د. محمد البلتاجي يكتب رسالة من داخل محبسه بسجن ليمان طرة في ذكرى مرور مائة يوم على الانقلاب العسكري
مائة يوم ما أشرقت فيها على الوطن شمس حرية ،ولا طلع فيها نهار ديمقراطية ،ولا شم الناس فيها رائحة مواطنة ،بل هوت فيها حقوق الإنسان إلى مكان سحيق !! ..
مائة يوم ما رأى فيها الوطن استقراراً مزعوماً ولا رخاءً موعوداً ولا وحدةً مكذوبة في الداخل ،كما لم يعد لوطننا إحتراماً بين شعوب العالم ،ولا قامت في بلادنا معالم دولة تعترف بها دول العالم في الخارج ..
مائة يوم جعل فيها الفرعون أهل مصر شيعاً فدفعهم إلى الإنقسام دفعاً أغرى طائفة منهم بالإنحياز إليه واستضعف طائفة أخرى يذبح أبنائهم ويستحي نسائهم ويسجن رجالهم ويصادر أموالهم ويفصلهم من وظائفهم ..
مائة يوم قَتل فيها الفرعون وأصاب من خيرة الشباب من أبناء الشعب-ربما- أكثر عددا مما حصدته الحرب المصرية الإسرائيلية من جنود العدو في ثلاث حروب متتالية (1956-1967-1973) ،وأسر من أبناء الشعب أكثر مما أسر من العدو الصهيوني طيلة ستين سنة !! ..
مائة يوم لم يرَ فيها الفرعون وملأه الآيات البينات والنذر من حوله والأزمات والكوارث واحدة وراء الأخرى (تَعَطُل سياسي - إنهيار اقتصادي - ثورة اجتماعية - مقاطعة دولية) ..
مائة يوم لم ير فيها الفرعون وملأه إصرار الشعب على رفض الإنقلاب وخروجهم ضده كل يوم رغم استمرار المجازر ورغم تتابع قوافل الشهداء (آحاد وعشرات ومئات وآلاف) ..
أخيراً مائة يوم "والله" ما زادتنا إلا يقيناً أننا على الحق وأن فرعون وملأه -بعد كل هذه الجرائم- هم الباطل بعينه ، وما زادتنا إلا ثقةً واطمئناناً أن الله يمهل الظالم ويملي له ويستدرجه لكنه حتماً لن يهمله ولن يفلته .. وما زادتنا إلا إصراراً على الوقوف في وجه هذا الطغيان والفساد والإستبداد والقتل والقهر حتى يزول ويحل محله الحق والعدل والحرية والكرامة وقبله وبعده حق الشعب في اختيار حكامه بصناديق الإقتراع وليس بالدبابات والمجنزرات والرصاص الحي والمعتقلات.