خذلان السوريين جريمة عامة قد تعرض الأمة لعقاب إلهي عام (5) :
بقلم : ابو ياسر السوري
من خلال الأقسام الأربعة السابقة لهذا الموضوع ، عرفنا أن الثورة السورية قد ساهم بخذلانها والتخلي عنها أكثر من جهة في العالم ، مما تسبب بمضاعفة معاناة السوريين ، ومضاعفة المسؤولية التقصيرية على من خذلوهم ، أمام الله والتاريخ .. ونظرا لاختلاف دواعي الخذلان بين فريق وآخر ، فلا بد من تقسيم هذا الخذلان إلى داخلي وخارجي ، وصريح ومبطن . على النحو التالي :
أولا : الخذلان الداخلي . وهو خذلان سوري - سوري . ويمثل هذا الخذلان الأطراف التالية :
1 - خذلان علماء السلطان ، المسبحين بحمد الأسد . من أمثال البوطي والمفتي حسون ، ومن لف لفهم من كل من باع آخرته بعرض من الدنيا قليل .
2 - خذلان المثقفين ، الذين آثروا الصمت والحيادية ، واكتفوا بالثرثرة حول ما يجري حولهم ، بتخطئة هذا الفريق ، وتصويب ذاك ، غافلين عما ستنتهي إليه البلد من خراب ودمار ، وعمليات قتل وإبادة لأبناء السنة وحدهم ، وكأن الأمر لا يعني لهذا الفريق من السوريين أي شيء من قريب ولا من بعيد .
2 - خذلان المثقفين ، الذين آثروا الصمت والحيادية ، واكتفوا بالثرثرة حول ما يجري حولهم ، بتخطئة هذا الفريق ، وتصويب ذاك ، غافلين عما ستنتهي إليه البلد من خراب ودمار ، وعمليات قتل وإبادة لأبناء السنة وحدهم ، وكأن الأمر لا يعني لهذا الفريق من السوريين أي شيء من قريب ولا من بعيد .
3 - خذلان التجار المرتبطين بالنظام ، والمشاركين له في سرقة المواطن وإفقار البلد . فليس من مصلحة هؤلاء الأنانيين الفاسدين أن يزول نظامهم الفاسد .
4 - خذلان السلبيين من عامة الناس ، ممن يتمسك بمنطق " ما دخلني ، وما لي علاقة في هذه الشغلة " فبقيت شريحة كبيرة جدا من المجتمع السوري خارج المعادلة الثورية ، ولم يدركوا أن النار سوف تصل إليهم وتلتهمهم ، ويكونوا وقوداً لها مع الآخرين .
4 - خذلان السلبيين من عامة الناس ، ممن يتمسك بمنطق " ما دخلني ، وما لي علاقة في هذه الشغلة " فبقيت شريحة كبيرة جدا من المجتمع السوري خارج المعادلة الثورية ، ولم يدركوا أن النار سوف تصل إليهم وتلتهمهم ، ويكونوا وقوداً لها مع الآخرين .
5 - خذلان الأقليات من غير الطائفة الحاكمة ، وهذه الأقليات على رأسها المسيحة والدروز والآشور والأكراد .. وكأن هذه الأقليات لم تكن واثقة من نجاح الثورة ، وكأن بعض هذه الأقليات فضلت مهادنة النظام لأنه هادنها ، ليلعب بها على الوتر الطائفي ، ويشعرها بأنه حريص عليها ومتعاطف معها .
6 - خذلان هيئة التنسيق الوطنية ، وشلة من العلمانيين التافهين ، الذين يسعون للحصول على رضى النظام عنهم ، وإشراكهم في الحكم بوزارة تافهة أو عضوية في مجلس الشعب المزيف . وأغلب هؤلاء من الشيوعيين العلمانيين ، الذين لا يهمهم إلا أنفسهم ، ولا يحرصون على عرض ولا دين . لذلك أعلنوا على أنهم موافقون على بقاء النظام وبقاء الأسد . وخالفوا كل مكونات الثورة ، وظهر أنهم صنيعة النظام ، وأنهم خونة .
