إلى الشعب السوري الأبي :

في بداية هذه الثورة المباركة وقفت على مفترق طرق حائرا ، يا ترى
أي طريق أسلك ؟! كان هناك صراع بداخلي ، تارة أسمع صوت أجدادي من المقابر
يناشدني بأن أسلك طريق الحق مع الثوار ، و تارة يعلو صوت الشيطان بداخلي
يدفعني لأسلك طريق الباطل طريق الجبناء طريق طالب ابراهيم و بثينة شعبان ،
جلست مع نفسي أوازن بين الطريقين : الطريق الأول هو الحق الذي أكمل فيه
ما بدأه أجدادي من بطولات و أتجنب الإساءة إليهم ، و أعطر سمعتي و سمعة
أبنائي و أحفادي من بعدي في الدنيا ، و أكسب رضى الله عز و جل – في كل الحالات –
فإن متّ أنا شهيد بإذن الله ، و إن بقيت حيا فوقوفي مع الحق يكفيني فخرا و يحسب
بإذنه تعالى في ميزان حسناتي ، أما الطريق الثاني طريق بثينة شعبان طريق النفاق
فوالله ما فيه إلا الخزي و العار لأجدادي في مقابرهم ، و لي و لأبنائي و أحفادي
من بعدي ، و لن ينالني من ربي إلا الغضب و مصيري جهنم و بئس المصير .
فما الفائدة من نيل رضى آل الأسد السفاحين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية
ليعطوني من أموال الحرام التي اكتسبوها بطرق غير مشروعة من تجارة مخدرات و أسلحة و خمور
إلى سلب و نهب لأموال السوريين على مدى عقود من الزمن .
وبعد الوضوء و الاستغفار و الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، اخترت طريق الحق و عاهدت نفسي
أن أزرع مبادئ الحرية و الكرامة و الإباء في نفوس أبنائي و أحفادي كي لا يسمحوا لطاغية بعد سقوط
هذا النظام الفاسد أن يسلبهم حريتهم التي هي أثمن درة في الوجود .
و أستحلفكم بالله يا أخوتي يا رجال سورية الشجعان بأن تسلكوا هذا الطريق المبارك ، كي نثلج صدور
أهالي الشهداء بمظاهرة مليونية .
و في النهاية أستحلفكم بالله العلي العظيم أن تتخيلوا معي هذا الموقف :
بعد عشرات السنين عندما نشيخ ، نلتقي بشابين صاحبين لأحد أبائنا ، فنسأل الأول عن اسمه
وابن من يكون ، فيجيب : أنا فلان ابن أو حفيد نجاتي طيارة أو حقيد عدنان العرعور او ابن اي بطل من ابطال
المعارضة . . . الله أكبر . . . ما أعظمه من فخر .
و نسأل الآخر فيجيب : أنا فلان ابن أو حفيد طالب ابراهيم او خالد العبود. . . لا تعليق . !
لن أكمل حديثي بل سأترك لكم التعليق ، و اختيار الطريق .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته