البلاليع الثورية .. ومشكلة التمويل :
بقلم : أبو ياسر السوري
كنا نظن أن الأسد وعصابته وحدهم هم ( بلاليع الشفط ).. مفردها بالوعة ، وهي فتحة مصرف المجاري في الحمامات . التي صارت من ألفاظ الكناية ، التي تطلق على كل لص لا يشبع مهما سرق ... وقد أطلقت وأريد بها عصابة الأسد ورئيسها ، الذين تمولهم دول كثيرة ، وتغدق عليهم المال بالملايين ، ويمكن أن نقول بالمليارات .. وسرعان ما يتم تنصيف المساعدة المالية ، ليوضع نصفها في خزينة اللص الأكبر .. ثم ينصف النصف الباقي ، ليوزع ما بين أفراد العصابة المتنفذين . ثم يوزع الربع الباقي على صغار العصابة بالتساوي ... وكل واحد من هؤلاء ، يمكن أن نطلق عليه لقب ( بالوعة ) ... ولفظ ( فاعول ) في اللغة يجاء به للمبالغة في مضمون الكلمة . فالصاروخ هو الكثير الصراخ .. والجاروف الكثير الجرف .. والصاخور الكثير الصخر .. والجاعور الكثير الجعر . والناعور الكثير النعر .. والطاغوت الكثير الطغيان .. ومن هذا الوزن أيضا ، الجاسوس وهو صاحب أسرار الشر .. والناموس وهو صاحب أسرار الخير ... وهذا باب يطول ، ولا سبيل إلى استقصائه ... والمهم أنْ نعلم أنَّ البالوعة كلمة تدل على كثرة البلع . واستعيرت على من يسرق من المال ولا يشبع ..
ثم وجدنا أن بين ممولي الثورة السورية بلاليع ، أشبه ببلاليع الممانعة والمقاومة الأسدية .. فمن بلاليع الثورة صنف ، يجمع المساعدات المالية بالملايين .. ثم ينصفها بينه وبين الثورة .. ثم تقوم الجهة التي تستلم منه النصف الثاني ، بتنصيفه بينها وبين بقية متطلبات الإنفاق .. وحين تسألهم عن مشروعية هذا التنصيف يقولون : ( والعاملين عليها ) يعنون بذلك أنهم من الأصناف الثمانية التي يباح لها أن تأخذ من مال الزكاة ، لقوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . وهكذا صار تمويل الثورة وسيلة للبلع .. وصار بين الممولين بلاليع ثورية ، على غرار البلاليع الأسدية ...
ولعل هذا الصنف الذي يقبل بالتنصيف هو أصلح بلاليع الثورة ، وهو في الحقيقة لا يخلو من بعض الإنصاف . لأن هنالك بلاليع تتقاضى المساعدات المالية بالملايين ، وتقوم بشفطها بالملايين ، ولا يصل الثورة منها مليم .. وإذا كان الفريق الأول يكتفي من الشفط بما يؤمن له ولأسرته ولأولاده السياحة في تركيا ، والتقاط الصور التذكارية على الحدود السورية ، مع العقيد فلان ، والقائد الميداني علان .. فإن الفريق الثاني من هذه البلاليع الثورية لا يكفيه القليل ، فهو يسافر إلى أوربا ، وينزل في الفنادق ذات الخمس نجوم ، ويقيم المؤتمرات الدعائية ، ويشتري الرجال بالمال ، ليشكل أتباعا له ، ويكون زعيما عليهم ، يحركهم كما يريد ، ولا ينطقون إلا بما يريد .
وإذا كانت بلاليع النظام الأسدية ، قد تسببت في إفقار إيران ، وإرهاق كاهل المالكي بما تكلفهم من الدفوعات الشهرية ، التي صارت تتجاوز المليارات ... إذا كانت هذه البلاليع الأسدية كذلك .. فإن البلاليع الثورية كادت أن ترهق الخيرين من المحسنين .. فما زلنا نسمع بمليونير سعودي تنازل عن كل ثروته للثورة السورية ، أو نسمع عن آلاف النسوة الخليجيات ، اللاتي تبرعن بكل حليهن ومصاغهن من الذهب والألماس .. أو نسمع عن آلاف العاملين على جمع التبرعات من الأفراد ، بصورة مستمرة وهم يجمعون المال شهريا بمئات الملايين ...
سخاء ما بعده سخاء ... ولكن مردوده صفر على الشمال ، ليس له قيمة عددية في الحساب .. فما زلنا نشكو من قلة المواد الغذائية ، ونشكو من قلة الذخائر الحربية . ونشكو من قلة البنادق الروسية ، وقلة قواذف ( الأر بي جي ) وقلة المناظير الليلية .. وقلة قبضات الهواتف المحمولة المربوطة مباشرة بالقمر الصناعي ... وهنالك شكوى أكبر من قلة إمكانية إعطاء المقاتلين كفايتهم ، وكفاية أسرهم من المال ، فأغلب مقاتلينا يعيشون تحت خط الفقر ... ولو سألنا : أين ذهبت وما زالت تذهب كل هذه الملايين وكل هذه التبرعات السخية .؟ فلا جواب إلا جوابا واحدا ، لقد شفطتها البلاليع الثورية .. أو جماعة جهنم ، التي يقال لها ( هل امتلأت وتقول هل من مزيد .؟؟ ) .
بقلم : أبو ياسر السوري
كنا نظن أن الأسد وعصابته وحدهم هم ( بلاليع الشفط ).. مفردها بالوعة ، وهي فتحة مصرف المجاري في الحمامات . التي صارت من ألفاظ الكناية ، التي تطلق على كل لص لا يشبع مهما سرق ... وقد أطلقت وأريد بها عصابة الأسد ورئيسها ، الذين تمولهم دول كثيرة ، وتغدق عليهم المال بالملايين ، ويمكن أن نقول بالمليارات .. وسرعان ما يتم تنصيف المساعدة المالية ، ليوضع نصفها في خزينة اللص الأكبر .. ثم ينصف النصف الباقي ، ليوزع ما بين أفراد العصابة المتنفذين . ثم يوزع الربع الباقي على صغار العصابة بالتساوي ... وكل واحد من هؤلاء ، يمكن أن نطلق عليه لقب ( بالوعة ) ... ولفظ ( فاعول ) في اللغة يجاء به للمبالغة في مضمون الكلمة . فالصاروخ هو الكثير الصراخ .. والجاروف الكثير الجرف .. والصاخور الكثير الصخر .. والجاعور الكثير الجعر . والناعور الكثير النعر .. والطاغوت الكثير الطغيان .. ومن هذا الوزن أيضا ، الجاسوس وهو صاحب أسرار الشر .. والناموس وهو صاحب أسرار الخير ... وهذا باب يطول ، ولا سبيل إلى استقصائه ... والمهم أنْ نعلم أنَّ البالوعة كلمة تدل على كثرة البلع . واستعيرت على من يسرق من المال ولا يشبع ..
ثم وجدنا أن بين ممولي الثورة السورية بلاليع ، أشبه ببلاليع الممانعة والمقاومة الأسدية .. فمن بلاليع الثورة صنف ، يجمع المساعدات المالية بالملايين .. ثم ينصفها بينه وبين الثورة .. ثم تقوم الجهة التي تستلم منه النصف الثاني ، بتنصيفه بينها وبين بقية متطلبات الإنفاق .. وحين تسألهم عن مشروعية هذا التنصيف يقولون : ( والعاملين عليها ) يعنون بذلك أنهم من الأصناف الثمانية التي يباح لها أن تأخذ من مال الزكاة ، لقوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . وهكذا صار تمويل الثورة وسيلة للبلع .. وصار بين الممولين بلاليع ثورية ، على غرار البلاليع الأسدية ...
ولعل هذا الصنف الذي يقبل بالتنصيف هو أصلح بلاليع الثورة ، وهو في الحقيقة لا يخلو من بعض الإنصاف . لأن هنالك بلاليع تتقاضى المساعدات المالية بالملايين ، وتقوم بشفطها بالملايين ، ولا يصل الثورة منها مليم .. وإذا كان الفريق الأول يكتفي من الشفط بما يؤمن له ولأسرته ولأولاده السياحة في تركيا ، والتقاط الصور التذكارية على الحدود السورية ، مع العقيد فلان ، والقائد الميداني علان .. فإن الفريق الثاني من هذه البلاليع الثورية لا يكفيه القليل ، فهو يسافر إلى أوربا ، وينزل في الفنادق ذات الخمس نجوم ، ويقيم المؤتمرات الدعائية ، ويشتري الرجال بالمال ، ليشكل أتباعا له ، ويكون زعيما عليهم ، يحركهم كما يريد ، ولا ينطقون إلا بما يريد .
وإذا كانت بلاليع النظام الأسدية ، قد تسببت في إفقار إيران ، وإرهاق كاهل المالكي بما تكلفهم من الدفوعات الشهرية ، التي صارت تتجاوز المليارات ... إذا كانت هذه البلاليع الأسدية كذلك .. فإن البلاليع الثورية كادت أن ترهق الخيرين من المحسنين .. فما زلنا نسمع بمليونير سعودي تنازل عن كل ثروته للثورة السورية ، أو نسمع عن آلاف النسوة الخليجيات ، اللاتي تبرعن بكل حليهن ومصاغهن من الذهب والألماس .. أو نسمع عن آلاف العاملين على جمع التبرعات من الأفراد ، بصورة مستمرة وهم يجمعون المال شهريا بمئات الملايين ...
سخاء ما بعده سخاء ... ولكن مردوده صفر على الشمال ، ليس له قيمة عددية في الحساب .. فما زلنا نشكو من قلة المواد الغذائية ، ونشكو من قلة الذخائر الحربية . ونشكو من قلة البنادق الروسية ، وقلة قواذف ( الأر بي جي ) وقلة المناظير الليلية .. وقلة قبضات الهواتف المحمولة المربوطة مباشرة بالقمر الصناعي ... وهنالك شكوى أكبر من قلة إمكانية إعطاء المقاتلين كفايتهم ، وكفاية أسرهم من المال ، فأغلب مقاتلينا يعيشون تحت خط الفقر ... ولو سألنا : أين ذهبت وما زالت تذهب كل هذه الملايين وكل هذه التبرعات السخية .؟ فلا جواب إلا جوابا واحدا ، لقد شفطتها البلاليع الثورية .. أو جماعة جهنم ، التي يقال لها ( هل امتلأت وتقول هل من مزيد .؟؟ ) .