ثانيا : الخذلان الخارجي ، ويتمثل بالأطراف التالية :
ثانيا : الخذلان الخارجي ، ويتمثل بالأطراف التالية :
أ - خذلان عربي ، ويمثله أغلب دول الجامعة العربية ، المتمسكة بالشعارات القومجية كمصر والجزائر والسودان ولبنان والعراق .. وقد تمثل هذا الموقف بانحياز الجامعة العربية إلى مساندة نظام الأسد ، ومنحه المهل المتتالية لقتل الشعب السوري .. وهؤلاء بعضهم متخوف من سريان الربيع العربي إليهم ، وبعضهم لا يريد أن يكف عن المتاجرة باسم القومية العربية والمقاومة والممانعة . وبعضهم يتحرك طائفيا كالعراق ولبنان التي تدور في فلك إيران وتناصر الأسد النصيري على قتل أبناء السنة .
ب - خذلان دول منظمة التعاون الإسلامي ، وقد اختارت الانحياز إلى الأسد ، وأثبتت هذه المنظمة لا تختلف في موقفها عن الجامعة العربية ، لذلك أعلنت تبنيها لفكرة الجامعة ، فتبنت الدعوة إلى الحوار ، بمعنى أن يعلن الثوار توبتهم ويسلموا رقابهم للنظام ، فيقتل من شاء ، ويمن بالبقاء على من شاء . ويعود السوريون بعد كل المذابح إلى حظيرة الطاعة والرضوخ للاستبداد والفساد .
ج - خذلان مجلس الأمن للشعب السوري ، وقيام الدول الكبرى بتبادل الأدوار ، من أجل تعطيل عمل مجلس الأمن ، ومنعه من أداء واجبه بحماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها . فكانت روسيا والصين في صف الأسد ، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا في جانب الشعب . والحقيقة التي ظهرت أخيرا ، أنهم جميعا مع الأسد .
د - خذلان منظمة الأمم المتحدة للشعب السوري ، حتى إنها أصرت على استلام كل التبرعات التي جمعت من الشعب الخليجي ، وقام بان كيمون بتسليم هذه المساعدات المالية لبشار الأسد ، زاعما أنه بذلك يطبق القانون الدولي . فأعطى أمين منظمة الأمم المتحدة مليار ومائتي ألف دولار لبشار ، ليتمكن من قتل المزيد من السوريين .
هـ - خذلان أمريكا وبريطانيا وفرنسا للشعب السوري ، ووقوفهم التام مع بشار ، حتى إنهم أعطوه مبالغ مالية ضخمة لئلا ينهار نظامه اقتصاديا بسبب تكاليف الحرب التي يشنها على شعبه منذ ثلاث سنوات . ثم إنهم يمنعون أي دولة أن تبيع سلاحا للثوار ، لتبقى كفة الأسد هي الأرجح . وطبعا هم يفعلون ذلك استجابة لرغبة إسرائيلية في عدم سقوط بشار الأسد .
ثالثا : الخذلان المقنع ، وكان من ثلاثة أطراف :
1 - خذلان الدول العربية الصديقة ، التي كانت ترغب في إدارة الأزمة ، وحلها سلميا ، ولم تكن ترغب في إنهائها لصالح الثوار ، خوفا من عدوى الربيع العربي إليها . وكانوا يتظاهرون بأنهم اختاروا هذا الموقف لأن كلفته من الخسائر أخف من كلفة ضربة عسكرية عن طريق مجلس الأمن .. فتبين أخيرا أنهم مخطئون ، وأن سوريا انهارت انهيارا كاملا ، ولو تدخل مجلس الأمن تحت البند السابع ، ونفذت الضربة الجوية لسقط النظام الأسدي بربع التكاليف التي تحملتها سوريا حتى الآن .
