هذه القصة ليست خيالاً.. إنها حقيقة حدثت مجرياتها في مدينتي حمص العدية أم الشهداء....
---------------------------------
لن أنسى ذلك اليوم .. والدة الشهيد البطل محمد المصطفى..
جلسنا في حضرتك وأنتي تودعيه وداع الأبطال بكلامٍ تخرُّ له الجبال..
لك معه قصة لا ينساها كل من عرفكم.. ساسرد بعضها:
-----------------------------------------------------------------
الشهيد محمد أحمد المصطفى (أبو أحمد), بطل من أبطال باباعمرو وتلكلخ..
مجاهدٌ من الطراز النادر.. من حيث الشجاعة وسرعة الاستيعاب والتحرك.
كلنا يعلم الحملة التي تمت على حي باباعمرو الصامد..
كان محمد أحد الأبطال الذين صالوا وجالوا آنذاك في ميادين القتال , لردع الغزاة وطردهم , ولكن شاءت الأقدار أن يصاب هذا البطل إصابتين بالغتين إحداهما بساعده والأخرى بظهره. وشاء الله أن ينقذه أبطال من حمص المحاصرة اليوم.
جاؤوا به إلى أحد المنازل وأجرى له الطبيب الميداني عملية جراحيةٍ ربما يعجز عن القيام بها كبار الأطباء اليوم لقلة الإمكانيات.
وبعد أن استيقظ محمد تذكر والدته ولكن للأسف كان قد فقد هاتفه النقّال في المعركة ولم يكن يستطيع تذكره.
كان محمد ينام ويستيقظ تحت فعل الدواء وبقي على حالته تلك شهراً كاملاً.
وعندما عاد إلى قوته أبى إلا أن يشارك أخوانه في حمص دفاعهم عن مناطقهم التي يحاول الشبيحة وجيوش الغزاة احتلالها, فشارك في تحرير عدة مناطق في حمص القديمة, ثم أتى إلى حي جورة الشياح ليستقر به الأمر هناك.
ورب صدفة خيرٌ من ألف ميعاد , التقى محمد بأحد أبطال باباعمرو الذي جاء لزيارتنا,
كان يعرفه جيداً ويال لحظة اللقاء تلك, عرفنا وقتها كم كان يعنيهم محمد رحمه الله , وكانت باباعمرو بكاملها تظن أن محمد قد استشهد وأن الجيش قد أخذ جثمانه الطاهر,
واستطاع ذلك الشاب عبر أصدقائه أن يصل لرقم هاتف والدة محمد التي كانت يومها خارج حمص هرباً من الدمار الذي خلفه الاحتلال الأسدي بحي باباعمرو, وكانت فرحتها كبيرة وتفوق الوصف عندما علمت ببقائه على قيد الحياة , لحظات لاتُنسى قرأنا يومها كل شيء في عيني محمد رحمه الله, وأخبرته أنها في الأيام القليلة القادمة ستأتي لتراه, وحمدت الله أنه بقي على قيدد الحياة, يومان فقط وإذا بمحمد يريد أن يشاركنا بتحرير حي القصور وبالفعل لم يستطع أحد أن يثنيه عن ذلك فقام مع أخوته وقدم كل ما يمكن لبطل وفارس مغوار تقديمه في ساحة المعركة,ولكن::
كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى بأن تطاله رصاصة غادرة من قناص أسدي لئيم يختبئ وراء أحد جدران الأبنية , كان محمد حينها يحاول إلقاء قنبلة على الشبيحة المتمترسين في أحد الأبنية والذين قاموا بذبح رجل كبير السن حيث قطعوا له لسانه وأذنيه وعبثوا بجثمانه الطاهر , فانفجرت القنبلة لتعلن ارتقاء محمد شهيداً بإذن الله,
هكذا انتهت حياة ذلك المقاتل الشجاع, هبّ أصحابه المجاهدين إليه يحاولون حمل جثمانه فأخذ القناص يمطرهم بوابل من رصاص قناصته, ولكن إصراره حال دون طلقاته واستطاعوا سحب محمد رحمه الله, آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه, قد تظنون أنني أهذي ولكن كم كان مؤلماً ذلك اليوم عندما عدنا به لنجد والدته بانتطاره وقد وصلت لتوها حتى تروي اشتياقها له, نعم لحظة لم ولن ينساها كل من كان حاضراً بيننا. جاؤوا به عريساً ممدداً على نعشه وأبى القدر إلا أن تلتقيه شهيداً..
لحظات تجعلني أعجز عن البوح وتقطع مداد قلمي عن الكتابة, لم يستطع أحد يومها أن يكتم عبراته أو أن يبقى صامداً في حضرة تلك الأم البطلة التي انحنت فوقه بكل الحنوّ الذي منحها الله إياه ..
فهل علمتم لماذا لن نستسلم؟؟ نعم إنها تلك الدموع وتلك الدماء التي امتزجت لتكتب ونصوغ أروع عبارة قالها السوريون يوماً:
((لن نركع ولن نستسلم حتى آخر نقطة من دمائنا سوف ننتصر أو نموت))..
