( خاطرة ): القياس مع الفارق باطل :
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا ما يقوله علماء الأصول ، وهذا ما يقررونه عند البحث في القياس .. فإنهم يعرفون القياس بأنه قياس أمر لا نص فيه، على أمر منصوص عليه ، لاشتراكهما في علة واحدة . فإذا لم يكن هنالك علة جامعة بين حكم الفرع والأصل ، كان القياس باطلا . من أمثلته : قياس ( المسح على الجبيرة ) على ( المسح على الخفين ) في اشتراط وضعها على طهارة ، قياسا على لبس الخفين على طهارة .
فذهب بعض العلماء إلى بطلان هذا القياس ، وقالوا : لا يشترط في الجبيرة ما يشترط في الخفين . لأن المسح على الخفين رخصة مبنية على التوسعة والتخفيف عن الناس .. بينما كان المسح على الجبيرة لضرورة طارئة ، وقد يضطر الإنسان ولم يكن متوضئا . لهذا تقرر في الصول ، أن القياس مع الفارق غير مقبول . ثم قالوا : وحيث لم يرد دليل على اشتراط الطهارة في الجبيرة فالأصل عدمه . وعليه رجحوا جواز المسح على الجبيرة ولو لم يسبقها طهارة .
والذي أراه اليوم ، أنه لا يتأتى قياس النظام المصري على النظام السوري ، ولا يمكن إعطاؤهما حكما واحدا لاختلافهما في وصف الدكتاتورية .. ودليل هذا الاختلاف ، أن الناشطين المصريين والمحللين السياسيين ، يظهرون على شاشات التلفزيون في القنوات المعارضة للسيسي وعصابته ، وينتقدونهم وقد يشتمونهم أحيانا ، ومع ذلك يذهبون إلى بيوتهم بسلام .. ولو حصل معشار هذا في سوريا ، لما وجدنا لهؤلاء المحللين السياسيين أثراً على وجه الأرض . وإنما يُصار إلى اعتقالهم وتعذيبهم وربما تصفيتهم تحت التعذيب ... ومن هنا نقول : أن قياس النظام المصري الانقلابي ، على النظام السوري الأسدي ، هو قياس باطل ، لأنه قياس مع الفارق ، لأن علة الحكم وهي ( الدكتاتورية ) ليست واحدة بينهما ..
ولست هنا بصدد الدفاع عن حكم العسكر في مصر ، فأنا أردد مع القائلين ( يا سيسي مرسي رئيسي ) .. ولكنني أردت بهذه الخاطرة أن أقول : ليس على وجه الأرض كلها شعبٌ ، جُلِدَ بسياط الدكتاتورية والقهر والاستبداد ، وعانى من فساد الحكم ، ما عانى منه الشعب السوري الصابر ... ومع ذلك هنالك من يقول لنا : لماذا تثورون على حكم بشار ، وتجرون البلاد إلى الخراب والدمار .؟؟؟؟ وما علم هؤلاء المتسائلون المستنكرون " أن الخسارة الناتجة عن دمار الإنسان ، هي أشد من الخسارة الناتجة عن هدم البنيان " .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء أغسطس 20, 2013 2:17 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا ما يقوله علماء الأصول ، وهذا ما يقررونه عند البحث في القياس .. فإنهم يعرفون القياس بأنه قياس أمر لا نص فيه، على أمر منصوص عليه ، لاشتراكهما في علة واحدة . فإذا لم يكن هنالك علة جامعة بين حكم الفرع والأصل ، كان القياس باطلا . من أمثلته : قياس ( المسح على الجبيرة ) على ( المسح على الخفين ) في اشتراط وضعها على طهارة ، قياسا على لبس الخفين على طهارة .
فذهب بعض العلماء إلى بطلان هذا القياس ، وقالوا : لا يشترط في الجبيرة ما يشترط في الخفين . لأن المسح على الخفين رخصة مبنية على التوسعة والتخفيف عن الناس .. بينما كان المسح على الجبيرة لضرورة طارئة ، وقد يضطر الإنسان ولم يكن متوضئا . لهذا تقرر في الصول ، أن القياس مع الفارق غير مقبول . ثم قالوا : وحيث لم يرد دليل على اشتراط الطهارة في الجبيرة فالأصل عدمه . وعليه رجحوا جواز المسح على الجبيرة ولو لم يسبقها طهارة .
والذي أراه اليوم ، أنه لا يتأتى قياس النظام المصري على النظام السوري ، ولا يمكن إعطاؤهما حكما واحدا لاختلافهما في وصف الدكتاتورية .. ودليل هذا الاختلاف ، أن الناشطين المصريين والمحللين السياسيين ، يظهرون على شاشات التلفزيون في القنوات المعارضة للسيسي وعصابته ، وينتقدونهم وقد يشتمونهم أحيانا ، ومع ذلك يذهبون إلى بيوتهم بسلام .. ولو حصل معشار هذا في سوريا ، لما وجدنا لهؤلاء المحللين السياسيين أثراً على وجه الأرض . وإنما يُصار إلى اعتقالهم وتعذيبهم وربما تصفيتهم تحت التعذيب ... ومن هنا نقول : أن قياس النظام المصري الانقلابي ، على النظام السوري الأسدي ، هو قياس باطل ، لأنه قياس مع الفارق ، لأن علة الحكم وهي ( الدكتاتورية ) ليست واحدة بينهما ..
ولست هنا بصدد الدفاع عن حكم العسكر في مصر ، فأنا أردد مع القائلين ( يا سيسي مرسي رئيسي ) .. ولكنني أردت بهذه الخاطرة أن أقول : ليس على وجه الأرض كلها شعبٌ ، جُلِدَ بسياط الدكتاتورية والقهر والاستبداد ، وعانى من فساد الحكم ، ما عانى منه الشعب السوري الصابر ... ومع ذلك هنالك من يقول لنا : لماذا تثورون على حكم بشار ، وتجرون البلاد إلى الخراب والدمار .؟؟؟؟ وما علم هؤلاء المتسائلون المستنكرون " أن الخسارة الناتجة عن دمار الإنسان ، هي أشد من الخسارة الناتجة عن هدم البنيان " .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء أغسطس 20, 2013 2:17 pm عدل 1 مرات