ملاحظات طيَّارة على خطاب مرسي أمس :
بقلم : أبو ياسر السوري
ترددتُ كثيرا قبل أن أكتب حول خطاب الرئيس مرسي أمس ، الذي أعلن فيه وقوفه مع السوريين ، وقام بطرد السفير السوري من مصر ، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق .. كما اعترض على وجود حزب الله في سوريا ... ولقِيَتْ تصريحاتُه هذه كثيرا من التصفيق .. ودمعت لها عيناي فرحا .. ثم تذكرت أن هذا الخطاب قد تأخر كثيرا جدا ، وقد دفع السوريون ثمن هذا التأخر مئات آلاف الشهداء ، ومئات آلاف المعوقين ، ومئات آلاف المنازل التي طالها التهديم على رؤوس أصحابها .. ومئات آلاف المشردين في بلاد الله ... لقد تأخر هذا الخطاب وترتب على تأخره آلام وأحزان وجراح لا يمكن أن تندمل إلا بعد مئات السنين .. كيف يمكن أن ينسى رجل أن تغتصب زوجته أمام عينيه ؟ وكيف ينسى أب أو أم صورة ولدهم وهو يذبح بالسكين أمام أعينهم .؟ لقد تأخر خطابك يا مرسي ، وتأخرت نجدتك لشعب كان يمكن أن تشتريه بموقفٍ ، يسجله لك التاريخ قرونا بعد قرون ... لقد تأخر هذا الخطاب حتى دفعت سوريا بسبب تأخره كثيرا وكثيرا جدا من الدماء والأشلاء وخدش الكرامة وانتهاك الحرمات .. ولم يبق لدى السوريين ما يخسرونه بعد الآن .. لقد خسرنا كل شيء . وجاءت وقفتك معنا متأخرة ، حتى لم يعد لها ألَقٌ ولا بريق .. وقديما قال القائل :
فإن كنتُ مأكولا فكُنْ خيرَ آكلٍ : وإلَّا فــأدركْـــني ولــمَّــا أُمَــزَّقِ
يسألُ بعضهم : لماذا لم يتكلم مرسي في خطاب الأمس ولا بحرف واحد ضد إيران .؟ يا ناس لا تسيئوا الظن بالرجل ، فلعله لم يعرف بعدُ أن إيرانَ هي المُمَوِّل الرئيسُ لحملة بشار الخنزير على الشعب السوري .؟ ولعله لم يعرف بعدُ أن إيران تغزو سوريا غزوا عسكرا بالمال والسلاح والرجال .. ولعل الرئيس مرسي لم يعلم أن خامنئي أفتى بوجوب قتل أبناء السنة في سوريا ، وزجَّ بآلاف الإيرانيين لقتل أبناء السنة وإبادتهم عن آخرهم في سوريا ، حتى إنه أعطاهم جوازات سفر يذهبون بها إلى الجنة إنْ هم ماتوا هناك .؟ أو لعل مرسي كان مشغولا في السنتين الماضيتين بحكم نكاح المتعة شرعا ، والنقاش الحاد حول جوازه أو تحريمه ، وهو – كما تعلمون - أمر يؤمِّنُ له إسكاتَ ملايين المصريين الذين سوف يغنيهم نكاح المتعة عن النكاح الشرعي وتكاليفه الباهظة بعد غلاء المهور .. ولذلك لم يجد الرئيس متسعا من الوقت للكلام في الشأن السوري ، لأن حفظ الفروج مقدم على حفظ البطون .؟
مرسي يا سادة ، سوف يتكلم ضد إيران ، ولكنه لن يتكلم إلا إذا تخطت إيرانُ الخطوط الحمر .. أما سمعتم بالخطوط الحمر التي يخطها الرؤساء في هذه الأيام .. فـ (أوباما ) خط عددا من الخطوط الحمر لبشار الأسد .. ولكن استطاع بشار القفز عنها من غير أن يدعس فوقها .. فالمهمُّ عند أوباما ( ممنوع الدعس على خطوطه الحمراء ) .. ويبدو أن القفز من فوقها مسموح ، وأنه لا يخل بحقوق الإنسان ، ولا يعترض عليه المجتمع الدولي ... وريّسنا مرسي يمكن أن يكون لديه خطوط حمر . ويمكن أن تكون إيران أيضا قامت بالقفز من فوقها ، واستطاعت أن تنصب جسرا جويا سريعا لإمداد بشار ، وتزويده بكل ما تملك من سلاح وذخائر وصواريخ لقتل السوريين .. ويمكن أنها استطاعت القفز من فوق خطوط مرسي ، وأمكنها أن تمر عبر قناة السويس للمرة المئة ، بسفن تجيء محملة بكل ما يقتل الشعب السوري ، وتعود محملة بأجساد أولئك القتلى ، لتقوم بإلقائهم في عرض بحر قزوين ، ليأكلها السمك ، وتدفن بذلك آثار الجريمة في قاع البحر ، ولا يبقى لها أثر .. لماذا تسيئون الظن بمرسي يا أيها الناس ، فالشعب السوري رفض تحديد النسل ، وصار ضروري إتاحة الفرصة لبشار ليقوم بتحديد عدد سكان سوريا بالقوة ، والعودة به إلى 4 مليون فقط ... أليس في ذلك خلاص من محنة الازدحام السكاني في سوريا .؟؟
