء المدينة، وانتصبت في دار الحكومة، السرايا، وأعلنت انتمائها لحكومة الشريف فيصل في دمشق. وكان أمراً طبيعياً، حيث أنّ أكثر سكان المدينة من السنّة. لكنّ سلطة هذه الحكومة لم تكن تتعدّى أبواب المدينة... حيث أنّ الفوضى كانت تعمّ المناطق الأخرى بسبب التنازع بين الع...شائر النصيرية التي كانت تحت تصرّف المقدّمين، أي الطبقة الثانية بعد روؤساء العشائر(1). في التاسع من تشرين ثاني/نوفمبر، دخلت فرقة من الخيّالة الفرنسية وأقالوا الممثلين عن الشريف فيصل وأعلنوا ضمّ هذا الإقليم تحت السيادة الفرنسية(2).
هذه السيطرة لم تكن بتلك السهولة، فكما أسلفنا سابقاً أنّ ثورتين قامتا ضدّ الاحتلال الفرنسي في المنطقة التي سيتشكل على ترابها دولة العلويين، وهما ثورة الدنادشة وثورة الشيخ صالح العلي اللتان أُخمِدتا واحدة تلو الأخرى. وبعد إخمادهما أعلنت دولة الانتداب المحتل المنطقةَ مستقلةً ذاتياً تحت سيطرة الانتداب الفرنسي منذ 31 آب/أغسطس سنة 1920(3).
سيطر الهدوء على المنطقة بشكل عام، حتى خلال فترة الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في جبل الدروز عام 1925.
واستمرّ الأمر حتى تمّ انضمام هذه الدويلة للجمهورية السورية عام 1936
(1) Voir, J. WEULERSSE, Le pays des Alaouite.P.118
(2) Cf. Ibid et P.JACQUOT, L’état des Alaouite, p.16.
(3) Voir, M.M.MUSA, op.cit. p.56.
ففي عام 1921 هاجر ما يُقارب من 1000 عائلة علوية نصيرية من قلقيلية(كليكية)، التي تنازلت عنها فرنسا، لتركيا الكمالية، إلى ما أُطلِق عليه اسم دولة العلويين اعتباراً من 12 تموز/ يوليو 1922. وأضافوا لهذه الدويلة المدن الساحلية ذات الأكثرية السنيّة، وهي اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس ومنطقة تلكلخ، كما أضافوا مدينة ذات أكثرية مسيحية وهي صافيتا، وكذلك بلدة مصياف ذات الأكثرية الاسماعيلية(1)
المستشار السامي الفرنسي، الجنرال فيغاند، أعلن أنّ بلاد النصيرية هذه تترقى إلى مستوى الدولة، وتحمل إسم دولة العلويين، سيكون فيها مجلس تمثيلي مُنتخب لمدة عامين ومن ثمّ لمدة خمسة أعوام، ثلاثة منهم يعيّنهم المستشار السامي الفرنسي، مساحة هذه الدويلة 6,500 كم2، كان عدد سكانها 300 ألف نسمة تقريباً، وكان العلويون النصيريون يشكلون فيها ثلثي عدد السكّان، نسبة المقاعد في المجلس التمثيلي كانت: تسعة من العلويين، ثلاثة من السنّة، اثنان من المسيحين الأرثوزكس، واحد من الإسماعيليين، وممثل واحد عن الروم الأرثوزكس والمارونيين والأرمن. عاصمتها مدينة اللاذقية.(2) وذلك بذات الطريقة التي حصلت للتجميع الذي حصل بتأسيس دولة لبنان الكبير. بحيث أن تكون أكثر الطوائف عدداً هي العلوية في هذه الدويلة كما كانت حالة المارونيين في دويلة لبنان الكبير
خلال أوّل محاولة لجمع شتات الدويلات الخمسة، في شهر حزيران من عام 1922، على شكل الولايات المتحدة الأمريكية، ونعني بذلك: لبنان ودمشق وجبل الدروز وحلب ودولة العلويين، رفض اللبنانيون هذه الفدرالية، وطلبوا من الدولة المنتدبة مجرّد اتفاقية تحت رعايتها، فانسحب العلويون من هذه الفيدرالية في بداية عام 1924 بتشجيع من الإدارة
(1) Cf. J.WEULETSSE ; op.cit. p.120
(2)Cf. op.cit.p.121
الفرنسية (1) ومن ثمّ أصبحت دويلتهم تقاد مباشرة من فرنسا مع الغش والخيانة من قِبل أعضاء المجلس التمثيلي والذي كان منقسما لاتجاهين. الاتجاه الأول إنفصالي عن الاتحاد مع سوريا وكذلك طائفي، كان فيه ثمانية من العلويين النصيريين وإسماعيلي وأحد المسيحيين، والاتجاه الثاني كان وحدوياً فيه أحد العلويين وهو جابر بيك العبّاس، والثلاثة السنّة واثنين من المسيحيين. ولم يحصل الطرف الثاني سوى على مطلب سياسي واحد، كان ذاك عام 1930، وذلك بتغيير اسم دولة العلويين إلى حكومة اللاذقية (2).
بعد أن ساد الهدوء في البلاد، مع نهاية عام 1927، إزاء ثورتي جبل الدروز وغوطة دمشق وريفها، أخذت الأمور منحى سياسياً من أجل وحدة البلاد... فبعد انتخابات شهر نيسان/ أبريل عام 1928، في الدولة السورية التي تشكّلت تحت رايتيّ دولة حلب ودولة دمشق، تمّ التصويت في هذا المجلس وفي الجلسة الأولى على المطالبة بضمّ شمْل البلاد التي فُرِض عليها الانتداب الفرنسي، كلـِّها في دولة واحدة، وقد رفض المستشار السامي الفرنسي هذا المطلب، ومع إصرار الوطنين وتحريضهم للجماهير، فإن المستشار السامي حلّ ذلك المجلس المُنتخب من الشعب عام 1930. ثمّ قامت انتخابات جديدة عام 1932 كانت أغلبيتها من الكتلة الوطنية والتي حملت محمد علي العابد لرئاسة الجمهورية (3).
بتاريخ السابع عشر من شباط/فبراير1933، أُقيم بمدينة حلب اجتماع للكتلة الوطنية، برئاسة هاشم الأتاسي، مؤتمرٌ أفصح فيه جميع الأعضاء الذين تنبثق منهم الحكومة السورية، برفض توقيع أيّة اتفاقية مع السلطة المُنتدَبة على حساب الوحدة الوطنية للبلاد. وكان الداعي لهذا المؤتمر، أنّ المندوب السامي الفرنسي كان قد عرض على عصبة الأمم في جنيف أن يُعطى الاستقلال للجمهورية السورية، على أساس ولايتي دمشق وحلب. وبالنتيجة، تبادل السيد محمد العابد، رئيس الجمهورية، عدة رسائل، مع المستشار السامي الفرنسي، داعما لمطالب الكتلة الوطنية، بينما حاول المستشار السامي المراوغة حول هذه المطالب(4)
(1) Ch. 0’ZOUX,R. Les Etat du Levant sous le mandat français, pp.76-77
(2) Cf. J.WEULERSE, Op.cit.p 121.
(3) Ch. A. RAYMOND, La Syrie d’aujourd’hui, P. 73.
(4) Cf. L’Asie Français, n° Avril. 1933 ; P. 146-47.
في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1918، غادر آخر موظف تركي مدينة اللاذقية، وأقيمت بعدها حكومة من وجهاء المدينة، وانتصبت في دار الحكومة، السرايا، وأعلنت انتمائها لحكومة الشريف فيصل في دمشق. وكان أمراً طبيعياً، حيث أنّ أكثر سكان المدينة من السنّة. لكنّ سلطة هذه الحكومة لم تكن تتعدّى أبواب المدينة... حيث أنّ الفوضى كانت تعمّ المناطق الأخرى بسبب التنازع بين الع...شائر النصيرية التي كانت تحت تصرّف المقدّمين، أي الطبقة الثانية بعد روؤساء العشائر(1). في التاسع من تشرين ثاني/نوفمبر، دخلت فرقة من الخيّالة الفرنسية وأقالوا الممثلين عن الشريف فيصل وأعلنوا ضمّ هذا الإقليم تحت السيادة الفرنسية(2).
هذه السيطرة لم تكن بتلك السهولة، فكما أسلفنا سابقاً أنّ ثورتين قامتا ضدّ الاحتلال الفرنسي في المنطقة التي سيتشكل على ترابها دولة العلويين، وهما ثورة الدنادشة وثورة الشيخ صالح العلي اللتان أُخمِدتا واحدة تلو الأخرى. وبعد إخمادهما أعلنت دولة الانتداب المحتل المنطقةَ مستقلةً ذاتياً تحت سيطرة الانتداب الفرنسي منذ 31 آب/أغسطس سنة 1920(3).
سيطر الهدوء على المنطقة بشكل عام، حتى خلال فترة الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في جبل الدروز عام 1925.
واستمرّ الأمر حتى تمّ انضمام هذه الدويلة للجمهورية السورية عام 1936
(1) Voir, J. WEULERSSE, Le pays des Alaouite.P.118
(2) Cf. Ibid et P.JACQUOT, L’état des Alaouite, p.16.
(3) Voir, M.M.MUSA, op.cit. p.56.
ففي عام 1921 هاجر ما يُقارب من 1000 عائلة علوية نصيرية من قلقيلية(كليكية)، التي تنازلت عنها فرنسا، لتركيا الكمالية، إلى ما أُطلِق عليه اسم دولة العلويين اعتباراً من 12 تموز/ يوليو 1922. وأضافوا لهذه الدويلة المدن الساحلية ذات الأكثرية السنيّة، وهي اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس ومنطقة تلكلخ، كما أضافوا مدينة ذات أكثرية مسيحية وهي صافيتا، وكذلك بلدة مصياف ذات الأكثرية الاسماعيلية(1)
المستشار السامي الفرنسي، الجنرال فيغاند، أعلن أنّ بلاد النصيرية هذه تترقى إلى مستوى الدولة، وتحمل إسم دولة العلويين، سيكون فيها مجلس تمثيلي مُنتخب لمدة عامين ومن ثمّ لمدة خمسة أعوام، ثلاثة منهم يعيّنهم المستشار السامي الفرنسي، مساحة هذه الدويلة 6,500 كم2، كان عدد سكانها 300 ألف نسمة تقريباً، وكان العلويون النصيريون يشكلون فيها ثلثي عدد السكّان، نسبة المقاعد في المجلس التمثيلي كانت: تسعة من العلويين، ثلاثة من السنّة، اثنان من المسيحين الأرثوزكس، واحد من الإسماعيليين، وممثل واحد عن الروم الأرثوزكس والمارونيين والأرمن. عاصمتها مدينة اللاذقية.(2) وذلك بذات الطريقة التي حصلت للتجميع الذي حصل بتأسيس دولة لبنان الكبير. بحيث أن تكون أكثر الطوائف عدداً هي العلوية في هذه الدويلة كما كانت حالة المارونيين في دويلة لبنان الكبير
خلال أوّل محاولة لجمع شتات الدويلات الخمسة، في شهر حزيران من عام 1922، على شكل الولايات المتحدة الأمريكية، ونعني بذلك: لبنان ودمشق وجبل الدروز وحلب ودولة العلويين، رفض اللبنانيون هذه الفدرالية، وطلبوا من الدولة المنتدبة مجرّد اتفاقية تحت رعايتها، فانسحب العلويون من هذه الفيدرالية في بداية عام 1924 بتشجيع من الإدارة
(1) Cf. J.WEULETSSE ; op.cit. p.120
(2)Cf. op.cit.p.121
الفرنسية (1) ومن ثمّ أصبحت دويلتهم تقاد مباشرة من فرنسا مع الغش والخيانة من قِبل أعضاء المجلس التمثيلي والذي كان منقسما لاتجاهين. الاتجاه الأول إنفصالي عن الاتحاد مع سوريا وكذلك طائفي، كان فيه ثمانية من العلويين النصيريين وإسماعيلي وأحد المسيحيين، والاتجاه الثاني كان وحدوياً فيه أحد العلويين وهو جابر بيك العبّاس، والثلاثة السنّة واثنين من المسيحيين. ولم يحصل الطرف الثاني سوى على مطلب سياسي واحد، كان ذاك عام 1930، وذلك بتغيير اسم دولة العلويين إلى حكومة اللاذقية (2).
بعد أن ساد الهدوء في البلاد، مع نهاية عام 1927، إزاء ثورتي جبل الدروز وغوطة دمشق وريفها، أخذت الأمور منحى سياسياً من أجل وحدة البلاد... فبعد انتخابات شهر نيسان/ أبريل عام 1928، في الدولة السورية التي تشكّلت تحت رايتيّ دولة حلب ودولة دمشق، تمّ التصويت في هذا المجلس وفي الجلسة الأولى على المطالبة بضمّ شمْل البلاد التي فُرِض عليها الانتداب الفرنسي، كلـِّها في دولة واحدة، وقد رفض المستشار السامي الفرنسي هذا المطلب، ومع إصرار الوطنين وتحريضهم للجماهير، فإن المستشار السامي حلّ ذلك المجلس المُنتخب من الشعب عام 1930. ثمّ قامت انتخابات جديدة عام 1932 كانت أغلبيتها من الكتلة الوطنية والتي حملت محمد علي العابد لرئاسة الجمهورية (3).
بتاريخ السابع عشر من شباط/فبراير1933، أُقيم بمدينة حلب اجتماع للكتلة الوطنية، برئاسة هاشم الأتاسي، مؤتمرٌ أفصح فيه جميع الأعضاء الذين تنبثق منهم الحكومة السورية، برفض توقيع أيّة اتفاقية مع السلطة المُنتدَبة على حساب الوحدة الوطنية للبلاد. وكان الداعي لهذا المؤتمر، أنّ المندوب السامي الفرنسي كان قد عرض على عصبة الأمم في جنيف أن يُعطى الاستقلال للجمهورية السورية، على أساس ولايتي دمشق وحلب. وبالنتيجة، تبادل السيد محمد العابد، رئيس الجمهورية، عدة رسائل، مع المستشار السامي الفرنسي، داعما لمطالب الكتلة الوطنية، بينما حاول المستشار السامي المراوغة حول هذه المطالب(4)
(1) Ch. 0’ZOUX,R. Les Etat du Levant sous le mandat français, pp.76-77
(2) Cf. J.WEULERSE, Op.cit.p 121.
(3) Ch. A. RAYMOND, La Syrie d’aujourd’hui, P. 73.
(4) Cf. L’Asie Français, n° Avril. 1933 ; P. 146-47.