شبكة #شام الإخبارية - قصة #شهيد
الشهيد محمد فهر شلار –حمص
في أحلك الظروف وأقساها, وتحت نيران القصف وزخات الرصاص, أناس سخروا أنفسهم لأجل خدمة غيرهم. هانت عليهم أرواحهم ليحيا مصاب أو جريح. ومع كل هذا لا يشعر الآخرون بوجودهم.. تركوا الخوف والجبن جانبا, وتركوا الراحة والأمان . لم يعجزهم أي حال عن اسعاف مريض أو مصاب.. في حمص العدية عاش بطل من أولئك الأبطال, أحب أبناء وطنه وآلمه مصابهم وأوجاعهم. بطلنا هو محمد فهر شلار
ولد محمد في 10/2/1978 , هو الأوسط بين أخوته الذكور وثلاث بنات . درس الإعدادية في مدرسة عزة الجندي حتى الصف الثامن , ثم ترك الدراسة ليتفرغ للعمل مع أبيه في التمديدات الكهربائية , خدم العسكرية في القوات الخاصة في طرطوس وطرابلس اللبنانية. عمل بعدها في تجارة الألبسة الرجالية, وفتح مشروعه في الدبلان السوق التجاري لحمص, في شارع العرب وسماه غوانتو..
لما بدأت الثورة, التحق محمد بركب الثوار منذ البداية, فكان لا يترك أي مظاهرة تخرج في حي باب السباع المريجة إلا ويكون فيها.
في يوم مجزرة باب السباع في 17-4-2011 وصلته الأخبار بأن الأمن قام بمجزرة, فأغلق محله واتصل بعدد من أصدقائه لتأمين عدد من الأطباء من خارج الحي لإسعاف الجرحى, ومن بعدها أصبح كل يوم جمعة بعد انتهاء المظاهرة التي كانت تخرج من جامع المريجة, يذهب ويجلس عند باب مشفى باب السباع لحماية المشفى وللمساعدة إن طلب منه ذلك. كان لا يمل ولا يكل من العمل بمجال الإغاثة, فالتحق باحدى اللجان التابعة للجيش الحر للإغاثة , وكانت مهمته إيصال المساعدات من حي المريجة الى المشفى الميداني في حي الرفاعي النازحين
في إحدى المرات وصلت المساعدات لحي المريجة قرابة الساعة الخامسة, وكان عليه إيصالها لحي النازحين بأسرع وقت, كان في ذلك الوقت لا أحد يستطيع الخروج من منزله في تلك الأحياء, فقام بافراغ الصناديق التي تحوي المواد الطبية بأكياس سوداء تستخدم للقمامة, ووضع على وجه كل كيس كمية من الأرز أو البرغل أو الخبز , كي لا ينتبه أحد للمواد الطبية الموجودة في الأكياس. لأنه إن عُثر على هذه المواد فستكون النتيجة الحكم بالاعدام لحاملها. كانت الطريق التي سوف يسلكها خطيرة ومليئة بالحواجز، فعلى يسار الطريق يوجد حاجز مستوصف باب الدريب، وعلى يمينه يوجد حاجز دوار الفاخورة, وبينهما حاجز العدوية ومع ذلك ركب دراجته الهوائية وبدأ بنقل الأكياس, الواحد تلو الآخر. وعند نقل آخر كيس انتبه أحد الحواجز إليه, فقام باطلاق النار عليه, لكن الله سلمه وحماه فلم يصب بأذى. ..
أكرمه رب العالمين بعمرة في رمضان فغادر الى المملكة بتاريخ 16-7-2011, بعد أن وصله أن الأمن يراقب نشاطاته الثورية, فغادر باحثا عن عمل في المملكة, ومكث فيها شهرا واحدا لكنه حن لموطنه فآثر العودة إليه على البقاء في السعودية. التحق بعدها بإحدى كتائب الجيش الحر إضافة إلى عمله بلجان الاغاثة ..
وفي يوم 6/2/2012, ذهب الى كرم الزيتون ليوصل بعض المساعدات الطبية, حينها أصيب برصاصتين هناك، رصاصة بالركبة وأخرى بالخاصرة حاول من معه إسعافه إلى مشفى باب السباع, لكن المشفى لم يستقبله لأنه بحاجة إلى عملية جراحية فنقلوه الى مشفى الأمل, ولم يستقبلوه أيضا لعدم توفر المعدات الطبية اللازمة للعمل الجراحي على أثر مجزرة الخالدية. حينها ذهبوا به الى مشفى البر, وعندما وصل أخرجوا له الرصاصة, لكنه سلم روحه إلى بارئها, إذ إن جسده كان قد نزف كمية كبيرة من الدم .. بقي جثمانه في المشفى يومين, لعدم قدرة أهله على نقل الجثمان إلى المنزل, بسب القصف وقطع الطرقات من قبل عصابات الأسد
شيع جثمانه في 8-2-2012, وصُلي عليه في جامع المريجة, ثم دفن في مقبرة باب الدريب. يذكر أنه استشهد قبل أيام من اتمامه الرابعة والثلاثين..