2 - خذلان المعارضة الخارجية دون تعمد لهذا الخذلان ، والسبب أن هؤلاء المعارضين كانوا مضطهدين وكانوا ينتمون لتيارات وأحزاب مختلفة ، فحملوا خلافاتهم معهم ، ولم يتمكنوا بعد الثورة أن يتحرروا من خلافاتهم الماضية . فصاروا يتنازعون على الكعكة قبل سقوط النظام ، واستمروا على ذلك ، مما أخر نجاح الثورة ، وجر البلاد إلى الخراب والدمار .
3 - خذلان علماء الدين المعارضين ، الذين يسكنون في دول الخليج ، فهؤلاء لم يتحركوا مع الثورة كما ينبغي ، بل تحركوا بحسب توجيهات الدول المستضيفة لهم ، لهذا اقتصروا في حراكهم الثوري على أعمال الإغاثة المدنية ، وعلى التحدث في بعض القنوات لمناصرة الثورة ، ثم انتهوا أخيرا إلى جمع الأموال للدعوة إلى الله ، وليس لمساندة الثوار المقاتلين في الميادين .
د - خذلان منظمة الأمم المتحدة للشعب السوري ، حتى إنها أصرت على استلام كل التبرعات التي جمعت من الشعب الخليجي ، وقام بان كيمون بتسليم هذه المساعدات المالية لبشار الأسد ، زاعما أنه بذلك يطبق القانون الدولي . فأعطى أمين منظمة الأمم المتحدة مليار ومائتي ألف دولار لبشار ، ليتمكن من قتل المزيد من السوريين .
هـ - خذلان أمريكا وبريطانيا وفرنسا للشعب السوري ، ووقوفهم التام مع بشار ، حتى إنهم أعطوه مبالغ مالية ضخمة لئلا ينهار نظامه اقتصاديا بسبب تكاليف الحرب التي يشنها على شعبه منذ ثلاث سنوات . ثم إنهم يمنعون أي دولة أن تبيع سلاحا للثوار ، لتبقى كفة الأسد هي الأرجح . وطبعا هم يفعلون ذلك استجابة لرغبة إسرائيلية في عدم سقوط بشار الأسد .
ثالثا : الخذلان المقنع ، وكان من ثلاثة أطراف :
1 - خذلان الدول العربية الصديقة ، التي كانت ترغب في إدارة الأزمة ، وحلها سلميا ، ولم تكن ترغب في إنهائها لصالح الثوار ، خوفا من عدوى الربيع العربي إليها . وكانوا يتظاهرون بأنهم اختاروا هذا الموقف لأن كلفته من الخسائر أخف من كلفة ضربة عسكرية عن طريق مجلس الأمن .. فتبين أخيرا أنهم مخطئون ، وأن سوريا انهارت انهيارا كاملا ، ولو تدخل مجلس الأمن تحت البند السابع ، ونفذت الضربة الجوية لسقط النظام الأسدي بربع التكاليف التي تحملتها سوريا حتى الآن .
2 - خذلان المعارضة الخارجية دون تعمد لهذا الخذلان ، والسبب أن هؤلاء المعارضين كانوا مضطهدين وكانوا ينتمون لتيارات وأحزاب مختلفة ، فحملوا خلافاتهم معهم ، ولم يتمكنوا بعد الثورة أن يتحرروا من خلافاتهم الماضية . فصاروا يتنازعون على الكعكة قبل سقوط النظام ، واستمروا على ذلك ، مما أخر نجاح الثورة ، وجر البلاد إلى الخراب والدمار .
3 - خذلان علماء الدين المعارضين ، الذين يسكنون في دول الخليج ، فهؤلاء لم يتحركوا مع الثورة كما ينبغي ، بل تحركوا بحسب توجيهات الدول المستضيفة لهم ، لهذا اقتصروا في حراكهم الثوري على أعمال الإغاثة المدنية ، وعلى التحدث في بعض القنوات لمناصرة الثورة ، ثم انتهوا أخيرا إلى جمع الأموال للدعوة إلى الله ، وليس لمساندة الثوار المقاتلين في الميادين .
