كان النظام السوري إرهابيا ، فلماذا الإجماع الدولي على عدم إسقاطه :
بقلم : أبو ياسر السوري
كان السوري إذا أراد أن يسافر إلى أية دولة في العالم ، يلزمه أن يتقدم بطلب تأشيرة دخول، وينتظر أياما أو أسابيع حتى يحصل على جواب بالنفي أو الإثبات . واحتمال الرفض هو الغالب ، لأن سوريا مصنفة على قائمة الإرهاب .. وحتى لو سمح له بالسفر ، فيمكن أن يسافر بالطائرة ، فيقطع في وجهته ألف كيلو متر ، ثم يرفض دخوله لذلك البلد لسبب تافه جدا ، فمثلا أذكر حادثة وقعت معي ، أنني منعت من دخول البلد الأوربي الذي كنت مسافرا إليه ، لأن جواز سفري لم يكن مترجما إلى لغة عالمية كالإنجليزية والفرنسية ... وكان معي شخص سعودي لديه نفس المشكلة .. فسمح له وردوني .. فلما سألت لماذا لم تردوا هذا ورددتموني .؟ فقيل لي (Syria is a terrorist state ) أي : سوريا دولة إرهابية .
وأذكر مرة أن الأسرة طلبت مني قضاء عطلة منتصف العام الدراسي في مصر ، فذهبت من المدينة المنورة إلى جدة للحصول على تأشيرة دخول لمصر .. فقيل لي : التأشيرة لا تنتهي إلا بعد (30) يوما . فعدلنا عن الرحلة لأن الإجازة لم تكن سوى (20) يوما ... وطبعا كان سبب ذلك هو أن سوريا دولة إرهابية .
ومرة كنت مضطرا إلى السفر لأداء امتحان دراسي في مصر ، وكنت موظفا فلم يسمح لي مدير دائرتي بالسفر .. فقلت أذهب إلى الأردن ، وأسافر إلى مصر من هناك بدون إذن من الوظيفة ، وكان الدخول بيننا وبين الأردن ومصر يومها بالهوية . فسافرت وحجزت من عمان بالطائرة إلى القاهرة ، ووضعت حقيبة السفر على السير ، الذي تنقل به إلى الطائرة ، ونودي على الركاب لصعود الطائرة ... وعند قوس التفتيش ، أوقفني الأمن الأردني وطالبني بتأشيرة خروجي من سوريا .. قلت ولكني ذاهب إلى مصر ، والذهاب بيننا وبين مصر بالهوية .. فقيل لي لا بد من التأشيرة .. ثم تأخرت الطائرة بسببي سبع دقائق حتى استردوا حقيبتي من بين العفش و أنزلوها لي ... ومنعت من السفر آنذاك .
وكل هذا التضييق كان بسبب تعليمات النظام الأسدي ، الذي كان يطالب الدول العربية وغير العربية ، بعدم تسهيل مهمة أي سوري فيها ، ويطالبها بأن تضيق على السوريين بشتى أنواع المضايقات بذريعة ضرورات أمنية ... وحتى كنا كسوريين نشعر بأننا مدانون من قبل أغلب دول العالم ، ومتهمون بالإرهاب . وغير مرغوب فينا .!
ولما ثار السوريون على هذا النظام الإرهابي الشمولي النكد ، وقف العالم كله معه ، ثم أعطوه الضوء الأخضر ، بأن يستخدم كل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا منها ، لقمع الثورة ، والدفاع عن بقائه بقوة السلاح ...
والسؤال : هل تحول العالم كله إلى دول تؤيد إرهاب الدولة ضد الشعب .؟ هل صار من حق الحاكم المستبد أن ينتهك كل حقوق الإنسان في شعبه .؟ هل باتت دول العالم الحر مجمعة على تكريس الاستبداد ، ومحاربة الشعوب المطالبة بحريتها .؟ هل نحن على شفير فوضى عالمية ، وإجماع عالمي على إسقاط كل القيم الإنسانية .؟؟
وهل ما يجري الآن في مصر ، يجري وفق الرؤية العالمية لمشروعية إرهاب الدولة في الوطن العربي خاصة .؟ أم أن دول العالم كلها سوف تقتدي ببشار الأسد في قمع الشعب بقوة السلاح .؟ إن ما يفعله السيسي الآن بالشعب المصري ، لا يختلف كثيرا عن ممارسات بشار الأسد ، وموقف أمريكا والدول الأوربية حيال ممارسات السيسي ، لا يختلف كثيرا عن موقفها مع نظام الأسد . مما يجعلنا نتخوف أن يصبح قمع الشعوب بالقوة سنة متبعة بين أهل الأرض .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت أغسطس 17, 2013 10:17 am عدل 2 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
كان السوري إذا أراد أن يسافر إلى أية دولة في العالم ، يلزمه أن يتقدم بطلب تأشيرة دخول، وينتظر أياما أو أسابيع حتى يحصل على جواب بالنفي أو الإثبات . واحتمال الرفض هو الغالب ، لأن سوريا مصنفة على قائمة الإرهاب .. وحتى لو سمح له بالسفر ، فيمكن أن يسافر بالطائرة ، فيقطع في وجهته ألف كيلو متر ، ثم يرفض دخوله لذلك البلد لسبب تافه جدا ، فمثلا أذكر حادثة وقعت معي ، أنني منعت من دخول البلد الأوربي الذي كنت مسافرا إليه ، لأن جواز سفري لم يكن مترجما إلى لغة عالمية كالإنجليزية والفرنسية ... وكان معي شخص سعودي لديه نفس المشكلة .. فسمح له وردوني .. فلما سألت لماذا لم تردوا هذا ورددتموني .؟ فقيل لي (Syria is a terrorist state ) أي : سوريا دولة إرهابية .
