خطابات بالونية
في مرحلة الطفولة كنا نعشق اللعب أكثر من أي شئ آخر من ضروريات الحياة

و من الألعاب التي كنا نفضلها على غيرها البالون بمختلف ألوانه و أشكاله ، فنمسك
به و نبدأ بالنفخ و كلما نفخنا يزداد حجمه فنفرح بهذا الإنجاز العظيم – كما كنا نظن آنذاك –
فننفخ . . . و ننفخ . . . و ننفخ إلى أن ينفجر في وجهنا و يرعبنا بصوته القوي ، و في النهاية
نتفاجئ بأن ذلك البالون الضخم الجميل الذي يزداد حجمه بأنفاسنا قد أصبح قطعة بلاستيكية
صغيرة ممزقة ليس لها أي قيمة و لا يمكن إصلاحها ، و نستمر بنفخ البالون كل يوم إلى أن
نصبح في سن الوعي لندرك بأن ذلك البالون مهما كبر حجمه فالمضمون عبارة عن هواء
لا قيمة له .
كذلك خطابات الأسد و حسن نصر اللات و أمثالهم الكثير من أصحاب الخطابات البالونية
فهي عظيمة بحروفها و أبجديتها ، فارغة بمضمونها و محتواها ، فأي إنسان في فمه لسان
يستطيع أن ينطق بكلمات عظيمة كالمقاومة و الممانعة حتى لو كان ذلك الإنسان تافه .
لكن يا أصحاب الخطابات البالونية هناك فرق بين الشعب السوري و بين أولئك الأطفال
المنبهرين بالبالون ، فالشعب السوري ليس غبيا لتخدعوه ، بل حتى الأطفال من هذا الشعب
ممكن أن يخدعهم شكل البالون و حجمه ، لكن أنتم بخطاباتكم الفارغة المضمون لا تملكون
حتى الشكل الذي يبهر أولئك الأطفال و يخدعهم .
(( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )) صدق الله العظيم