ماشي يا عمي .. كل هذا الكلام ماشي .. وعمنا مرسي ما جاء مثله ريّس ، ولا رح يجي .. ولكن كيف يجوز لعمنا مرسي أن يسمح بتشييد الحسينيات لنشر التشيع في مصر .؟ سوف تقولون : هذا كذب ، وتنكرون وجود الحسينيات .. وسوف نصدقكم .. ولكن سنسأل ثانية : لماذا يسمح عمنا مرسي بشتم القرضاوي على الملأ .. والتي شتمته بنتٌ ( فلتانة ) يعني شرمـ...طة يعني قحـ ... ـة يعني منيو.. ـة ... اسمها ( ... ) لقد قامت هذه الساقطة بشتم القرضاوي وتهجمت عليه ، بسبب دعوته للجهاد ضد المجوس ، الذين يقومون بذبح أطفال سوريا واغتصاب نسائهم .. وانتصر لها صحفي مصري ( مأبون ) يعني يؤتى من دبره ، يعني أيضا ( منيـو ... ) وقال ذلك الساقط بصوت عال ، لو شقيتوا قميصي رح يطلع تحتو حسن نصر الله ، ولو شقيتوا قلبي ح يكون حسن نصر الله هناك ... يا حبيبي يا حسن . ما بقي شرموطة ولا شرموط إلا ويفديك بالروح والدم ، ويشد على يديك في قتل المسلمين السوريين ..
كل هذا يجري ، وريّسنا مرسي يتكلم عن نصرة الشعب السوري ، ويخصص لذلك أكثر من ثلثي خطبته أمس .. بينما يسكت عن مخازي إيران ، وجرائم إيران ، وغزو إيران لسوريا .. واستمرارها في إسقاط الدولة في سوريا ، والسير في مخطط التقسيم ، لإنشاء دويلة نصيرية في الساحل السوري ، تكون حليفا لإسرائيل ... أستغفر الله .. صحيح أن الرئيس لم يتكلم بخير ولا بشر عن إيران .. ولكنه تكلم عن تدخل حزب الشيطان ، وهو ذيل لإيران . يعني ترك الجمل وتعلق بالذيل ... ماشي يا عمي .
ونستأذن شراميط المتعة من الصحفيين ، لنذكّر الرئيس مرسي كما ذكرنا هو بوقفة مصر إلى جانب سوريا أثناء محنتها بغزو التتار ، وكيف قام الأشقاء المصريون بصدهم عن سوريا آنذاك .. ونقول له : إن الشيء بالشيء يذكر يا فخامة الرئيس ، فقد رد السوريون لكم الدين ، حين قام البطل سليمان الحلبي بقتل ( كليبر ) قائد الحملة الفرنسية على مصر ، حيث تسلل إلى حديقة منزله ، وطعنه بسكينه عدة طعنات حتى أرداه قتيلا .؟ وكأني بك يا سيادة الرئيس ، تريد أن تقول لنا : مصر وسوريا شعب واحد .. ونحن نعلم أنه منذ عهد عمرو بن العاص وإلى ما قبل خمسين سنة مضت ، ومصر وسوريا ، شعب واحد ، ، دمهم واحد ، ودينهم واحد . وآلامهم وآمالهم مشتركة ... وما يسيء لأحدهما يضر بالآخر ، وما يسر المصريين يسر أشقاءهم من السوريين ... وقبل مجيئك إلى سدة الحكم ، كنا نحلم بمجيء حاكم مسلم لمصر ، تعز به مصر والعرب والمسلمون ويعز هو بهم .. فلما جاء بك القدر قلنا بعد طول انتظار : لقد جاء الحاكم الذي كانت تنتظره مصر والعرب والمسلمون ... جاء الحاكم الذي تربى على أفكار الشهيد حسن البنا ، ووُلد من رحم ثورة الربيع العربي في مصر ... جاء القائد الذي سينهض بالأمة ، وترجع به مصر للقيادة والريادة في عالمنا العربي والإسلامي ... ولكنك يا سيادة الرئيس كما كنت بطيئا في المجيء ، كنت بطيئا في التصرف ، بطيئا في التفاعل مع الأحداث ، لم تحس بها إلا بعد فوات الأوان ...