وأذكر مرة أن الأسرة طلبت مني قضاء عطلة منتصف العام الدراسي في مصر ، فذهبت من المدينة المنورة إلى جدة للحصول على تأشيرة دخول لمصر .. فقيل لي : التأشيرة لا تنتهي إلا بعد (30) يوما . فعدلنا عن الرحلة لأن الإجازة لم تكن سوى (20) يوما ... وطبعا كان سبب ذلك هو أن سوريا دولة إرهابية .
ومرة كنت مضطرا إلى السفر لأداء امتحان دراسي في مصر ، وكنت موظفا فلم يسمح لي مدير دائرتي بالسفر .. فقلت أذهب إلى الأردن ، وأسافر إلى مصر من هناك بدون إذن من الوظيفة ، وكان الدخول بيننا وبين الأردن ومصر يومها بالهوية . فسافرت وحجزت من عمان بالطائرة إلى القاهرة ، ووضعت حقيبة السفر على السير ، الذي تنقل به إلى الطائرة ، ونودي على الركاب لصعود الطائرة ... وعند قوس التفتيش ، أوقفني الأمن الأردني وطالبني بتأشيرة خروجي من سوريا .. قلت ولكني ذاهب إلى مصر ، والذهاب بيننا وبين مصر بالهوية .. فقيل لي لا بد من التأشيرة .. ثم تأخرت الطائرة بسببي سبع دقائق حتى استردوا حقيبتي من بين العفش و أنزلوها لي ... ومنعت من السفر آنذاك .
وكل هذا التضييق كان بسبب تعليمات النظام الأسدي ، الذي كان يطالب الدول العربية وغير العربية ، بعدم تسهيل مهمة أي سوري فيها ، ويطالبها بأن تضيق على السوريين بشتى أنواع المضايقات بذريعة ضرورات أمنية ... وحتى كنا كسوريين نشعر بأننا مدانون من قبل أغلب دول العالم ، ومتهمون بالإرهاب . وغير مرغوب فينا .!
ولما ثار السوريون على هذا النظام الإرهابي الشمولي النكد ، وقف العالم كله معه ، ثم أعطوه الضوء الأخضر ، بأن يستخدم كل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا منها ، لقمع الثورة ، والدفاع عن بقائه بقوة السلاح ...
والسؤال : هل تحول العالم كله إلى دول تؤيد إرهاب الدولة ضد الشعب .؟ هل صار من حق الحاكم المستبد أن ينتهك كل حقوق الإنسان في شعبه .؟ هل باتت دول العالم الحر مجمعة على تكريس الاستبداد ، ومحاربة الشعوب المطالبة بحريتها .؟ هل نحن على شفير فوضى عالمية ، وإجماع عالمي على إسقاط كل القيم الإنسانية .؟؟
وهل ما يجري الآن في مصر ، يجري وفق الرؤية العالمية لمشروعية إرهاب الدولة في الوطن العربي خاصة .؟ أم أن دول العالم كلها سوف تقتدي ببشار الأسد في قمع الشعب بقوة السلاح .؟ إن ما يفعله السيسي الآن بالشعب المصري ، لا يختلف كثيرا عن ممارسات بشار الأسد ، وموقف أمريكا والدول الأوربية حيال ممارسات السيسي ، لا يختلف كثيرا عن موقفها مع نظام الأسد . مما يجعلنا نتخوف أن يصبح قمع الشعوب بالقوة سنة متبعة بين أهل الأرض .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت أغسطس 17, 2013 10:17 am عدل 2 مرات