بلاد العرب أوطاني
للشاعر : أبو ياسر السوري
بـلادَ العُـربِ كـنتُ أراكِ قـبـلَ اليـوم أوطاني
وكـنتِ عـريـنَ آسـاد الشـرى في كـل مـيـدانِ
فـأهـلي فـيكِ ما بـرحوا ملاذ اللاجئ العاني
فمـنْ شــامٍ إلى يمَـنٍ إلى نـجـدٍ فتطـوانِ
إلى مصـرٍ إلى السـودان والـقـدسِ وعَـمّـانِ
بـلادٌ أهـلُهــا أبـنــاءُ غسّـــانٍ وعـدنـانِ
أرومـةُ عــزةٍ تُـنمَى إذا انـتسـبـت لقحطـانِ
بِـوَادي الـنيـل لي أهــلٌ إذا مـا الـنيــل آواني
وجذري في الفرات وحوله فرعي وأغـصاني
وأبـنـاءُ الخـلـيــج أراهُـمُ قـومي وإخــواني
وأهـلي في بـلاد الـمغرب الأقصى وجـيـراني
ولا فــرقٌ هـنالـك بـيـن ســـوري ولـبنـاني
رمـالُ الـعـرب تـعـرفني وتلهـف لي بتحنـانِ
وتعـرفني البـوادي مـن لَـدُنْ عـبسٍ وذبـيـانِ
ففـيم أذادُ عـن مـاءِ الفـراتِ وحضـن بـغـدانِ
وفيـم يصـدُّني عـن نيـلهـا قـبـطُ بـنُ رومانِ
أحـبُّـكِ يا بـلاد العُـرْبِ في ســرِّي وإعــلاني
أحبُّـكِ والهـوى طـاغٍ على فـكـري ووجـداني
وكـم كـربٍ رُمـيـتِ بـه فـأشـجاني وأبـكاني
وكـم فتـحٍ فـخـرتِ بـه لِـعَـمـرو أو لـمَـرْوانِ
وفي ذي قـارَ قــرَّ الـعـزُّ في بَـكْــرٍ وشــيبـانِ
فكيـف غـدا اللـئام بغـفـلـةٍ أصـحـابَ تـيـجـانِ
وكيف غدا الـمنافـقُ فـيك رمـزاً عاليَ الشـانِ
وكيف يُحـكَّـمُ الـعُـمَـلاءُ فـيـكِ وكــلُّ خـوّانِ
وكـيف غدوتِ نَهــبـاً بـين جــزَّار وســـجَّـانِ
وجـنـكـيـزٍ وهــولاكـو وفــرعــونٍ وهـامـانِ
وخـنـزيــر وشــرّيـر وشِــنـظـيـرٍ وشــيطـانِ
بـلادَ العُــرْبِ مـا أشـقـاكِ منهـمْ كـان أشـقاني
وأقـلقـني ومـزَّقَـنِي وأحـنَـقَـنِي وأعـياني
وولَّـدَ فِيَّ غـيـظـاً ثـائــراً في عَـزمِ بُـركـانِ
ألا تـبَّـتْ يـدا عَــرَبٍ عَـنَـوا ذلّاً لـطهــرانِ
وصاروا كالعـبيـد لـرهـط كسرى آل سـاسانِ
وتـبَّـاً للخـنوع كســا الـزعـامــة زيَّ عُـبْــدَانِ
وددتُ لَـوَنَّـهُـم غــارُوا بِـغَــوْرٍ أو بـغـيـرانِ
فـلـيس ذهـابهـم رزءاً : عـلى إنـس ولا جـانِ