وإلا فما الذي جعلك لا تتحرك لمقتل أكثر من 700 ألف سوري .. نعم 700 ألف ، وليس العدد كما يقول الإعلام مائة ألف فقط ، ولسوف تُصدّقُ الأيام ما أقول .. ونرجع إلى التساؤل فنقول : ما الذي جعلك يا سيدي لا تحس ببكاء الأطفال وعويل النساء لمدة سنتين .؟ ما الذي جعلك تتغاضى عن المجوس الذين يغتصبون أعراض السوريين ويقتلون شبابهم وأطفالهم .. ألم تعلم أنه بات لدينا اليوم أكثر من مليون معوَّق .؟ ألم تعلم أنه لم يبق في سوريا مسجد واحد سَلِمَ من القصف والتدمير .؟ ألم تعلم أن جهاد المجوس اليوم ، صار أولى من جهاد اليهود .؟ ألم تعلم أيها الرئيس المؤمن ، يا سليل ثورة الربيع العربي في مصر ، أن ثورة مصر لن تقوم لها قائمة ما لم تنتصر معها ثورة سوريا ، وتكون لها ردءاً وسندا .؟ فالتاريخ يقول : مصر وسوريا كاليدين ، تغسل إحداهما الأخرى . لا غني لأي منهما عن أختها في الملمات ..
الصراحة يا ناس ، لا أحد يتكلم اليوم على مرسي ، ويكفي أنه أطلق لقطار الحرية العِنَان في مصر ، حتى صار من الممكن أن تتجرأ ( صحفية فلتانة من بنات الليل ) على إهانة رمز إسلامي كبير ، من وزن علامة الأمة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله .؟ الصراحة يا إخواني ، عهد مرسي عهد منقطع النظير ... ورجاءً يا جماعة لا أحد يحكي على مرسي بعد الآن . وإلا خاصمته . كما خاصم هو حزب الله ليلة أمس على مسمع من العالم كله .
بقلم : أبو ياسر السوري
ترددتُ كثيرا قبل أن أكتب حول خطاب الرئيس مرسي أمس ، الذي أعلن فيه وقوفه مع السوريين ، وقام بطرد السفير السوري من مصر ، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق .. كما اعترض على وجود حزب الله في سوريا ... ولقِيَتْ تصريحاتُه هذه كثيرا من التصفيق .. ودمعت لها عيناي فرحا .. ثم تذكرت أن هذا الخطاب قد تأخر كثيرا جدا ، وقد دفع السوريون ثمن هذا التأخر مئات آلاف الشهداء ، ومئات آلاف المعوقين ، ومئات آلاف المنازل التي طالها التهديم على رؤوس أصحابها .. ومئات آلاف المشردين في بلاد الله ... لقد تأخر هذا الخطاب وترتب على تأخره آلام وأحزان وجراح لا يمكن أن تندمل إلا بعد مئات السنين .. كيف يمكن أن ينسى رجل أن تغتصب زوجته أمام عينيه ؟ وكيف ينسى أب أو أم صورة ولدهم وهو يذبح بالسكين أمام أعينهم .؟ لقد تأخر خطابك يا مرسي ، وتأخرت نجدتك لشعب كان يمكن أن تشتريه بموقفٍ ، يسجله لك التاريخ قرونا بعد قرون ... لقد تأخر هذا الخطاب حتى دفعت سوريا بسبب تأخره كثيرا وكثيرا جدا من الدماء والأشلاء وخدش الكرامة وانتهاك الحرمات .. ولم يبق لدى السوريين ما يخسرونه بعد الآن .. لقد خسرنا كل شيء . وجاءت وقفتك معنا متأخرة ، حتى لم يعد لها ألَقٌ ولا بريق .. وقديما قال القائل :
فإن كنتُ مأكولا فكُنْ خيرَ آكلٍ : وإلَّا فــأدركْـــني ولــمَّــا أُمَــزَّقِ