رحمك الله يا محمد, يا شهيد الانسانية, وغفر لك وتقبلك من الشهداء أحببت من حولك وأخلصت لهم في سبيل الله, فنسأل الله أن يكون جزاؤك هو الشهادة والجنة بإذنه تعالى
الشهيد محمد فهر شلار –حمص
في أحلك الظروف وأقساها, وتحت نيران القصف وزخات الرصاص, أناس سخروا أنفسهم لأجل خدمة غيرهم. هانت عليهم أرواحهم ليحيا مصاب أو جريح. ومع كل هذا لا يشعر الآخرون بوجودهم.. تركوا الخوف والجبن جانبا, وتركوا الراحة والأمان . لم يعجزهم أي حال عن اسعاف مريض أو مصاب.. في حمص العدية عاش بطل من أولئك الأبطال, أحب أبناء وطنه وآلمه مصابهم وأوجاعهم. بطلنا هو محمد فهر شلار
ولد محمد في 10/2/1978 , هو الأوسط بين أخوته الذكور وثلاث بنات . درس الإعدادية في مدرسة عزة الجندي حتى الصف الثامن , ثم ترك الدراسة ليتفرغ للعمل مع أبيه في التمديدات الكهربائية , خدم العسكرية في القوات الخاصة في طرطوس وطرابلس اللبنانية. عمل بعدها في تجارة الألبسة الرجالية, وفتح مشروعه في الدبلان السوق التجاري لحمص, في شارع العرب وسماه غوانتو..
لما بدأت الثورة, التحق محمد بركب الثوار منذ البداية, فكان لا يترك أي مظاهرة تخرج في حي باب السباع المريجة إلا ويكون فيها.
في يوم مجزرة باب السباع في 17-4-2011 وصلته الأخبار بأن الأمن قام بمجزرة, فأغلق محله واتصل بعدد من أصدقائه لتأمين عدد من الأطباء من خارج الحي لإسعاف الجرحى, ومن بعدها أصبح كل يوم جمعة بعد انتهاء المظاهرة التي كانت تخرج من جامع المريجة, يذهب ويجلس عند باب مشفى باب السباع لحماية المشفى وللمساعدة إن طلب منه ذلك. كان لا يمل ولا يكل من العمل بمجال الإغاثة, فالتحق باحدى اللجان التابعة للجيش الحر للإغاثة , وكانت مهمته إيصال المساعدات من حي المريجة الى المشفى الميداني في حي الرفاعي النازحين
في إحدى المرات وصلت المساعدات لحي المريجة قرابة الساعة الخامسة, وكان عليه إيصالها لحي النازحين بأسرع وقت, كان في ذلك الوقت لا أحد يستطيع الخروج من منزله في تلك الأحياء, فقام بافراغ الصناديق التي تحوي المواد الطبية بأكياس سوداء تستخدم للقمامة, ووضع على وجه كل كيس كمية من الأرز أو البرغل أو الخبز , كي لا ينتبه أحد للمواد الطبية الموجودة في الأكياس. لأنه إن عُثر على هذه المواد فستكون النتيجة الحكم بالاعدام لحاملها. كانت الطريق التي سوف يسلكها خطيرة ومليئة بالحواجز، فعلى يسار الطريق يوجد حاجز مستوصف باب الدريب، وعلى يمينه يوجد حاجز دوار الفاخورة, وبينهما حاجز العدوية ومع ذلك ركب دراجته الهوائية وبدأ بنقل الأكياس, الواحد تلو الآخر. وعند نقل آخر كيس انتبه أحد الحواجز إليه, فقام باطلاق النار عليه, لكن الله سلمه وحماه فلم يصب بأذى. ..
أكرمه رب العالمين بعمرة في رمضان فغادر الى المملكة بتاريخ 16-7-2011, بعد أن وصله أن الأمن يراقب نشاطاته الثورية, فغادر باحثا عن عمل في المملكة, ومكث فيها شهرا واحدا لكنه حن لموطنه فآثر العودة إليه على البقاء في السعودية. التحق بعدها بإحدى كتائب الجيش الحر إضافة إلى عمله بلجان الاغاثة ..
وفي يوم 6/2/2012, ذهب الى كرم الزيتون ليوصل بعض المساعدات الطبية, حينها أصيب برصاصتين هناك، رصاصة بالركبة وأخرى بالخاصرة حاول من معه إسعافه إلى مشفى باب السباع, لكن المشفى لم يستقبله لأنه بحاجة إلى عملية جراحية فنقلوه الى مشفى الأمل, ولم يستقبلوه أيضا لعدم توفر المعدات الطبية اللازمة للعمل الجراحي على أثر مجزرة الخالدية. حينها ذهبوا به الى مشفى البر, وعندما وصل أخرجوا له الرصاصة, لكنه سلم روحه إلى بارئها, إذ إن جسده كان قد نزف كمية كبيرة من الدم .. بقي جثمانه في المشفى يومين, لعدم قدرة أهله على نقل الجثمان إلى المنزل, بسب القصف وقطع الطرقات من قبل عصابات الأسد
شيع جثمانه في 8-2-2012, وصُلي عليه في جامع المريجة, ثم دفن في مقبرة باب الدريب. يذكر أنه استشهد قبل أيام من اتمامه الرابعة والثلاثين..
رحمك الله يا محمد, يا شهيد الانسانية, وغفر لك وتقبلك من الشهداء أحببت من حولك وأخلصت لهم في سبيل الله, فنسأل الله أن يكون جزاؤك هو الشهادة والجنة بإذنه تعالى