( 1 ) لماذا يمكن أن تقوم أمريكا بضربة جوية في سوريا :
" السبب الرئيس للضربة "
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ أيام قليلة ، وبعدما قام النظام الأسدي باستخدام السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري في الغوطتين الشرقية والغربية وما داناهما من ريف دمشق ، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 15 ألف مواطن ، أكثرهم أطفال ونساء ، بلغ عدد الذين أمكن توثيقهم بالاسم والنوع والمكان من ضحايا هذه الضربة الأثيمة أكثر من 3600 إنسان ... وما زال حوالي 6000 في حالة غيبوبة ...
وقد أنكر النظام جريمته .. وأنكرت إيران كذلك أن يكون حليفها الأسد فعل ذلك . وأنكرت كذلك روسيا حصول أي ضربة كيمياوية ... ولكن صور الضحايا كذبتهم جميعا .. فهنالك أطفال في السنتين من العمر ، كانوا يختلجون ، وتظهر عليهم أعراض الموت بالغاز السام القاتل .. والعالم كله يرى صور الضحايا بالآلاف ، وما تقوله صورة واحدة قد يكون أبلغ من ألف مقال .. لهذا بات موقف الدول الكبرى محرجا ، فهم بحسب القانون الدولي أعضاء دائمون في مجلس أمن ، من أبرز مهامه المحافظة على الأمن والسلم الدوليين ، وحماية الشعوب الضعيفة من عدوان الأقوياء . ومنع قيام عمليات إبادة جماعية في العالم .. وقد كانت الدول العظمى متغاضية عن القتل الجماعي الممنهج ،الذي يمارسه بشار الأسد بالأسلحة التقليدية ، إرضاء لإسرائيل ، التي ترى أنه من مصلحتها استمرار التدمير والخراب في سوريا إلى ما لا نهاية .. ولكن هذه الضربة بالسلاح الكيمياوي ، كانت من الضخامة ، بحيث لا يمكن التغاضي عنها ، وصار السكوت عليها مسقطاً لهيبة ومصداقية المجتمع الدولي ، وقانونه العالمي الذي يضبط علاقات الدول فيما بينها ، ويضمن حقوق الإنسان في الحرية والكرامة والتنقل والمأوى والتعليم ....و ... و ... وأعظمها حق الحياة .
هذا الذي قلته الآن سبب وجيه للقيام بلجم نظام الأسد ، وتوجيه ضربة له ، تنهي الصراع أو تحجمه ، وتحول دون تفاقم الوضع في المنطقة .. ولكنني لا أراه السبب الرئيس لقيام الغرب بهكذا ضربة .. وإنما أعزو السبب إلى بدء سريان روح الجهاد في كيان الأمة ، وبوادر استيقاظ المارد الإسلامي ، الذي يقلق المجتمع الدولي ، ويبث فيه الرعب والخوف ، ويحسب له ألف حساب وحساب ...
لقد لاحظ الغرب أن المعادلة بدأت تتغير الآن .. فقد وضح أنه على الرغم من كل التضييق على المعارضة السورية المسلحة .. ورغم التضييق على الحاضنة الشعبية للجيش الحر .. ورغم ما أصاب السوريين من موت وتشريد ومعاناة ، رغم كل هذا وذاك ، ما زال السوريون مصرين بالإجماع على إسقاط هذا النظام المجرم .. لذلك هم يقاومونه بشراسة ، ولذلك هم في تقدم مستمر ، وما ذلك إلا لأن المقاتلين باتوا يشعرون أنهم مجاهدون ، وأن الله معهم ، وأنهم على موعد مع النصر أو الشهادة .. وهذا ما يبشر باقتراب موعد سقوط النظام على أيدي الثوار الأحرار .. وقد أيقن كل الداعمين لنظام الأسد العميل ، أن سقوطه قادم لا محالة ، ولكنهم يساندونه لتأخير ساعة السقوط ، لعلهم يتمكنون من تحضير نظام بديل عميل لهم .. ولكن السوريين لا يمهلون أحدا ، فهم مستمرون في القتال ليل نهار ، وفي كل بقعة ، وكل شبر من سوريا . وما تهمد المقاومة هنا ، حتى تثور بعنف هناك ، دون اكتراث منهم لوحشية نظام يقصفهم بالطيران الحربي ، ولا انتظار لمعونة مجتمع دولي طالما خذلهم ، فعلمهم بخذلانه أنه لا كاشف لهذه الغمة إلا الله ، ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالجهاد في سبيل الله ...