يسألُ بعضهم : لماذا لم يتكلم مرسي في خطاب الأمس ولا بحرف واحد ضد إيران .؟ يا ناس لا تسيئوا الظن بالرجل ، فلعله لم يعرف بعدُ أن إيرانَ هي المُمَوِّل الرئيسُ لحملة بشار الخنزير على الشعب السوري .؟ ولعله لم يعرف بعدُ أن إيران تغزو سوريا غزوا عسكرا بالمال والسلاح والرجال .. ولعل الرئيس مرسي لم يعلم أن خامنئي أفتى بوجوب قتل أبناء السنة في سوريا ، وزجَّ بآلاف الإيرانيين لقتل أبناء السنة وإبادتهم عن آخرهم في سوريا ، حتى إنه أعطاهم جوازات سفر يذهبون بها إلى الجنة إنْ هم ماتوا هناك .؟ أو لعل مرسي كان مشغولا في السنتين الماضيتين بحكم نكاح المتعة شرعا ، والنقاش الحاد حول جوازه أو تحريمه ، وهو – كما تعلمون - أمر يؤمِّنُ له إسكاتَ ملايين المصريين الذين سوف يغنيهم نكاح المتعة عن النكاح الشرعي وتكاليفه الباهظة بعد غلاء المهور .. ولذلك لم يجد الرئيس متسعا من الوقت للكلام في الشأن السوري ، لأن حفظ الفروج مقدم على حفظ البطون .؟
مرسي يا سادة ، سوف يتكلم ضد إيران ، ولكنه لن يتكلم إلا إذا تخطت إيرانُ الخطوط الحمر .. أما سمعتم بالخطوط الحمر التي يخطها الرؤساء في هذه الأيام .. فـ (أوباما ) خط عددا من الخطوط الحمر لبشار الأسد .. ولكن استطاع بشار القفز عنها من غير أن يدعس فوقها .. فالمهمُّ عند أوباما ( ممنوع الدعس على خطوطه الحمراء ) .. ويبدو أن القفز من فوقها مسموح ، وأنه لا يخل بحقوق الإنسان ، ولا يعترض عليه المجتمع الدولي ... وريّسنا مرسي يمكن أن يكون لديه خطوط حمر . ويمكن أن تكون إيران أيضا قامت بالقفز من فوقها ، واستطاعت أن تنصب جسرا جويا سريعا لإمداد بشار ، وتزويده بكل ما تملك من سلاح وذخائر وصواريخ لقتل السوريين .. ويمكن أنها استطاعت القفز من فوق خطوط مرسي ، وأمكنها أن تمر عبر قناة السويس للمرة المئة ، بسفن تجيء محملة بكل ما يقتل الشعب السوري ، وتعود محملة بأجساد أولئك القتلى ، لتقوم بإلقائهم في عرض بحر قزوين ، ليأكلها السمك ، وتدفن بذلك آثار الجريمة في قاع البحر ، ولا يبقى لها أثر .. لماذا تسيئون الظن بمرسي يا أيها الناس ، فالشعب السوري رفض تحديد النسل ، وصار ضروري إتاحة الفرصة لبشار ليقوم بتحديد عدد سكان سوريا بالقوة ، والعودة به إلى 4 مليون فقط ... أليس في ذلك خلاص من محنة الازدحام السكاني في سوريا .؟؟
ماشي يا عمي .. كل هذا الكلام ماشي .. وعمنا مرسي ما جاء مثله ريّس ، ولا رح يجي .. ولكن كيف يجوز لعمنا مرسي أن يسمح بتشييد الحسينيات لنشر التشيع في مصر .؟ سوف تقولون : هذا كذب ، وتنكرون وجود الحسينيات .. وسوف نصدقكم .. ولكن سنسأل ثانية : لماذا يسمح عمنا مرسي بشتم القرضاوي على الملأ .. والتي شتمته بنتٌ ( فلتانة ) يعني شرمـ...طة يعني قحـ ... ـة يعني منيو.. ـة ... اسمها ( ... ) لقد قامت هذه الساقطة بشتم القرضاوي وتهجمت عليه ، بسبب دعوته للجهاد ضد المجوس ، الذين يقومون بذبح أطفال سوريا واغتصاب نسائهم .. وانتصر لها صحفي مصري ( مأبون ) يعني يؤتى من دبره ، يعني أيضا ( منيـو ... ) وقال ذلك الساقط بصوت عال ، لو شقيتوا قميصي رح يطلع تحتو حسن نصر الله ، ولو شقيتوا قلبي ح يكون حسن نصر الله هناك ... يا حبيبي يا حسن . ما بقي شرموطة ولا شرموط إلا ويفديك بالروح والدم ، ويشد على يديك في قتل المسلمين السوريين ..
كل هذا يجري ، وريّسنا مرسي يتكلم عن نصرة الشعب السوري ، ويخصص لذلك أكثر من ثلثي خطبته أمس .. بينما يسكت عن مخازي إيران ، وجرائم إيران ، وغزو إيران لسوريا .. واستمرارها في إسقاط الدولة في سوريا ، والسير في مخطط التقسيم ، لإنشاء دويلة نصيرية في الساحل السوري ، تكون حليفا لإسرائيل ... أستغفر الله .. صحيح أن الرئيس لم يتكلم بخير ولا بشر عن إيران .. ولكنه تكلم عن تدخل حزب الشيطان ، وهو ذيل لإيران . يعني ترك الجمل وتعلق بالذيل ... ماشي يا عمي .
ونستأذن شراميط المتعة من الصحفيين ، لنذكّر الرئيس مرسي كما ذكرنا هو بوقفة مصر إلى جانب سوريا أثناء محنتها بغزو التتار ، وكيف قام الأشقاء المصريون بصدهم عن سوريا آنذاك .. ونقول له : إن الشيء بالشيء يذكر يا فخامة الرئيس ، فقد رد السوريون لكم الدين ، حين قام البطل سليمان الحلبي بقتل ( كليبر ) قائد الحملة الفرنسية على مصر ، حيث تسلل إلى حديقة منزله ، وطعنه بسكينه عدة طعنات حتى أرداه قتيلا .؟ وكأني بك يا سيادة الرئيس ، تريد أن تقول لنا : مصر وسوريا شعب واحد .. ونحن نعلم أنه منذ عهد عمرو بن العاص وإلى ما قبل خمسين سنة مضت ، ومصر وسوريا ، شعب واحد ، ، دمهم واحد ، ودينهم واحد . وآلامهم وآمالهم مشتركة ... وما يسيء لأحدهما يضر بالآخر ، وما يسر المصريين يسر أشقاءهم من السوريين ... وقبل مجيئك إلى سدة الحكم ، كنا نحلم بمجيء حاكم مسلم لمصر ، تعز به مصر والعرب والمسلمون ويعز هو بهم .. فلما جاء بك القدر قلنا بعد طول انتظار : لقد جاء الحاكم الذي كانت تنتظره مصر والعرب والمسلمون ... جاء الحاكم الذي تربى على أفكار الشهيد حسن البنا ، ووُلد من رحم ثورة الربيع العربي في مصر ... جاء القائد الذي سينهض بالأمة ، وترجع به مصر للقيادة والريادة في عالمنا العربي والإسلامي ... ولكنك يا سيادة الرئيس كما كنت بطيئا في المجيء ، كنت بطيئا في التصرف ، بطيئا في التفاعل مع الأحداث ، لم تحس بها إلا بعد فوات الأوان ...
وإلا فما الذي جعلك لا تتحرك لمقتل أكثر من 700 ألف سوري .. نعم 700 ألف ، وليس العدد كما يقول الإعلام مائة ألف فقط ، ولسوف تُصدّقُ الأيام ما أقول .. ونرجع إلى التساؤل فنقول : ما الذي جعلك يا سيدي لا تحس ببكاء الأطفال وعويل النساء لمدة سنتين .؟ ما الذي جعلك تتغاضى عن المجوس الذين يغتصبون أعراض السوريين ويقتلون شبابهم وأطفالهم .. ألم تعلم أنه بات لدينا اليوم أكثر من مليون معوَّق .؟ ألم تعلم أنه لم يبق في سوريا مسجد واحد سَلِمَ من القصف والتدمير .؟ ألم تعلم أن جهاد المجوس اليوم ، صار أولى من جهاد اليهود .؟ ألم تعلم أيها الرئيس المؤمن ، يا سليل ثورة الربيع العربي في مصر ، أن ثورة مصر لن تقوم لها قائمة ما لم تنتصر معها ثورة سوريا ، وتكون لها ردءاً وسندا .؟ فالتاريخ يقول : مصر وسوريا كاليدين ، تغسل إحداهما الأخرى . لا غني لأي منهما عن أختها في الملمات ..
الصراحة يا ناس ، لا أحد يتكلم اليوم على مرسي ، ويكفي أنه أطلق لقطار الحرية العِنَان في مصر ، حتى صار من الممكن أن تتجرأ ( صحفية فلتانة من بنات الليل ) على إهانة رمز إسلامي كبير ، من وزن علامة الأمة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله .؟ الصراحة يا إخواني ، عهد مرسي عهد منقطع النظير ... ورجاءً يا جماعة لا أحد يحكي على مرسي بعد الآن . وإلا خاصمته . كما خاصم هو حزب الله ليلة أمس على مسمع من العالم كله .