9-6-2013م ذكرى مرور عام على الحصار.. (الناشط يمان الحمصي)
---------------------------------
لن أنسى ذلك اليوم .. والدة الشهيد البطل محمد المصطفى..
جلسنا في حضرتك وأنتي تودعيه وداع الأبطال بكلامٍ تخرُّ له الجبال..
لك معه قصة لا ينساها كل من عرفكم.. ساسرد بعضها:
-----------------------------------------------------------------
الشهيد محمد أحمد المصطفى (أبو أحمد), بطل من أبطال باباعمرو وتلكلخ..
مجاهدٌ من الطراز النادر.. من حيث الشجاعة وسرعة الاستيعاب والتحرك.
كلنا يعلم الحملة التي تمت على حي باباعمرو الصامد..
كان محمد أحد الأبطال الذين صالوا وجالوا آنذاك في ميادين القتال , لردع الغزاة وطردهم , ولكن شاءت الأقدار أن يصاب هذا البطل إصابتين بالغتين إحداهما بساعده والأخرى بظهره. وشاء الله أن ينقذه أبطال من حمص المحاصرة اليوم.
جاؤوا به إلى أحد المنازل وأجرى له الطبيب الميداني عملية جراحيةٍ ربما يعجز عن القيام بها كبار الأطباء اليوم لقلة الإمكانيات.
وبعد أن استيقظ محمد تذكر والدته ولكن للأسف كان قد فقد هاتفه النقّال في المعركة ولم يكن يستطيع تذكره.
كان محمد ينام ويستيقظ تحت فعل الدواء وبقي على حالته تلك شهراً كاملاً.
وعندما عاد إلى قوته أبى إلا أن يشارك أخوانه في حمص دفاعهم عن مناطقهم التي يحاول الشبيحة وجيوش الغزاة احتلالها, فشارك في تحرير عدة مناطق في حمص القديمة, ثم أتى إلى حي جورة الشياح ليستقر به الأمر هناك.
ورب صدفة خيرٌ من ألف ميعاد , التقى محمد بأحد أبطال باباعمرو الذي جاء لزيارتنا,
كان يعرفه جيداً ويال لحظة اللقاء تلك, عرفنا وقتها كم كان يعنيهم محمد رحمه الله , وكانت باباعمرو بكاملها تظن أن محمد قد استشهد وأن الجيش قد أخذ جثمانه الطاهر,
واستطاع ذلك الشاب عبر أصدقائه أن يصل لرقم هاتف والدة محمد التي كانت يومها خارج حمص هرباً من الدمار الذي خلفه الاحتلال الأسدي بحي باباعمرو, وكانت فرحتها كبيرة وتفوق الوصف عندما علمت ببقائه على قيد الحياة , لحظات لاتُنسى قرأنا يومها كل شيء في عيني محمد رحمه الله, وأخبرته أنها في الأيام القليلة القادمة ستأتي لتراه, وحمدت الله أنه بقي على قيدد الحياة, يومان فقط وإذا بمحمد يريد أن يشاركنا بتحرير حي القصور وبالفعل لم يستطع أحد أن يثنيه عن ذلك فقام مع أخوته وقدم كل ما يمكن لبطل وفارس مغوار تقديمه في ساحة المعركة,ولكن::
كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى بأن تطاله رصاصة غادرة من قناص أسدي لئيم يختبئ وراء أحد جدران الأبنية , كان محمد حينها يحاول إلقاء قنبلة على الشبيحة المتمترسين في أحد الأبنية والذين قاموا بذبح رجل كبير السن حيث قطعوا له لسانه وأذنيه وعبثوا بجثمانه الطاهر , فانفجرت القنبلة لتعلن ارتقاء محمد شهيداً بإذن الله,
هكذا انتهت حياة ذلك المقاتل الشجاع, هبّ أصحابه المجاهدين إليه يحاولون حمل جثمانه فأخذ القناص يمطرهم بوابل من رصاص قناصته, ولكن إصراره حال دون طلقاته واستطاعوا سحب محمد رحمه الله, آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه, قد تظنون أنني أهذي ولكن كم كان مؤلماً ذلك اليوم عندما عدنا به لنجد والدته بانتطاره وقد وصلت لتوها حتى تروي اشتياقها له, نعم لحظة لم ولن ينساها كل من كان حاضراً بيننا. جاؤوا به عريساً ممدداً على نعشه وأبى القدر إلا أن تلتقيه شهيداً..
لحظات تجعلني أعجز عن البوح وتقطع مداد قلمي عن الكتابة, لم يستطع أحد يومها أن يكتم عبراته أو أن يبقى صامداً في حضرة تلك الأم البطلة التي انحنت فوقه بكل الحنوّ الذي منحها الله إياه ..
فهل علمتم لماذا لن نستسلم؟؟ نعم إنها تلك الدموع وتلك الدماء التي امتزجت لتكتب ونصوغ أروع عبارة قالها السوريون يوماً:
((لن نركع ولن نستسلم حتى آخر نقطة من دمائنا سوف ننتصر أو نموت))..
9-6-2013م ذكرى مرور عام على الحصار.. (الناشط يمان الحمصي)