إن إحياء روح الجهاد بين المسلمين ، هو الإعصار الذي يخيف الغرب والشرق معا ، وهو القوة التي ترهب إسرائيل وتزلزل كيانها .. وها هي قد بدأت تباشير هذه الروح تسري في كيان الأمة الإسلامية ، وها هم طلاب الشهادة في سبيل الله يتوافدون إلى سوريا من الافاق . وقد لا يمضي وقت كبير حتى تمتلئ الساحة بهؤلاء المجاهدين ، الذين تخافهم الدنيا ، وترهب من وجودهم فوق سطح الأرض ، وتحاول أن تقضي عليهم بكل الطرق ، وتحت كل المسميات ، تارة باسم القاعدة ، وتارة باسم الإرهاب .. ولكن الثورة السورية بدأت تستقطبهم إلى سوريا ، ولو حدث واجتمع منهم عشرات الآلاف ، فسوف يتسع الخرق على الراقع ، ولن تتمكن عندها الدول العظمى من لملمة الموضوع ، ولن تتوقف المعارك حتى يباد كل النصيريين في سوريا . ولن تنتهي المعركة بإبادتهم ، حتى تبدأ المعركة التالية بين الجهاديين وبين إسرائيل . فيتسلل إليها آلاف الاستشهاديين ، ويستخدمون كل وسيلة ممكنة للقضاء على هذه الدويلة التي زرعها الغربيون في أقدس أرض إسلامية بعد الحرمين الشريفين ..!!
هذا هو الذي يخيف الغرب من امتداد أمد الصراع في سوريا .. وهذا هو السبب الذي أجبر إسرائيل أن تغير موقفها ، وتحتج على جرائم الأسد .. إنه شبح الجهاد المخيف ، وليس ما يتشدق به المحللون العلمانيون ، الذين يزعمون أن الغرب والشرق يصطرعان على سوريا ، بسبب موقعها الاستراتيجي .. وأن روسيا تريد الاحتفاظ بمكتسباتها في سوريا .. وأن أمريكا وفرنسا لا تسمحان بارتماء سوريا في أحضان المعسكر الشرقي .. وليس كما يقول بعض المحللين من أن روسيا جعلت من سوريا ورقة لمساومة الغرب على الدرع الصاروخية .. وليس كما يزعم الآخرون أن الدول الكبرى قد سلمت الملف السوري لإيران ، تفعل به ما تشاء ... كل هذا كلام خائب ، لم يصدر إلا عمن طمس الله على بصائرهم ، حتى أصبحوا صما بكما عميا فهم لا يفقهون .. ومن نكد الدنيا أن يتصدر أمثال هؤلاء لقيادتنا فكريا وسياسيا ، حتى أوردونا المهالك .. وصارت الدولة المسخة إسرائيل تتحكم في تعيين حكامنا وإبقائهم على كراسيهم أو إسقاطهم من عليها .
السبب الحقيقي للتحرك الغربي لضرب الأسد اليوم - يا سادة - ليس إلا استيقاظ روح الجهاد فينا .. ولولا هذه الروح لم يفكر أحد بالتدخل في سوريا .. فقد كانوا يرقبون ما يجري مبتسمين ابتسامة الرضا عما يقوم به المجرم بشار الأسد من قتل وإبادة ووحشية وهمجية ... تباً لهم من ساسة مجرمين ، تبا لهم من قادة قساة غلاظ ، باتوا يقبضون على مقاليد السياسة العالمية ، في هذا العصر المشؤوم .
" السبب الرئيس للضربة "
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ أيام قليلة ، وبعدما قام النظام الأسدي باستخدام السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري في الغوطتين الشرقية والغربية وما داناهما من ريف دمشق ، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 15 ألف مواطن ، أكثرهم أطفال ونساء ، بلغ عدد الذين أمكن توثيقهم بالاسم والنوع والمكان من ضحايا هذه الضربة الأثيمة أكثر من 3600 إنسان ... وما زال حوالي 6000 في حالة غيبوبة ...
وقد أنكر النظام جريمته .. وأنكرت إيران كذلك أن يكون حليفها الأسد فعل ذلك . وأنكرت كذلك روسيا حصول أي ضربة كيمياوية ... ولكن صور الضحايا كذبتهم جميعا .. فهنالك أطفال في السنتين من العمر ، كانوا يختلجون ، وتظهر عليهم أعراض الموت بالغاز السام القاتل .. والعالم كله يرى صور الضحايا بالآلاف ، وما تقوله صورة واحدة قد يكون أبلغ من ألف مقال .. لهذا بات موقف الدول الكبرى محرجا ، فهم بحسب القانون الدولي أعضاء دائمون في مجلس أمن ، من أبرز مهامه المحافظة على الأمن والسلم الدوليين ، وحماية الشعوب الضعيفة من عدوان الأقوياء . ومنع قيام عمليات إبادة جماعية في العالم .. وقد كانت الدول العظمى متغاضية عن القتل الجماعي الممنهج ،الذي يمارسه بشار الأسد بالأسلحة التقليدية ، إرضاء لإسرائيل ، التي ترى أنه من مصلحتها استمرار التدمير والخراب في سوريا إلى ما لا نهاية .. ولكن هذه الضربة بالسلاح الكيمياوي ، كانت من الضخامة ، بحيث لا يمكن التغاضي عنها ، وصار السكوت عليها مسقطاً لهيبة ومصداقية المجتمع الدولي ، وقانونه العالمي الذي يضبط علاقات الدول فيما بينها ، ويضمن حقوق الإنسان في الحرية والكرامة والتنقل والمأوى والتعليم ....و ... و ... وأعظمها حق الحياة .
هذا الذي قلته الآن سبب وجيه للقيام بلجم نظام الأسد ، وتوجيه ضربة له ، تنهي الصراع أو تحجمه ، وتحول دون تفاقم الوضع في المنطقة .. ولكنني لا أراه السبب الرئيس لقيام الغرب بهكذا ضربة .. وإنما أعزو السبب إلى بدء سريان روح الجهاد في كيان الأمة ، وبوادر استيقاظ المارد الإسلامي ، الذي يقلق المجتمع الدولي ، ويبث فيه الرعب والخوف ، ويحسب له ألف حساب وحساب ...
لقد لاحظ الغرب أن المعادلة بدأت تتغير الآن .. فقد وضح أنه على الرغم من كل التضييق على المعارضة السورية المسلحة .. ورغم التضييق على الحاضنة الشعبية للجيش الحر .. ورغم ما أصاب السوريين من موت وتشريد ومعاناة ، رغم كل هذا وذاك ، ما زال السوريون مصرين بالإجماع على إسقاط هذا النظام المجرم .. لذلك هم يقاومونه بشراسة ، ولذلك هم في تقدم مستمر ، وما ذلك إلا لأن المقاتلين باتوا يشعرون أنهم مجاهدون ، وأن الله معهم ، وأنهم على موعد مع النصر أو الشهادة .. وهذا ما يبشر باقتراب موعد سقوط النظام على أيدي الثوار الأحرار .. وقد أيقن كل الداعمين لنظام الأسد العميل ، أن سقوطه قادم لا محالة ، ولكنهم يساندونه لتأخير ساعة السقوط ، لعلهم يتمكنون من تحضير نظام بديل عميل لهم .. ولكن السوريين لا يمهلون أحدا ، فهم مستمرون في القتال ليل نهار ، وفي كل بقعة ، وكل شبر من سوريا . وما تهمد المقاومة هنا ، حتى تثور بعنف هناك ، دون اكتراث منهم لوحشية نظام يقصفهم بالطيران الحربي ، ولا انتظار لمعونة مجتمع دولي طالما خذلهم ، فعلمهم بخذلانه أنه لا كاشف لهذه الغمة إلا الله ، ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالجهاد في سبيل الله ...
إن إحياء روح الجهاد بين المسلمين ، هو الإعصار الذي يخيف الغرب والشرق معا ، وهو القوة التي ترهب إسرائيل وتزلزل كيانها .. وها هي قد بدأت تباشير هذه الروح تسري في كيان الأمة الإسلامية ، وها هم طلاب الشهادة في سبيل الله يتوافدون إلى سوريا من الافاق . وقد لا يمضي وقت كبير حتى تمتلئ الساحة بهؤلاء المجاهدين ، الذين تخافهم الدنيا ، وترهب من وجودهم فوق سطح الأرض ، وتحاول أن تقضي عليهم بكل الطرق ، وتحت كل المسميات ، تارة باسم القاعدة ، وتارة باسم الإرهاب .. ولكن الثورة السورية بدأت تستقطبهم إلى سوريا ، ولو حدث واجتمع منهم عشرات الآلاف ، فسوف يتسع الخرق على الراقع ، ولن تتمكن عندها الدول العظمى من لملمة الموضوع ، ولن تتوقف المعارك حتى يباد كل النصيريين في سوريا . ولن تنتهي المعركة بإبادتهم ، حتى تبدأ المعركة التالية بين الجهاديين وبين إسرائيل . فيتسلل إليها آلاف الاستشهاديين ، ويستخدمون كل وسيلة ممكنة للقضاء على هذه الدويلة التي زرعها الغربيون في أقدس أرض إسلامية بعد الحرمين الشريفين ..!!
هذا هو الذي يخيف الغرب من امتداد أمد الصراع في سوريا .. وهذا هو السبب الذي أجبر إسرائيل أن تغير موقفها ، وتحتج على جرائم الأسد .. إنه شبح الجهاد المخيف ، وليس ما يتشدق به المحللون العلمانيون ، الذين يزعمون أن الغرب والشرق يصطرعان على سوريا ، بسبب موقعها الاستراتيجي .. وأن روسيا تريد الاحتفاظ بمكتسباتها في سوريا .. وأن أمريكا وفرنسا لا تسمحان بارتماء سوريا في أحضان المعسكر الشرقي .. وليس كما يقول بعض المحللين من أن روسيا جعلت من سوريا ورقة لمساومة الغرب على الدرع الصاروخية .. وليس كما يزعم الآخرون أن الدول الكبرى قد سلمت الملف السوري لإيران ، تفعل به ما تشاء ... كل هذا كلام خائب ، لم يصدر إلا عمن طمس الله على بصائرهم ، حتى أصبحوا صما بكما عميا فهم لا يفقهون .. ومن نكد الدنيا أن يتصدر أمثال هؤلاء لقيادتنا فكريا وسياسيا ، حتى أوردونا المهالك .. وصارت الدولة المسخة إسرائيل تتحكم في تعيين حكامنا وإبقائهم على كراسيهم أو إسقاطهم من عليها .
السبب الحقيقي للتحرك الغربي لضرب الأسد اليوم - يا سادة - ليس إلا استيقاظ روح الجهاد فينا .. ولولا هذه الروح لم يفكر أحد بالتدخل في سوريا .. فقد كانوا يرقبون ما يجري مبتسمين ابتسامة الرضا عما يقوم به المجرم بشار الأسد من قتل وإبادة ووحشية وهمجية ... تباً لهم من ساسة مجرمين ، تبا لهم من قادة قساة غلاظ ، باتوا يقبضون على مقاليد السياسة العالمية ، في هذا العصر المشؤوم .