أما بعد :
فهؤلاء جميعا شاركوا بخذلان الثورة ، وساندوا بشار الأسد ، بشكل مباشر أو غير مباشر .. وما زالوا .. ولو تضافرت جهود السوريين في الداخل ، وانخرط في الثورة كافة المواطنين ، وأعلنوا العصيان المدني ، لما تمكن النظام من الاستمرار ولو ساندته دول العالم أجمع .. ومن ناحية ثانية : لو وقفت الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي موقفا مساندا للشعب السوري لما وقعت كل هذه المجازر ، ولتغير الموقف الدولي وانتهت المشكلة .. ومن ناحية ثالثة : لو شاءت الدول الكبرى إسقاط النظام لسقط بدون إراقة قطرة دم واحدة ، ودعك من الكذب الذي ينمقونه ، فإن بوش أخرج بشار الأسد من لبنان بمكالمة هاتفية قوامها سبع كلمات ، نطق بها في عشر ثوان ، قال له فيها ( اخرج من لبنان خلال 48 ساعة وإلا ..) فماذا كان .؟ لقد خرج الأسد الجبان خلال 24 ساعة فقط خوفا من بوش .
فهؤلاء جميعا شاركوا بخذلان الثورة ، وساندوا بشار الأسد ، بشكل مباشر أو غير مباشر .. وما زالوا .. ولو تضافرت جهود السوريين في الداخل ، وانخرط في الثورة كافة المواطنين ، وأعلنوا العصيان المدني ، لما تمكن النظام من الاستمرار ولو ساندته دول العالم أجمع .. ومن ناحية ثانية : لو وقفت الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي موقفا مساندا للشعب السوري لما وقعت كل هذه المجازر ، ولتغير الموقف الدولي وانتهت المشكلة .. ومن ناحية ثالثة : لو شاءت الدول الكبرى إسقاط النظام لسقط بدون إراقة قطرة دم واحدة ، ودعك من الكذب الذي ينمقونه ، فإن بوش أخرج بشار الأسد من لبنان بمكالمة هاتفية قوامها سبع كلمات ، نطق بها في عشر ثوان ، قال له فيها ( اخرج من لبنان خلال 48 ساعة وإلا ..) فماذا كان .؟ لقد خرج الأسد الجبان خلال 24 ساعة فقط خوفا من بوش .
إذن فكل من أشرنا إليهم مساهم في قتل السوريين ، وشريك لبشار الأسد في قتلهم ، وكل منهم يتحمل من هذه المسؤولية بحسبه .. وإذا كان الشعب السوري لا يستطيع محاسبتهم ، فإن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون .. فليحذر العرب الذين خذلونا من خذلان الله لهم في موطن يحبون أن ينصروا فيه ، فقد يسلط عليهم من يسومهم الذل والقهر ويستنصرونه فلا ينصرهم .. وليحذر المسلمون من تخليهم عنا ، والسماح لحاكم نصيري كافر أن يجتث مئات الآلاف منا وهم قاعدون عن نصرتنا ، وليحذر الغربيون والشرقيون من الدول الكبرى ، الذين يتلاعبون بنا ، ويستقوون علينا ، ويتآمرون علينا .. ليحذروا من نقمة الله ، فقد يسلط الله عليهم الزلازل والخسف ، وقد يسلط عليهم الرياح والأعاصير ، وقد يوقع بينهم العداوة ويسلط بعضهم على بعض ، فيجرهم لحرب عالمية ثالثة فيما بينهم ، لا تبقي ولا تذر ، وقد فعل بهم ذلك مرتين ، فمات منهم عشرات الملايين ... وعقوبة الله تعالى أكثر إيلاما وأشد تنكيلا ...
وأتوقف عن الكلام في هذا الموضوع ، وأدع للقارئ الكريم الاسترسال فيه ، وحسبي أني فتحت له نوافذ للتفكير ، ليوغل فيه بعمق ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
وأتوقف عن الكلام في هذا الموضوع ، وأدع للقارئ الكريم الاسترسال فيه ، وحسبي أني فتحت له نوافذ للتفكير ، ليوغل فيه بعمق ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .