شبكة ‫#‏شام‬ الإخبارية - قصة شهيد


الشهيد قاسم محمد العمار - درعا– 
ندوب وجروح وكدمات غطت جسده الطاهر، رسمتها بكل وحشية يد النظام الحاقد،
عذاب تلو العذاب، وألم يتبعه آلام، وفي نهاية المطاف تتسلل الروح الحرة وتفارق الجسد المنهك، لتصعد إلى السماء حيث العدالة الإلهية حيث الحرية التي لا يشوبها عبودية إلا لخالق الأكوان،
يقلبه مجهزوه بعد أن استلموه جثة هامدة تحكي بندوبها قصة الشهادة،يستعرضون أمامنا آثار التعذيب... وقد كتب على يده اليمنى جثة رقم(19)... كلمة تقرأ من خلاها سطورا من الوحشية والإجرام، فالمعتقل في سجون النظام ليس إلا رقماً ليس لديه كيان بشري أو حقوق أو اعتبار هو مشروع جثة لا تحمل أي اسم، وسجل أرقامهم ذو رصيد مفتوح...
أطلق قاسم العمار صرخة الحياة لأول مرة على ثرى مهد الثورة، مولودا حراً يولد على الفطرة، ثم صرخ صرخته الثانية وهو في عقده الرابع، صرخة الحياة والكرامة والحرية...
... ولد في قرية نمر التابعة لمحافظة درعا مهد الثورة عام1970 لكنه ترعرع على أرض دمشق الفيحاء، فدرس الابتدائية في مدرسة العسالي،و الإعدادية و الثانوية في مدرسة معروف الارناؤوط في منطقة القدم الشريف،دخل كلية الاقتصاد وتخرج منها و كان على طريقه لنيل شهادة الماجستير
ناشط إعلامي وسياسي، أسهم في توعية الناس و تنظيم المظاهرات ضد نظام الأسد القمعي في سورية، وكان المسؤول عن توزيع المساعدات لأهالي المعتقلين و المصابين،
هو من مؤسسي تنسيقية حي العسالي و تنسيقية القدم الشريف في مدينة دمشق و تنسيقية بلدة نمر في محافظة درعا، كيف لا وهو المحترف في تصميم مواقع الانترنت بخبرة تتجاوز 10 سنوات في هذا المجال،
عمل محاسباً مالياً، ومدرساً لمادة الرياضيات،
وفي تاريخ: 24 /11 /2011 اعتقل الناشط السياسي والإعلامي قاسم محمد العمار من منطقة القدم الشريف بالقرب من مدرسة شكري القوتلي للتعليم الأساسي، من قبل الفرع 229 فرع المنطقة القدم والمسؤول عنه رستم غزالة .وبعد مضي قرابة شهر توفي تحت التعذيب بتاريخ19-12-2011 وسلّم
جثمانه لأهله، يقول مجهزوه في الفيديو:" هذه هديتك يا نبيل العربي، هذه هدية توقيع البروتوكول"
نعم إنه هدية بروتوكول الموت، بروتوكول الجامعة العربية، فبعد كل مبادرة ومعاهدة والتزام يتفنن النظام في النكث بالعهود، ويصب جام غضبه على الناس قتلاً وتعذيباً واعتقالاً وتخريبا....
أقيم عرس الشهادة يوم االثلاثاء 20-12-2011،في حوران نمر مسقط رأسه، وحمل الشهيد على الأكتاف وسط هتافات المشيعين الذين توعدوا بالثأر من ماهر ومن بشار، وواروه الثرى ليعانق تراب بلدته الطيب الذي أنبت العزة بين ذراته وألقمها أبناءه مع كل لقمة عيش فخرج جيل الثورة، جيل التغيير ...

بقلم: نسيم الشام – من كتاب سيرة مئة قمر سوري، منشورات تيار العدالة الوطني 2013


شبكة شام‬ الإخبارية   قصة شهيد  الشهيد قاسم محمد العمار - درعا 45932_599299620120616_971673680_n